الجمعه بعنوان قصة يوسف عليه السلام 2

يحيى جبران جباري
1438/11/03 - 2017/07/26 06:48AM

خطبة الجمعه 27/10/1438 لشيخ يحيى جباري

 الحمدلله أعظم قاص احمده سبحانه وأشكره على فضله العام والخاص واستعينه وهوالمعين للعوام والخواص واستهديه وهوالهادي من الضلال والانتقاص واستغفره وهوغافرالزلات لكل عاص وأشهدأن لااله الاالله وحده لاشريك له شهادة ارجو بها النجاة من عقابه والخلاص وأشهدأن محمدا عبدالله ورسوله كمل ربه خلقه وخلقته من الناصية إلى الأخماص صلى الله وسلم عليه وعلى آله واصحابه واتباعه إلى يوم لامفر منه ولامناص ..
ثم أمابعد :
فأوصيكم أيهاالمسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله رب العالمين فمن اتقاه كان من الناجين ومن حاد عن تقواه كان من الضالين فاتقواالله حق التقوى جعلني الله وإياكم من المفلحين ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن الا وأنتم مسلمون )
 أمة خير المرسلين كنا في موعظة خلة قدتعرضنا لقصة يوسف عليه السلام ومااصابه من ابتلاء وهانحن اليوم نقدم باختصار مامن الله عليه بعد صبره واحتسابه من جزاء وعطاء ... بعدأن رأى الملك رؤياه وعجزعن تاويلهاكل من دعاه قال صاحب يوسف الذي كان معه أنا أنبيكم بتأويله فأرسلون بعد أن تذكرماأخبره به يوم كان معه مسجون جاء فأخبر يوسف بمايريدون فقال له يوسف سبع سنين تزرعون وتدخرون لأنه سيأتي بعدها سبع سيكون فيهاالقحط والجدب الذي لاتطيقون ثم يأتي عام فيه غيث ثم ينقطع حتى تتمنون فعاد واخبر الملك فأعجب بماسمع وأمر بإخراجه فلماجاءه المنفذون ؛ رفض أن يخرج إلاببراءة له واعتراف النساء بأنهن له ظالمات دعى الملك النساء ؛ وسألهم وامرأة العزيز معهن ؛ فقلنا حاش لله ماعلمنا عليه من سوء ؛ وقالت امرأة العزيز الحق ؛ أناراودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين فخرج مرفوع الرأس بمشيئة رب العالمين ؛ طلب منه الملك أن يتخيرمايشاء ؛ جزاء الخطة الاقتصادية التي بينها لهم في تعبيره الذي جاء ؛ فطلب أن يكون مسؤولا عن خراج الارض وعالمابمن يطلبه ومن يشاء ( وكذلك مكناليوسف في الارض يتبوءمنها حيث يشاء نصيب برحمتنامن نشاء) جاء اخوة يوسف يطلبون الغذاء دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون وهذامااخبره به ربه يوم ذهبوابه للبئريلقون ؛ بعدأن قضوامايريدون فال لهم يوسف في المرة القادمه لا أريدكم أن تأتون إلاومعكم أخ لكم من أبيكم فإذا لم تأتوابه معكم فلاكيل لكم عندي ولاتقربون ؛ واثناء الحديث أمرفتيانه أن يضعوالهم بضاعة في رحالهم لإغرائهم فيأخذوااخاه الشقيق ويأتون والا فالبقية فهم اخوة له من أبيه ؛ رجعواإلى أبيهم اخبروه بماجرى عليهم ؛ أبى أن يرسله معهم ذاكرافعلتهم الشنعاء بيوسف ابن أبيهم كأخيهم ؛ صمتواوذهبوا يريدون انزال الحمل عماركبواعليه وارتحلوافوجدوا بضاعة تغريهم فرحوا وعادوالأبيهم عارضين عليه أن في ذهابهم معهم بأخيهم سيزيدالخير على أهليهم وعليهم ؛ وحبامن الأب في الخير للغير وافق على طلبهم شرط أن يعاهدوه بالله أن يعودوابه إلا أن يقضي الله مالاتسطيع أنفسهم رده ولاتقواه ؛ آتوه موثقهم فقال موصيالهم لاتدخلوامن باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقه وقال الله ( وماكان يغني عنهم من الله من شيء الاحاجة في نفس يعقوب قضاهاوإنه لذوعلم لماعلمناه )
وصلوا إلى يوسف دعاأخاه الشقيق بنيامين إليه ؛ همس في أذنيه ؛ إني أناأخوك فلاتبتئس بماكانوايفعلون ؛ اتفق معه على خطة ليبقيه عنده ؛مخبرا له بأنه بفعله ذلك سيجبر على المجيءإلى مصر أباه وأهله ؛ بعد أن جهزهم ببضاعتهم وزادهم حمل البعير الذي وعدهم ؛ جعل مايكيل به في رحل أخيه ؛ انطلقواعائدين ؛ تبعهم الجنودودعوهم أن يتوقفوا ؛ أخبروهم بأن هناك من سرق صواع الملك ولمن يخرجه بدون عناء ؛ حمل بعير؛ غضبواوقالوا تالله لقد علمتم ماجئنالنفسد في الأرض وماكنا سارقين ؛ قال الجندفماجزاء من نجده عنده منكم قالوااحكمواعليه بماتشاؤون ؛ بدأتفتيشهم قبل بنيامين ثم استخرجوه من رحله بعد أن نجوا أجمعين ؛ وهذه مكرمة أخرى ليوسف من رب العالمين إذ يقول ( كذلك كدناليوسف ماكان ليأخذأخاه في دين الملك إلاأن يشاءالله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم) عرضواعليه أن يأخذأحدهم بدلاعنه بعدأن قالوا كلمة اغضبت يوسف فكتمها قالوا إن يسرق فقد سرق من قبل اخ له ؛ باءت المحاولة