الحق والباطل // د. محمد العبدة
احمد ابوبكر
1435/04/15 - 2014/02/15 05:05AM
حين يظهر الحق واضحا جليا لا لبس فيه ولا خلط، وحين يظهر الباطل جليا مكشوفا بارزا، حين نرى أناسا لا يريدون الاسلام صراحة ويعارضونه بشتى أساليب الكذب والتشهير ويتقربون للغرب بأنهم يحاربون (الإرهاب)، الإرهاب الذي تحول إلى صناعة يتقنها الذين يريدون تحقيق أهدافهم. حين ذلك وفي هذا الوضوح تبدأ المعركة الحقيقية، ومن هنا يبدأ النصر، فالذي في قلبه مرض سينحاز للباطل ونعرفه، والذي في قلبه إيمان وأخلاق وإنسانية سينحاز للحق ونعرفه وسيصبح مساعدا ومؤازرا ونصيرا.
وقد وضح هذا الحق عندما ثار أهل السنة في العراق على الظلم الواقع بهم، وعندما أيد الغرب حكومة العراق في قمعها لأهل السنة، وعندما سكت الغرب عن جرائم النظام السوري، وعندما أيد الظلم في مصر. إن الذين تعودوا على الخضوع للظالم والذين يرددون دون عقل ولا ضمير ما يقال في الإعلام. هؤلاء ما هويتهم وما منبتهم ومن أي الأسر والقبائل وكذلك أمثالهم من السوريين الذين يقفون مع (بشار) وزمرته بعد كل الذي حدث من قتل وتدمير وتشويه للإنسان. إنه انحطاط نفسي وخلقي كان أمثالهم في الجزائر أيام الاستعمار الفرنسي يقولون: (أمنا باري (باريس) احفظها يا باري)!! وكان أمثالهم قبل عشرين عاما يكادون يقبلون أيدي (بوش).
من أين أتت هذه النفسية المهزومة المأزومة، ومن أين أتت هذه الوحشية من قبل أصحاب القوة الغاشمة، يقتلون أبناء بلدهم وبدم بارد، كيف يتسنى لضابط في الشرطة أن يصوب ناره على أعين المتظاهرين خاصة، وقناص النظام في سوريا يصوب بندقيته على الجنين في بطن الحامل.
من ربى هؤلاء على أن لا يحملوا في نفوسهم أي معنى من معاني الإنسانية أو الأخلاقية، لماذا في منطقتنا خاصة يوجد هذا النوع من البشر لم نر جيشا في أوكرانيا او غيرها يقتل الناس بمثل هذه الوحشية التي عندنا، هل الاستبداد الطويل هو الذي أنتج هذا النوع من البشر، أم إنهم من النوع الذين يعملون الشر وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا، لقد ضل سعيهم وخابوا وخسروا إن كانوا يظنون ذلك.
والسؤال الآخر : لماذا هذا التنافر الشديد بين أفراد الشعب الواحد، هل لأن المنطقة العربية وبسبب موقعها تستقبل موجات من الأعراق المختلفة من الشرق والغرب وهذا أدى إلى فسيفساء عرقية ودينية، وكل يتعصب لعرقه أو دينه تعصبا لم يبن على عقل أو علم، وتنشأ عند ذلك العزلة والخوف من الاخر. لماذا لم تنصهر هذه الشعوب في بوتقة الحضارة الاسلامية حتى يكون الحوار والمنطق هو الذي يسود العلاقات والخلافات، بل نشاهد أنهم لم ينصهروا في بوتقة الوطنية التي تعني الحرص على البلد أرضا وسكانا واستقلالا، لأننا نشاهد من تصرفات المستولين على الأمور ما يناقض الوطنية وكأن هدفهم هو التخريب.
إن الأمة لا تتقدم دون هذا الانصهار في مفهوم واسع ومحدد، لتكون الوجهة واحدة ولا يقع التفتت والتشرذم تحت مسميات التعددية الثقافية والعرقية، ولا يتم الانضاج الحضاري دون التجانس والتوحد، وهذا لا يعني إلغاء المكونات الجزئية قال تعالى: ((وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)) فالمقصود النهائي هو التعارف وهو التكامل والتوحد.
