الحركة الحوثية ووقفات سريعة مع عاصفة الحزم

عبدالله اليابس
1436/06/20 - 2015/04/09 06:16AM
الحركة الحوثية ووقفات مهمة مع عاصفة الحزم
الحمد لله رب العالمين.. القائل في كتابه المبين: (إنما المؤمنون إخوة) والقائل جل وعلا: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة), والصلاة والسلام على النبي الأمين, القائل كما عند مسلم: (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم ، مَثلُ الجسدِ . إذا اشتكَى منه عضوٌ ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى) وهو القائل صلى الله عليه وسلم: (بعثت بالسيف بين يدي الساعة) كما عند البخاري ومسلم.
أما بعد: وهبت العاصفة .. عاصفة الحزم.. هبت في طريق مد صفوي خبيث.. تطاول على بلاد الإسلام.. حتى تهدد مكة والمدينة.. ذراعه يمانية حوثية .. تنكرت لدينها وبلادها والتحقت والتحفت بلحاف الروافض الفرس.. فأصبحت دمية طيعة بين أيديهم.. فما هي الحركة الحوثية؟
لابد قبل الحديث عن الحركة الحوثية في اليمن أن نعلم أولاً جذورها, فقد بدأت الحركة زيدية, والزيدية هم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة -رضي الله عنها-، ولم يجوزوا ثبوت الإمامة في غيرهم.
وكان من مذهب زيد بن علي جواز إمامة المفضول مع قيام الأفضل، والخروج على أئمة الجور، فقال: كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أفضل الصحابة، إلا أن الخلافة فوضت إلى أبي بكر لمصلحة رأوها، وقاعدة دينية راعوها؛ من تسكين ثائرة الفتنة، وتطييب قلوب العامة، فكانت المصلحة أن يكون القائم بهذا الشأن مَنْ عرفوه باللين، والتؤدة، والتقدم بالسن، والسبق في الإسلام، والقرب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولما سمعت شيعة الكوفة هذه المقالة منه، وعرفوا أنه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- رفضوه, فقال رفضتموني, فسميت لذلك بالرافضة.
واشتدت الفتنة على زيد حتى قتل وصلب في الكوفة، فقام بالإمامة بعده ابنه يحيى بن زيد، فمضى إلى خراسان، فاجتمعت عليه جماعة كثيرة, إلا أنه قتل كما قتل أبوه، وصلب كما صلب, ولم ينتظم أمر الزيدية بعد ذلك، ثم تفرقوا فرقاً عدة, ومالت فرقة منهم عن القول بإمامة المفضول، فطعنت في الصحابة -رضي الله عنهم- كما فعل الرافضة الذين رفضوا زيداً من قبل، وهؤلاء هم الجارودية من الزيدية، فهم غلاة، معتقدهم قريب من معتقد الرافضة الإثني عشرية، زعموا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نصّ على علي -رضي الله عنه بالوصف- دون التسمية.

إن عامة الزيدية قريبون من أهل السنة والجماعة في شأن الصحابة، يترضون عليهم، ويتولون أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-، وقد تأثر كثير منهم في اليمن بأهل السنة، لنشاط الدعوة السنية هناك، وقدوم عدد كبير منهم للعمل في المملكة على مدار الخمسين سنة الماضية، ودراسة عدد منهم في الجامعات السعودية.
وسلفُهم في ذلك علماء أجلاء كانوا على مذهب الزيدية، ثم تحولوا لمذهب أهل السنة والجماعة، منهم الأمير الإمام الصنعاني رحمه الله الذي توفي سنة 1182هـ، والإمام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله الذي توفي سنة 1250هـ، وهم من أعلام أهل السنة والجماعة في عصرهم.
ومن المعاصرين الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، فقد كان زيدياً في الأصل، ودرس في الجامعة الإسلامية في المدينة، فصار من أعلام أهل السنة؛ وغيرهم كثير ممن لهم جهود مشكورة في بلادهم.
أيها الإخوة.. بعد أن علمنا حال الزيدية فأنقل معكم دفة الحديث إلى الْبِدَايَةِ الْحُوثِيَّةِ .. فقد كَانَتْ في مَطْلَعِ التِّسْعِينِيَّاتِ الْمِيلَادِيَّةِ فِي مُحَافَظَةِ صَعْدَةَ بِالتَّحْدِيدِ؛ حَيْثُ خَرَجَتْ لِلْوُجُودِ حَرَكَةٌ تَنْظِيمِيَّةٌ أَطْلَقَتْ عَلَى نَفْسِهَا (الشَّبَابَ الْمُؤْمِنَ) كَانَ مِنْ أَبْرَزِ مُؤَسِّسِيهَا بَدْرُ الدِّينِ الْحُوثِيِّ، ثُمَّ تَوَلَّى رِئَاسَتَهَا ابْنُهُ حُسَيْنُ بَدْرِ الدِّينِ الْحُوثِيِّ، كَانَ نَشَاطُ هَذَا التَّنْظِيمِ فِي بِدَايَاتِهِ فِكْرِيًّا يَهْدُفُ إِلَى تَدْرِيسِ الْمَذْهَبِ الزَّيْدِيِّ.
وَحِينَ حَدَثَتِ الْوَحْدَةُ الْيَمَنِيَّةُ وَفُتِحَ الْمَجَالُ أَمَامَ التَّعَدُّدِيَّةِ الْحِزْبِيَّةِ، كَانَ لِهَذَا التَّنْظِيمِ كُرْسِيٌّ فِي مَجْلِسِ النُّوَّابِ فِي الْحُكُومَةِ الْيَمَنِيَّةِ مُمَثِّلًا عَنِ الطَّائِفَةِ الزَّيْدِيَّةِ.
فِي تِلْكَ الْفَتْرَةِ حَصَلَ انْشِقَاقٌ وَمُنَافَرَةٌ بَيْنَ عُلَمَاءِ الزَّيْدِيَّةِ مِنْ جِهَةٍ ، وَبَيْنَ بَدْرِ الدِّينِ الْحُوثِيِّ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى؛ بِسَبَبِ آرَاءِ الأخير الْمُخَالِفَةِ لِلزَّيْدِيَّةِ؛ وَمِنْهَا: دِفَاعُهُ الْمُسْتَمِيتُ وَمَيْلُهُ الْوَاضِحُ لِمَذْهَبِ الشِّيعَةِ الْإِمَامِيَّةِ الِاثْنَى عَشْرِيَّةِ، فَأَصْدَرَ حِينَهَا عُلَمَاءُ الزَّيْدِيَّةِ بَيَانًا تَبَرَّءُوا فِيهِ مِنَ الْحُوثِيِّ وَآرَائِهِ.
عِنْدَهَا اضْطُرَّ الْحُوثِيُّ لِلْهِجْرَةِ إِلَى إِيرَانَ، وَعَاشَ هُنَاكَ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ تَغَذَّى فِيهَا مِنَ الْمُعَتَقَدِ الصَّفَوِيِّ وَازْدَادَتْ قَنَاعَتُهُ بِالْمَذْهَبِ الْإِمَامِيِّ الِاثْنَى عَشْرِيِّ.
وَفِي عَامِ 2002 مِيلَادِيًّا عَادَ الْحُوثِيُّ إِلَى بِلَادِهِ، وَعَادَ لِتَدْرِيسِ أَفْكَارِهِ الْجَدِيدَةِ وَالَّتِي مِنْهَا: لَعْنُ الصَّحَابَةِ وَتَكْفِيرِهِمْ، وَوُجُوبُ أَخْذِ الخُمُسِ،وَغَيْرُهَا مِنَ الْمَسَائِلِ الَّتِي وَافَقَ فِيهَا مَذْهَبَ الشِّيعَةِ الْإِمَامِيَّةِ.
