الجهر بالكفر والإلحاد // خالد مصطفى
احمد ابوبكر
1436/08/19 - 2015/06/06 02:54AM
[align=justify]ظلت قضية الجهر بالكفر والإلحاد على الملأ في مجتمعاتنا العربية والإسلامية منزوية بعيدا رغم الحملات التي استهدفت هذه المجتمعات من أجل إفسادها طوال عشرات السنين إلا أن عدد المستجيبين لهذا القدر الكبير من الانحراف ظل قليلا حتى في وقت غزو الأفكار الشيوعية لمجتمعاتنا في حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الميلادي الماضي...
نعم استهوت هذه الأفكار عددا من المثقفين والمفكرين والسياسيين في عالمنا العربي والإسلامي بحجة أنها تركز على حقوق الفقراء والطبقات المطحونة ولكن حاولوا دائما أن يؤكدوا تبنيهم للجوانب الاقتصادية والسياسية لهذه الأفكار دون الجوانب العقائدية, لا يعني ذلك أنهم كانوا جميعا صادقين في هذا الإعلان ولكن على الأقل لم يجرؤوا أن يجاهروا بكفرهم وإلحادهم أمام الناس, حتى وإن ظهر ذلك في مضمون مقال هنا أو رواية هناك أوتلميحات..
إلا أن الجديد الذي أصبحنا نراه الآن ويشكل متكرر أن يخرج علينا بعض الأشخاص المعروفين أو غير المعروفين من أجل أن يجاهروا بكفرهم وإلحادهم على الملأ وتفسح لهم أجهزة الإعلام مساحة لكي يرددوا هذا الهراء أمام عامة الناس..
من آخر هؤلاء الروائي الجزائري، رشيد بوجدرة، الذي أعلن في برنامج تلفزيوني عبر قناة "الشروق" "الإلحاد والكفر بالله والنبي محمد صلى الله عليه وسلم" وأكد أنه إن لم يكن ملحدا فسيختار البوذية دينا له! وسبقه لذلك عدد من الأشخاص المجهولين في مصر الذين أعلنوا عن أنفسهم في برامج تليفزيونية وأشاروا إلى أنهم بصدد تشكيل حزب سياسي وقد وجدوا من يستقبلهم ويفسح لهم المجال لكي يرددوا تفاهاتهم في حين أن سياسيين مسلمين ممنوعين من ذلك!..
في نفس الوقت خرج علينا ملحد أردني يدعى خلدون الغنيمى ليعلن عن إطلاق قناة تليفزيونية تمثل الفكر الإلحادى ونشر الفكر العلمانى على موقع اليوتيوب من الولايات المتحدة الأمريكية لحين بثها على الأقمار الصناعية, وأضاف خلدون إن القناة تبث برامجها يوميا على اليوتيوب لمدة 8 ساعات بالانجليزية مشيرا إلى مشاركة الملحد المصرى أحمد حرقان الذى بدوره يقدم برنامجا يناقش ماجاء بالقرآن!...هذه الموجة العشوائية التي بدأت تزداد لا تجد مع الأسف الشديد التعامل الحاسم والشرعي من قبل السلطات والتي ينص دستورها على احترام الإسلام وشريعته كما أنها تجد مجالا إعلاميا بحجج واهية منها أن هؤلاء خرجوا على الملأ هكذا انتقاما من التيار الإسلامي السياسي وهي محاولة هابطة من العلمانيين الموتورين على مختلف توجهاتهم لإشاعة الإلحاد وصرف الناس عن الدين بحجة محاربة التيار الإسلامي..
والحقيقة أن الحرب الشعواء التي شنتها بعض السلطات ومعها مجموعة من وسائل الإعلام المشبوهة ضد التيار الإسلامي بل والإسلام نفسه هي التي شجعت هؤلاء على المجاهرة بكفرهم بل وصل الأمر لبعض هؤلاء أن يبرروا الكفر والإلحاد لأهله لكي يحققوا مكاسب سياسية رخيصة في ظل الصراع المحتدم بين التيار الإسلامي والعلماني على هوية الأمة وثقافتها ومستقبلها...
تهاون بعض الدول الإسلامية مع هؤلاء الملحدين ومن يروجون لهم في أجهزة الإعلام بينما تشن حملات عنيفة ضد آخرين لمجرد وجود خلاف سياسي معهم يثير لغطا وغضبا واسعا ويشجع على نمو التطرف والعنف الذي سيستخدم هذه الحالة من أجل تجنيد المزيد في صفوفه بحجة أن الأنظمة تشجع الكفر البواح والتحريض على الدين والشريعة..إن علاج العنف والتطرف لا يمكن أن يتم إسناده لعدد من الإعلاميين الجهلاء بأبسط قواعد الدين ورجال الأعمال المسيطرين على وسائل الإعلام الخاصة بأموالهم والذين لا يهتمون إلا بزيادة حصيلة الإعلانات والحفاظ على ثرواتهم وعلاقتهم بالسلطة القائمة ولو على حساب الدين...كذلك لا يمكن أن نتجاهل هنا موقف المؤسسات الإسلامية الرسمية والتي تدور حولها العديد من علامات الاستفهام؛ فلقد انصرف بعضها للاصطفاف في معارك سياسية وتنفيذ توجيهات الحكومات أكثر من الدعوة إلى الله وبيان الحق وزجر المنحرفين والداعين للفساد والإفساد والمطالبة بمحاكمتهم وفقا لنصوص الشرع الحكيم..وفي ظل هذه الحالة المضطربة التي تنذر بالكثير من المخاطر نجد عامة الشعوب في المنطقة غاضبة وثائرة على من ينالون من دينها وهويتها دون ردع في حين يزداد خوفها على أطفالها ومراهقيها من الدخول في هذا التيه بينما يحاول البعض أن يصور تعليم الإسلام وأحكامه على أنه بداية للدخول في "التطرف والعنف"..
فكيف يعصم الناس أبناءهم من الوقوع في الضلال؟! إنها حلقة مفرغة يريد من ورائها أعداء الإسلام في الخارج والداخل الظاهرين والمتخفين لعب أسوأ دور في تاريخ هذه الأمة..
[/align]
نعم استهوت هذه الأفكار عددا من المثقفين والمفكرين والسياسيين في عالمنا العربي والإسلامي بحجة أنها تركز على حقوق الفقراء والطبقات المطحونة ولكن حاولوا دائما أن يؤكدوا تبنيهم للجوانب الاقتصادية والسياسية لهذه الأفكار دون الجوانب العقائدية, لا يعني ذلك أنهم كانوا جميعا صادقين في هذا الإعلان ولكن على الأقل لم يجرؤوا أن يجاهروا بكفرهم وإلحادهم أمام الناس, حتى وإن ظهر ذلك في مضمون مقال هنا أو رواية هناك أوتلميحات..
إلا أن الجديد الذي أصبحنا نراه الآن ويشكل متكرر أن يخرج علينا بعض الأشخاص المعروفين أو غير المعروفين من أجل أن يجاهروا بكفرهم وإلحادهم على الملأ وتفسح لهم أجهزة الإعلام مساحة لكي يرددوا هذا الهراء أمام عامة الناس..
من آخر هؤلاء الروائي الجزائري، رشيد بوجدرة، الذي أعلن في برنامج تلفزيوني عبر قناة "الشروق" "الإلحاد والكفر بالله والنبي محمد صلى الله عليه وسلم" وأكد أنه إن لم يكن ملحدا فسيختار البوذية دينا له! وسبقه لذلك عدد من الأشخاص المجهولين في مصر الذين أعلنوا عن أنفسهم في برامج تليفزيونية وأشاروا إلى أنهم بصدد تشكيل حزب سياسي وقد وجدوا من يستقبلهم ويفسح لهم المجال لكي يرددوا تفاهاتهم في حين أن سياسيين مسلمين ممنوعين من ذلك!..
