الحث على النزاهة ووجوب محاربة الفساد

ناصر بن عبدالرحمن الحمد
1442/04/25 - 2020/12/10 21:05PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله أمابعد:

فإنه لايخفى عليكم أن الناس قد تغيرت فليس الناس كالناس الذين عاشوا من قبل على الطهر ولا نقولهلك الناس بل بقية خير موجودة وبضاعة صدق غير مفقودة غير أنه لايأتي زمان إلا والذي بعده أشر منهواليوم قلَّت الأمانة وكثر الكذب والخيانة وهذا كله من ضعف الإيمان وقلة خشية الديان ولعل من أظهرماتراه العين ويبصره القلب ذلك الفساد الذي اصبح يرود ويقود وعن الشر يذود وبالغش والخداع يجودوبئس من جود

إنه الفاسد الذي سرى وعلى نهر الخطيئة جرى ولمواطئ الباطل ذرا وبئس ماذرى

ولقد ذرأ ربنا وبرا وأعطى وأسمع وأرى ولكن الذي ظلموا يفترون على الله الخطا فبئس ماكانوا يعملونأنزل الله تعالى ( وزنوا بالقسطاس المستقيم ) فعدلوا عنه إلى طريق الجحيم وقال (واوفوا الكيل والميزانبالقسط ) فاستعملوا آلة الجور والبسط وقال ( ويلل للمطففين ) فولوا مدبرين قائلين ( أصلاتك تأمرك أننترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد (

لقد قال الله تعالى ( إني جاعل في الأرض خليفة ) قال الملائكة عليهم السلام (أتجعل فيها من يفسدفيها ويسفك الدماء )

الفساد وما أدراك مالفساد زمرة من الفاسدين أفسدوا البلد بشهواتهم ونزواتهم يعيشون الأنانية فيحياتهم المهم أن يعيشوا هم ولايهمهم إن هلك البقية  ولن اتكلم إلا عن الفساد المالي أو التجاري وكذلكالإداري

الفسـاد ضـد الإصـلاح

والفساد المالي أو الإداري هو اخذ المال ظلما او إتلافه  أو السعي لذلك او الإسراف فيـه اوسرقته أواغتصابه وهناك تعاريف أخرى غير أن المضمون واحدوالفساد قيليا كان أم كثيرا  والذي يفعله قبلالإفراد او الجماعات فهو يعود بالمصائب على الأفراد والكجتمعات بل يكون سببا لتدمير اقتصاد البلادونهب ثرواته

ومن مظاهر الفساد الموجود في مجتمعاتنا

1- الغش بجميع أنواعه

2- الخداع والتزويق والتغرير

3- الرشوة وهدايا العمال

4- المحاباة أو المداهنةعلى حساب المجتمع

5- الواسطة التي تسلب صاحب الحق من حقه وليست الواسطة التي تنفع صاحب الحق

6- الأخذ من المال العام

7- السلب من أموال المؤسسات أو الشركات التي هي من حق كل فرد في المجتمع

8- التفريط في القيام بحق ما أسند إليك من عمل وأخذ جوانبه لصالحك الخاص كمن يتحملالمشاريع الضخمة وينهب بعض مالها

9- الابتزاز سواء للناس أو الموظفين أو العاملين وذلك بأخذ أموال منهم بغير وجه حق وسلب حقوقهمالتي كفلها لهم النظام من دون مقابل

10- ظلم الموظفين او العاملين سواء من المواطنين أو المقيمين على حساب الأهواء الشخصية

11- الرب بجميع أنواعه وأقله مثل أن ينكح الرجل أمه

وأما اسباب هذا الفساد فغالبا ماتعود لأمور

أولها : ضعف الوازع الديني وقلة الأإيمان وهي أساس المشاكل والمصائب فإن الإنسان غذا كان قليلالإيمان فعل كل فعل يوافق الشيطان ويغضب الرحمن

ثانيها :غياب الرقيب المخلص الصادق

ثالثها : ترك إنكار هذا العمل والسكوت عن الباطل وترك الظالم والعابث يفعل مايشاء

رابعها :ضعف النظام اذي يتقوم عليه الشركة أو المؤسسة

خامسها : أن يوسد الأمر غلى غير أهله فتسند الإدارات والرئاسات إلى أحد ليس بأهل لها وحينهاتضيع الأمور على يد أناس ليس عندهم قدرة لمواجهة المشاكل ومعالجتها