بالفشل ؛ هموابالرجوع فقال كبيرهم هل نسيتم أن أباكم أخذبإعادته معكم عهدا عليكم فسأبقى هاهناوارجعوااليه أنتم وأخبروه بماجرى عليناواستشهدوابمن معاكم ؛ عادوإلى الأب واخبروه فلم يصدقهم وقال بل سولت لكم انفسكم أمرافصبرجميل ولأن أمله وثقته في ربه عظيمة رغم كثرة السنين قال عسى الله أن يأتيني بهم جميعا يقصد يوسف وبن يامين ؛ وقال بنبرة الصوت الحزين ياأسفى على يوسف ؛ وكانت عيناه قد عميت من شدة البكاء على يوسف ؛ فاعرفوا لآبائكم الفضل أيها الغافلون ؛ زجره الناس عن ذلك فقال : إنمااشكوابثي وحزني الى الله وأعلم من الله مالاتعلمون) أمريعقوب عليه السلام أبناءه أن ينطلقواباحثين عن يوسف وعن بنيامين شافعين ؛ دخلواعلى يوسف من ضيق ماأصابهم شاكين فقال لهم يوسف هل تذكرون مافعلتم بيوسف وأخيه إذأنتم جاهلون ؛ رفع عن أعينهم الغشاء فليس كمثل يوسف حينها لا من الرجال ولامن النساء ؛ قالوا إنك أنت يوسف قال نعم وهذاواعترف بمامن الله عليهما بسبب التقوى والصبر ؛ قالواله نادمين معترفين له أنهم خاطئين ؛ فعفى عنهم رغم مالاقاه بسببهم سنين وقال بأسلوب العافين يغفرالله لكم وهوأرحم الراحمين فهل سمع بهذا الأخوة المتشاحنون ؛ أعطاهم قميصه وأمرهم بأن يلقوه على وجه أبيهم وأن يأتوابعدها بأهلهم اجمعين ؛ لمااقتربوامن ديارهم قال الأب المكلوم إني لأجد ريح يوسف وماأعجب الحب الذي يصيب بالعمى ويصيب آخرابالجنون ؛ القواعلى وجه يعقوب قميص يوسف فعاد له البصر بأمر الله فهو من كتب بعودته إليه وأمر ؛ فرح الأب فرحايفلق من قوته القمر.
 رحلواإلى مصرأجمعين يوسف عليه السلام قاصدين ؛ قال الأبناءلأبيهم تائبين ياأبانااستغفرلناذنوبنا إناكناخاطئين قال سوف استغفرلكم ربي إنه هو الغفورالرحيم ؛ لقي يوسف أباه ؛ احتضنه بعد فراق أتعب الأب وأعماه ؛ ويالسعادة المرءعندمايحتضن من يحبه ويهواه ؛ قرب منه والده وزوجة والده التي اسماها الله أما ؛ فليس الأم من ولدة فقط ؛ بل من ربة وتعبت تستحق هذا المسمى فالله الذي سماه (ورفع أبويه على العرش ) خرا لله ساجدين شاكرين والأبناء واقفون ينظرون فلمارفع يعقوب من سجوده قال له يوسف (ياأبة هذا تأويل رؤياي من قبل قدجعلها ربي حقا ؛ ثم انطلق يثني على الله ؛ ومسمعا أباه ؛ قد أحسن الله الي إذأخرجني من السجن وجاء بكم من البدوبعد أن نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم ) ثم توجه الى الله شاكرا مابه جازاه ( ربي قد اتتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض انت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين ... اللهم توفنا مسلمين والحقنابالصالحين قولوا آمين ... قلت ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمات والمسلمين من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم ......
الحمدلله ؛ ومن يستحق الحمدوالشكرمثله على ماتفضل به وأعطاه ؛ وأشهدأن لاإله إلا الله خاب من عبد مألوها سواه ؛ وأشهدأن محمدا رسول وعبد من عبادالله ؛ هواصطفاه واجتباه ؛ فعليه صلى وسلم الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه .. أتباع محمد وهداه ؛ اتقواالله فقد نجى والله من اتقاه (ياأيهاالذين امنوااتقواالله ولتنظرنفس ماقدمت لغد واتقواالله)
عبادالله قدسمعتم مابلي به يوسف وأبوه يعقوب عليهماالسلام وقوة صبرهماعلى الابتلاء ؛ ورضاهما بماكتب الله عليهماوشاء ؛ وثم سمعتم ماجاء من مكافأة لهماوجزاء ؛ ولئن هممت بترتيب مااعطاه الله يوسف بعد ماابتلاه ؛ لتوقفت عندترتيب الله جل وعلا لذلك ؛ في كتابه على لسان يوسف فيما سمعتم آنفاوفي الآي الذي من شاء تلاه ؛ وماالهدف من سردهذه القصة وأشباههافي القرآن ؛ على أسماع بني الإنسان ؛ إلامن أجل الوعظ والتذكير ؛ بمايكتبه الله للصابرين من عباده من خير ؛ ولمن أراد تجديد حياته والتغيير ؛ فمن ابتلاه الله وصبر ؛ سيجدالجزاء أمامه في حياته على مسمع منه ونظر ؛ ومن لم يكتب له ذلك في الدنيا ؛ فليعلم ؛ بأن الله قد أجله له في الآخرة وادخر ؛ (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ماكان حديثايفتراولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيءوهداورحمة لقوم يؤمنون) ثم صلاة وسلاما تامين ... على النبي المصطفى الهادي الأمين ... مادام لله عبادا ذاكرين ...
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد ......

المشاهدات 1103 | التعليقات 0