في نفس الوقت خرج علينا ملحد أردني يدعى خلدون الغنيمى ليعلن عن إطلاق قناة تليفزيونية تمثل الفكر الإلحادى ونشر الفكر العلمانى على موقع اليوتيوب من الولايات المتحدة الأمريكية لحين بثها على الأقمار الصناعية, وأضاف خلدون إن القناة تبث برامجها يوميا على اليوتيوب لمدة 8 ساعات بالانجليزية مشيرا إلى مشاركة الملحد المصرى أحمد حرقان الذى بدوره يقدم برنامجا يناقش ماجاء بالقرآن!...هذه الموجة العشوائية التي بدأت تزداد لا تجد مع الأسف الشديد التعامل الحاسم والشرعي من قبل السلطات والتي ينص دستورها على احترام الإسلام وشريعته كما أنها تجد مجالا إعلاميا بحجج واهية منها أن هؤلاء خرجوا على الملأ هكذا انتقاما من التيار الإسلامي السياسي وهي محاولة هابطة من العلمانيين الموتورين على مختلف توجهاتهم لإشاعة الإلحاد وصرف الناس عن الدين بحجة محاربة التيار الإسلامي..
والحقيقة أن الحرب الشعواء التي شنتها بعض السلطات ومعها مجموعة من وسائل الإعلام المشبوهة ضد التيار الإسلامي بل والإسلام نفسه هي التي شجعت هؤلاء على المجاهرة بكفرهم بل وصل الأمر لبعض هؤلاء أن يبرروا الكفر والإلحاد لأهله لكي يحققوا مكاسب سياسية رخيصة في ظل الصراع المحتدم بين التيار الإسلامي والعلماني على هوية الأمة وثقافتها ومستقبلها...
تهاون بعض الدول الإسلامية مع هؤلاء الملحدين ومن يروجون لهم في أجهزة الإعلام بينما تشن حملات عنيفة ضد آخرين لمجرد وجود خلاف سياسي معهم يثير لغطا وغضبا واسعا ويشجع على نمو التطرف والعنف الذي سيستخدم هذه الحالة من أجل تجنيد المزيد في صفوفه بحجة أن الأنظمة تشجع الكفر البواح والتحريض على الدين والشريعة..إن علاج العنف والتطرف لا يمكن أن يتم إسناده لعدد من الإعلاميين الجهلاء بأبسط قواعد الدين ورجال الأعمال المسيطرين على وسائل الإعلام الخاصة بأموالهم والذين لا يهتمون إلا بزيادة حصيلة الإعلانات والحفاظ على ثرواتهم وعلاقتهم بالسلطة القائمة ولو على حساب الدين...كذلك لا يمكن أن نتجاهل هنا موقف المؤسسات الإسلامية الرسمية والتي تدور حولها العديد من علامات الاستفهام؛ فلقد انصرف بعضها للاصطفاف في معارك سياسية وتنفيذ توجيهات الحكومات أكثر من الدعوة إلى الله وبيان الحق وزجر المنحرفين والداعين للفساد والإفساد والمطالبة بمحاكمتهم وفقا لنصوص الشرع الحكيم..وفي ظل هذه الحالة المضطربة التي تنذر بالكثير من المخاطر نجد عامة الشعوب في المنطقة غاضبة وثائرة على من ينالون من دينها وهويتها دون ردع في حين يزداد خوفها على أطفالها ومراهقيها من الدخول في هذا التيه بينما يحاول البعض أن يصور تعليم الإسلام وأحكامه على أنه بداية للدخول في "التطرف والعنف"..
فكيف يعصم الناس أبناءهم من الوقوع في الضلال؟! إنها حلقة مفرغة يريد من ورائها أعداء الإسلام في الخارج والداخل الظاهرين والمتخفين لعب أسوأ دور في تاريخ هذه الأمة..
[/align]