إن غفلة الشعوب التي لم تمارس الفعل السياسي منذ أمد بعيد ولم تعرف خبايا ودهاليز السياسة، وكيف يخطط أعداء هذا الدين، وما هي الاساليب التي يستعملونها، هذا الغفلة هي التي أدت إلى الخدعة الكبرى التي وقعت للشباب في دول الربيع؛ فظنوا أن التغييرات الشكلية هي تغييرات جوهرية، فأفاقوا وقد عادت الأمور إلى ما كانت عليه، بل أسوأ؛ فلقد رتب خصومهم الأمر جيداً، ومهدوا الطريق لكيلا تتحقق لهم الحرية والكرامة والاستقلال، وعمدوا إلى تسميم الأوضاع حتى عادت لهم سلطتهم في غفلة من الشعوب.
وإنه من الغفلة أيضا أن يظن البعض أن أمريكا والغرب عموما يفضلون للمنطقة العربية نظاما تعطى فيه الحرية للناس، لقد عادت أمريكا لتأييد الانقلابات العسكرية كما فعلت سابقا مع عبد الناصر ومع الانقلابات في سوريا. إن أقطاب السياسة المحترفين يعلمون كيف يؤثر الإعلام في نفوس الضعفاء وما يحدثه من أوهام في عقولهم فيضخم ما يسميه (الإسلام السياسي) وأنه سيطر على كل شيء. بعد هذا الدجل السياسي الذي مارسه الإعلام المؤيد للعسكر علم الناس الحقيقة وظهر الحق واضحا ، هنا وفي هذه اللحظة يجب على الذين يقاومون الاستبداد ولا يريدون أن ترجع البلاد إلى الوراء، أن يتقنوا فن المقاومة السلمية بشتى أساليبها وأنواعها ، وأولها التوحد نحو الأهداف الكبيرة والتماسك الاجتماعي ، وسلامة الصدر من الخلافات الصغيرة .
إن ثقافة المقاومة السلمية لا تعني المظاهرات والمؤتمرات فقط ، بل تعني أيضا مقاومة ثقافة التغريب التي تعتمد على نشر الفساد وإلهاء الناس بالتافه من الأمور ، وتعتمد على أكل السحت وإثراء طبقة معينة تتحالف مع اهل الحكم ، وثقافة المقاومة السلمية تعني عدم الاعتراف بسيطرة الخصم ، لأنه عند هذا الاعتراف يصبح الإنسان فريسة سهلة تؤثر فيه الدعاية ويميل للإحباط .
ثقافة المقاومة أن يكون هناك مراجعة دائمة لسير الأمور ومعرفة الأخطاء والاعتراف بها ووجود مراكز بحث تنظر للعمل السياسي ، وثقافة المقاومة تعني فضح كل أساليب الديكتاتورية وتعليم الناس المطالبة بالحرية والعيش بالكرامة التي تليق بالإنسان .
وقد وضح هذا الحق عندما ثار أهل السنة في العراق على الظلم الواقع بهم، وعندما أيد الغرب حكومة العراق في قمعها لأهل السنة، وعندما سكت الغرب عن جرائم النظام السوري، وعندما أيد الظلم في مصر. إن الذين تعودوا على الخضوع للظالم والذين يرددون دون عقل ولا ضمير ما يقال في الإعلام. هؤلاء ما هويتهم وما منبتهم ومن أي الأسر والقبائل وكذلك أمثالهم من السوريين الذين يقفون مع (بشار) وزمرته بعد كل الذي حدث من قتل وتدمير وتشويه للإنسان. إنه انحطاط نفسي وخلقي كان أمثالهم في الجزائر أيام الاستعمار الفرنسي يقولون: (أمنا باري (باريس) احفظها يا باري)!! وكان أمثالهم قبل عشرين عاما يكادون يقبلون أيدي (بوش).
من أين أتت هذه النفسية المهزومة المأزومة، ومن أين أتت هذه الوحشية من قبل أصحاب القوة الغاشمة، يقتلون أبناء بلدهم وبدم بارد، كيف يتسنى لضابط في الشرطة أن يصوب ناره على أعين المتظاهرين خاصة، وقناص النظام في سوريا يصوب بندقيته على الجنين في بطن الحامل.
من ربى هؤلاء على أن لا يحملوا في نفوسهم أي معنى من معاني الإنسانية أو الأخلاقية، لماذا في منطقتنا خاصة يوجد هذا النوع من البشر لم نر جيشا في أوكرانيا او غيرها يقتل الناس بمثل هذه الوحشية التي عندنا، هل الاستبداد الطويل هو الذي أنتج هذا النوع من البشر، أم إنهم من النوع الذين يعملون الشر وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا، لقد ضل سعيهم وخابوا وخسروا إن كانوا يظنون ذلك.
