الحجر لمن ترك الفجر
محسن الشامي
1433/02/04 - 2011/12/29 11:25AM
جمعها الفقير الى عفو ربه امام وخطيب جامع الفرشة 5/2/1433هـ لا انسى أصحاب الفضل المشائخ الذين استفدت من خطبهم في جمعها
الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، لا يَغيب عن بصرِه صغيرُ النَّمْل في الليل إِذَا سَرى، ولا يَعْزُبُ عن علمه مثقالُ ذرةٍ في الأرض ولاَ في السَّماء، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة عبده وابن عبده وبن امته وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله المبعوثِ في أمِّ القُرى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابِه الذين انتَشَرَ فضلُهُمْ في الوَرَىَ أما بعد: عباد الله اوصيكم ونفسي بوصية الله للأولين والآخرين ،{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْالْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ } أيها المؤمنون إِنَّ دُخُولَ الجَنَّةِ وَإِنْ كَانَأُمنِيَّةً لِكُلِّ مُسلِمٍ ، فَهُوَ لَيسَ بِالأَمرِ الهَيِّنِ الَّذِي يَحصُلُبِالأَمَانيِّ ، وَلَكِنَّهُ مَطلَبٌ غَالٍ لا يُحَصِّلُهُ إِلاَّ مَن قَامَبِحَقِّهِ ، وَغَايَةٌ نَفِيسَةٌ لا يُدَرِّكُهَا إِلاَّ مَن سَلَكَ طَرِيقَهَا " لَيسَ بِأَمَانِيِّكُم وَلا أَمَانيِّ أَهلِ الكِتَابِ مَن يَعمَلْ سُوءًا يُجزَبِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا . وَمَن يَعمَلْمِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدخُلُونَالجَنَّةَ وَلا يُظلَمُونَ نَقِيرًا " وَقَالَ سُبحَانَهُ في الحَدِيثِالقُدسِيِّ الَّذِي رَوَاهُ مُسلِمٌ " إِنَّمَا هِيَ أَعمَالُكُم أُحصِيهَا لَكُمثم أُوَفِّيكُم إِيَّاهَا فَمَن وَجَدَ خَيرًا فَلْيَحمَدِ اللهَ وَمَن وَجَدَغَيرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفسَهُ " يُقَالُهَذَا الكَلامُ أَيُّهَا المُوَفَّقُونَ ـ وَنَحنُ نَرَى قُصُورًا في شَعِيرَةٍعَظِيمةٍ وَإِخلالاً بِعِبَادَةٍ جَلِيلَةٍ ، تلك الشعيرة هي صَلاةُ الفَجر يا أمة محمد صلاة الفجر التي تَشكُو قِلَّةَ مَن يَشهَدُهَامِنَ المُصَلِّينَ ؟بل ولازال عَدَدُ التَّارِكِينَ لهايَزدَادُ مَعَ مُرُورِ الأَيَّامِ وَيَكثُرُ عَامًا بَعدَ عَامٍ؟ وحتى لا ينسحب بساط الوقت من تحت أقدامنا فسوف أركز الحديث في ثلاثة عناصر الأول : فضل صلاة الفجر مع جماعة المسلمين ونذكر منها ثمان فضائل الثاني : عقوبة من فرط في صلاة الفجر ونذكر منها ست عقوبات الثالث : الأسباب المعينة على شهود صلاة الفجر مع جماعة المسلمين نقول وبالله نستعين فمع الفضيلة الأولى من فضائل صلاة الفجر أن صلاة الفجر مِنَ الفَوَارِقِ بَينَ الإِيمَانِ وَالنِّفَاقِ لأن الصلاة ثقيلة على المنافقين ﴿ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى ﴾ وعَن أُبيِّ بنِ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَومًا الصُّبحَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : " أَشَاهِدٌ فُلانٌ " قَالُوا : لا قَالَ : " إِنَّ هَاتَينِ الصَّلاتَينِأَثقَلُ الصَّلَوَاتِ عَلَى المُنَافِقِينَ ، وَلَو تَعلَمُونَ مَا فِيهِمَالأَتَيتُمُوهُمَا وَلَو حَبوًا عَلَى الرُّكَبِ ، وَإِنَّ الصَّفَّ الأَوَّلَ عَلَىمِثلِ صَفِّ المَلائِكَةِ ، وَلَو عَلِمتُم مَا فَضِيلَتُهُ لابتَدَرتُمُوهُ ،وَإِنَّ صَلاةَ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزكَى مِن صَلاتِهِ وَحدَهُ وَصَلاتَهُمَعَ الرَّجُلَينِ أَزكَى مِن صَلاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ وَمَا كَثُرَ فَهُوَأَحَبُّ إِلى اللهِ " حَسَّنَهُالأَلبَانيُّ وقال صلى الله عليه وسلم: ( ليس صلاةٌ أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً) رواه البخاري ومسلم.