سادسا : غياب العقوبة الصارمة لهؤلاء المفسدين أو عدم تنفيذ العقوبة باي سبب ومنها تجاهل المواطنينللإخبار عن المفسدين

ومن مظاهر الفساد

1- الاختلاس وهذا يحصل من الكبار والصغار إما بصريح المال أو التلاعب بالوظائف

2- مايسمى ب ( غسيل الأموال ) هو استخدام حيل وأساليب ووسائل للتصرف في أموال

مكتسبة بطريقة غير مشروعـة وغيـر قانونيـة لإضفاء الشرعية عليها

3- الرشوة بأنواعها

4- التزوير سواء في المعاملات أو المظهر أو غيره

5- استعمال الوظيفة لأغراض شخصية أو للأسف لأغراض إفسادية أو شهوانية ولاستغلال المنصببذلك

6- إعطاء من لايستحق مالا يستحق مثل إدخال أناس ليسوا بفقراء على أنهم فقراء

7- استخدام السلطة المدنية أو العسكرية للأغراض الخاصة واستعمال الموظفين لخاصة نفسه وخدمةأهله مثلا

8- الإسراف في دفع أموال لإنشاء أشياء لا اهمية لها مع أنها من المال العام

9- استعمال أسلوب الوظيفة كأسلوب لأخذ أموال ناس بغير حق مثل مايفعله بعض الجهات التيتبحث عن المخالفات

10- استعما حاجات الناس مثل استغلا القرض لهم وادعاء الوقوف معه ثم زيادة الآصار عليهموإدخالهم في عالم الرب المحرم

وغير هذا كثير ربما عندكم أكثر مما عندي

فهل الإسلام يقبل بهذا عن أبي حميد الساعدي قال : استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزديقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال : هذا لكم ، وهذا أهدي إلي فقام النبي صلى الله عليهوسلم على المنبر فقال : ما بال العامل نبعثه على بعض أعمالنا فيقول هذا لكم ، وهذا أهدي إلي ؟ فهلاجلس في بيت أبيه ، أو بيت أمه فينظر أيهدى له أم لا ؟ فوالذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منها شيئا إلاجاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر ثم رفع يديهحتى رأينا عفرة إبطيه ثم قال اللهم : هل بلغت ، اللهم هل بلغت ؟ (

وهذا حديث يبين بجلاء ووضوح موقف الغسلام من استغلال المناصب أو الوظائف للفساد والإفساد

أما الحل

لإاولا بالرجوع إلى الله تعالى والتوبة إليه

وثانيا : تعظيم الأامانة المنوطة بك

ثالثا : وضع حوافز ورواتب تكون مغيرة للموظف لكي لايفكر بالسرقة مع أنه ليس بمسوغ للسرقة

رابعا : مكافأة المخلصين في أعمالهم وتمييزهم على غيرهم اما أننا نجد الموظف الذي يجتهد ويكدح مثلهمثل غيره فهذا يجعله يلحق بركب اخوانه

خامسا : تحقيق أهداف الموظف بأعطاءه مايحتاج إليه من أجازات أو معالجة أو غير ذلك مما يحتاجهمن ضوروات خاصة في الوقت الراهن

سادسا : استعمال الرفق واللين فما كان الرفق في شيء غلا زانه ومانزع من شيء غلا شانه واستعمالالغلظة والشدة يفقد المحبة ويجلب الفشل الذريع

سابعا : التخلق بالخلق  الحسن والمعاملة التي امر بها الإسلام

ثامنا : التعاون على البر والتقوى  وهو مايسمى عندنا بالفريق الواحد وهو الحل الأمثل لإدارة الأزمات

تاسعا : وضع أهداف ثم السعي للوصول لهذه الأهداف وتحقيقها

واخيرا : يجب الإبلاغ عن من يسعى بالإفساد ويظلم الناس ويبخسهم حقهم

مع الاحتساب في فضح المفسدين

وأعظم نظام يكافح الجريمة والفساد قول الله تعالى ومن أصدق من الله قيلا

(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )

المشاهدات 1024 | التعليقات 0