الجوال أثناء القيادة .. تهلكة - مشكولة

عبدالله حمود الحبيشي
1445/03/19 - 2023/10/04 09:02AM

الجوال أثناء القيادة .. تهلكة
21/3/1445هـ

الخطبة الأولى ..

الحمد لله العلي الأعلى، خلق فسوى، وقدر فهدى، وأشهد ألا إله إلا الله يسر لليسرى مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله دلنا على ما في الخير والهدى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد .. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ .

عباد الله .. سلوك مزعج ومؤلم وخطير ومهلك .. ثبت خطره بما نراه وما نسمعه وما حكاه أهل الاختصاص وأثبتت الأرقام عظيم خطره وشدة هلاكه .. إنه استخدام الجوال أثناء القيادة .

وقبل الشروع في البيان فحديثنا ليس عن قضايا مرورية وإجراءات نظامية بل هي قضية شرعية، وأوامر إلهية وتوجيهات نبوية .. الحديث عن معصية يأثم فاعلها ويجازى في الدنيا والآخرة .. إنها جريمة .. نعم جريمة .. خطرها عظيم ونتائجها مهلكة .

ومن كمال الشريعة حرصها على حماية الأنفس من الأخطار وترسيخ الحذر من إيقاع الضرر بالنفس أو الغير، قال تعالى ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ وقال تعالى ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ إنه أمر من الله جل جلاله وتحذير لعباده من التعرض للهلاك وأسبابه .. هذا فيما يتعلق بهلاك النفس فكيف التحذير مما يسبب هلاك النفس وهلاك الغير .

وحذر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كل أمر قد يكون سببا في ضرر الآخرين ، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لا يُشِيرُ أحَدُكُمْ علَى أخِيهِ بالسِّلاحِ؛ فإنَّه لا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطانَ يَنْزِعُ في يَدِهِ، فَيَقَعُ في حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ" .

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إذا مَرَّ أحَدُكُمْ في مَجْلِسٍ، أوْ سُوقٍ، وبِيَدِهِ نَبْلٌ، فَلْيَأْخُذْ بنِصالِها، ثُمَّ لِيَأْخُذْ بنِصالِها، ثُمَّ لِيَأْخُذْ بنِصالِها" .
وفي رواية "إذا مَرَّ أحَدُكُمْ في مَسْجِدِنا، أوْ في سُوقِنا، ومعهُ نَبْلٌ، فَلْيُمْسِكْ علَى نِصالِها، - أوْ قالَ: فَلْيَقْبِضْ بكَفِّهِ -، أنْ يُصِيبَ أحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْها شيءٌ" .
إنه تحذير مما قد يكون سبب في الهلاك فما بالكم بما هو غالب الهلاك إن لم يكن متحقق

وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لا ضَرَرَ ، وَلا ضِرارَ ، مَن ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ ، ومَن شَاقَّ شَاقَّهُ اللَّهُ" .

فهذه آيات القرآن وأحاديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تؤكد النهي والتحذير مما يهلك ويضر بالنفس أو بالآخرين .

وخطر هذا السلوك المهلك للسائق ولغيره نراه بأعيننا وأكده أهل الاختصاص والأرقم أثبتته بما لا يدع مجالا للجدال والنقاش ..

ففي العام الماضي بلغ عدد الحوادث في المملكة 1,3 مليون حادث .. وعدد الوفيات 4555 وفاة والإصابات 24 ألف .. والنسبة الأكبر في الوفيات هي لمن أعمارهم بين 18 و 30 سنة .

وإن كنتم تستعظمون هذه الأرقام المخيفة فوالله إن بكاء أب أو أم على ولدهم الذي توفي بحادث أبلغ منها وأعظم .. حسرة الزوجة الثكلى التي احترق قلبها على زوجها الذي قتله سائق متهور يقود سيارته وهو يثرثر بالجوال أعظم ألم .. أبلغ من هذه الأرقام أطفال تيتموا لأن أباهم مات في حادث كان سببه سائق يعبث بجواله .

في تقرير نشر قبل أشهر كشفت الإحصاءات أن نسبة وقوع الحوادث المرورية نتيجة استخدام الهاتف الجوال بلغت 78% من إجمالي الحوادث التي وقعت في المملكة العربية السعودية .. أي أكثر من مليون حادث بسبب الجوال .. ثلثي الحوادث بسبب الجوال .

وناشدت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة قائدي المركبات بضرورة الالتزام بإرشادات وتعليمات السلامة، وبشكل خاص عدم استخدام الجوال أثناء القيادة .

وأكد مجمع إرادة والصحة النفسية بالرياض أن الشخص الذي تنتابه رغبة ملحة أثناء قيادة السيارة لاستخدام الهاتف الجوال تؤكد بأن لديه سلوك إدماني على الهاتف، وبالتالي عدم القدرة على التحكم في استخدامه .

وأوضح الاختصاصي النفسي عصام الخضيري أن عدم القدرة على ترك الهاتف أثناء القيادة هو أحد معايير السلوك الإدماني، مشيرًا إلى أن الإحصائيات كشفت أن نسبة وقوع الحوادث المرورية نتيجة استخدام الهاتف الجوال بلغت 78% من إجمالي الحوادث التي وقعت في المملكة, مبيناً أنه لا يمكن الجمع بين القيادة واستخدام الهاتف،

وصدق في كلامه .. فالله جل جلاله يقول ﴿مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ وللأسف بعض من تتحدث معهم عن استخدام الجوال أثناء القيادة يقول بكل فجاجه :
أنا منتبه للطريق .
أنا لدي القدرة على التحكم في القيادة . وكذبوا الله ..

بعضهم لا يعلم أن سيارته متوقفة أو شبه متوقفه في وسط الطريق وهو مشغول بالجوال .. والآخر سيارته تترنح يمينا وشمالا وهو غارق في غيبوبة الجوال مع رساله أو مقطع يستقبله أو يرسله .

نعم إنه سلوك إدماني خطير قد يكون سببا في هلاك السائق وهلاك من هم معه في نفس السيارة أو سالكي الطريق ..

يقول مدير عام المرور، أن الأشهر الماضية شهدت وقوع حوادِث قاتلة راح ضحيتها أسر كاملة في عدة مناطق بالمملكة بسبب استخدام الجوال.
وأضاف، أحد الحوادث المروعة أسفر عن وفـاة سبعة أشخاص، وآخر أدى إلى وفاة أسرة كاملة وإغلاق بَيْتِهم، مهيباً بالجميع عدم استخدام الجوال أثناء القيادة .. وطالب، جميع مستخدمي الطرق وكل من يملك مركبة بأن يُحَاذر من استخدام الجوال .

والخبير الأمني اللواء متقاعد مسفر الجعيد، شدد على أن أحد أبرز مسببات الحوادث المرورية هي السرعة الزائدة، مبيناً أن استخدام الهاتف المحمول يعد ثاني الأسباب.

أسر بأكملها توفيت بحادث كان الجوال هو السبب .. وما زال البعض من سائقي السيارات يعتقد جازما أنه قادر على الجمع بين القيادة ومطالعة الجوال .. فأي أهمية للجوال أو للرسائل التي تجعله يجازف بنفسه وغيره من أجلها .. يا كل عاقل تأمل ماذا سيفوتك لو أجلت النظر إلى الجوال، وماذا ستخسر لو وقع حادث بسبب عبثك بالجوال

فلنتقي الله في أنفسنا وأنفس غيرنا ولنحذر من هذا السلوك الإدماني المهلك كما وصفه أهل الاختصاص طاعة لله واستجابة لأمره وخوفا من عقابه.. نسأل الله أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .. أقول قولي هذا واستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية ..

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد .. عباد الله .. إن فتاوى أهل العلم تؤكد أن مخالفة الأنظمة المرورية مخالفة شرعية يأثم فاعلها وقد تكون سببا في العقاب في الدنيا الآخرة .. وسأنقل بعض هذه الفتاوى وما يُذكر عن مخالفة مرورية ينطبق على باقي المخالفات وكلما عظم الخطر عظم الإثم .

يقول الشيخ ابن باز رحمه الله : نعم، قطع الإشارة محرَّمٌ؛ لما فيه من الخطر؛ لأنه قد يقطع الإشارةَ فيَصْدِم أو يُصْدَم، وهذا فيه تعريضُ النفوس للتَّلف والقتل، وهو مضرَّةٌ على المسلمين، .. فلا يجوز ذلك لما فيه من الأخطار الكثيرة .

ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أود أن أنصح إخواننا السائقين وغيرهم عن قطع إشارة المرور لأنها معصية .. فإذا خالفت فأنت عاصي حتى لو فرضنا أن الخط ما فيه أحد فإنه لا يحل لك.

وسؤل الشيخ ابن باز رحمه الله عن حكم من يموت بسبب زيادة السرعة؟ هل يعتبر قاتلًا لنفسه؟
فقال الشيخ: لا شك أنه مشارك في قتل نفسه، ولا شك أنه في هذا ظالم، ومتعدٍ، ويعتبر قاتلًا نفسه من حيث تعاطيه أسباب القتل، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "من قتل نفسه بشيء؛ عذّب به يوم القيامة" فالتعدي في السير، والتهور في السير زيادة على القدر المحدود، لا شك أنه مساعدة في قتل النفس، وظلم وجريمة يستحق عليها صاحبها العقوبة.

وجاء في فتوى لدار الإفتاء المصرية : فمن تجاوز تعليمات السير بقطع إشارة ضوئية حمراء، أو قيادة مركبة بسرعة أو بطريقة متهورة، فتسبب بقتل إنسان، فقد استحق الإثم الكبير؛ .. وفعله من قبيل القتل شبه العمد؛ لأنه لا يخلو من الاستهتار والاستهانة بأرواح الناس .. وتجب عليه الدية، والكفارة .

وبعد عباد الله .. هذا هو خطر استخدام الجوال أثناء القيادة يؤكده الواقع وتثبته الأرقام ويقرره أهل المعرفة والاختصاص .. وبيّنا حرمة هذا الفعل شرعا .. فماذا بعد؟ لا يكن هذا الكلام مجرد سرد نظري وتأثر وقتي بل لنجعله قرارا حاسما ونية صادقة بالتزام الأنظمة المرورية ومنها عدم استخدام الجوال نهائيا أثناء القيادة طاعة لله وحفاظا على أنفسنا وعلى الآخرين .

نسأل الله لنا ولجميع المسلمين السلامة والعافية من الحوادث والمخاطر وأن لا يفجعنا بقريب او حبيب .

المرفقات

1696399314_الجوال أثناء القيادة .. تهلكة.docx

1696399314_الجوال أثناء القيادة .. تهلكة.pdf

1696474750_الجوال أثناء القيادة .. تهلكة - مشكولة.docx

المشاهدات 921 | التعليقات 3

جزاك الله خير شيخنا خطبة رائعة وجميلة ومؤثرة وياليت يتم تشكيلها للفائدة


الْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى، خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ يَسَّرَ لِلْيُسْرَى مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ دَلَّنَا عَلَى مَا فِي الْخَيْرِ وَالْهُدَى، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ .. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ .

عِبَادَ اللهِ .. سُلُوكٌ مُزْعِجٌ وَمُؤْلِمٌ وَخَطِيرٌ وَمُهْلِكٌ .. ثَبَتَ خَطَرُهُ بِمَا نَرَاهُ وَمَا نَسْمَعُهُ وَمَا حَكَاهُ أَهْلُ الِاخْتِصَاصِ وَأَثْبَتَتِ الْأَرْقَامُ عَظِيمَ خَطَرِهِ وَشِدَّةَ هَلَاكِهِ .. إِنَّهُ اسْتِخْدَامُ الْجَوَّالِ أَثْنَاءَ الْقِيَادَةِ.

وَقَبْلَ الشُّرُوعِ فِي الْبَيَانِ فَحَدِيثُنَا لَيْسَ عَنْ قَضَايَا مُرُورِيَّةٍ وَإجْرَاءَاتٍ نِظَامِيَّةٍ، بَلْ هِيَ قَضِيَّةٌ شَرْعِيَّةٌ، وَأَوَامِرُ إِلَهِيَّةٌ وَتَوْجِيهَاتٌ نَبَوِيَّةٌ .. الْحَدِيثُ عَنْ مَعْصِيَةٍ يَأْثَمُ فَاعِلُهَا وَيُجَازَى فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .. إِنَّهَا جَرِيمَةٌ .. نَعَمْ جَرِيمَةٌ .. خَطَرُهَا عَظِيمٌ وَنَتَائِجُهَا مُهْلِكَةٌ.

وَمِنْ كَمَالِ الشَّرِيعَةِ حِرْصُهَا عَلَى حِمَايَةِ الْأَنْفُسِ مِنَ الْأَخْطَارِ وَتَرْسِيخِ الْحَذَرِ مِنْ إِيقَاعِ الضَّرَرِ بِالنَّفْسِ أَوِ الْغَيْرِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ إِنَّهُ أَمْرٌ مِنَ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ وَتَحْذِيرٌ لِعِبَادِهِ مِنَ التَّعَرُّضِ لِلْهَلَاكِ وَأَسْبَابِهِ .. هَذَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِهَلَاكِ النَّفْسِ فَكَيْفَ التَّحْذِيرُ مِمَّا يُسَبِّبُ هَلَاكَ النَّفْسِ وَهَلَاكَ الْغَيْرِ.

وَحَذَّرَ النَّبِيُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ قَدْ يَكُونُ سَبَبًا فِي ضَرَرِ الْآخَرِينَ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ".

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَجْلِسٍ، أَوْ سُوقٍ، وَبِيَدِهِ نَبْلٌ، فَلْيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا، ثُمَّ لِيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا، ثُمَّ لِيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا" .

وَفِي رِوَايَةٍ: "إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا، أَوْ فِي سُوقِنَا، وَمَعَهُ نَبْلٌ، فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا، - أَوْ قَالَ: فَلْيَقْبِضْ بِكَفِّهِ -، أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ".

إِنَّهُ تَحْذِيرٌ مِمَّا قَدْ يَكُونُ سَبَبًا فِي الْهَلَاكِ فَمَا بَالُكُمْ بِمَا هُوَ غَالِبُ الْهَلَاكِ إِنْ لَمْ يُكُنْ مُتَحَقِّقًا؟

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا ضَرَرَ، وَلَا ضِرَارَ، مَنْ ضَارَّ ضَارَّهُ اللَّهُ ، وَمَنْ شَاقَّ شَاقَّهُ اللَّهُ".

فَهَذِهِ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَأَحَادِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُؤَكِّدُ النَّهْيَ وَالتَّحْذِيرَ مِمَّا يُهْلِكُ وَيَضُرُّ بِالنَّفْسِ أَوْ بِالْآخَرِينَ.

وَخَطَرُ هَذَا السُّلُوكِ الْمُهْلِكِ لِلسَّائِقِ وَلِغَيْرِهِ نَرَاهُ بِأَعْيُنِنَا وَأَكَّدَهُ أَهْلُ الِاخْتِصَاصِ وَالْأَرْقَامُ أَثْبَتَتْهُ بِمَا لَا يَدَعُ مَجَالًا لِلْجِدَالِ وَالنِّقَاشِ..

فَفِي الْعَامِ الْمَاضِي بَلَغَ عَدَدُ الْحَوَادِثِ فِي الْمَمْلَكَةِ مِلْيُونَ وَثَلَاثَمِئَةِ حَادِثٍ.. وَعَدَدُ الْوَفِيَّاتِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِئَةٍ وَخَمْسَةٍ وَخَمْسِينَ وَفَاةٍ وَالْإِصَابَاتُ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا.. وَالنِّسْبَةُ الْأَكْبَرُ فِي الْوَفِيَّاتِ هِيَ لِمَنْ أَعْمَارُهُمْ بَيْنَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَالثَّلَاثِينَ سَنَةً.

وَإِنْ كُنْتُمْ تَسْتَعْظِمُونَ هَذِهِ الْأَرْقَامَ الْمُخِيفَةَ فَوَاللهِ إِنَّ بُكَاءَ أَبٍ أَوْ أُمٍّ عَلَى وَلَدِهِمُ الَّذِي تُوُفِّيَ بِحَادِثٍّ أَبْلَغُ مِنْهَا وَأَعْظَمُ... حَسْرَةُ الزَّوْجَةِ الثَّكْلَى الَّتِي احْتَرَقَ قَلْبُهَا عَلَى زَوْجِهَا الَّذِي قَتَلَهُ سَائِقٌ مُتَهَوِّرٌ يَقُودُ سَيَّارَتَهُ وَهُوَ يُثَرْثِرُ بِالْجَوَّالِ أَعْظَمُ أَلَمًا... أَبْلَغُ مِنْ هَذِهِ الْأَرْقَامِ أَطْفَالٌ تَيَتَّمُوا لِأَنَّ أَبَاهُمْ مَاتَ فِي حَادِثٍ كَانَ سَبَبُهُ سَائِقًا يَعْبَثُ بِجَوَّالِهِ.

فِي تَقْرِيرٍ نُشِرَ قَبْلَ أَشْهُرٍ كَشَفَتِ الْإِحْصَاءَاتُ أَنَّ نِسْبَةَ وُقُوعِ الْحَوَادِثِ الْمُرُورِيَّةِ نَتِيجَةَ اسْتِخْدَامِ الْهَاتِفِ الْجَوَّالِ بَلَغَتْ 78% مِنْ إِجْمَالِي الْحَوَادِثِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ... أَيْ أَكْثَرُ مِنْ مِلْيُونِ حَادِثٍ بِسَبَبِ الْجَوَّالِ... ثُلُثَيِ الْحَوَادِثِ بِسَبَبِ الْجَوَّالِ.

وَنَاشَدَتِ الْهَيْئَةُ السُّعُودِيَّةُ لِلْمَوَاصَفَاتِ وَالْمَقَايِيسِ وَالْجَوْدَةِ قَائِدِي الْمَرْكَبَاتِ بِضَرُورَةِ الِالْتِزَامِ بِإِرْشَادَاتِ وَتَعْلِيمَاتِ السَّلَامَةِ، وَبِشَكْلٍ خَاصٍّ عَدَمِ اسْتِخْدَامِ الْجَوَّالِ أَثْنَاءَ الْقِيَادَةِ.

وَأَكَّدَ مُجَمَّعُ إِرَادَة وَالصِّحَّةِ النَّفْسِيَّةِ بِالرِّيَاضِ أَنَّ الشَّخْصَ الَّذِي تَنْتَابُهُ رَغْبَةٌ مُلِحَّةٌ أَثْنَاءَ قِيَادَةِ السَّيَّارَةِ لِاسْتِخْدَامِ الْهَاتِفِ الْجَوَّالِ تُؤَكِّدُ بِأَنَّ لَدَيْهِ سُلُوكًا إِدْمَانِيًّا عَلَى الْهَاتِفِ، وَبَالتَّالِي عَدَمَ الْقُدْرَةِ عَلَى التَّحَكُّمِ فِي اسْتِخْدَامِهِ.

وَأَوْضَحَ الِاخْتِصَاصِيُّ النَّفْسِيُّ عِصَامُ الْخُضَيْرِيِّ أَنَّ عَدَمَ الْقُدْرَةِ عَلَى تَرْكِ الْهَاتِفِ أَثْنَاءَ الْقِيَادَةِ هُوَ أَحَدُ مَعَايِيرِ السُّلُوكِ الْإِدْمَانِيِّ، مُشِيرًا إِلَى أَنَّ الْإِحْصَائِيَّاتِ كَشَفَتْ أَنَّ نِسْبَةَ وُقُوعِ الْحَوَادِثِ الْمُرُورِيَّةِ نَتَيِجَةَ اسْتِخْدَامِ الْهَاتِفِ الْجَوَّالِ بَلَغَتْ 78% مِنْ إِجْمَالِي الْحَوَادِثِ الَّتِي وَقَعَتْ فِي الْمَمْلَكَةِ, مُبَيِّنًا أَنَّهُ لَا يُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَ الْقِيَادَةِ وَاسْتِخْدَامِ الْهَاتِفِ، وَصَدَقَ فِي كَلَامِهِ.. فَاللهُ جَلَّ جَلَالُهُ يَقُولُ: ﴿مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ وَلِلْأَسَفِ بَعْضُ مَنْ تَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ عَنِ اسْتِخْدَامِ الْجَوَّالِ أَثْنَاءَ الْقِيَادَةِ يَقُولُ بِكُلِّ فَجَاجَةٍ: أَنَا مُنْتَبِهُ لِلطَّرِيقِ.

أَنَا لَدِيَّ الْقُدْرَةُ عَلَى التَّحَكُّمِ فِي الْقِيَادَةِ. وَكَذَّبُوا اللهَ..

بَعْضُهُمْ لَا يَعْلَمُ أَنَّ سَيَّارَتَهُ مُتَوَقِّفَةٌ أَوْ شِبْهُ مُتَوَقِّفَةٌ فِي وَسَطِ الطَّرِيقِ وَهُوَ مَشْغُولٌ بِالْجَوَّالِ.. وَالْآخَرُ سَيَّارَتُهُ تَتَرَنَّحُ يَمِينًا وَشِمَالًا وَهُوَ غَارِقٌ فِي غَيْبُوبَةِ الْجَوَّالِ مَعَ رِسَالَةٍ أَوْ مَقْطَعٍ يَسْتَقْبِلُهُ أَوْ يُرْسِلُهُ.

نَعَمْ إِنَّهُ سُلُوكٌ إِدْمَانِيٌّ خَطِيرٌ قَدْ يَكُونُ سَبَبًا فِي هَلَاكِ السَّائِقِ وَهَلَاكِ مَنْ هُمْ مَعَهُ فِي نَفْسِ السَّيَّارَةِ أَوْ سَالِكِي الطَّرِيقِ..

يَقُولُ مُدِيرُ عَامِّ الْمُرُورِ: إِنَّ الْأَشُهْرَ الْمَاضِيَةَ شَهِدَتْ وُقُوعَ حَوَادِثَ قَاتِلَةٍ رَاحَ ضَحِيَّتَهَا أُسَرٌ كَامِلَةٌ فِي عِدَّةِ مَنَاطِقَ بِالْمَمْلَكَةِ بِسَبَبِ اسْتِخْدَامِ الْجَوَّالِ.

 

وَأَضَافَ: أَحَدُ الْحَوَادِثِ الْمُرَوَّعَةِ أَسْفَرَ عَنْ وَفَـاةِ سَبْعَةِ أَشْخَاصٍ، وَآخَرُ أَدَّى إِلَى وَفَاةِ أُسْرَةٍ كَامِلَةٍ وَإِغْلَاقِ بَيْتِهِمْ، مُهِيبًا بِالْجَمِيعِ عَدَمَ اسْتِخْدَامِ الْجَوَّالِ أَثْنَاءَ الْقِيَادَةِ.. وَطَالَبَ جَمِيعَ مُسْتَخْدِمِي الطُّرُقِ وَكُلَّ مَنْ يَمْلِكُ مَرْكَبَةً بِأَنْ يُحَاذِرَ مِنَ اسْتِخْدَامِ الْجَوَّالِ.

وَالْخَبِيرُ الْأَمْنِيُّ اللِّوَاءُ مُتَقَاعِدٌ مُسْفِرُ الْجُعَيْدِ، شَدَّدَ عَلَى أَنَّ أَحَدَ أَبْرَزَ مُسَبِّبَاتِ الْحَوَادِثِ الْمُرُورِيَّةِ هِيَ السُّرْعَةُ الزَّائِدَةُ، مُبَيِّنًا أَنَّ اسْتِخْدَامَ الْهَاتِفِ الْمَحْمُولِ يُعَدُّ ثَانِيَ الْأَسْبَابِ.

أُسَرٌ بِأَكْمَلِهَا تُوُفِّيَتْ بِحَادِثٍ كَانَ الْجَوَّالُ هُوَ السَّبَبَ.. وَمَا زَالَ الْبَعْضُ مِنْ سَائِقِي السَّيَّارَاتِ يَعْتَقِدُ جَازِمًا أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى الْجَمْعِ بَيْنَ الْقِيَادَةِ وَمُطَالَعَةِ الْجَوَّالِ.. فَأَيُّ أَهَمِّيَةٍ لِلْجَوَّالِ أَوْ لِلرَّسَائِلِ الَّتِي تَجْعَلُهُ يُجَازِفُ بِنَفْسِهِ وَغَيْرِهِ مِنْ أَجْلِهَا .. يَا كُلَّ عَاقِلٍ تَأَمَّلْ مَاذَا سَيَفُوتُكَ لَوْ أَجَّلْتَ النَّظَرَ إِلَى الْجَوَّالِ، وَمَاذَا سَتَخْسِرُ لَوْ وَقَعَ حَادِثٌ بِسَبَبِ عَبَثِكَ بِالْجَوَّالِ.

فَلْنَتَّقِ اللهَ فِي أَنْفُسِنَا وَأَنْفُسِ غَيْرِنَا وَلْنَحْذَرْ مِنْ هَذَا السُّلُوكِ الْإِدْمَانِيِّ الْمُهْلِكِ كَمَا وَصَفَهُ أَهْلُ الِاخْتِصَاصِ طَاعَةً للهِ وَاسْتِجَابَةً لِأَمْرِهِ وَخَوْفًا مِنْ عِقَابِهِ.. نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِمَّنْ يَسْتَمِعُ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُ أَحْسَنَهُ .. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

 

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ.. عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ فَتَاوَى أَهْلِ الْعِلْمِ تُؤَكِّدُ على أَنَّ مُخَالَفَةَ الْأَنْظِمَةِ الْمُرُورِيَّةِ مُخَالَفَةٌ شَرْعِيَّةٌ يَأْثَمُ فَاعِلُهَا وَقَدْ تَكُونُ سَبَبًا فِي الْعِقَابِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.. وَسَأَنْقُلُ بَعْضَ هَذِهِ الْفَتَاوَى وَمَا يُذْكَرُ عَنْ مُخَالَفَةٍ مُرُورِيَّةٍ يَنْطَبِقُ عَلَى بَاقِي الْمُخَالَفَاتِ وَكُلَّمَا عَظُمَ الْخَطَرُ عَظُمَ الْإِثْمُ.

يَقُولُ الشَّيْخُ ابْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ: نَعَمْ، قَطْعُ الْإِشَارَةِ مُحَرَّمٌ؛ لِمَا فِيهِ مِنَ الْخَطَرِ؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَقْطَعُ الْإِشَارَةَ فَيَصْدِمُ أَوْ يُصْدَمُ، وَهَذَا فِيهِ تَعْرِيضُ النُّفُوسِ لِلتَّلَفِ وَالْقَتْلِ، وَهُوَ مَضَرَّةٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، .. فَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنَ الْأَخْطَارِ الْكَثِيرَةِ.

وَيَقُولُ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِينَ رَحِمَهُ اللهُ: أَوَدُّ أَنْ أَنْصَحَ إِخْوَانَنَا السَّائِقِينَ وَغَيْرَهُمْ عَنْ قَطْعِ إِشَارَةِ الْمُرُورِ لِأَنَّهَا مَعْصِيَةٌ.. فَإِذَا خَالَفْتَ فَأَنْتَ عَاصٍ حَتَّى لَوْ فَرَضْنَا أَنَّ الْخَطَّ مَا فِيهِ أَحَدٌ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكَ.

وَسُئِلَ الشَّيْخُ ابْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ حُكْمِ مَنْ يَمُوتُ بِسَبَبِ زِيَادَةِ السُّرْعَةِ؟ هَلْ يُعْتَبَرُ قَاتِلًا لِنَفْسِهِ؟

فَقَالَ الشَّيْخُ: لَا شَكَّ أَنَّهُ مُشَارِكٌ فِي قَتْلِ نَفْسِهِ، وَلَا شَكَّ أَنَّهُ فِي هَذَا ظَالِمٌ، وَمُتَعَدٍّ، وَيُعْتَبَرُ قَاتِلًا نَفْسَهُ مِنْ حَيْثُ تَعَاطِيهِ أَسْبَابَ الْقَتْلِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ؛ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" فَالتَّعَدِّي فِي السَّيْرِ، وَالتَّهُوُّرُ فِي السَّيْرِ زِيَادَةً عَلَى الْقَدْرِ الْمَحْدُودِ، لَا شَكَّ أَنَّهُ مُسَاعَدَةٌ فِي قَتْلِ النَّفْسِ، وَظُلْمٌ وَجَرِيمَةٌ يَسْتَحِقُّ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا الْعُقُوبَةَ.

وَجَاءَ فِي فَتْوَى لِدَارِ الْإِفْتَاءِ الْمِصْرِيَّةِ: فَمَنْ تَجَاوَزَ تَعْلِيمَاتِ السَّيْرِ بِقَطْعِ إِشَارَةٍ ضَوْئِيَّةٍ حَمْرَاءَ، أَوْ قِيَادَةِ مَرْكَبَةٍ بُسُرْعَةٍ أَوْ بِطَرِيقَةٍ مُتَهَوِّرَةٍ، فَتَسَبَّبَ بِقَتْلِ إِنْسَانٍ، فَقَدِ اسْتَحَقَّ الْإِثْمَ الْكَبِيرَ؛ .. وَفِعْلُهُ مِنْ قَبِيلِ الْقَتْلِ شِبْهِ الْعَمْدِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنَ الِاسْتِهْتَارِ وَالِاسْتِهَانَةِ بِأَرْوَاحِ النَّاسِ.. وَتَجِبُ عَلَيْهِ الدِّيَةُ، وَالْكَفَّارَةُ.

وَبَعْدُ عِبَادَ اللهِ .. هَذَا هُوَ خَطَرُ اسْتِخْدَامِ الْجَوَّالِ أَثْنَاءِ الْقِيَادَةِ يُؤَكِّدُهُ الْوَاقِعُ وَتُثْبِتُهُ الْأَرْقَامُ وَيُقَرِّرُهُ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ وَالِاخْتِصَاصِ.. وَبَيَّنَّا حُرْمَةَ هَذَا الْفِعْلِ شَرْعًا.. فَمَاذَا بَعْدُ؟ لَا يَكُنْ هَذَا الْكَلَامُ مُجَرَّدَ سَرْدٍ نَظَرِيٍّ وَتَأَثُّرٍ وَقْتِيٍّ بَلْ لِنَجْعَلُهُ قَرَارًا حَاسِمًا وَنِيَّةً صَادِقَةً بِالْتِزَامِ الْأَنْظِمَةِ الْمُرُورِيَّةِ وَمِنْهَا عَدَمُ اسْتِخْدَامِ الْجَوَّالِ نِهَائِيًّا أَثْنَاءَ الْقِيَادَةِ طَاعَةً للهِ وَحِفَاظًا عَلَى أَنْفُسِنَا وَعَلَى الْآخَرِينَ.

نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ مِنَ الْحَوَادِثِ وَالْمَخَاطِرِ وَأَنْ لَا يَفْجَعَنَا بِقَرِيبٍ أَوْ حَبِيبٍ.

 


الله يكتب أجرك