الحج حكمه وفضله ... والأفضل عدم تكراره توسعة للمسلمين

متدرب متدرب
1437/11/16 - 2016/08/19 07:58AM
الحمد لله الذي فضَّل بحكمته البيت الحرام, وفرض حجه على من استطاع من أهل الإسلام , وغَفَرَ لمن حج واعتمر ما اكتسبه من الذنوب والآثام .
أحمده وأستغفره, وأعوذ به من الخزي والهوان, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, المبعوث بأفضل الأديان, اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه البررة الكرام.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فالْزموها, فإنها خير ذُخْرٍ يُدَّخر فاغتنموها.

أيها المؤمنون: لقد اقتربت أيام الفضل والاغتنام, أيام الحج إلى بيت الله الحرام, قال تعالى: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
عباد الله ، إِنَّ فَضلَ الحَجِّ عَظِيمٌ وَأجرُهُ كَبِيرٌ، و َالأدلة في فَضلِهِ وَعَظِيمِ أَجرِهِ وَأَثرِهِ كَثِيرَةٌ ، قال تعالى : (الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ في الحَجِّ وَمَا تَفعَلُوا مِن خَيرٍ يَعلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولي الأَلبَابِ) [البقرة: 197].
ومن فضائل الحج -يا عباد الله – أنه من أسباب دخول الجنات وتكفير السيئات؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ « الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللهِ»، قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ» قَالَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ» متفقٌ عَلَيْهِ.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ « أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الإِسْلاَمَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فأقبل رعاك الله ، والْتحق بوفود الرحمن ، الذين دعاهم فأجابوه ، وأمرهم بالحجِّ فلَبَّوه, وأبشر بيومٍ عظيمٍ تُقالُ فيه العثرة, وتُغفر فيه الزلة ، وهو يوم عرفة, قال صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ, مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ, وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ, فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ)). رواه مسلم
وَمَعَ هَذَا الأَجرِ العَظِيمِ وَالثَّوابِ الجَزِيلِ فَإِنَّ أَيَّامِ الحَجِّ قَلِيلَةٌ معدودة

عباد الله:إن الحج هو ركن من أركان الإسلام فرضه الله في العمر مرة واحدة، والحج حكمه واجب على الفور في حق من استطاع إليه سبيلاً، قال تعالى: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أَيُّهَا النَّاسُ, قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا» رواه مسلم.
وقال -عليه الصلاةُ والسلامُ-: ( بُنيَ الإِسلامُ على خمسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيتِ، وَصَومِ رَمَضَانِ
وَعَن أبي هريرةَ  قال: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ  فقال: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ اللهَ قَد فَرَضَ عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحُجُّوا )، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟! فَسَكَتَ حتى قالها ثَلاثًا، فقال رَسُولُ اللهِ  : ( لَو قُلتُ: نَعَم، لَوَجَبَتْ، وَلَمَا استَطَعتُم ) ، ثم قال : (ذَرُوني مَا تَرَكتُكُم ).
وقد وَرَدَت الأحاديثُ المتعددة, بأنه أحدُ أركان الإسلام ودعائمه وقواعده، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعًا ضروريًّا، وهو إنما يجب على المكلَّف في العُمْر مَرّة واحدة.
فمتى استَطَاعَ المُسلِمُ الحَجَّ وَتَوَفَّرَت فِيهِ شُرُوطُ وُجُوبِهِ وَجَبَ أَن يُعجِّلَ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ اللهِ فِيهِ، وَلم يَجُزْ لَهُ تَأخِيرُهُ وَلا التَّهَاوُنُ بِهِ، يقول الشيخُ ابنُ بَازٍ -يرحمه اللهُ-: ( مَن قَدَرَ عَلى الحَجِّ ولم يَحُجَّ الفَرِيضَةَ وَأَخَّرَهُ لِغَيرِ عُذرٍ فَقَد أَتَى مُنكَرًا عَظِيمًا وَمَعصِيَةً كَبِيرَةً، فَالوَاجِبُ عَلَيهِ التَّوبَةُ إِلى اللهِ مِن ذَلِكَ وَالبِدارُ بِالحَجِّ ).
يقول النبي  : ( تَعَجَّلُوا إِلى الحَجِّ -يَعني الفَرِيضَةَ-؛ فَإِنَّ أَحَدَكُم لا يَدرِي مَا يَعرِضُ لَهُ ) ، وَقَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: ( مَن أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ؛ فَإِنَّهُ قَد يَمرَضُ المَرِيضُ، وَتَضِلُّ الضَّالَّةُ، وَتَعرِضُ الحَاجَةُ ).
قال القرطبي: قَالَ عُلَمَاؤُنَا: تَضَمَّنَتِ الْآيَةُ أَنَّ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ وَهُوَ قَادِرٌ فَالْوَعِيدُ يَتَوَجَّهُ عَلَيْهِ، وَلَا يُجْزِئُ أَنْ يَحُجَّ عَنْهُ غَيْرُهُ، لِأَنَّ حَجَّ الْغَيْرِ لَوْ أَسْقَطَ عَنْهُ الْفَرْضَ لَسَقَطَ عَنْهُ الْوَعِيدُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
فَلْيَحمَدِ اللهَ -عز وجل- مَن مُدَّ في عُمُرِهِ وَأُنسِئَ لَهُ في أَجلِهِ، فَهَا هُوَ مَوسِمُ الحَجِّ قَد أَشرَقَت شَمسُهُ، وَهَا هُمُ الحُجَّاجُ قَد بَدَؤُوا يَأتُونَ مِن أَقصَى الأَرضِ شَرقًا وَغَربًا، بَعضُهُم لَه سَنَوَاتٌ وَهُوَ يجمَعُ نفقة هذا الحج ؛ يَقتَطِعُها مِن ماله ؛ حتى جمع ما يُعِينُهُ على أَدَاءِ هَذِهِ الفَرِيضَةِ العَظِيمَةِ، وَالبعض مِنَّا في هَذِهِ البِلادِ قَد تَيَسَّرَت لَهُ الأَسبَابُ وَتَهَيَّأَت لَهُ السُّبُلُ، وَمَعَ هَذَا يُؤَخِّرُ وَيُؤَجِّلُ ، قَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ  : ( لَقَد هَمَمْتُ أَن أَبعَثَ رِجَالاً إِلى هَذِهِ الأَمصَارِ، فَلْيَنظُرُوا كُلَّ مَن كَان لَهُ جِدَةٌ ولم يحُجَّ فَيَضرِبُوا عَلَيهِمُ الجِزيَةَ، ما هُم بِمُسلِمِينَ، مَا هُم بِمُسلِمِينَ ).