، فمَن حافظ على الفجر والعشاء تباعَدَ عن النفاق؛ فيا من فرطتم في صلاة الفجر أَخرِجوا أنفُسكم مِن دَائِرَةِ النِّفَاقِ ،وَادخُلوا في ذِمَّةِ اللهِ بِصَلاتِكم الفَجرَ مَعَ عِبَادِ اللهِ المُؤمِنِينَ ولاتَكُونُوا عَبِيدًا لِهَوَى أَنفُسِكُم؟ قال تعالى: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا الفضيلة الثانية شهود الملائكة لهذه الصلاة فبالله عليكم كيف يتركعِبَادُ اللهِ في الأَرضِ صَلاةً يَشهَدُهَا عِبَادُهُ في السَّمَاءِ مِنَالمَلائِكَةِ أَلَم يَقُلْ أَصدَقُ القَائِلِينَ : " إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كَانَمَشهُودًا " أَيْ تَشهَدُهُ المَلائِكَةُ وَتَحضُرُهُ وَتَشهَدُ لِحَاضِرِيهِ؟قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ((يَتَعَاقَبُونَ فِيكُم مَلائِكَةٌ بِاللَّيلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِوَيَجتَمِعُونَ في صَلاةِ الفَجرِ وَصَلاةِ العَصرِ ، ثم يَعرُجُ الَّذِينَ بَاتُوافِيكُم فَيَسأَلُهُم رَبُّهُم وَهُوَ أَعلَمُ بهم : كَيفَ تَرَكتُم عِبَادِي ؟فَيَقُولُونَ : تَرَكنَاهُم وَهُم يُصَلُّونَ ، وَأَتَينَاهُم وَهُم يُصَلُّونَ " مُتَفَّقٌ عَلَيهِ الله اكبر يا عبدالله تقرير مشرِّف يُرفع لرب السماء عنك يا من تصلي الفجر جماعة مع المسلمين
الفضيلة الثالثة أن صلاة الفجر تعدل قيام ليله عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله) رواه مسلم فيا من فرط في صلاة الفجر إِلى مَتى تُضِيعُونَ أَمرَ اللهِ وَتُفَرِّطُونَ فيالأُجُورِ وَالحَسَنَاتِ ؟ الفضيلة الرابعة أن الله عز وجل جَعَلَ المُحَافَظَةَعَلَى صلاة الفجر مِن أَسبَابِ النَّجَاةِ من النار عن عُمارة بن رويبة أن النبي قال " لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا " يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ " [ رواه مسلم ] . " الفضيلة الخامسة أن من صلى الفجر مع الجماعة كان من المَحُوطِينَبِرِعَايَةِ اللهِ الدَّاخِلِينَ في عَهدِهِ وَذِمَّتِهِ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ((مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِيذِمَّةِ الله عَزَّ وَجَلَّ، فانظُرْ يا ابنَ آدَمَ لاَ يَطْلُبَنَّكَ الله بِشَىءٍمِنْ ذِمَّتِهِ)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ نعم يا عبدالله اذا صليت الفجر مع الجماعة كنت في حفظ الله يكلؤك برعايته ويحفظك بحفظه الفضيلة السادسة أن من صلى الصبح في جماعة فله وعد من الله بدخول الجنة: عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله : " من صلى البَردين دخل الجنة " أخرجه البخاري ومسلم والبردان هما الفجر والعصر فسابق وسارع يا عبدالله الى جنة عرضها السماوات والأرض (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) الفضيلة السابعة البشارة العظيمة لمن صلى الفجر في جماعة بالنور التام يوم القيامة عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "صححه الألباني وهذا فضل لمن يمشي إلى المساجد في الظلم وهو وقت صلاة الفجر والعشاء حيث يضاء له نور تام على الصراط يوم القيامة
الفضيلة الثامنة :أن من صلى الفجر حظي بالنظر الى وجه الله عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا جلوسا مع النبي فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا " ثم قرأ(وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) رواه البخاري ومسلم لذا فإن رؤيةَ وجهُ الله العظيم لها ثمنٌ في الدنيا ومن ثمنها المحافظة على الصلاة ومنها صلاة قبل طلوع الشمس وهي صلاة الفجر وصلاة قبل غروب الشمس وهي صلاة العصر أسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقنا لذة النظر الى وجهه العقوبات التي تلحق بمن فرط في صلاة الفجر : العقوبة الأولى لمن نام عن صلاة الفجر: إستهزاء الشيطان به وبوله في أذنه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ ! فَقِيلَ : مَا زَالَ نَائِماً حَتَّى أَصْبَحَ ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ فَقَالَ " بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ " متفق عليه.
العقوبة الثانيه : الكسل وخبث النفسعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمقَالَ "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ،فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَانْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًاطَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ" . متفق عليه. العقوبة الثالثة : دخوله في دائرة المنافقين قال رسول الله صلى الله عليهوسلم " ليس اثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهماولو حبواً ))
العقوبة الرابعة الحرمان من أمان الله يوم القيامة فإن من لم يصلي الفجر وأمن الله في الدنيا عرض نفسه للخوف يوم القيامة عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَروِي عَن رَبِّهِ جَلَّ وَعَلا ـ قَالَ "وَعِزَّتي لا أَجمَعُ عَلَى عَبدِي خَوفَينِ وَأَمنَينِ إِذَا خَافَني فيالدُّنيَا أَمَّنتُهُ يَومَ القِيَامَةِ وَإِذَا أَمِنَني في الدُّنيَا أَخَفتُهُيَومَ القِيَامَةِ "صححه الأَلبَانيُّ
العقوية الخامسة : الحَجَرُ لمن تَرَكَ الفَجْر : عَنْ سَمُرَة بْنُ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قال قَالَ لَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ : " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِيَ : انْطَلِقْ ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا ، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ ، فَيَثْلَغُ بِهَا رَأْسَهُ ، فَيَتَدَ هْدَهُ الْحَجَرُ هَا هُنَا ، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ ويَأْخُذُهُ ، فَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى " قَالَ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا هَذَانِ ؟ قَالَ قَالاَ لِيَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ " أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ " [ رواه البخاري ] . العقوبة السادسة : الوعيدبالويلقال تعالى " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال بن عباسساهون أي مضيعون لها بالكلية أو مفرطون في آدائها في الوقت المحدد شرعاً وقيلالويل واد في جهنم فأين من يتعمد ضبط المنبه على وقت العمل ولو كان وقت العمل في السابعة أو الثامنة ولا يصلي الفجر إلا في هذا الوقت أين هو من هذا الوعيد وقد سئل الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله عن ذلك فقال: من يتعمد تركيب الساعة إلى ما بعد طلوع الشمس حتى لا يصلي فريضة الفجر في وقتها هذا قد تعمد تركها وهو كافر بهذا عند جمع من أهل العلم لتعمده ترك الصلاة اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا بارك الله
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أَمَّا بَعدُفَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى كَمَا أَمَرَكُم يُنجِزْ لَكُممَا وَعَدَكُم " المحور الثالث : الأسباب المعينة بإذن الله لصلاة الفجر الأول الحرص على الطهارة وقراءة الأذكار التي قبل النوم، فإنها تعين على القيام لصلاة الفجر عن البراء بن عازب رضي الله عنه، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة. متفق عليه
الثاني صدق النية والعزيمة عند النوم على القياملصلاة الفجر الثالث الإخلاص لله تعالى هو خير دافع للإنسان للاستيقاظ للصلاةفإذا وجد الإخلاص الذي يلهبالقلب ويوقظ الوجدان فهو كفيل بإذن الله بإيقاظ صاحبه لصلاة الفجر الرابع : النوم على الجانب الأيمن: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلّفه عليه، ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. متفق عليه. الأسباب كثر وحسبنا ما ذكرت أَلافَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الأولياء مِن آبَاءٍ وَإِخوَةٍ ـ وَارعَواأَمَانَاتِكُم ، فَوَاللهِ مَا اعتَادَ الشَّبَابُ وَالمُرَاهِقُونَ في عَصرِنَاتَركَ الصَّلاةَ وَاستَمرَؤُوهُ ، إِلاَّ حِينَ صَارَ الآبَاءُ مَا بَينَ حَرِيصٍعَلَى الصَّلاةِ بِنَفسِهِ مُهمِلٍ لأَبنَائِهِ أَو آخَرَ لا يَقِي مِنَ النَّارِنَفسًا وَلا يَأمُرُ بِمَعرُوفٍ أَهلاً وَلا وَلَدًا وَلا يَرعَى أَمَانَةًوَلا عَهدًا فَاتَّقُوا اللهَ وَقُومُوا بِحَقِّهِ" يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُعَلَيهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَمَا يُؤمَرُون "اللهم إنا نسألك الهدى
الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، لا يَغيب عن بصرِه صغيرُ النَّمْل في الليل إِذَا سَرى، ولا يَعْزُبُ عن علمه مثقالُ ذرةٍ في الأرض ولاَ في السَّماء، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له شهادة عبده وابن عبده وبن امته وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله المبعوثِ في أمِّ القُرى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابِه الذين انتَشَرَ فضلُهُمْ في الوَرَىَ أما بعد: عباد الله اوصيكم ونفسي بوصية الله للأولين والآخرين ،{ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْالْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللَّهَ } أيها المؤمنون إِنَّ دُخُولَ الجَنَّةِ وَإِنْ كَانَأُمنِيَّةً لِكُلِّ مُسلِمٍ ، فَهُوَ لَيسَ بِالأَمرِ الهَيِّنِ الَّذِي يَحصُلُبِالأَمَانيِّ ، وَلَكِنَّهُ مَطلَبٌ غَالٍ لا يُحَصِّلُهُ إِلاَّ مَن قَامَبِحَقِّهِ ، وَغَايَةٌ نَفِيسَةٌ لا يُدَرِّكُهَا إِلاَّ مَن سَلَكَ طَرِيقَهَا " لَيسَ بِأَمَانِيِّكُم وَلا أَمَانيِّ أَهلِ الكِتَابِ مَن يَعمَلْ سُوءًا يُجزَبِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا . وَمَن يَعمَلْمِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدخُلُونَالجَنَّةَ وَلا يُظلَمُونَ نَقِيرًا " وَقَالَ سُبحَانَهُ في الحَدِيثِالقُدسِيِّ الَّذِي رَوَاهُ مُسلِمٌ " إِنَّمَا هِيَ أَعمَالُكُم أُحصِيهَا لَكُمثم أُوَفِّيكُم إِيَّاهَا فَمَن وَجَدَ خَيرًا فَلْيَحمَدِ اللهَ وَمَن وَجَدَغَيرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفسَهُ " يُقَالُهَذَا الكَلامُ أَيُّهَا المُوَفَّقُونَ ـ وَنَحنُ نَرَى قُصُورًا في شَعِيرَةٍعَظِيمةٍ وَإِخلالاً بِعِبَادَةٍ جَلِيلَةٍ ، تلك الشعيرة هي صَلاةُ الفَجر يا أمة محمد صلاة الفجر التي تَشكُو قِلَّةَ مَن يَشهَدُهَامِنَ المُصَلِّينَ ؟بل ولازال عَدَدُ التَّارِكِينَ لهايَزدَادُ مَعَ مُرُورِ الأَيَّامِ وَيَكثُرُ عَامًا بَعدَ عَامٍ؟ وحتى لا ينسحب بساط الوقت من تحت أقدامنا فسوف أركز الحديث في ثلاثة عناصر الأول : فضل صلاة الفجر مع جماعة المسلمين ونذكر منها ثمان فضائل الثاني : عقوبة من فرط في صلاة الفجر ونذكر منها ست عقوبات الثالث : الأسباب المعينة على شهود صلاة الفجر مع جماعة المسلمين نقول وبالله نستعين فمع الفضيلة الأولى من فضائل صلاة الفجر أن صلاة الفجر مِنَ الفَوَارِقِ بَينَ الإِيمَانِ وَالنِّفَاقِ لأن الصلاة ثقيلة على المنافقين ﴿ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى ﴾ وعَن أُبيِّ بنِ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَومًا الصُّبحَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ : " أَشَاهِدٌ فُلانٌ " قَالُوا : لا قَالَ : " إِنَّ هَاتَينِ الصَّلاتَينِأَثقَلُ الصَّلَوَاتِ عَلَى المُنَافِقِينَ ، وَلَو تَعلَمُونَ مَا فِيهِمَالأَتَيتُمُوهُمَا وَلَو حَبوًا عَلَى الرُّكَبِ ، وَإِنَّ الصَّفَّ الأَوَّلَ عَلَىمِثلِ صَفِّ المَلائِكَةِ ، وَلَو عَلِمتُم مَا فَضِيلَتُهُ لابتَدَرتُمُوهُ ،وَإِنَّ صَلاةَ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزكَى مِن صَلاتِهِ وَحدَهُ وَصَلاتَهُمَعَ الرَّجُلَينِ أَزكَى مِن صَلاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ وَمَا كَثُرَ فَهُوَأَحَبُّ إِلى اللهِ " حَسَّنَهُالأَلبَانيُّ وقال صلى الله عليه وسلم: ( ليس صلاةٌ أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً) رواه البخاري ومسلم.، فمَن حافظ على الفجر والعشاء تباعَدَ عن النفاق؛ فيا من فرطتم في صلاة الفجر أَخرِجوا أنفُسكم مِن دَائِرَةِ النِّفَاقِ ،وَادخُلوا في ذِمَّةِ اللهِ بِصَلاتِكم الفَجرَ مَعَ عِبَادِ اللهِ المُؤمِنِينَ ولاتَكُونُوا عَبِيدًا لِهَوَى أَنفُسِكُم؟ قال تعالى: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا الفضيلة الثانية شهود الملائكة لهذه الصلاة فبالله عليكم كيف يتركعِبَادُ اللهِ في الأَرضِ صَلاةً يَشهَدُهَا عِبَادُهُ في السَّمَاءِ مِنَالمَلائِكَةِ أَلَم يَقُلْ أَصدَقُ القَائِلِينَ : " إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كَانَمَشهُودًا " أَيْ تَشهَدُهُ المَلائِكَةُ وَتَحضُرُهُ وَتَشهَدُ لِحَاضِرِيهِ؟قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ((يَتَعَاقَبُونَ فِيكُم مَلائِكَةٌ بِاللَّيلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِوَيَجتَمِعُونَ في صَلاةِ الفَجرِ وَصَلاةِ العَصرِ ، ثم يَعرُجُ الَّذِينَ بَاتُوافِيكُم فَيَسأَلُهُم رَبُّهُم وَهُوَ أَعلَمُ بهم : كَيفَ تَرَكتُم عِبَادِي ؟فَيَقُولُونَ : تَرَكنَاهُم وَهُم يُصَلُّونَ ، وَأَتَينَاهُم وَهُم يُصَلُّونَ " مُتَفَّقٌ عَلَيهِ الله اكبر يا عبدالله تقرير مشرِّف يُرفع لرب السماء عنك يا من تصلي الفجر جماعة مع المسلمين
الفضيلة الثالثة أن صلاة الفجر تعدل قيام ليله عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله) رواه مسلم فيا من فرط في صلاة الفجر إِلى مَتى تُضِيعُونَ أَمرَ اللهِ وَتُفَرِّطُونَ فيالأُجُورِ وَالحَسَنَاتِ ؟ الفضيلة الرابعة أن الله عز وجل جَعَلَ المُحَافَظَةَعَلَى صلاة الفجر مِن أَسبَابِ النَّجَاةِ من النار عن عُمارة بن رويبة أن النبي قال " لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا " يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ " [ رواه مسلم ] . " الفضيلة الخامسة أن من صلى الفجر مع الجماعة كان من المَحُوطِينَبِرِعَايَةِ اللهِ الدَّاخِلِينَ في عَهدِهِ وَذِمَّتِهِ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ((مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِيذِمَّةِ الله عَزَّ وَجَلَّ، فانظُرْ يا ابنَ آدَمَ لاَ يَطْلُبَنَّكَ الله بِشَىءٍمِنْ ذِمَّتِهِ)). رَوَاهُ مُسْلِمٌ نعم يا عبدالله اذا صليت الفجر مع الجماعة كنت في حفظ الله يكلؤك برعايته ويحفظك بحفظه الفضيلة السادسة أن من صلى الصبح في جماعة فله وعد من الله بدخول الجنة: عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله : " من صلى البَردين دخل الجنة " أخرجه البخاري ومسلم والبردان هما الفجر والعصر فسابق وسارع يا عبدالله الى جنة عرضها السماوات والأرض (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) الفضيلة السابعة البشارة العظيمة لمن صلى الفجر في جماعة بالنور التام يوم القيامة عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "صححه الألباني وهذا فضل لمن يمشي إلى المساجد في الظلم وهو وقت صلاة الفجر والعشاء حيث يضاء له نور تام على الصراط يوم القيامة
الفضيلة الثامنة :أن من صلى الفجر حظي بالنظر الى وجه الله عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا جلوسا مع النبي فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تَضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا " ثم قرأ(وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) رواه البخاري ومسلم لذا فإن رؤيةَ وجهُ الله العظيم لها ثمنٌ في الدنيا ومن ثمنها المحافظة على الصلاة ومنها صلاة قبل طلوع الشمس وهي صلاة الفجر وصلاة قبل غروب الشمس وهي صلاة العصر أسأل الله بمنه وكرمه أن يرزقنا لذة النظر الى وجهه العقوبات التي تلحق بمن فرط في صلاة الفجر : العقوبة الأولى لمن نام عن صلاة الفجر: إستهزاء الشيطان به وبوله في أذنه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ ! فَقِيلَ : مَا زَالَ نَائِماً حَتَّى أَصْبَحَ ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ فَقَالَ " بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ " متفق عليه.
العقوبة الثانيه : الكسل وخبث النفسعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمقَالَ "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ،فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَانْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًاطَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ" . متفق عليه. العقوبة الثالثة : دخوله في دائرة المنافقين قال رسول الله صلى الله عليهوسلم " ليس اثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهماولو حبواً ))
العقوبة الرابعة الحرمان من أمان الله يوم القيامة فإن من لم يصلي الفجر وأمن الله في الدنيا عرض نفسه للخوف يوم القيامة عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّىاللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَروِي عَن رَبِّهِ جَلَّ وَعَلا ـ قَالَ "وَعِزَّتي لا أَجمَعُ عَلَى عَبدِي خَوفَينِ وَأَمنَينِ إِذَا خَافَني فيالدُّنيَا أَمَّنتُهُ يَومَ القِيَامَةِ وَإِذَا أَمِنَني في الدُّنيَا أَخَفتُهُيَومَ القِيَامَةِ "صححه الأَلبَانيُّ
العقوية الخامسة : الحَجَرُ لمن تَرَكَ الفَجْر : عَنْ سَمُرَة بْنُ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قال قَالَ لَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ غَدَاةٍ : " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِيَ : انْطَلِقْ ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا ، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ ، فَيَثْلَغُ بِهَا رَأْسَهُ ، فَيَتَدَ هْدَهُ الْحَجَرُ هَا هُنَا ، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ ويَأْخُذُهُ ، فَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى " قَالَ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا هَذَانِ ؟ قَالَ قَالاَ لِيَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ " أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ " [ رواه البخاري ] . العقوبة السادسة : الوعيدبالويلقال تعالى " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال بن عباسساهون أي مضيعون لها بالكلية أو مفرطون في آدائها في الوقت المحدد شرعاً وقيلالويل واد في جهنم فأين من يتعمد ضبط المنبه على وقت العمل ولو كان وقت العمل في السابعة أو الثامنة ولا يصلي الفجر إلا في هذا الوقت أين هو من هذا الوعيد وقد سئل الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله عن ذلك فقال: من يتعمد تركيب الساعة إلى ما بعد طلوع الشمس حتى لا يصلي فريضة الفجر في وقتها هذا قد تعمد تركها وهو كافر بهذا عند جمع من أهل العلم لتعمده ترك الصلاة اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا بارك الله
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أَمَّا بَعدُفَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى كَمَا أَمَرَكُم يُنجِزْ لَكُممَا وَعَدَكُم " المحور الثالث : الأسباب المعينة بإذن الله لصلاة الفجر الأول الحرص على الطهارة وقراءة الأذكار التي قبل النوم، فإنها تعين على القيام لصلاة الفجر عن البراء بن عازب رضي الله عنه، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة. متفق عليه
الثاني صدق النية والعزيمة عند النوم على القياملصلاة الفجر الثالث الإخلاص لله تعالى هو خير دافع للإنسان للاستيقاظ للصلاةفإذا وجد الإخلاص الذي يلهبالقلب ويوقظ الوجدان فهو كفيل بإذن الله بإيقاظ صاحبه لصلاة الفجر الرابع : النوم على الجانب الأيمن: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلّفه عليه، ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. متفق عليه. الأسباب كثر وحسبنا ما ذكرت أَلافَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا الأولياء مِن آبَاءٍ وَإِخوَةٍ ـ وَارعَواأَمَانَاتِكُم ، فَوَاللهِ مَا اعتَادَ الشَّبَابُ وَالمُرَاهِقُونَ في عَصرِنَاتَركَ الصَّلاةَ وَاستَمرَؤُوهُ ، إِلاَّ حِينَ صَارَ الآبَاءُ مَا بَينَ حَرِيصٍعَلَى الصَّلاةِ بِنَفسِهِ مُهمِلٍ لأَبنَائِهِ أَو آخَرَ لا يَقِي مِنَ النَّارِنَفسًا وَلا يَأمُرُ بِمَعرُوفٍ أَهلاً وَلا وَلَدًا وَلا يَرعَى أَمَانَةًوَلا عَهدًا فَاتَّقُوا اللهَ وَقُومُوا بِحَقِّهِ" يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُعَلَيهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَمَا يُؤمَرُون "اللهم إنا نسألك الهدى