الحفاظُ على البيئةِ، وعدمُ إفسادِها

عبدالمحسن بن محمد العامر
1445/06/22 - 2024/01/04 11:30AM

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أحمدُه على نعمِهِ وآلائِه، وأشكرُه على فضلِه وعطائِه، وأشهدُ أنْ لا إله إلاّ اللهُ وحدَه لا شريكَ له في وحدانيّتِه وصفاتِه وأسمائه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه؛ خاتمُ رُسُلِه، وصفِيُّ أصفيائه، صلى اللهُ وسلّم عليه وعلى آلِه وأقربائه، وعلى صحابتِه وخُلَصائه، وعلى التابعينَ ومَنْ تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومٍ شديدٍ في كَرْبِه وعنائِه.

أمّا بعدُ: فيا عبادَ الله: أوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ؛ فتقوى اللهِ نورُ القلوبِ، وسعادَةُ النّفوسِ، وطمأنينةُ الأرواحِ، وليسَ للتقوى بديلٌ لِمَنْ أرادَ القُربَ مِنَ الرّبِّ الجليلِ. " مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ۚ تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا ۖ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ "

معاشرَ المؤمنينَ: البيئةُ؛ هي المكانُ الذي يَعيشُ فيه النّاسُ، وأصلُها مِنْ أباءَهُ منْزِلاً، وبوَّأهُ إيّاهُ، أيْ: هيّأهُ لهُ، وأنزلَه فيه.

وقدْ جَعلَ اللهُ الأرضَ لخَلْقِه مَنزلاً، ومُسْتَقرّاً، ومَتاعاً؛ فَمَهّدَها لَهُمْ، ومَدَّها، ودَحَاها، وأسكنَها وأَرْسَاها بجبَالٍ شامخاتٍ، وأخرجَ مِنها ماءَها ومرعَاها، وبِوابِلِ السّماءِ والأنهارِ سَقاهَا وأرْوَاها، وبالبحارِ وما فيها مِنْ عجائبِ خَلْقِه وبَدائعِ صُنْعِه وعَظيمِ نِعَمِه جَمَّلَها وحَبَاهَا، وبالأَشجَارِ والحَدائقِ والغاباتِ ذاتِ البَهْجَةِ زيّنَها وأثْرَاها، وبالشّمْسِ أضاءَها وأَمَدَّها وحَلَّاهَا، وبالقَمَرِ أنارَها وأزالَ سَجَاهَا، وبالليلِ والنّهارِ وتعاقُبِهما جعلَ مَعاشَها وسُكْنَاها، وبِكلِّ ما أسبَغَه اللهُ على مخلوقاتِه في هذه الأرضِ مِنْ نِعَمِه الظّاهِرةِ والباطِنَةِ أرادَ إصلاحَها ونَهى عن إفسادِها؛ فقالَ جلَّ شأنُه: "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا" وأَمَرَنَا ــ سبحانَه ــ بإعمارِ هذه الأرضَ الّتي أنشأنا منها، وأسْكَنَنَا فيها؛ فقالَ عزَّ مِنْ قائلٍ: "هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" وأكّدَ لَنَا جلَّ جلالُه بأنَّ طاعتَه وشُكرَه سَبَبٌ عَظيْمٌ مِنْ أسبابِ تَتَابُعِ النِّعمِ ودوامِها وزيادَتِها فقالَ سبحانَه: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ" وأخبَرَنا تعالى وتقدّسَ بأنَّ فَسَادَ الأرضِ في بَرِّها وبَحْرِها؛ إنّما هو بسببِ فَسَادِ تَصرّفاتِ بني آدمِ؛ فقالَ تعالى: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"

عبادَ اللهِ: العِلاقَةُ بين الإنسانِ والأرضِ علاقةٌ عجيبَةٌ وعظيمَةٌ؛ فَمِنْ هذه الأرْضِ خلقَ اللهُ الإنسانَ، وعليها  يعيشُ حياتَه، وفيها قَبرُه، ومِنْها يُبْعثُ يومَ القيامَةِ؛ قالَ تعالى: "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ"

إنَّ هذه العِلاقَةَ الوثيقةَ بينَ الإنسانِ والأرضِ؛ تَفْرضُ عليه حَقّاً حِمَايَةَ بيئتِها، والحِفاظَ عليها، وإبقاءها جميلةً سليمةً نَظِيفَةً؛ أشجارُها زاهِرةٌ وافرةٌ، وأرضُها طاهرِةٌ نَقيّةٌ ساحِرَةٌ، وأجواؤها صافيةٌ؛ عذبٌ هواؤها؛ عاطرٌ نسيمُها؛ زاكٍ عبيرُها.

الحفاظُ على البيئةِ وسلامتُها؛ قيمَةٌ عظيمَةٌ مِنْ قِيَمِ الإسلامِ؛ أكّدتْ هذه العِلاقةَ بينَ الإنسانِ والأرضِ، وشدّدَتْ على هذا الرّابطِ الأصيلِ بينهما؛ فقد نهى النّبيّ صلى الله عليه وسلّمَ عن التّبَرُّزِ والتّبوُّلِ في مَنابعِ المياه، ووسْطَ الطريقِ المسْلُوكِ، وفي ظِلِّ الأشجارِ التي يأوي إليها النّاسُ؛ لأنَّ ذلكَ خطَرٌ على الصِّحَّة، وتَلوِيثٌ للبيئةِ؛ إضافَةً إلى ما يَجْلِبُه لِفَاعِلِه مِنْ شَتْمِ النّاسِ ولَعْنِهم له؛ قالَ صلى اللهُ عليه وسلّمَ: "اتَّقوا الملاعنَ الثلاثة البَرازَ في المواردِ وقارعةِ الطَّريقِ والظِّلِّ" رواهُ أبو داود عن معاذِ بن جبلٍ رضي الله عنه، وحسّنه الألبانيُّ.

وقالَ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: "اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ" رواهُ مسلم.

ومنَ الحِفاظِ على البيئةِ؛ إماطةُ الأذى عن الطّريقِ، ومثلُه كلُّ أذىً يتأذى منه المسلمونَ في أماكِنهم العامَّةِ، وقدْ عدَّه النّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلّم مِن شُعَبِ الإيمانِ؛ فقالَ: "الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ" رواهُ مسلمٌ.

وقالَ صلى اللهُ عليه وسلّم: "بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له" رواهُ البخاريُّ.

ومِنَ الحفاظِ على البيئةِ؛ الحفاظُ على الغطاءِ النّباتيِّ، والمساهَمَةُ في إعادَتِه، واحتسابُ الأجرِ عندَ اللهِ في إحيائه، فلَعَلَّه يشمَلُه قولُ المصطفى صلى اللهُ عليه وسلمَ: "مَن أحيا أرضًا مَيْتَةً فله فيها أجرٌ، وما أكَلتِ العافيةُ فهو له صدقةٌ" رواهُ الإمامُ أحمدُ، وصحّحَه الألبانيُّ، والعافيةُ: كُلُّ طالِبِ رِزقٍ من إنسانٍ، أو دابَّةٍ، أو طائِرٍ، أو غيرِ ذلك.

ويَلْحقُ بذلك غرسُ الأشجارِ، وزَرْعُ الزُّرُوعِ، ومِنْه رميُ البذورِ الطيّبَةِ المفيدَةِ النّافعةِ المناسبةِ للمكانِ والأرضِ والتربةِ؛ بعدَ أخذ الموافقةِ الرَّسميةِ والترخيصِ مِن الجهاتِ المَعْنيّةِ بذلك؛ قالَ صلى اللهُ عليه وسلّمَ: "ما من مسلمٍ يغرسُ غرسًا أو يزرعُ زرعًا فيأْكلُ منْهُ إنسانٌ أو طيرٌ أو بَهيمةٌ إلَّا كانت لَهُ صدقةٌ" رواهُ التّرمذيُّ، وصحّحه الألبانيُّ.

وحذّر النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ مِنْ قطعِ الأشجارِ التي ينتفعُ بها الناسُ والبهائمُ، فقالَ: "مَن قطَع سِدْرةً صوَّب اللهُ رأسَهُ في النَّارِ" رواهُ أبوداودَ وصحَّحه الألبانيُّ، وقدْ سُئلَ أبوداودَ عن معنى هذا الحديثِ؛ فقالَ: (هذا الحديثُ مختصرٌ: يعني مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً في فَلاةٍ يِستظلُّ بها ابنُ السبيلِ، والبهائمُ؛ عبثاً وظلْماً بغيرِ حقٍّ يكونُ له فيها؛ صَوَّبَ اللهُ رأسَه في النّارِ) انتهى كلامُه رحمه الله.

هذا الوعيدُ جاءَ في سِدْرَةٍ واحدَةٍ، وأيضاً في فلاةٍ؛ فكيفَ بالاحتطابِ الجائرِ؟ وكيفَ بتقطيعِ أشجارِ الأوديةِ والمنتزهاتِ؟

ومِن الحفاظِ على البيئةِ: حِمَايتُها مِنْ إشعالِ النّارِ فيها، ومِنْ أَضْرَارِها، والالتزامُ بالتعاليمِ والأنظمةِ في ذلك، فالنارُ مَعَ أنَّها مُتعَةٌ، وأُنْسٌ، يَطيبُ عليها طبخُ الطّعامِ، ويَلَذُّ فوقَها الشِّواءُ، إلا أنّها مُفْسِدَةٌ للمكانِ الذي تُشْعَلُ فيه، فلا يعودُ إليه النَّباتُ، ولا يَصلُحُ للجلوسِ، ويَبْقى منظرُهُ شائنٌ للمكانِ، وإشعالُ النارِ في المواقدِ المخصَّصةِ لها؛ وِفْقَ التعليماتِ والأنظمَةِ؛ فيه حِمايَةٌ للأرضِ مِنْ ذلك كلِّه، وسلامةٌ ــ بإذنِ اللهِ مِنْ أخطارِها، ومِنْ ثمَّ يجبُ التّخلّصُ مِنْ جَمْرِها وَرَمَادِها بطريقةٍ سليمةٍ صحيحةٍ؛ فلا يُكَبُّ على الأعشابِ، ولا على الأشجارِ، ولا في أماكنِ الجلوسِ؛ فالنارُ عدوٌّ إنْ لم يُتَصَرّفُ مَعَها بطريقةٍ سليمةٍ أحرقَتْ وآذَتْ؛ عن أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنه قالَ: "احْتَرَقَ بَيْتٌ بالمَدِينَةِ علَى أهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بشَأْنِهِمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: إنَّ هذِه النَّارَ إنَّما هي عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فأطْفِئُوهَا عَنْكُمْ" رواه البخاريُّ.

باركَ اللهُ لي ولكم بالكتابِ والسنّةِ ......

أقولُ قولي هذا ......

 

الخطبَةُ الثّانيةُ:

الحمدُ للهِ على شرعِه المُطهَّرِ، والشكرُ له على ما نَهى وأمَرَ، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له؛ عزَّ وَقَهَرَ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، خيرُ مَنْ ذاعَ ذِكْرُهُ واشْتَهَرَ؛ صلى اللهُ وسلم عليه وعلى آله وصحابتِه خيرِ أهلِ المَدَرِ والوَبَرِ، وعلى مَنِ اتّبعَهم مِنَ البشرِ إلى يومِ البعْثِ والحَشْرِ.

أما بعدُ: فيا عبادَ اللهِ اتقوا اللهَ:

"فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"

معاشرَ المؤمنينَ: أمْرُ البيئةِ وشأنُها مرتبطٌ بالأمطارِ والسّيولِ، إذْ بينهما اشتراكٌ وثيقٌ، وعلاقةٌ مُطَّردَةٌ، وعُشّاقُهما يستمتعونَ بكلِّ تفاصيلِهمَا الدَّقيقةِ، ويعيشونَ لَحَظَاتِ تَكوُّنِ السّحابِ، وهُطولِ الأمطارِ، وجَريَانِ الأَودِيَةِ لَحْظَةً بِلَحْظَةٍ، وهذا مِنْ الاستبشارِ الفِطْرِيِّ بالمِطَرِ، ولا يُلامُ عليه أحدٌ؛ قالَ تعالى: "اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ" إنّما الملامَةُ، واستحقاقُ الزّجْرِ والعقابِ؛ على أولئك المجازفينَ باقتحامِ السيولِ، والأوديةِ الجاريةِ، والدخولِ في أماكنِ الوَحْلِ والمُسْتَنْقَعاتِ، المعرِّضينَ أنفسَهمْ، وسياراتِهم، وأموالَهم للهلاكِ، أو الضَّرَرِ المُحَقَّقِ.

في كُلِّ حالةٍ مَطَرِيَةٍ تَسْتَجِدُّ، تُحذِّرُ الجهاتُ المَعنِيةُ مِنِ اقتحامِ الأوديةِ، والمكوثِ فيها، وتُطالبَ الجميعَ بتجنُّبِها والابتعادِ عنها، إلّا أنَّ البعضَ ــ هداهم اللهُ ــ لا يُبالونَ بذلكَ ولا يمتثلونَ له، معَ أنَّ تلكَ الجهاتِ مُخوَّلةٌ مِنْ وليِّ الأمرِ وطاعتُها تدخلُ في وجوبِ طاعةِ وليِّ الأمرِ.

وَكمْ جَرّتْ تلكمُ المُخالفاتُ مِنْ وَيْلاتٍ، وكَمْ جَلَبتْ مِن حوادِثَ وهَلَكاتٍ؛ واللهُ جلَّ شأنُه يقولُ: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"

وبعدُ عبادَ اللهِ: كادَ التَّصحُّرُ أنْ يَشمَلَ كُلَّ مكانٍ في وطنِنَا، وكادَتْ أنْ تُعْدَمَ الأشجارُ، والرِّياضُ الغنّاءُ مِنْ بلادِنا، حتّى أقامَ وُلاةُ الأمْرِ ــ وفّقهم اللهُ ــ مَحْمِياتٍ طبيعيةً بمناطقَ عِدّةٍ؛ حِفاظاً على البيئةِ، وإعادَةً لتأهيلِها، وقدْ شَهِدَ كلُّ مرتاديها، والمُطَّلِعونَ على صُوَرِهَا؛ أثرَ الحمايةِ الإيجابيِّ، وكيفَ عادتْ الحياةُ فيها إلى طبيعتِها الغنّاءِ، وسابقِ عهدها الجميلِ؛ فواجبُ الجميعِ التزامُ تعليماتِ الجهاتِ المُخْتَصَّةِ بذلك، والعملُ بالأنظمةِ الصَّادِرةِ بشأنها، والتّعاوُنُ في ذلك؛ إذْ أنَّه مِنَ البرِّ والنَّفْعِ العامِّ للمسلمينَ؛ قالَ تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"

هذا وصلّوا وسلّموا على رسولِ الله ......

المشاهدات 1317 | التعليقات 0