الجنة ونعيمها (مختصرة)
طلال شنيف الصبحي
1437/10/09 - 2016/07/14 19:31PM
الجنة ونعيمها 10 / 10 / 1437هـ
الحمد لله الذي جعل الجنة لمن أطاعه،وإن كان عبدًا حبشيًا،والنار لمن عصاه،وإن كان حرًا قرشيًا،اختار من خلقه للجنة سكانًا واصطفاهم،ومن بين جميع الخلائق وهم في أصلاب آبائهم هيأهم لها واجتباهم،ولا يظلم ربك أحدًا شيئًا.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.أما بعد(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ..
أيها المسلمون،الحديث عن الجنة هو سلوة الأحزان،وحياة القلوب،وحادي النفوس ومهيجها إلى ابتغاء القرب من ربها ومولاها.الحديث عن النعيم المقيم والرضوان العظيم لا يسأمه الجليس ولا يمله الأنيس.غرف مبنية طابت للأبرار منازلها وسكناها.جل وتقدس من سواها وبناها، غرسها الرحمن بيده،وجعلها مستقرًا لأهله وخاصته،وملأها برضوانه ورحمته،فيها الفوز العظيم والملك الكبير والنعيم المقيم.ولموضع سوط فيها خير من الدنيا وما فيها(فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَواةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـاعُ الْغُرُورِ)
أيها الإخوة،يحشر المتقون إلى الرحمن وفدًا،ويساقون إلى الجنة زمرًا.لقد وجدوا ما وعدهم ربهم حقًا،رضي عنهم ورضوا عنه.ناداهم عز جلاله(ياعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ ءامَنُواْ بِـئَايَـاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ)أول زمرة منهم يدخلون الجنة على صورة القمر،ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دريٍّ،على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم لا اختلاف بينهم ولا تباغض،قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرةً وعشيًا(دَعْواهُمْ فِيهَا سُبْحَـانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَءاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ رَبّ الْعَـالَمِينَ) يناديهم المنادي:لكم النعيم سرمدًا،تحيون ولا تموتون أبدًا،وتصحون ولا تمرضون أبدًا،تشبون ولا تهرمون أبدًا،وتنعمون ولا تبأسون أبدًا،يحل عليكم رضوان ربكم فلا يسخط عليكم أبدًا.جنات عدن يدخلونها،غرفاتها من أصناف الجواهر كلها،يُرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها،فيها من النعيم واللذائذ ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.اقرؤوا إن شئتم(فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)(وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الاْنْفُسُ وَتَلَذُّ الاْعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَـالِدُونَ)(فِيهَا أَنْهَارٌ مّن مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَـارٌ مّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لّلشَّـارِبِينَ وَأَنْهَـارٌ مّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ) عرش الرحمن سقفها،والمسك والزعفران تربتها،اللؤلؤ والياقوت والجوهر حصباؤها،والذهب والفضة لبناتها(غُرَفٌ مّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنْهَـارُ)عاليات الدرجات والمقامات،بهيجة المتاع،قصر مشيد وأنوار تتلألأ،وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة،وفرش مرفوعة،هم فيها على الأرائك متكؤُن.ظلُّها ممدودٌ,وخيرُها غزيرٌ غيرُ محدُود،وأنهارُها تجري في غير أخدود،فتبارك الرَّبُّ المعبود،فاكهة مما يتخيرون،ولحم طير مما يشتهون.قطوفها دانية للآكلين،وطعمها لذة للطاعمين.قد ذللت قطوفها تذليلاً.نعيم البدن بالجنان والأنهار والثمار.ونعيم النفس بالأزواج المطهرة،ونعيم القلب وقرة العين بالخلود والدوام،عيش ونعيم أبد الآباد،عطاء من ربك غير مجذوذ.فيها أزواج مطهرة،خيرات حسان الوجوه،جمعن الجمال الباطن والظاهر من جميع الوجوه.في الخيام مقصورات،وللطرف قاصرات،تقصر عن حسنهن عيون الواصفين(عُرُباً أَتْرَاباً لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ)لا يفنى شبابها،ولا يبلى جمالها(فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) لو اطلعت إحداهن على الدنيا لملأت ما بين الارض والسماء ريحًا وعطرًا وشذًى، ولطمست ضوء الشمس.حور عين راضيات لا يسخطن أبدًا،ناعمات لا يبأسن أبدًا،وخالدات لا يزلن أبدًا.