والسؤال الآخر : لماذا هذا التنافر الشديد بين أفراد الشعب الواحد، هل لأن المنطقة العربية وبسبب موقعها تستقبل موجات من الأعراق المختلفة من الشرق والغرب وهذا أدى إلى فسيفساء عرقية ودينية، وكل يتعصب لعرقه أو دينه تعصبا لم يبن على عقل أو علم، وتنشأ عند ذلك العزلة والخوف من الاخر. لماذا لم تنصهر هذه الشعوب في بوتقة الحضارة الاسلامية حتى يكون الحوار والمنطق هو الذي يسود العلاقات والخلافات، بل نشاهد أنهم لم ينصهروا في بوتقة الوطنية التي تعني الحرص على البلد أرضا وسكانا واستقلالا، لأننا نشاهد من تصرفات المستولين على الأمور ما يناقض الوطنية وكأن هدفهم هو التخريب.
إن الأمة لا تتقدم دون هذا الانصهار في مفهوم واسع ومحدد، لتكون الوجهة واحدة ولا يقع التفتت والتشرذم تحت مسميات التعددية الثقافية والعرقية، ولا يتم الانضاج الحضاري دون التجانس والتوحد، وهذا لا يعني إلغاء المكونات الجزئية قال تعالى: ((وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)) فالمقصود النهائي هو التعارف وهو التكامل والتوحد.
إن غفلة الشعوب التي لم تمارس الفعل السياسي منذ أمد بعيد ولم تعرف خبايا ودهاليز السياسة، وكيف يخطط أعداء هذا الدين، وما هي الاساليب التي يستعملونها، هذا الغفلة هي التي أدت إلى الخدعة الكبرى التي وقعت للشباب في دول الربيع؛ فظنوا أن التغييرات الشكلية هي تغييرات جوهرية، فأفاقوا وقد عادت الأمور إلى ما كانت عليه، بل أسوأ؛ فلقد رتب خصومهم الأمر جيداً، ومهدوا الطريق لكيلا تتحقق لهم الحرية والكرامة والاستقلال، وعمدوا إلى تسميم الأوضاع حتى عادت لهم سلطتهم في غفلة من الشعوب.
وإنه من الغفلة أيضا أن يظن البعض أن أمريكا والغرب عموما يفضلون للمنطقة العربية نظاما تعطى فيه الحرية للناس، لقد عادت أمريكا لتأييد الانقلابات العسكرية كما فعلت سابقا مع عبد الناصر ومع الانقلابات في سوريا. إن أقطاب السياسة المحترفين يعلمون كيف يؤثر الإعلام في نفوس الضعفاء وما يحدثه من أوهام في عقولهم فيضخم ما يسميه (الإسلام السياسي) وأنه سيطر على كل شيء. بعد هذا الدجل السياسي الذي مارسه الإعلام المؤيد للعسكر علم الناس الحقيقة وظهر الحق واضحا ، هنا وفي هذه اللحظة يجب على الذين يقاومون الاستبداد ولا يريدون أن ترجع البلاد إلى الوراء، أن يتقنوا فن المقاومة السلمية بشتى أساليبها وأنواعها ، وأولها التوحد نحو الأهداف الكبيرة والتماسك الاجتماعي ، وسلامة الصدر من الخلافات الصغيرة .
إن ثقافة المقاومة السلمية لا تعني المظاهرات والمؤتمرات فقط ، بل تعني أيضا مقاومة ثقافة التغريب التي تعتمد على نشر الفساد وإلهاء الناس بالتافه من الأمور ، وتعتمد على أكل السحت وإثراء طبقة معينة تتحالف مع اهل الحكم ، وثقافة المقاومة السلمية تعني عدم الاعتراف بسيطرة الخصم ، لأنه عند هذا الاعتراف يصبح الإنسان فريسة سهلة تؤثر فيه الدعاية ويميل للإحباط .
ثقافة المقاومة أن يكون هناك مراجعة دائمة لسير الأمور ومعرفة الأخطاء والاعتراف بها ووجود مراكز بحث تنظر للعمل السياسي ، وثقافة المقاومة تعني فضح كل أساليب الديكتاتورية وتعليم الناس المطالبة بالحرية والعيش بالكرامة التي تليق بالإنسان .