الحماية من خطر المخدرات ومادة ( الشَّبو )

خالد الكناني
1444/06/11 - 2023/01/04 13:56PM

الحماية من خطر المخدرات ومادة ( الشَّبو )

 إن الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلِ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن محمدًا عبده ورسوله ،  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أما بعدُ : عبادَ الله : اتقوا الله حق التقوى، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا ِاللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

أيها المسلمون : حفظ العقل من الضروريات الخمس ، ومما يجب على المسلم أن يحرص عليه ، سلامة عقلة وألا يعرضه للمخاطر والمدمرات ، فإن من مدمرات العقل الخمر والتي حرمها الإسلام وحرم كل مسكر، قال تعالى : {  يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ،، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} المائدة 90، 91

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقَيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ ، مشكاة المصابيح (2/ 846)

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ، حَرَامٌ، وَمَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» سنن ابن ماجه (2/ 1124)

أيها المسلمون : في زمننا المعاصر ابتلينا بأشد خطورة من الخمور الا وهي المخدرات بأنواعها المتعددة والتي من أخطرها مادة ( الشَّبو ) وهي مادة كيميائية لها نتائج مدمرة على الجهاز العصبي والمركزي للإنسان ( العقل ) وعلى الجهاز المناعي ، مادة ضارة خطرة من وقع في شباكها دمرت حياته ، فضررها يلحق بالضروريات الخمس فهي تفسد على من تعاطاها دينه وعلاقته بربه ، ومدمرة للعقل حتى أن متعاطيها يتصرف كالبهائم ، ومتلفة ومضيعة للمال ، ويبيع المتعاطي عرضه وينتهك حرماته بسبب هذه الآفة الخطيرة ، وهي هلاك وقتل للنفس .

أيها المسلمون : المخدرات آفة ووسيلة من الوسائل التي يستخدمها الأعداء في تدمير الشعوب والمجتمعات الإسلامية ، إن مروجي المخدرات يعملون وفق أجندة خارجية خطيرة تستهدف أبناء المجتمع من المواطنين والمقيمين ، مما يستلزم وقوف الجميع صفا واحدا لصد هذا المخطط الاجرامي المدمر لعقول أولادنا ولكل من يقع فيه ، علينا أن نتعاون مع الجهات الأمنية في الابلاغ عن مروجي ومهربي ومتعاطي المخدرات متى ما عرفنا ذلك ، وهذا من التعاون على البر والتقوى وحماية لأنفسنا ولمجتمعنا من الدمار والضياع ، قال تعالى : {  وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ  } المائدة 2

وهنا لابد أن نشيد بجهود رجال الجمارك ورجال مكافحة المخدرات ورجال الأمن جميعًا والشرفاء من المواطنين والمقيمين والذين يعملون على حماية المجتمع من آفة المخدرات بكافة أنواعها، والله نسأل لهم العون والتوفيق والسداد فيما يقمون به .

 

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آلة وأصحابه وَسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا ....

أمَّا بَعدُ ، أيها المسلمون : اتقوا الله حق التقوى واعلموا أن التصدي لهذه الآفة الخطرة يبدأ من المحضن الأول والأساس في التربية وهي الأسرة ودورها التربوي ، لأنها هي المسؤولة عن من تعول في حمايتهم ووقايتهم من عذاب الله من خلال تنشئتهم التنشئة الصالحة ، قال تعالى : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} التحريم 6

وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (( كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا... )) صحيح البخاري (2/ 5)

فأي انحرف فكري أو أخلاقي فإن الأسرة المهملة للتربية تكون سببا في وقوع النشء فيه

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ البَهِيمَةِ تُنْتَجُ البَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ» صحيح البخاري (2/ 100)

إنّ على الأسرة المسلمة الأخذ بأساليب وطرق التربية الصحيحة ومن ذلك نشر ثقافة

الحوار الأسري داخل البيت وبين كافة أفراد الأسرة، التوجيه والتعليم والتعريف بأضرار المخدرات الصحية والنفسية والمجتمعية ، وتحذير الأولاد من طرق وأساليب المروجين والمهربين وكيف يصطادون الفريسة ، فليحذروا من شرهم ومكرهم حتى لا يعقوا في الهاوية ، والحذر كل الحذر من كلمة جربوا ، وعلى الوالدين التعرف على أصدقاء الاولاد ومساعدتهم في اختيار الاصدقاء الصالحين ، وكذلك التعريف بخطورة بعض المواقع المشبوهة والقنوات الفاسدة المروجة للدعاية لهذه المخدرات ، وعلى الأسرة أن تلح في الدعاء واللجوء إلى الله تعالى بصلاح الاولاد وأن يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن ومن ذلك الوقوع في المخدرات ،قال تعالى : { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } الفرقان 74 ، {وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} أي: تقر بهم أعيننا ،قال ابن عباس: يعنون من يعمل بطاعة الله فتقر به أعينهم في الدنيا والآخرة )) تفسير ابن كثير ط العلمية (6/ 119)

وفي قصة الشاب الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن في الزنا ، كيف تحاور معه النبي صلى الله عليه وسلم فوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ ثم دعاء له قائلا : «اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ» فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ )) مسند أحمد مخرجا (36/ 545)

وهكذا ينبغي لجميع وسائل ووسائط التربية كالمدرسة والمسجد والإعلام وغيرها أن تتصدى لهذه الآفة الخطرة والمدمرة للفرد وللمجتمع.

اللهم احفظنا واحفظ اولادنا وبلادنا من شر الأشرار وكيد الفجار ياذا الجلال والاكرام.

هذا وصلوا على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }

 

 

 

 

 

المرفقات

1672829746_الحماية من خطر المخدرات ومادة ( الشَّبو ).pdf

المشاهدات 1005 | التعليقات 0