الحَجُّ بينَ التقليصِ والإلغاءِ !! (مناسب لتعميم الوزارة) مختصرة ومشكولة

يوسف العوض
1441/11/04 - 2020/06/25 14:44PM
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مسلمون) .

(يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسِ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رقيبا) .

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يَصْلُحُ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولُهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عظيماً) . . . أَمَّا بَعْدُ :

فَإِن أَصْدَق الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .

أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : فِي ظِلِّ اسْتِمْرَار جَائِحَةِ كورونا ، وخطورةِ تَفَشِّي الْعَدْوَى فِي التَّجَمُّعَات والحشود الْبَشَرِيَّة ، والتنقلات بَيْن دُوَلِ الْعَالِم ، وَازْدِيَادِ معدلات الإِصابات عالميًا ، فَقَدْ تَقَرَّرَ إقَامَةُ حَجِّ هَذَا الْعَامِ 1441هـ بِأَعْدَادٍ مَحْدُودَةٍ جدًا لِلرَّاغِبِين فِي أَدَاءِ مَناسِكِ الْحَجِّ لمختلف الجنسيات مِنْ الْمَوْجُودِينَ دَاخِلَ الْمَمْلَكَة ، وَذَلِك حرصًا عَلَى إقَامَةِ الشَّعِيرَة بِشَكْل آمَنٍ صحيًا وَبِمَا يُحَقِّق متطلباتِ الْوِقَايَةِ وَالتَّبَاعُدِ الاجْتِمَاعِيّ اللَّازِم لِضَمَانِ سَلَامِةِ الْإِنْسَان وَحِمَايَتِه مِن مهدداتِ هَذِه الْجَائِحَة وتحقيقًا لِمَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ الْإِسْلَامِيَّة فِي حِفْظِ النَّفْسِ الْبَشَرِيَّة بِإِذْنِ اللَّهِ .

وقد أيّدت هَيْئَةُ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ ، الْقَرَارَ بِأَنْ يَكُونَ الْحَجُّ هَذَا الْعَامِ بِعَدَدٍ مَحْدُودٍ جداً لِلرَّاغِبِين فِي أَدَاءِ الْمَنَاسِك لمختلف الجنسيات مِنْ الْمَوْجُودِينَ دَاخِلَ الْمَمْلَكَةِ ، وَذَلِك لِمَنْعِ انْتِشَارِ فَيْرُوسِ كورونا الْمُسْتَجِدِّ وَبَيَّنْت الهيئةُ أَهَمِّيَّةَ إقَامَةِ شَعِيرَةِ الْحَجِّ دُونَ أَنْ يَلْحَقَ ضَرَرٌ بِأَرْوَاحِ الْحَجَّاج ، وَدُونَ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الشَّعِيرَةُ الْعَظِيمَةُ سبباً فِي زِيَادَةِ اِنْتِشَارِه ، مُوضِحَةً أَنَّ الْآيَاتِ الْكَرِيمَةَ وَقَوَاعِدَ الشَّرْعِيَّةِ تَوَكَّد عَلَى دَفْعِ الضَّرَرِ قَبْلَ وُقُوعِهِ ، وَوُجُوبِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى النُّفُوسِ ، وَالِاحْتِرَاز ِ، وَالْأَخْذِ بِالْأَسْبَابِ لِمَنْع انْتِشَارِ الْأَمْرَاضِ وَالْأَسْقَامِ ، وَبَذْلِ كُلِّ الْأَسْبَابِ الَّتِي تُؤَدِّي إلَى التَّقْلِيلِ مِنْ تفشيها ، كالعدوى الَّتِي تَفَتَّكُ بِالْأَرْوَاح فِي زَمَنِ الأوبئة .
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَهَذَا وَاَللَّهُ مِنْ التَّوْفِيقِ وَالتَّسْدِيد لِهَذِه الدَّوْلَةِ الْمُبَارَكَةِ إذ هَدَاهَا الْمَوْلَى جَلا وَعَلَا لِهَذَا الْقَرَارِ الحكيم والرأيِّ السَدِيدِ الَّذِي تَجْتَمِعُ فِيهِ الْمَصَالِحُ الدِّينِيَّةُ وَالدُّنْيَوِيَّةُ فَيُقَامُ فِيهِ رُكْنُ الْحَجِّ وَلَا يُعَطَّلُ وَفِي نَفْسِ الْوَقْتِ يُحَافِظُ فِيهِ عَلَى النُّفُوسِ الْبَشَرِيَّةِ مِنْ الْهَلَاكِ وَالْمَوْتِ فَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .  
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : ولقد مرّت بِالْعَالِم الْإِسْلَامِيّ قَديماٍ ظُرُوفٌ حالَتْ دونَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَذَكَرْت كُتُبُ التّارِيخِ العَدِيدَ مِنَ الْمَوَاقِفِ الَّتِى بِسَبَبِهَا تَوَقَّفَت رحلاتُ الْعُمْرَةِ وَالْحَجِّ !!
وَفي هَذا العامِ جاءت جَائِحَةُ كورونا وَاَلَّتِي اِجْتَاحَت الْعَالمَ فَأَصَابَت مَنْ أَصَابَتْ وَقَتَلْت مَنْ قَتَلْتَ -وَلَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ-  وأَعَادَت لِلْأَذْهَانِ قَصَصَ تَوَقَّفِ الْحَجّ النَّادِرَةِ عَبْرَ التَّارِيخِ الْإِسْلَامِيّ ففِي بَعْضِ هَذِهِ الْحَالَاتِ تَوَقَّف الْحَجُّ تمامًا إلى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ لِأَسْبَابٍ سِيَاسِيَّةٍ أَوْ بِسَبَبِ انْتِشَارِ الأوبئة أَو الظُّرُوفِ المُناخيةِ أَو الْغَلَاءِ وَالْخَوْفِ مِنْ قُطَّاعِ الطرق  ، حَيْثُ يَذْكُرُ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ الْمُؤَرِّخِين أَن شَعَائِرَ فَريضَةِ الحَجِّ تَعَطَّلَت عَلَى مَرّ التَّارِيخ حوالى أَرْبَعِين -40 - مَرَّة .
فمنهَا تَوَقَّفُ النَّاسِ عَنْ الذَّهَابِ إلَى الْحَجِّ ، بِسَبَب "القرامطة" ، لِاعْتِبَارِهِم الْحَجَّ -زعموا- مِنْ الْأَعْمَالِ الْجَاهِلِيَّة وَذَلِكَ بِحَسَبِ مَا ذُكِرَ فِي كِتَابِ تَارِيخ الْإِسْلَام للإمام الذهبى المتوفى(748هـ) .
وَذَكَر أيضا أنّ أَبا طَاهِرٍ القُرُمطى ،وَقَف منشدًا عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ يَوْمَ الثَّامِنِ مِنَ ذِى الْحِجَّةِ سَنَةَ (317 هـ) داعيًا سُيُوفض أَتْبَاعِهِ أَنْ تُحْصَدَ حَجَّاجَ بَيْتِ اللَّهِ قتلاً ونهبًا وسَفكًا ، فِى الْوَقْت الَّذِى كَانَ يُشْرِفُ هُوَ بِنَفْسِهِ عَلَى هَذِهِ الْمَجْزَرَةِ المروِّعِةِ وَيُنَادَى أَصْحَابَه "أجهزوا عَلَى الْكُفَّارِ وَعَبْدِةِ الْأَحْجَار ، ودكّوا أَرْكَانَ الْكَعْبَةِ ، واقلعوا الْحَجَرَ الأسود ، وَيَوْمَهَا تَعَلَّق الْحَجَّاجُ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ واستغاثوا بِاَللَّه فاختطفتهم سُيُوفُ هَذَا الطَّاغِيَةِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ، وَاخْتَلَطَت دِمَاؤُهُم الطَّاهِرَةُ وأجسادهُم الْمُحَرَّمَةُ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ حَتَّى زَادَ عَدَدُ مِنْ قَتَلَ فِى هَذِهِ الْمَجْزَرَة عَن ثلاثين 30 أَلْفًا ، دُفِنُوا فِى مَوَاضِعِهِم بِلَا غُسْلٍ وَلَا كُفِّنٍ وَلَا صَلَاةٍَ .
وَذَكَرْت العَدِيدُِ مِنَ الْمَصَادِرِ التاريخية  قِيَامَ الْقَرَامِطَةِ بِجَمْعِ ثَلَاثَةِ آلَافٍ جُثَّةِ حَاجّ ، وطمروا بِهَا بِئْرَ زَمْزَمَ وردموه بِالْكُلِّيَّةِ ، ثُمَّ قَامُوا بَعْدَ ذَلِكَ بِقَلْع الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ مِنْ مَكَانِهِ وَحَمَلُوه مَعَهُمْ إلَى مَدِينَةِ "هجر" بِالْبَحْرَيْن ، حَيْثُ كَانَتْ مَرْكَزَ دَعْوَتِهِم وعاصمةَ دَوْلَتِهِم ، وَكَانَ أَبُو طَاهِرٍ قَدْ بَنَى بِهَا دَارًا سَمَّاهَا دَارَ الْهِجْرَةِ ، فَوَضَعَ فِيهَا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ ليتعطّلَ الْحَجُّ إلَى الْكَعْبَةِ ويرتحلَ النَّاسُ إلَى مَدِينَةٍ "هجر"  وَقَد تَعَطَّل الْحَجّ فِى قُرَابةَ عَشَرَةَ أَعْوَامٍ   ، حَيْثُ لَمْ يَقِفْ أَحَدٌ بِعَرَفَةَ وَلَمْ تُؤَدّ الْمَنَاسِكُ ، وَذَلِك لأَوَّلِ مَرَّةٍ ، مُنْذ إنْ فُرِضَتْ الشَّعِيرَةُ واللهُ المُستعانُ.
 وذكرَ ابْنُ كَثِيرٍ فِى "البداية والنهاية" ، أَنَّهُ فِي سَنَةِ 357 هِجْرِيَّة ، ظَهَر دَاءٌ الماشرى و انْتَشَرَ فِى مَكَّة فَمَاتَ بِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ ، وَفِيهَا مَاتَت جَمَالُ الْحَجِيج فِى الطَّرِيقِ مِنْ الْعَطَشِ ، وَلَمْ يَصِل مِنْهُمْ إلَى مَكَّةَ إلّا الْقَلِيلُ ، بَلْ مَاتَ أَكْثَرُ مِنْ وَصَلَ مِنْهُمْ بَعْدَ الْحَجِّ .
وَانْقَطَع الْحَاجُّ الْمِصْرِىُّ فِى عَهْد الْعَزِيز بِاَللَّه الفاطمى لِشِدَّةِ الْغَلَاء ، وَفِى سُنَّةِ 419 هِجْرِيَّة لَمْ يَحُجّ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَلَا مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ، وَفِى سُنَّةِ 421 هِجْرِيَّة تَعَطَّل الْحَجُّ أَيْضًا سِوَى عَدَدٍ قَلِيلٍ  مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ رَكَبُوا الجِمَال من أعْرَابِ البَادِيَةِ مِمَنْ فَفَازُوا بِالْحَجّ ، وَفِى سَنّةِ 430 لَمْ يَحُجَّ أَحَدٌ مِنْ الْعِرَاقِ وَخُرَاسَان ، وَلَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَلَا مِصْرٍ .
وَيَقُولُ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي أَحْدَاثِ عَام (417هـ) : في هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ بِالْعِرَاقِ بَرْدٌ شَدِيدٌ جَمَد فِيهِ الْمَاءُ فِي دِجْلَةَ وَالْأَنْهَارِ الْكَبِيرَة ، فَأَمَّا السَّوَاقِي فَإِنَّهَا جَمَدَت كُلُّهَا ، وَتَأَخَّر الْمَطَرُ وَزِيَادَةُ دِجْلَة ، فَلَم يُزْرَعْ فِي السَّوَادِ إلَّا الْقَلِيلُ وَفِيهَا تَوَقَّف الْحَجُّ مِنْ خُرَاسَانَ والعراق" .
أَيّهَا الْمُسْلِمُونَ : تَأنسُ النُفوسُ المُؤمنةُ بِكلامِ ربِّها وتَجدُ فيهِ ما يُسَكِّن ذُعرَها وخَوفَها فاللّهُ لا يُقدِّرُ إلا خَيرا ً سُبحانَه فيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ : { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } فإنَّ الْإِنْسَانَ قَدْ يَقَعُ لَهُ شَيْءٌ مِنْ الْأَقْدَارِ المؤلمةِ ، وَالْمَصَائِبِ الْمُوجِعَةِ ، الَّتِي تَكْرَهُهَا نَفْسُه ، فَرُبَّمَا جَزِع ، أَوْ أَصَابَهُ الْحُزْنُ ، وَظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ الْمَقْدُورَ هُو الضَّرْبَةُ الْقَاضِيَةُ ، والفاجعةُ الْمُهْلِكَةُ ، لآماله وَحَيَاتِه ، فَإِذَا بِذَلِك الْمَقْدُورِ مِنَحةٌ فِي ثَوْبٍ مِحْنَةٍ ، وَعَطِيَّةٌ فِي رِدَاءِ بَلِيَّةٍ ، وَفَوَائِدُ لِأَقْوَامٍ ظنّوها مَصَائِبَ ، وَكَم أَتَى نَفَعُ الْإِنْسَانِ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ !  وفَكَمْ مِنْ إنْسَانٍ سَعَى فِي شيءٍ ظَاهِرِه خيرٌ ، وأهطع إلَيْه ، واستماتَ فِي سَبِيلِ الحُصولِ عَلَيْهِ ، وَبَذَلَ الْغَالِي وَالنَّفِيسَ مِنْ أَجْلِ الْوُصُولِ إلَيْهِ ، فَإِذَا بِالْأَمْرِ يَأْتِي عَلَى خِلَافِ مَا يُرِيدُ !!  
أيُّها الُمسلمون : لِيتذكرْ  كُلُّ وَاحِدٍ منّا أنّ مِنْ لُطفِ اللَّهِ بِعِبَادِهِ أَنَّه يُقدّر ُ عَلَيْهِمْ أَنْوَاعَ الْمَصَائِبِ  وَضُرُوبَ الْمِحَنِ ، و الِابْتِلَاءِ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ الشَّاقِّ رَحْمَةً بِهِمْ ، ولُطفاً ، وسَوقًا إلَى كَمَالِهِم ، وَكَمَالِ نَعِيمِهِم فاللّهَ نَسألُ أنْ يَلطُفَ بنِا جَميعاً  .
عِبَادِ اللَّهِ : إنَّ اللَّهَ أمرَكم بأمرٍ بدأَ فِيه بنفسِه ، وثنَّى بِمَلَائِكَتِه المُسبِّحَةِ بقُدسه ، وثلّثَ بِكُم - أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ - مِن جِنِّه وإنسِه ، فَقَال قولاً كريمًا : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
اللّهم صلِّ وسلِّم عَلَى النَّبِيِّ المُصطفى المُختار ، اللَّهُمّ وارضَ عَن خُلَفَائِه الْأَرْبَعَةِ أصحابِ السنَّة المُتَّبَعة : أَبِي بكرٍ ، وَعُمَر ، وَعُثْمَان ، وعليٍّ ، وَعَنْ سَائِرِ آلِه وأصحابهِ أَجْمَعِين ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ وتابعِيهم بإحسانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وعنَّا مَعَهُم بمنِّك وكرمك وجُودك وَإِحْسَانك يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللّهم أعِزَّ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمّ أعِزَّ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمّ أعِزَّ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ ، وأذِلَّ الشِّرْك وَالْمُشْرِكِين ، ودمِّر أعداءَ الدِّين ، ودمِّر أعداءَ الدِّين ، ودمِّر أعداءَ الدِّين يَا رَبِّ الْعَالَمِينَ .
اللّهم أدِم عَلَى بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ أمنَها ورخاءَها وعِزَّها واستقرارَها .
اللّهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أَمَرَنَا خادمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ لِمَا تحبُّ وَتَرْضَى ، وخُذ بِنَاصِيَتِه للبرِّ وَالتَّقْوَى ، اللَّهُمّ وفِّقه ووليَّ عَهْدَه لِمَا فِيهِ عِزُّ الْإِسْلَام وصلاحُ المُسلمين يَا رَبِّ الْعَالَمِينَ . .

المشاهدات 1502 | التعليقات 0