وبعض الناس صار الحج عليه واجبا, واستطاع إليه سبيلاً، ولكنه قبع في بيته، وركن إلى موطنه وأهله، تركه تساهلاً وتهاوناً، وجعل يتصنّع المعاذير.
فيا من مضت عليك الأيامُ والأعوام، وأنت بعدُ لم ترحل إلى بيت الله الحرام، لتُؤديَ فريضة الإسلام، ما عذرك أمام الله تعالى، وكلُّ شيءٍ مُيَسَّرٌ لك، والطُّرق مذلَّلَةٌ أمينة، ولا تستكثر على ربك بعض مالك, فإنما هو مال الله منَّ به عليك ، واسْأل نفسك: كم بذلت وأهدرت من الأموال الطائلة، في أشياء لا تنفعك، بل قد تضرُّك، من سفريَّات وكماليَّاتٍ وغيرها. ولم تستكثرها في سبيل راحتك ولذَّتك، فلا ينبغي لك أنْ تتردَّد أبداً, في بذل ما عندك من مالٍ لتحج فريضتك.

فيا عبد الله, يا من لم يؤد فريضة الله ، يا من أصحَّ الله لك جسمك ، ووسّع عليك رزقك ، إلى متى يُقْعدك التسويف, وتُلهيك الأماني؟ إلى متى وأنت تؤخر الحج عاماً بعد عام؟ وهل تعلم أين تكون العام القادم؟ أفوق الأرض أم تحت التراب .
أَيُّهَا الإِخوَةُ الكرام ، يسأل بعض الناس عن حكم الحج مع الديون ، وربما يكون الفهم الخاطئ يؤخر البعض عن أداء هذه الفريضة ، وللبيان فإنها لا تخلُو مِن أَن تَكُونَ دُيُونًا حَالَّةً أَو مُؤَجَّلَةً، فَإِن كَانَت مُؤَجَّلَةً فَلا إِشكَالَ، وَإِنْ كَانَت الدين حَالَّةً وَقَدَرَ عَلَى دَفعِهَا وقدر َعَلَى نَفَقَةِ الحَجِّ لَزِمَهُ أَنْ يحُجَّ، وَإِنْ اجتمع عَلَيهِ الحج والدَّين في وقت واحد وَلم يَستَطِعْهُما مَعًا فَلْيُقَدِّمْ الدَّين الذِي يُطَالَبُ بِهِ، وَلْيُؤَخِّرِ الحَجَّ إِلى أَن يَستَطِيعَهُ؛ وَأَمَّا إِذَا كَانَ عَلَى الإِنسَانِ دَينٌ طَوِيلُ الأَمَدِ، كالأقساط ، وَهُوَ وَاثِقٌ مِن أَنَّهُ كُلَّمَا حَلَّ عَلَيهِ قِسطٌ أَوفَاهُ، فَإِنَّهُ في هَذِهِ الحَالِ إِذَا تَوَافَرَ عِندَهُ المَالُ وَقتَ الحَجِّ فَعليه أن يحج فريضته ؛ ولا حرج عليه ؛ لأن نفقة الحج لا تؤثر على سداد أقساط هذه الديون .

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة رسوله  .
أقول ما سمعتم ، وأستغفر الله ....  



الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه, والشكر له على توفيقه وامتنانه, وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيما لشأنه, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه) وسلم تسليما كثيرا.
عباد الله ، من عزم على الحج فإنه يجب عليه أن يتفقه في أحكام هذا الحج والطريقة الصحيحة لأداء هذا النسك العظيم، فقد قال  : ( خذوا عني مناسككم ) . وعليه أن يتعلم من أهل العلم ويسألهم عما أشكل عليه ، حتى يعبد الله على بصيرة.
عباد الهع .. إن الله قد فرض على عباده أن يحجوا بيته الحرام في العمر مرة واحدة فقط / فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ أَوْ مَرَّةً وَاحِدَةً قَالَ: «بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
ومن أراد الحج فعليه أن يتقيد بالتعليمات المنظمة للحج التي أمر بها ولي الأمر التي لم تُوضعْ إلا لتنظيم الحج وتيسيره , وتجنُّبِ أسباب الزحام بين الْمُسلمين.
ولنحذر من مسالك الكذب والغش والحيل والرشوة للتفلّت من أنظمة الحج, ومن ذلك من يسلكون المسالك الوعرة,والطرق الخطرة للفرار من النقاط الأمنية التي لم توضع إلا لمصلحة الحج وأمنه وسلامة الحجيج .
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ .

ورسالة نوجهها لمن يكررون الحج تطوعا ، ويزاحمون الحجاج نقول لهم
أولا : من قواعد الدين أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وخصوصًا إذا كانت المفاسد عامة، والمصالح خاصة.
فإذا كانت مصلحة بعض الأفراد أن يتـنـفل بالحج مرات ومرات. وكان من وراء ذلك مفسدة عامة للألوف ومئات الألوف من الحجيج مما يلحقهم من الأذى والضرر في أنفسهم وأبدانهم حتى هؤلاء المتنفلون أيضًا يتأذون من ذلك - كان الواجب منع هذه المفسدة بمنع ما يؤدي إليها وهو كثرة الزحام.
ثانيا إن أبواب التطوع بالخيرات واسعة وكثيرة، ولم يضيق الله على عباده فيها، والمؤمن البصير هو الذي يتخير منها ما يراه أليق بحاله ، وأوفق بزمانه وأكثر حجة ونفعا ، فإذا كان في التطوع بالحج وتكراره أذى أو ضرر يلحق بعض المسلمين - فقد فسح الله للمسلم مجالات أخرى كثيرة ، يتقرب بها إلى ربه دون أن تؤذي أحدًا.
فهناك الصدقة على ذوي الحاجة والمسكنة ، ولا سيما على الأقارب وذوي الأرحام
وكذلك على الفقراء من الجيران ، وكذلك الجمعيات الخيرية و المشاريع الدعوية الرسمية . ولو أن مئات الألوف الذين يتطوعون سنويا بالحج والعمرة رصدوا ما ينفقون في حجهم وعمرتهم لإقامة مشروعات إسلامية ، أو لإعانة الموجود منها، لعاد ذلك على المسلمين عامة بالخير وصلاح الحال والمآل، هذا ما أنصح به الإخوة المتدينين المخلصين الحريصين على تكرار شعيرتي الحج والعمرة أن يكتفوا بما سبق لهم من ذلك، وإن كان ولابد من التكرار ، فليكن كل مرة خمس سنوات ، كما أرشد لذلك ولاة أمرنا . ولا ريب أن من ترك تكرار التطوع بالحج والعمرة بنية التوسعة على المسلمين وتخفيف الزحام عن الحجاج ، لا يشك عالم بالدين أنه قربة إلى الله تعالى، لها مثوبتها وأجرها " وإنما لكل امرئ ما نوى ". ، فالمسافر والمريض يحسب له أجر صلاة السنن وهو لا يؤديها إذا كان لم يمنعه من أدائها إلا السفر أو المرض .
قال الشيخ ابن باز يرحمه الهه : (إذا كان ترْك الاستِكْثار من الحجِّ؛ لقصد التَّوْسعة على الحُجَّاج، وتَخفيف الزِّحام عنهم، فنَرجُو أن يكون أجرُه في التَّرك أعظمَ من أجْرِه في الحجِّ إذا كان تركه له؛ بسبب هذا القصْد الطيِّب) .

عباد الله يقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) . اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خلفائِه الراشدين ، أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين. اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُر عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمين، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتَّنا ووُلاةَ أمرِنا ، اللهمَّ وفِّقْهُم لما فيه صلاحُ الإسلامِ والمسلمين ، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا وولي أمرنا ونائبيه ، اللَّهمَّ أَمِدَّهُ بعونِك وتَوفيقِك ، ووفقْهُ لصالحِ الأقوالِ والأعمالِ ، إنَّك على كُلُّ شيءٍ قديرٌ ، اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدودنا ، اللهم قو عزائمهم وعجل بنصرهم يا قوي يا عزيز ، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) ، ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً ، وفي الآخرة حسنةً ، وقِنا عذابَ النار. عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم ، واشكروه على عمومِ نعمِه يزِدْكم ، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ ، والله يعلمُ ما تصنعون
المشاهدات 1485 | التعليقات 1

الحمد لله رب العالمين