الحذر ثم الحذر ...

إبراهيم بن سلطان العريفان
1435/09/14 - 2014/07/11 07:18AM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضل فلن تجد له ولياً مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ * وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُوْلَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيْمًا ).
إخوة الإيمان والعقيدة ... لقد أساءنا ما سمعناه من قتل لرجال الأمن في محافظة شرورة في شهر رمضان .. سائلين المولى أن يتغمدهم بواسع رحمته
لا يخفى على كل مواطن الجهود الأمنية الجبارة حول متابعة أفراد الفئة الضالة والكشف عن بعض مخططاتهم الإجرامية، وهذا كله بفضل الله جل وعلا ثم بفضل جهود رجال الأمن الكبيرة التي كانت سبباً في دفع كثير من الشرور قبل وقوعها، وقد رأينا وسمعنا جميعاً نماذج من التخطيط والترتيب الذي ينوي هؤلاء المجرمون فعله إفساداً وترويعاً كداعش وغيرهم، وهم بذلك يخدمون أعداء هذا الدين وأعداء هذه البلاد، ويجرون على أنفسهم ومجتمعهم الشر، ويسيئون لبلادهم التي أعطتهم الكثير، ويستغلون ما تقدمه هذه البلاد المباركة من تسهيلات، فإلى الله المشتكى من ضيع هؤلاء.
إن الأفعال الإرهابية بأنواعها المختلفة من ترويع ونشر للرعب وإلحاق الضرر بالآخرين وقتل النفس والاعتداء على حرمة المال كل هذه الأفعال محرمة أشد التحريم في شريعة الإسلام، بل إن كل فعل منها يعتبر جريمة شنعاء تستحق العقوبة العاجلة سداً لباب الجريمة ومحافظة على المجتمع.
قال تعالى ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) وقال ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) وقال ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ) وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع ( إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِى شَهْرِكُمْ هَذَا فِى بَلَدِكُمْ هَذَا ) وقال ( لا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا ) وقال ( أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ ) وقال ( مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا ).
الإرهاب نشر للرعب بين الناس، وإتلاف للأنفس والأموال والممتلكات، وترويع للآمنين، واعتداء على أصحاب الحقوق، وخروج على ولي الأمر، وكل ذلك إفساد في الأرض، وقد قال الله ( وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ ) وقال تعالى ( وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ).
إن ما تقوم به تلك الجماعات كداعش ومن على منهجهم من الأعمال في تفريق للمسلمين وتشتيت لجماعتهم، وفتح لباب الشر وإيجاد للتخريب والصراعات التي تخدم الأعداء، وخروج على إمامهم، والله جل وعلا يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) وقال صلى الله عليه وسلم ( عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ ).
وفي هذه الأعمال الإرهابية قتل لرجال الأمن الذين يحافظون على سلامة المجتمع، وإني أسأل كل عاقل منصف ما ذنب هؤلاء المرابطين لمصلحة البلاد؟ ولماذا يعتدي عليهم هؤلاء؟ كيف ييتمون أطفالهم؟ ألا يخافون من الله؟ أيظنون أن هذا سيثنيهم عن عملهم؟ لا والله، هل هذا تخويف لهم؟ أليسوا يدافعون عن الدين والأنفس والأموال والممتلكات؟ أيصل الحقد إلى هذا المستوى.
إنه انتماء إلى جماعات التكفير والضلال ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ ).
إن ما يقوم به هذا التنظيم (داعش) من قتل بغير حق واعتداء على الأموال والممتلكات ليس من الجهاد الإسلامي في شيء بل هو إفساد في الأرض، فيحرم الانتساب إلى هذا التنظيم والقتال تحت رايتهم لأنها راية عمية مشبوهة لا يعرف قادتها ولا ممولوها ولا أهدافها.
منذ اليوم الأول من إعلان تنظيم "دولة العراق الإسلامية" ضمّ الشام إلى دولتهم المزعومة، والمصائب تتوالى على أهل الشام من جراء أعمال وتصرفات هذا التنظيم. وانشغلوا باحتلال المناطق المحررة وتثبيت أركانهم عن الثغور، وأظهروا الغلو في التكفير، وأشاعوا التخوين والاتهام (بالصحوات) لمن يخالف منهجهم أو لا يقبل بدولتهم!. فكفَّروا الكتائب المجاهدة، وسفكوا الدم الحرام، واستحلوا أخذ أموال المسلمين بحجة قتال الجماعات المنحرفة، وأشغلوا الناس عن مقارعة النظام، ونشروا الحواجز التي ضيَّقت على الناس معاشهم وامتحنتهم في عقائدهم ودينهم، فأشاعوا الخوف وعدم الاستقرار. ولما دعاهم المجاهدون إلى التحاكم لشرع الله من خلال محاكم مستقلة، ماطلوا وأبوا وزادوا في غيهم، فلا يكاد يمرُّ يوم إلا ونسمع خبر اعتقال أو سفك دم لخيرة المجاهدين والإغاثيين والإعلاميين، بادعاءات وشبهات لا دليل عليها. ومشابهة أفعالهم لأفعال الخوارج الأولين، الذين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتالهم، فقد اجتمع في هؤلاء من صفات الخوارج من تكفير المخالفين لهم، وقتل أهل الإسلام، مع المكابرةِ وردِ الحقّ، ما يجعلهم يُلحقون بهم حكمًا، بل قد فاقوهم في صفات الغدر، والخيانة، ونقض العهود، وتضييع الأمانات. وبهذه التصرفات يزعمون الإصلاح والخير وهم بعيدون عن ذلك، والدين من أفعالهم براء، بل إنهم بفعلهم هذا يعطون الفرصة لأعداء الإسلام الذين شنَّوا حملات مسعورة لتشويه الدين وحملته وإظهارهم بصورة الإرهابيين.
أيها الإخوة ... لابد أن نحمي أبناءنا فلذات أكبادنا من هذا الفكر الضال الذي عشعش في عقول بعض الشباب المغرر بهم.
حذِّروا أبناءكم عن مجالسة الغلاة والمتطرفين والمشبوهين لأن بعض الناس يكون عنده غيرة على الدين، لكنها لا تضبط بضابط الشرع وبالتالي تضر ولا تنفع، قال ابن عباس: لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.


الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
معاشر المؤمنين ... اعلموا أن حفظ الأمن وحفظ مكتسبات الوطن مسئولية الجميع، فلا بد من التعاون المثمر بين جميع فئات المواطنين والمقيمين وأجهزة الأمن المختلفة، لكي يتحقق لنا الخير وننعم بالأمن والأمان في هذا البلد المبارك.
واعلموا - بارك الله فيكم - أن هذه البلاد محسودة من فئات كثيرة وذلك بما أنعم الله عليها من نعمة الدين ووحدة الصف وسلامة المعتقد وما خصَّها الله به من رغد العيش وتلاحم المجتمع ولذا شرق كثير من الأعداء بهذا الأمر فراحوا يخططون لتفكيك هذه الوحدة باستخدام عناصر ممن غرروا بهم من شباب هذا البلد ومن يتعاون معهم من الفئة الضالة. وقد كشفت الإحصائيات الأخيرة التي أعلنتها وزارة الداخلية عن أمور خطيرة حفظ الله هذه البلاد منها.
فنحمد الله ونشكره ونسأله أن يزيد هذه البلاد تمسكاً بشرعه المطهر، وأن يوفق رجال الأمن للمزيد من هذه الجهود الموفقة في متابعة أوكار هذه الفئة والتصدي لها.
عباد الله ... وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
المشاهدات 2184 | التعليقات 2

حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين

جزاك الله خير


حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين

جزاك الله خير