وَفِي تِلْكَ الْأَثْنَاءِ -أَيْضًا- كَانَتِ الْحَرَكَةُ الْحُوثِيَّةُ تُرْسِلُ أَبْنَاءَ صَعْدَةَ لِلدِّرَاسَةِ فِي الْحَوْزَاتِ الْعِلْمِيَّةِ فِي قُمْ وَالنَّجَفِ؛ لِتُعَبِّئَهُمُ الْعَمَائِمُ الصَّفَوِيَّةُ هُنَاكَ أَنَّ كُلَّ حُكُومَةٍ غَيْرِ وِلَايَةِ الفَقِيهِ النَّائِبَةِ عَنِ الْإِمَامِ الْمُنْتَظَرِ هِيَ حُكُومَةٌ غَيْرُ شَرْعِيَّةٍ وَلَا مُعْتَرِفَ بِهَا.
وَلِهَذَا كَانَ لِلْحَرَكَةِ الْحُوثِيَّةِ النَّفَسُ الثَّوْرِيُّ النَّاقِمُ عَلَى الْحُكُومَةِ هُنَاكَ؛ فَانْدَلَعَتْ حُرُوبٌ خَمْسَةٌ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ كَلَّفَتْ بِلَادَ الْيَمَنِ آلَافَ الْأَرْوَاحِ وَخَسَائِرَ مَالِيَّةً كُبْرَى.
لقد كانت الظُّرُوفُ الِاقْتِصَادِيَّةُ وَالِاجْتِمَاعِيَّةُ الَّتِي يُعَانِي مِنْهَا الْيَمَنُ، وَالدَّعْمُ الصَّفَوِيُّ الْعَسْكَرِيُّ وَالْمَالِيُّ- مِنْ أَهَمِّ الْأَسْبَابِ الَّتِي جَعَلَتْ هَذِهِ الْحَرَكَةَ تَبْرُزُ عَلَى السَّاحَةِ فِي سَنَوَاتٍ قَلَائِلَ، فَضْلًا عَنِ الشِّعَارَاتِ الرَّنَّانَةِ الَّتِي كَانَ يَرْفَعُهَا الْحُوثِيُّونَ؛ "الْمَوْتُ لِأَمْرِيكَا والموت لِإِسْرَائِيلَ واللعنة على اليهود والنصر للإسلام"، وَغَيْرِهَا مِنَ الشِّعَارَاتِ الْخَدَّاعَةِ وَالَّتِي أَكْسَبَتْهُمْ تَعَاطُفًا كَبِيرًا بَيْنَ أَبْنَاءِ الْيَمَنِ.
لقد قلب الحوثيون ظهر المجن على أهل اليمن.. وأصبحوا أذرعة للتوغل الصفوي في المنطقة.. فدخلوا في مواجهات مسلحة مع الحكومة والشعب.. حتى سقطت بيدهم العاصمة صنعاء.. وعاثوا فيها الفساد.. كما فعلوا قبلها في عمران ودماج وأخواتها.. يخدمون في ذلك توجهات الصفويين التوسعية للسيطرة على العالم الإسلامي.. وسعيًا في إسقاط اليمن كما سقطت بأيديهم بغداد الرشيد.. ودمشق الأمويين.. وغيرها من بلدان المسلمين.
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم.. لقد قيض الله تعالى لهذه الغطرسة والجبروت تحالفًا إسلاميًا سنيًا أسأل الله أن يجعله مباركًا .. وأن يعز به الإسلام والمسلمين.. سمي بعاصفة الحزم:
يد البغي والعدوان والغدر والجرمِ *** سيقطعها سيف العدالة والحزمِ
فلا يطمع الباغون إن طال صمتنا *** فبعد سكون الليل عاصفة الحزمِ
فألحوا على الله تعالى بالدعاء أن ينصر أهل السنة, وأن يدحر أهل البدعة, وأن يعز الإسلام وأهله إنه ولي ذلك والقادر عليه.
بارك الله لي ولكم بالقرآن والسنة, ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة, قد قلت ما سمعتم, وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية :
الحمد لله على إحسانه, والشكر له على توفيقه وامتنانه, وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيمًا لشأنه, والصالة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وإخوانه, وسلم تسليمًا كثيرًا,
أما بعد: فاسمحوا لي أيها الإخوة بوقفات سريعة مع عاصفة الحزم:
أولى الوقفات: يجب أن نعلم علمًا يقينيًا أن هذه الحرب ليست ضد اليمن .. بل هي لليمن.
إنها لإنقاذ اليمن من قبضة المد الصفوي الرافضي الباغي.. لإنقاذ التوحيد هناك.. ولحماية بلادنا أيضًا.
الوقفة الثانية: أهل اليمن هم أهلنا.. نشترك معهم في التاريخ والجغرافيا والنسب والحسب.. اليمن .. سماها الله تعالى في كتابه كما في قصة سبأ بالبلدة الطيبة, أهل اليمن هم من قال الله تعالى عنهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ) فأومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان معه، فقال: هم قومك يا أبا موسى أهل اليمن» . أخرجه الحاكم وصححه الألباني.
ولما جاء وفد أهل اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: (جاء أهل اليمن. هم أرق أفئدة. الإيمان يمان. والفقه يمان. والحكمة يمانية) رواه البخاري ومسلم.
وأشار النبي صلى الله عليه وسلم يومًا إلى اليمن وقال: (الإيمان هاهنا) أخرجه البخاري.
وروى جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: بَينا أنا أَسيرُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ بطريقِ مَكَّةَ إذ قالَ : يطلَعُ عليكُم أَهْلُ اليمنِ كأنَّهمُ السَّحابُ ، هُم خيارُ مَن في الأرضِ. فقالَ رجلٌ منَ الأنصارِ: ولا نَحنُ يا رسولَ اللَّهِ ؟ فسَكَتَ. قالَ: ولا نَحنُ يا رسولَ اللَّهِ ؟ فسَكَتَ ، قالَ : ولا نَحنُ يا رسولَ اللَّهِ ؟ فقالَ في الثَّالثةِ كلِمةً ضعيفةً : إلَّا أنتُمْ . حديث حسن
فإذا كانت هذه فضائل اليمن وأهلها فاستوصوا بهم خيرًا.. وإن كانت فرقة منهم بغت واعتدت.. فامتثلوا قول الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).
الوقفة الثالثة: حذار حذار .. من الغرور والتعالي, والاتكالِ على القوة والسلاح, فقد كاد الصحابةُ وهم الصحابة.. أنْ يُهزموا يوم حنينٍ, حين داخَلَهُمُ الْعُجْبُ والْغُرورُ, قال اللَّهُ تَعَالَى حاكيًا حالهم يومَها: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}
فالاعتماد على الله وحده, والقوات والجيوش إنما هي أسباب للنصر.. وليس بيدها حول ولا قوة دون توفيق من الله تعالى.
الوقفة الرابعة: لقد بينت لنا الأحداث أن ما أخذ بالقوة لا يرجع إلا بالقوة.. وأن الحوار مع المعتدي بالسلاح لا يجدي.. فالفرق بين القتال والحوار.. كالفرق بين طاولة التفاوض وساحة المعركة, وكالفرق بين الحرب والحب.
الوقفة الخامسة: قديماً قالت العرب في أمثالها: (في الاتحاد قوة).. وقد شاهدنا نتيجة هذا الاتحاد ولله الحمد, والله تعالى يقول في محكم التنزيل: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).. فحث على الاجتماع .. ونهى عن الفرقة.. واشترط أن يكون الاجتماع على دين الله وحبله.
الوقفة السادسة: في أوقات الأزمات ينبغي اللجأ إلى الله تعالى, والإكثار من ذكره ودعائه أن ينصر إخواننا المجاهدين المرابطين, وحذار من تلقي الشائعات ونشرها دون زمام أو خطام, فإنها توهن جسد الأمة وتفت في عضدها: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)..
الوقفة السابعة: في مثل هذه المواقف ينبغي على الجميع الاصطفاف مع الدولة في حربها, وبث روح التفاؤل, والحذر من النزاع والفرقة, أو التشغيب وفتح الملفات الداخلية ليس هذا وقتها, فإن الله تعالى يوصي المؤمنين في ساعة المعركة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى, وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي, يعظكم لعلكم تذكرون, فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم, واشكروه على نعمه يزدكم, ولذكر الله أكبر, والله يعلم ما تصنعون.
المشاهدات 1838 | التعليقات 0