الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
الحمدُ للهِ الكَريمِ المَنَّانِ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ وأشهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنَّ نبيَّنا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعدُ فَأُوصِيكُم ونفسي بِتَقوى اللهِ في كُلِّ وَقتٍ وَحِينٍ فَهي وَصِيَّتةُ لِلأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَبِها تَكُونُ النَّجَاةُ يَومَ الدِّينِ (( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ )) عِبَادَ اللهِ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ رَبِّنَا جَلَّ وَعَلَا وَجِيزَةٌ فِي ألْفَاظِهَا غَزِيرَةٌ فِي مَعَانِيْهَا تَضَمَّنَتْ بَعْضَ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن ِالرَّحِيـمِ (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )) رَوَى البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلاً عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ( سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ ) وَسَمِعَ النَّبِيُّ ﷺ رَجُلًا يَدْعُو وَهُـوَ يَقُولُ ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِه الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ) رَوَاهُ أبَوُ دَاودَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ يَقُولُ الاِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ ﷺ أَنَّ هَذَا هُوَ الِاسْمَ الأَعْظَمَ لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنَ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ وَالتَّوْحِيدِ وَلِمَحَبَّةِ الرَّبِّ تَعَالَى لِذَلِكَ أَجَابَ مَنْ دَعَا بِهِ ا.هـ رَحِمَهُ اللهُ فَاحْمَدُوا اللهَ عَلَى نِعْمَةِ العَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ وَالتَّوْحِيدِ الخَالِصِ وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّ رَبِي غَفُورٌ رَحِيم
اَلْحَمْدُ لِلهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَاَلْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَاَمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ اَلْدَّاْعِي إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا أَمَّاْ بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ تُشْرَعُ قِرَاءَةُ سُورَةُ الإِخْلَاصِ فِي مَوَاطِنَ فَتُقْرَأُ مَعَ المُعَوِّذَتَينِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ صَبَاحًا وَمَسَاءً قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : ( تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ ) رَوَاهُ أبَوُ دَاودَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ وَتُقْرَأُ هَذِهِ السُّوَرُ الثَّلَاثُ عِنْدَ النَّوْمِ فَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : ( إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا (( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ )) وَ (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ )) وَ (( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ )) ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى وَلِمَا فِيهِ خَيرٌ للِبِلَادِ وَللِعِبَاد اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَام ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ( عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى سَوابِغِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))
المرفقات
1735245189_خطبة الجمعة 26 من شهر جمادى الآخرة 1446هـ.pdf
1735245203_خطبة الجمعة 26 من شهر جمادى الآخرة 1446هـ.docx