أصحاب الجنة يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين،ويحلون من أساور من ذهب ولؤلؤًا،(وَسَقَـاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً)(يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَـافٍ مّن ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ)(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ) يجتمعون في ظلها الظليل يتنازعون فيها كؤوس الرحيق المختوم والتسنيم والسلسبيل،تتوالى عليهم المسرات والخيرات والإحسان والمكرمات.نزع من قلوبهم الغل (وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا عَلَىا سُرُرٍ مُّتَقَـابِلِينَ) وطرد عنهم الحزن والهم:(وَقَالُواْ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِى أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) (لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً إِلاَّ قِيلاً سَلَـاماً سَلَـاماً)هدوء ورضًا يغمره السلام والاطمئنان، والود والأمان،يبلغهم ربهم السلام(سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ) والملائكة يدخلون عليهم من كل باب(سَلَـامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىا الدَّارِ) في جنات عدن يأتلفُ شملهم مع آبائهم وأزواجهم وذرياتهم:(جَنَّـاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ءابَائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرّيَّاتِهِمْ) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم(إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون.لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلاقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون) بارك الله
الخطبة الثانية:
وهل ترى نعيمًا يا عبد الله فوق هذا النعيم؟وهل بقي نعيم غير هذا النعيم؟نعم لقد بقي بعد الحسنى الزيادة؛فهذا هو يوم المزيد فاستمع يوم ينادي المنادي:يا أهل الجنة إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم(أي يطلب زيارتكم)فحي على الزيارة فينهضون إلى الزيارة مبادرين؛فإذا بالجنائب قد أعدت لهم حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح نصبت لهم منابر من نور ولؤلؤ وزبرجد وجلسوا على كثبان المسك؛ثم ينادي المنادي:يا أهل الجنة:سلام عليكم(تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَـامٌ)يا أهل الجنة هذا يوم المزيد؛ثم يكشف الرب الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من النور ما يغشاهم فيا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجه الله الكريم(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَىا رَبّهَا نَاظِرَةٌ)أيها الإخوة، هؤلاء هم أصحاب الحسنى وزيادة(كَانُواْ قَلِيلاً مّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالاْسْحَـارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِى أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)يصلون بالليل والناس نيام،يصومون وينفقون ويتصدقون, يبرون آبائهم وأمهاتهم,لسانهم رطب بذكر الله وبتلاوة كتاب الله, ءامنوا بالله وصدقوا المرسلين. نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم. اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة 3.
الحمد لله الذي جعل الجنة لمن أطاعه،وإن كان عبدًا حبشيًا،والنار لمن عصاه،وإن كان حرًا قرشيًا،اختار من خلقه للجنة سكانًا واصطفاهم،ومن بين جميع الخلائق وهم في أصلاب آبائهم هيأهم لها واجتباهم،ولا يظلم ربك أحدًا شيئًا.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.أما بعد(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ..
أيها المسلمون،الحديث عن الجنة هو سلوة الأحزان،وحياة القلوب،وحادي النفوس ومهيجها إلى ابتغاء القرب من ربها ومولاها.الحديث عن النعيم المقيم والرضوان العظيم لا يسأمه الجليس ولا يمله الأنيس.غرف مبنية طابت للأبرار منازلها وسكناها.جل وتقدس من سواها وبناها، غرسها الرحمن بيده،وجعلها مستقرًا لأهله وخاصته،وملأها برضوانه ورحمته،فيها الفوز العظيم والملك الكبير والنعيم المقيم.ولموضع سوط فيها خير من الدنيا وما فيها(فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَواةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَـاعُ الْغُرُورِ)
أيها الإخوة،يحشر المتقون إلى الرحمن وفدًا،ويساقون إلى الجنة زمرًا.لقد وجدوا ما وعدهم ربهم حقًا،رضي عنهم ورضوا عنه.ناداهم عز جلاله(ياعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ ءامَنُواْ بِـئَايَـاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ)أول زمرة منهم يدخلون الجنة على صورة القمر،ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دريٍّ،على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم لا اختلاف بينهم ولا تباغض،قلوبهم على قلب واحد يسبحون الله بكرةً وعشيًا(دَعْواهُمْ فِيهَا سُبْحَـانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَءاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ رَبّ الْعَـالَمِينَ) يناديهم المنادي:لكم النعيم سرمدًا،تحيون ولا تموتون أبدًا،وتصحون ولا تمرضون أبدًا،تشبون ولا تهرمون أبدًا،وتنعمون ولا تبأسون أبدًا،يحل عليكم رضوان ربكم فلا يسخط عليكم أبدًا.جنات عدن يدخلونها،غرفاتها من أصناف الجواهر كلها،يُرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها،فيها من النعيم واللذائذ ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.اقرؤوا إن شئتم(فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)(وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الاْنْفُسُ وَتَلَذُّ الاْعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَـالِدُونَ)(فِيهَا أَنْهَارٌ مّن مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَـارٌ مّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لّلشَّـارِبِينَ وَأَنْهَـارٌ مّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثَّمَراتِ وَمَغْفِرَةٌ مّن رَّبّهِمْ) عرش الرحمن سقفها،والمسك والزعفران تربتها،اللؤلؤ والياقوت والجوهر حصباؤها،والذهب والفضة لبناتها(غُرَفٌ مّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنْهَـارُ)عاليات الدرجات والمقامات،بهيجة المتاع،قصر مشيد وأنوار تتلألأ،وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة،وفرش مرفوعة،هم فيها على الأرائك متكؤُن.ظلُّها ممدودٌ,وخيرُها غزيرٌ غيرُ محدُود،وأنهارُها تجري في غير أخدود،فتبارك الرَّبُّ المعبود،فاكهة مما يتخيرون،ولحم طير مما يشتهون.قطوفها دانية للآكلين،وطعمها لذة للطاعمين.قد ذللت قطوفها تذليلاً.نعيم البدن بالجنان والأنهار والثمار.ونعيم النفس بالأزواج المطهرة،ونعيم القلب وقرة العين بالخلود والدوام،عيش ونعيم أبد الآباد،عطاء من ربك غير مجذوذ.فيها أزواج مطهرة،خيرات حسان الوجوه،جمعن الجمال الباطن والظاهر من جميع الوجوه.في الخيام مقصورات،وللطرف قاصرات،تقصر عن حسنهن عيون الواصفين(عُرُباً أَتْرَاباً لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ)لا يفنى شبابها،ولا يبلى جمالها(فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) لو اطلعت إحداهن على الدنيا لملأت ما بين الارض والسماء ريحًا وعطرًا وشذًى، ولطمست ضوء الشمس.حور عين راضيات لا يسخطن أبدًا،ناعمات لا يبأسن أبدًا،وخالدات لا يزلن أبدًا.
أصحاب الجنة يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين،ويحلون من أساور من ذهب ولؤلؤًا،(وَسَقَـاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً)(يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَـافٍ مّن ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ)(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ) يجتمعون في ظلها الظليل يتنازعون فيها كؤوس الرحيق المختوم والتسنيم والسلسبيل،تتوالى عليهم المسرات والخيرات والإحسان والمكرمات.نزع من قلوبهم الغل (وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا عَلَىا سُرُرٍ مُّتَقَـابِلِينَ) وطرد عنهم الحزن والهم:(وَقَالُواْ الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِى أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) (لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً إِلاَّ قِيلاً سَلَـاماً سَلَـاماً)هدوء ورضًا يغمره السلام والاطمئنان، والود والأمان،يبلغهم ربهم السلام(سَلاَمٌ قَوْلاً مّن رَّبّ رَّحِيمٍ) والملائكة يدخلون عليهم من كل باب(سَلَـامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَىا الدَّارِ) في جنات عدن يأتلفُ شملهم مع آبائهم وأزواجهم وذرياتهم:(جَنَّـاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ءابَائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرّيَّاتِهِمْ) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم(إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون.لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلاقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون) بارك الله
الخطبة الثانية:
وهل ترى نعيمًا يا عبد الله فوق هذا النعيم؟وهل بقي نعيم غير هذا النعيم؟نعم لقد بقي بعد الحسنى الزيادة؛فهذا هو يوم المزيد فاستمع يوم ينادي المنادي:يا أهل الجنة إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم(أي يطلب زيارتكم)فحي على الزيارة فينهضون إلى الزيارة مبادرين؛فإذا بالجنائب قد أعدت لهم حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح نصبت لهم منابر من نور ولؤلؤ وزبرجد وجلسوا على كثبان المسك؛ثم ينادي المنادي:يا أهل الجنة:سلام عليكم(تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَـامٌ)يا أهل الجنة هذا يوم المزيد؛ثم يكشف الرب الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من النور ما يغشاهم فيا قرة عيون الأبرار بالنظر إلى وجه الله الكريم(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَىا رَبّهَا نَاظِرَةٌ)أيها الإخوة، هؤلاء هم أصحاب الحسنى وزيادة(كَانُواْ قَلِيلاً مّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالاْسْحَـارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِى أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)يصلون بالليل والناس نيام،يصومون وينفقون ويتصدقون, يبرون آبائهم وأمهاتهم,لسانهم رطب بذكر الله وبتلاوة كتاب الله, ءامنوا بالله وصدقوا المرسلين. نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم. اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة 3.
المرفقات
نعيم الجنة.docx
نعيم الجنة.docx