الحذر من المنافقين
عايد القزلان التميمي
1436/06/14 - 2015/04/03 04:10AM
الحذر من المنافقين
الحمد لله يرفع بهذا الدين أقواماً ويضع به آخرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وليّ الصالحين ، قضى بسنته التي لن تجد لها تبديلاً أن العاقبة للمتقين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الرحمةُ المهداة إلى العالمين ، اللهم صلّ وسلّم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد فيا عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله جلّت قدرته ، والثقةِ به جلَّ وعلا ، وبصدق وعده ، فإنه سبحانه وعد المؤمنين بنصره ، وتوعّد المنافقين والكافرين بعذاب السعير .
أيها المسلمون : إنَّ الكثير منا يعمل ويحتاط للأمراضِ ويخافُ منها ومن ثم يعمل للبحث عن علاجها وهناك مرض عملي منتشر إذا استَولَى على القلبِ أماتَه، فصار صاحبه حيًّا ولكنه ميَّت القلب ، وصحيح البدن ولكنه مريض الروح، إنه مرض النفاق فالنفاق نفاقان: نفاق أكبر، ونفاق أصغر. النفاق الأكبر، كون الإنسان يتعاطى الدين ويتظاهر بالدين وهو يكذب، لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا يؤمن بالدين، ولكن يصلي مع الناس أو يذكر الله مع الناس رياءً كفعل المنافقين في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم فهذا كافر كفر أكبر، أعظم من الكفار من اليهود والنصارى، قال الله في حقهم: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ )) نسأل الله العافية. وهناك النفاق العملي وهو نفاق أصغر، وهو من صفات المنافقين قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( أَرْبَعٌ مِنْ كُنْ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا ، وَمَنْ كَانَتْ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ فِيهِ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ) خَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .) وفي رواية (وإذا أؤتمن خان).
هذه من أعمالهم التي لا تُخرج من الإسلام، لكن من عَمِل ذلك فهو ناقص الإيمان، ناقص التوحيد، فهو مسلم لكن يعتبر بهذه الخصال منافقاً نفاقاً أصغر، ويخشى عليه من النفاق الأكبر.
عباد الله : تميز عصرنا الحاضر بارتفاع أصوات المنافقين والمنافقات في أنحاء العالم الإسلامي، فَأُفرِدَت لهم المقالات في الصحف والمجلات، وَدُعُوا إلى التحدث في المنتديات والقنوات الفضائية ، وسيطروا على كثير من وسائل الإعلام كما يلاحظه الكثير من الناس .
عباد الله : وحال المنافقين ليس بجديد على أمة الإسلام فهم أعداء أشداء لهذا الدين منذ بعثة محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. يَكِيدُون ويُخَطِّطُون ويُنَفِّذُون، وقد وصفهم الله عز وجل في سبعةٍ وثلاثين موضعاً من القرآن، وسميت سورة كاملة باسم (المنافقون)، وأفاضت السنة النبوية المطهرة في توضيح وصفهم .
ولأن الصراع بين الحق والباطل قائمٌ إلى قيام الساعة، لا نزال نرى نفس الصفات تتوارثها الأجيال المنافقة زمناً بعد زمن حتي وقتنا الحاضر، وهم يُلَبِّسُونَ على الناس، ويَدَّعُون الإصلاح والفلاح، كما كان فرعون يقول عن موسى نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ)) .
وهكذا هم المنافقون في كل أمة وفي كل مكان يقول الله عنهم ))الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)) وتأمل آراءهم في الحجاب والتحرر وعمل المرأة وغيرها!! إنهم يسيرون متكاتفين متماسكين يتواصون بالباطل ولهم صبر عجيب ((وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ )) !!
عباد الله :وأذكر لكم بعضاً من صفات المنافقين حتى يكون المسلم على بينة من أمره .
الأولى: الكسل في العبادة، وقلة ذِكرهم لله قال تعالى عنهم : (( وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً))
ومن صفات المنافقين : لمز المطوعين من المؤمنين والصالحين والنيل منهم قال الله عنهم (( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ))
ومن صفات المنافقين : الاستهزاء بالقرآن والسنة يقول الله تعالى: (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )) .
ومن صفات المنافقين الوقوع في أعراض الصالحين غيبة وحقدا، يقول الله تعالى عنهم: (( فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ )).
