الحَسْبَلَةُ فِي حَيَاتِنَا

يوسف العوض
1442/10/13 - 2021/05/25 13:09PM

الخطبة الأولى :

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

إنَّ أَصْدَق الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ .

﴿  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ أما بعدُ..

أيُّها المُسلمون: الحَسْبَلَةُ أو حَسْبِي اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  مِنْ أعظمِ الأدعيةِ الواردةِ في الكتابِ والسنةِ الصحيحةِ  وقد قَالَهَا إبْرَاهِيمُ الخليلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ فِى النَّارِ ، وَقَالَهَا الحبيبُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَمَا قِيلَ لَهُ بَعْدَ غَزْوَةِ أُحُدٍ أَنْ قريشاً ومَنْ مَعَهَا قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى الرُّجُوعِ إلَى الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ وَاسْتِئْصَالِ وَأَبَادَةِ الْمُسْلِمِين ، فَعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : (حَسْبُنا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، قَالَهَا إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا : { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .

أيُّها المُسلمون: لَمّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ غَزْوَةِ أُحُدٍ وَأَصَابُوا مِنْ الْمُسْلِمِينَ مَا أَصَابُوا لِحُكْمِةٍ يُرِيدُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ الْمُسْلِمُونَ فِي هَمٍّ وَحِيرَةٍ : "أنَّى هَذَا ؟ ! " ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ : { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ : " { قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا } أَي : مِنْ أَيْنَ جَرَى عَلَيْنَا هَذَا ؟ { قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } أَي : بِسَبَب عصيانِكم رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَمَرَكُمْ أَنْ لَا تَبْرَحُوا مِن مَكَانٍكُم فعصيتُم ، يَعْنِي بِذَلِكَ الرّمَاةَ ، { إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أَي : وَيَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ، لاَ مُعَقِّبَ لحكمه" .

أيُّها المُسلمون: أحسَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يُقَاسِيه ويعانيه أَصْحَابُهُ مِنْ مَرَارَةٍ وحُزن ٍبَعْدَ أُحُدٍ ، وَخَشِيَ أَنْ يَعُودَ جَيشُ الْمُشْرِكِين لغزو الْمَدِينَةٍِ، فَقَرَّر ـ رَغْمَ مَا بِهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ مِنْ آلم وَجِرَاح ـ ، أَنْ يَقُومَ بِعَمَلِيَّةِ مُطَارَدَةٍ لِلْمُشْرِكِين ، وَكَانَ ذَلِكَ صَبَاحُ الْيَوْمِ التَّالِي مِنْ مَعْرَكَةِ أَحَدٍ فِي شَهْرِ شَوَّالٍ مِنْ السُّنَّةِ الثَّالِثَةِ مِنْ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ ، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : "كان أحُدُ يَوْمَ السَّبْتِ لِلنّصْفِ مِنْ شَوَّالٍ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ يَوْمَ الْأَحَدِ سَادِسَ عَشَرَ مِنْ شَوَّالٍ : أذّن مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ بِطَلَبِ الْعَدُوِّ ، وَأَنْ لَا يَخْرُجَ مَعَنَا إلّا مِنْ حَضَرَ بِالْأَمْسِ ، فَاسْتَأْذَنَه جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْخُرُوجِ مَعَهُ فَأَذِنَ لَهُ ، وَإِنَّمَا خَرَجَ مرهباً لِلْعَدُوّ ، وليظنُّوا أَنَّ الَّذِي أَصَابَهُمْ لَم يوهنْهُم عَنْ طَلَبِ عدوهم" . وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا : (قرأَت قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى : { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ } ، فَقَالَت لِعُرْوَةَ ابْنِ أُخْتِهَا : يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ أَبُوك مِنْهُم الزُّبَيْرُ وَأَبُو بَكْرٍ ، لِمَّا أَصَابَ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصَابَ يَوْمَ أُحُدٍ فَانْصَرَف عَنْه الْمُشْرِكُون خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا ، فَانْتَدَب مِنْهُمْ سَبْعِينَ رجلاً كَانَ فِيهِمْ الزُّبَيْرِ وَأَبُو بكر) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .

أيُّها المُسلمون: سَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ حَتَّى بَلَغُوا حَمْرَاءَ الْأَسَدِ ، عَلَى بُعْدِ ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ مِنْ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ ، فَعَسْكَرُوا هُنَاكَ وَأَقَامُوا فِيهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، فَلَم يتشجعَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى لِقَائِه ، غَيْرَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ حَاوَلَ أَنْ يَشُنّ حَرْباً نَفْسِيَّةً ضِدَّ الْمُسْلِمِين ، فَقَدْ مَرَّ بِهِ رَكْبٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ يُرِيدُ الْمَدِينَةَ ، فَقَالَ لَهُمْ : هَلْ أَنْتُمْ مُبلِّغون عَنِّي محمداً رِسَالَةً ، وَأَوْقَر لَكُم راحلتَكم هَذِه زبيباً بِعُكَاظ إذَا أَتَيْتُمْ إلَى مَكَّةَ ؟ قَالُوا : نَعَم ، قَال : فأبلُّغوا محمَّداً أنّا قَدْ أَجْمَعْنَا الكَرَّةَ (الرجعةَ) لنستأصله ونستأصلَ أَصْحَابََهُ ، فَمَرَّ هَذَا الرَّكَبُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِحَمْرَاءِ الْأَسَدِ فَأَخْبَرُوه بِاَلَّذِي قَالَ أَبُو سُفْيَانَ ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وَالْمُسْلِمُونَ : (حسبُنا اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل) ،) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، وَاسْتَمَرّ الْمُسْلِمُونَ فِي مُعَسْكَرِهُم ، فَخَافَ أَبُو سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ وَآثَرُوا السَّلَامَةَ وَرَجَعُوا إلَى مَكَّةَ .

أيُّها المُسلمون: إنَّ خُرُوجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجيشٍ مُتْعَبٍ مُثقلٍ بالآلامِ وَالْجِرَاحِ ، وَقَوْلُهُم أمَامَ تَهْدِيدِ وتخويفِ عَدُوّهِم لَهُم : "حسبُنا اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل" ، هُوَ خَيْرُ رِسَالَةٍ لأعدائِه بِأَنَّ الْمُسْلِمِينَ لَا زَالُوا أعزَّةً قَادِرِينَ عَلَى الْمُوَاجَهَةِ ، فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يعوقَهم أَو يوقفَهم عَن مُوَاصَلَةِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَيْءٌ ، فَأَزَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ مَا حَدَثَ لِأَصْحَابِهِ فِي أُحُدٍ ، وَرَجَعُوا إلَى الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ أَعْزةً مرفوعي الرَّأْسِ ، وَقَدْ أَشَارَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ إلَى ذَلِكَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : { الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ }.     

 

  الخطبة الثانية :

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، أَمَّا بَعْدُ :

أيُّها المُسلمون: لَا شَكَّ أَنَّ "حسبنا اللَّهُ وَنِعْمَ الوكيل" لَه عَظِيمُ النَّفْعِ وَبَالَغُ الْأَثَرِ فِي كَشْفِ الضُّرِّ وَالْبَلَاء ، لِمَا فِيهِ مِنْ اعْتِصَامٍ بِاَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرُكُونٍ إلَيْه ، وَتَفْوِيضِ الْأَمْرِ لَهُ ، وَإِظْهَارِ التَّوَكُّل ِعَلَيْهِ سُبْحَانَهُ ، وَهُوَ دُعَاءٌ يُنَاسِبُ كُلَّ مَوْقِفٍ يُصِيبُ الْمُسْلِمَ فِيهِ هَمٌّ أَوْ فَزَعٌ أَوْ خَوْفٌ ، أَوْ شِدَّةٌ أَوْ كَربٌ أَوْ مُصِيبَةٌ ، فَيَكُونُ لِسَانُ حَالِهِ وَمَقَالهِ الالْتِجَاءَ إلَى اللَّهِ ، وَالِاكْتِفَاءَ بحمايته وَجَنَابَهِ الْعَظِيمِ عَنْ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ ، وَقَالَ ابْنُ عُثَيْمِين : "(حَسْبُنَا) أَي : كافينا فِي مُهِمَّاتِنَا وملماتِنا ، (وَنِعْمَ الوكيلُ) أَنَّهُ نَعَمْ الْكَافِي جلَّ وَعَلَا ، فَإِنَّهُ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النصير" ، وَقَدْ قَالَهُ إبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، فصَرَف اللَّهُ عَنْهُ شَـرَّ الْأَشْرَارِ ، وَكَفَاه حَـرَّ النَّارِ ، وَجَعَلَهَا برداً وسلاماً عَلَيْه ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ }، وَقَالَه مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ الْكِرَام بَعْدَ غَزْوَةِ أُحُدٍ حِينَ قِيلَ لَهُمْ : { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }، فحفظهم اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَجَعُوا بعافيةٍ وَفَضلٍ مِنْ رَبِّهِمْ ، لَمْ يَمْسَسْهُمْ مَكْرُوهٌ مِنْ عدوِّهم وَلَا أَذًى ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } .

نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُلهمنا السَّدَادَ ، وَيَثْبُتَ خُطانا عَلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ . .

 

 

 

المشاهدات 1178 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا