الحذر من مشاركة النصارى في مناسباتهم - حملة خادم الحرمين لإغاثة السوريين

محمد البدر
1438/04/01 - 2016/12/30 02:35AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد، قَالَ تَعَالَى : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ﴾.
عِبَادَ اللهِ:إن الله سبحانه قد أغنى المسلمينَ بهذا الدين العظيم وأنعم عليهم بشريعة كاملة شاملة لكل مصالح الدين والدنيا والآخرة ، فتمسكوا بها تمسكوا بكتاب الله وبالسنة النبوية والزموا طريق السلف الصالح تفلحوا والحذر الحذرمن مخالفة هذا الطريق فهو طريق من قال الله فيهم : ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ من اليهود والنصارى .
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) ﴾ .
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ .
قال ابن كثيرٍ رحمه الله: قال أبو العالية ، و طاوس، و محمد بن سيرين، و الضحاك، و الربيع بن أنس ، و غيرهم : (هي أعيادُ المشركين ) .اهـ
وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ « مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ».قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِى الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَ قَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله - في كتابه:اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء... .اهـ
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملةً أو تودداً أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.
وقال ابن القيم رحمه الله: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) .. .اهـ
فهل بعد هذه الآيات والآحاديث والآثار يأتي من يقول( إخواننا النصارى)ويتساهل في حضور مناسباتهم والمشاركة فيها،والإعانة عليها، والتهادي بمناسبتها، والتهاني بها.
فاتقوا الله عباد الله واجتنبوا مشاركة النصارى وغيرهم في أعيادهم البدعية .
أقول قولي هذا وأستغفر الله ...

الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللهِ:ونحن في هذه الأيام نعيش في فصل الشتاء واشتداد البرد ، علينا ان نتذكر أخوة لنا في سوريا وغيرها من بلدان المسلمين ممن يلتحفون السماء، ويفترشون الأرض، وقد أصاب البرد القاسي أجسامَهم، واخترقت شدتُه عظامهم، ولا يجدون ما يدفئهم ،وقد يموت البعض بسبب البرد الشديد، فيجب علينا أن نبادر إلى مساعدتهم، والوقوف معهم ، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بحملة الإغاثة لإخواننا في سوريا والوقوف معهم في محنتهم العصيبة التي يمرون بها،فالبدار البدار يا عباد الله بكل ما تستطيعون ، وادعوا الله لهم بأن يرفع عنهم هذا البلاء وأن يكشف عنهم الغمة ويفرج عنهم ما هو فيه . الا وصلوا عباد الله ...
[/align]
المشاهدات 1203 | التعليقات 1

جزاك الله خيراً