ومن صفات المنافقين: التخلف عن صلاة الجماعة، قال ابن مسعود رضي الله عنه: { وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلَاةِ إِلَّا مُنَافِقٌ قَدْ عُلِمَ نِفَاقُهُ } [رواه مسلم].
ومن صفات المنافقين: مخالفة الظاهر للباطن. وهذه المسألة تدور عليها جميع المسائل، يقول الله تعالى: ((إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))
عبادَ الله : ومن صِفات المنافقين : عدمُ الفقه في الدين، فتجدَ الكثير يملك معلوماتٍ عجيبة وتفصيلات دقيقة وجُزئيات صغيرة في أمور الدنيا؟ ولكن إذا سُئل عن المسح على الخفين سَكَت !! يقول الله عنهم: ((وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ )) .
وهذه تسعٌ من ثلاثين أو تزيد من صفاتهم، وبِواحدة من هذه تعرف من يبارز الحربَ والعداءَ للهِ ولرسوله.. ولِعِظَم الأمر وخطورته ولأنهم بُؤرة فساد وموطن سوء جعلهم الله في الدَّرْكِ الأسفل من النار، وهم أشد عذابا من الكفارِ والمشركين (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا))!!
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة أقول ما قد سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه كان غفارا .
الحمد لله يرفع بهذا الدين أقواماً ويضع به آخرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وليّ الصالحين ، قضى بسنته التي لن تجد لها تبديلاً أن العاقبة للمتقين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الرحمةُ المهداة إلى العالمين ، اللهم صلّ وسلّم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد فيا عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله جلّت قدرته ، والثقةِ به جلَّ وعلا ، وبصدق وعده ، فإنه سبحانه وعد المؤمنين بنصره ، وتوعّد المنافقين والكافرين بعذاب السعير .
أيها المسلمون : إنَّ الكثير منا يعمل ويحتاط للأمراضِ ويخافُ منها ومن ثم يعمل للبحث عن علاجها وهناك مرض عملي منتشر إذا استَولَى على القلبِ أماتَه، فصار صاحبه حيًّا ولكنه ميَّت القلب ، وصحيح البدن ولكنه مريض الروح، إنه مرض النفاق فالنفاق نفاقان: نفاق أكبر، ونفاق أصغر. النفاق الأكبر، كون الإنسان يتعاطى الدين ويتظاهر بالدين وهو يكذب، لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر ولا يؤمن بالدين، ولكن يصلي مع الناس أو يذكر الله مع الناس رياءً كفعل المنافقين في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم فهذا كافر كفر أكبر، أعظم من الكفار من اليهود والنصارى، قال الله في حقهم: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ )) نسأل الله العافية. وهناك النفاق العملي وهو نفاق أصغر، وهو من صفات المنافقين قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( أَرْبَعٌ مِنْ كُنْ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا ، وَمَنْ كَانَتْ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ فِيهِ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ) خَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .) وفي رواية (وإذا أؤتمن خان).
هذه من أعمالهم التي لا تُخرج من الإسلام، لكن من عَمِل ذلك فهو ناقص الإيمان، ناقص التوحيد، فهو مسلم لكن يعتبر بهذه الخصال منافقاً نفاقاً أصغر، ويخشى عليه من النفاق الأكبر.
عباد الله : تميز عصرنا الحاضر بارتفاع أصوات المنافقين والمنافقات في أنحاء العالم الإسلامي، فَأُفرِدَت لهم المقالات في الصحف والمجلات، وَدُعُوا إلى التحدث في المنتديات والقنوات الفضائية ، وسيطروا على كثير من وسائل الإعلام كما يلاحظه الكثير من الناس .
عباد الله : وحال المنافقين ليس بجديد على أمة الإسلام فهم أعداء أشداء لهذا الدين منذ بعثة محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. يَكِيدُون ويُخَطِّطُون ويُنَفِّذُون، وقد وصفهم الله عز وجل في سبعةٍ وثلاثين موضعاً من القرآن، وسميت سورة كاملة باسم (المنافقون)، وأفاضت السنة النبوية المطهرة في توضيح وصفهم .
ولأن الصراع بين الحق والباطل قائمٌ إلى قيام الساعة، لا نزال نرى نفس الصفات تتوارثها الأجيال المنافقة زمناً بعد زمن حتي وقتنا الحاضر، وهم يُلَبِّسُونَ على الناس، ويَدَّعُون الإصلاح والفلاح، كما كان فرعون يقول عن موسى نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ)) .
وهكذا هم المنافقون في كل أمة وفي كل مكان يقول الله عنهم ))الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)) وتأمل آراءهم في الحجاب والتحرر وعمل المرأة وغيرها!! إنهم يسيرون متكاتفين متماسكين يتواصون بالباطل ولهم صبر عجيب ((وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ )) !!
عباد الله :وأذكر لكم بعضاً من صفات المنافقين حتى يكون المسلم على بينة من أمره .
الأولى: الكسل في العبادة، وقلة ذِكرهم لله قال تعالى عنهم : (( وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً))
ومن صفات المنافقين : لمز المطوعين من المؤمنين والصالحين والنيل منهم قال الله عنهم (( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ))
ومن صفات المنافقين : الاستهزاء بالقرآن والسنة يقول الله تعالى: (( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )) .
ومن صفات المنافقين الوقوع في أعراض الصالحين غيبة وحقدا، يقول الله تعالى عنهم: (( فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ )).
ومن صفات المنافقين: التخلف عن صلاة الجماعة، قال ابن مسعود رضي الله عنه: { وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلَاةِ إِلَّا مُنَافِقٌ قَدْ عُلِمَ نِفَاقُهُ } [رواه مسلم].
ومن صفات المنافقين: مخالفة الظاهر للباطن. وهذه المسألة تدور عليها جميع المسائل، يقول الله تعالى: ((إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ * وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ))
عبادَ الله : ومن صِفات المنافقين : عدمُ الفقه في الدين، فتجدَ الكثير يملك معلوماتٍ عجيبة وتفصيلات دقيقة وجُزئيات صغيرة في أمور الدنيا؟ ولكن إذا سُئل عن المسح على الخفين سَكَت !! يقول الله عنهم: ((وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ )) .
وهذه تسعٌ من ثلاثين أو تزيد من صفاتهم، وبِواحدة من هذه تعرف من يبارز الحربَ والعداءَ للهِ ولرسوله.. ولِعِظَم الأمر وخطورته ولأنهم بُؤرة فساد وموطن سوء جعلهم الله في الدَّرْكِ الأسفل من النار، وهم أشد عذابا من الكفارِ والمشركين (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا))!!
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة أقول ما قد سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه كان غفارا .
الخطبة الثانية : الحمد لله القوي الجبار، المنتقم القهار، مذل الجبابرة، قاصم الأكاسرة، مهلك القياصرة، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين المجاهدين.
ثم أما بعد: فيا عباد الله،
كَانَ الصَّحَابَةُ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ يَخَافُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمُ النِّفَاقَ وَيَشْتَدُّ قَلَقُهُمْ وَجَزَعُهُمْ مِنْهُ , فقد كان عمر رضي الله عنه يخاف النفاق على نفسه، ويسأل حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : هل عدني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين فيقولا لا . فقد كان عمر رضي الله عنه يلاحِظ حذيفة عند الجنائز، فإن صلى حذيفة على الميت صلى عمر، وإن لم يصلِ لم يصل.
وقال البخاري رحمه الله:عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ.
وَيُذْكَرُ عَنْ الْحَسَنِ مَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ .
وقد حذرنا ربنا بقوله (( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَاء مِنْ أَفْوٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الاْيَـٰتِ إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَـٰبِ كُلّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلاْنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ))
كَانَ الصَّحَابَةُ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ السَّلَفِ الصَّالِحِ يَخَافُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمُ النِّفَاقَ وَيَشْتَدُّ قَلَقُهُمْ وَجَزَعُهُمْ مِنْهُ , فقد كان عمر رضي الله عنه يخاف النفاق على نفسه، ويسأل حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : هل عدني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين فيقولا لا . فقد كان عمر رضي الله عنه يلاحِظ حذيفة عند الجنائز، فإن صلى حذيفة على الميت صلى عمر، وإن لم يصلِ لم يصل.
وقال البخاري رحمه الله:عن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ.
وَيُذْكَرُ عَنْ الْحَسَنِ مَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ .
وقد حذرنا ربنا بقوله (( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَاء مِنْ أَفْوٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الاْيَـٰتِ إِنْ كُنتُمْ تَعْقِلُونَ هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَـٰبِ كُلّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلاْنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ))