الجمعة 29 جمادى الأولى 1444هـ الحث على الاهتمام بالبيئة وآداب التنزه
الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1444/05/29 - 2022/12/23 00:34AM
الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلِيهِ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّا بَعْدُ فأُوصِيكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى
عباد الله إذَا نَزَلَ المطر وطَابَتِ الأَجْوَاء وسَالَتِ الأَوْدِيَة اِسْتَبْشَرَ النَّاسُ وَفَرِحُوا (( فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )) فيَخْرُجُونَ للتَّنَزُّهِ (( وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج )) عِبادَ الله لِلتَّنَزُّهِ آدَابٌ وأحَكَام مِنْ ذَلِكَ الحِرصُ علَى عَدَمِ تَلْوِيثِ المُتَنَزَّهَاتِ بالمُهْمَلاتِ والمُخَلَّفَات واسْتِشْعَارُ مَا يَتَرَتَّبُ علَى تَرْكِهَا مِنْ إفْسَادٍ وإيذَاءٍ للنَّاس ومِنْ رَحْمَةِ اللهِ وفَضْلِه أنْ جَعَلَ إمَاطَةَ الأذَى عَنِ النَّاس مِنْ أسبَابِ دُخُولِ جَنَّتِهِ والفَوْزِ بِرِضَاه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي ﷺ ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ طَرِيقٍ كانَتْ تُؤْذِي النَّاس ) رواهُ مسلم فمَا أَيْسَرَ العَمَل وما أَسْمَى القِيمَة ومَا أكثرَ المُفَرِّطِين ومِنَ الآدَاب اخْتِيَارُ المَكَانِ المناسب والحَذَرُ مِنَ النزول في الأَوْدِيَةِ ومجَارِي السُّيُول لِمَا فِي ذلك مِنَ التَّعَرُّضِ للخَطَر ومِنَ الآدَابِ الحَذَرُ مِنْ خَوْضِ الأَوْدِيَةِ ومجَارِي المِيَاهِ بالسَّيَّارَةِ أثنَاءَ الأمْطَار لِمَا في ذَلِكَ مِنْ تَعْرِيضِ النَّفْسِ والمَالِ للتَّهْلُكَةِ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ لقد وَضَعَ الشَّارِعُ الْحَكِيمُ ضَّوَابِطَ وآداب لِلْحِفَاظِ عَلى البيئة وَعَدَمِ الإِخْلاَلِ بِمُكَوِّنَاتِهَا أَوْ إِفْسَادِها قَالَ الله تَعَالَى (( وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا )) جَاءَ فِي تَفْسِيرِ القُرْطُبِيِّ عَنِ الضَّحَاكِ أَنَّهُ قَالَ أَيْ لاَ تَقْطَعُوا الشَّجَرَ الْمُثْمِرَ وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ فَإِنَّ إِتْلاَفَ الأَشْجَارِ أَوِ الأَزْهَارِ أَوْ صَيْدَ الْحَيَوَانَاتِ لِغَيْرِ حَاجَةٍ مِنَ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ
وَأَمَرَ الإِسْلاَمُ بِإِمَاطَةِ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ حِرْصًا عَلَى نَظَافَةِ البِيئَةِ وَحِفَاظًا عَلَى جَمَالِهَا وَوَعَدَ فَاعِلَ ذَلِكَ بِالأَجْرِ الْكَرِيمِ وَالثَّوَابِ الْعَظِيمِ وَجَعَلَ ذَلِكَ مِنْ شُعَبِ الإِيمَانِ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ) وَقَالَ ﷺ ( عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا إِمَاطَةَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ) وَالأَذَى هُوَ كُلُّ مَا يُؤْذِي مِنْ حَجَرٍ أَوْ قُمَامَةٍ أَوْ مُخَلَّفَاتٍ أَوْ شَوْكٍ أَوْ غَيْرِهِ وَإِمَاطَتُهُ أَيْ إِبْعَادُهُ
ومِمَّا يَنْبَغِي أيضًا عَدَمُ إشْعَالِ النَّارِ إلَّا في الأمَاكِنِ المَسْمُوحِ بها وإطْفَاؤهَا قبلَ النَّومِ وعِنْدَ مُغَادَرَةِ المَكَان حِفْظًا للأرْوَاح ومَنْعًا للحَرَائق ودَفْعًا للأذَى عَنِ النَّاسِ والبَهَائِمِ والشَّجَر ويَجِبُ مُرَاعَاةُ الأنْظِمَةِ التي أقَرَّتْهَا الجِهَاتُ المُخْتَصَّة والتي تَتَحَقَّقُ بها المَصْلَحَةُ العَامَّةُ للمُسْلِمين
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ في الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَبِهدي سُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ
أيها الإخوة ومِمَّا يُشْرَعُ حَالَ الخُرُوجِ لِلتَّنَزُّه ذِكْرُ دُعَاءِ نُزُولِ المَنْزِلِ قال ﷺ( من نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَال أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَق لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِك )
عِبَادَ الله وفي البَرِّ الفَسِيح وحِينَ يَجُولُ البَصَرُ في الآفَاق يَتَأَمَّلُ كَمَالَ قُدْرَةِ الله وعَظِيمَ إتْقَانِه وبَدِيعَ صُنْعِه وحُسْنَ خَلْقِه فيَزْدَادُ القَلْبُ إيمَانا وتَمْتَلِئُ النَّفْسُ بَهْجَةً ويقينا (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ))
ألَا فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله وقُومُوا بمَسْؤولِيَّاتِكُمْ وواجباتِكم تِجَاهَ بيئتكم حافظوا عليها واعْلَمُوا أنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأسْبَابِ الجَالِبَةِ لِلغَيْث والبركةِ فيه تقوَى الله والاسْتَقَامَةَ علَى أَمْرِه واسْتِغْفَارَهُ وصِدْقَ الرَّجُوعِ إليه فرَبُّكُمْ هُوَ الذي أنشَأَكُمْ مِنَ الأرضِ واسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إليه إنَّ ربِّي قَرِيبٌ مُجِيب
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
عباد الله إذَا نَزَلَ المطر وطَابَتِ الأَجْوَاء وسَالَتِ الأَوْدِيَة اِسْتَبْشَرَ النَّاسُ وَفَرِحُوا (( فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )) فيَخْرُجُونَ للتَّنَزُّهِ (( وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج )) عِبادَ الله لِلتَّنَزُّهِ آدَابٌ وأحَكَام مِنْ ذَلِكَ الحِرصُ علَى عَدَمِ تَلْوِيثِ المُتَنَزَّهَاتِ بالمُهْمَلاتِ والمُخَلَّفَات واسْتِشْعَارُ مَا يَتَرَتَّبُ علَى تَرْكِهَا مِنْ إفْسَادٍ وإيذَاءٍ للنَّاس ومِنْ رَحْمَةِ اللهِ وفَضْلِه أنْ جَعَلَ إمَاطَةَ الأذَى عَنِ النَّاس مِنْ أسبَابِ دُخُولِ جَنَّتِهِ والفَوْزِ بِرِضَاه فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي ﷺ ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ طَرِيقٍ كانَتْ تُؤْذِي النَّاس ) رواهُ مسلم فمَا أَيْسَرَ العَمَل وما أَسْمَى القِيمَة ومَا أكثرَ المُفَرِّطِين ومِنَ الآدَاب اخْتِيَارُ المَكَانِ المناسب والحَذَرُ مِنَ النزول في الأَوْدِيَةِ ومجَارِي السُّيُول لِمَا فِي ذلك مِنَ التَّعَرُّضِ للخَطَر ومِنَ الآدَابِ الحَذَرُ مِنْ خَوْضِ الأَوْدِيَةِ ومجَارِي المِيَاهِ بالسَّيَّارَةِ أثنَاءَ الأمْطَار لِمَا في ذَلِكَ مِنْ تَعْرِيضِ النَّفْسِ والمَالِ للتَّهْلُكَةِ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ لقد وَضَعَ الشَّارِعُ الْحَكِيمُ ضَّوَابِطَ وآداب لِلْحِفَاظِ عَلى البيئة وَعَدَمِ الإِخْلاَلِ بِمُكَوِّنَاتِهَا أَوْ إِفْسَادِها قَالَ الله تَعَالَى (( وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا )) جَاءَ فِي تَفْسِيرِ القُرْطُبِيِّ عَنِ الضَّحَاكِ أَنَّهُ قَالَ أَيْ لاَ تَقْطَعُوا الشَّجَرَ الْمُثْمِرَ وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ فَإِنَّ إِتْلاَفَ الأَشْجَارِ أَوِ الأَزْهَارِ أَوْ صَيْدَ الْحَيَوَانَاتِ لِغَيْرِ حَاجَةٍ مِنَ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ
وَأَمَرَ الإِسْلاَمُ بِإِمَاطَةِ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ حِرْصًا عَلَى نَظَافَةِ البِيئَةِ وَحِفَاظًا عَلَى جَمَالِهَا وَوَعَدَ فَاعِلَ ذَلِكَ بِالأَجْرِ الْكَرِيمِ وَالثَّوَابِ الْعَظِيمِ وَجَعَلَ ذَلِكَ مِنْ شُعَبِ الإِيمَانِ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ) وَقَالَ ﷺ ( عُرِضَتْ عَلَيَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا إِمَاطَةَ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ) وَالأَذَى هُوَ كُلُّ مَا يُؤْذِي مِنْ حَجَرٍ أَوْ قُمَامَةٍ أَوْ مُخَلَّفَاتٍ أَوْ شَوْكٍ أَوْ غَيْرِهِ وَإِمَاطَتُهُ أَيْ إِبْعَادُهُ
ومِمَّا يَنْبَغِي أيضًا عَدَمُ إشْعَالِ النَّارِ إلَّا في الأمَاكِنِ المَسْمُوحِ بها وإطْفَاؤهَا قبلَ النَّومِ وعِنْدَ مُغَادَرَةِ المَكَان حِفْظًا للأرْوَاح ومَنْعًا للحَرَائق ودَفْعًا للأذَى عَنِ النَّاسِ والبَهَائِمِ والشَّجَر ويَجِبُ مُرَاعَاةُ الأنْظِمَةِ التي أقَرَّتْهَا الجِهَاتُ المُخْتَصَّة والتي تَتَحَقَّقُ بها المَصْلَحَةُ العَامَّةُ للمُسْلِمين
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ في الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَبِهدي سُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ
أيها الإخوة ومِمَّا يُشْرَعُ حَالَ الخُرُوجِ لِلتَّنَزُّه ذِكْرُ دُعَاءِ نُزُولِ المَنْزِلِ قال ﷺ( من نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَال أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَق لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِك )
عِبَادَ الله وفي البَرِّ الفَسِيح وحِينَ يَجُولُ البَصَرُ في الآفَاق يَتَأَمَّلُ كَمَالَ قُدْرَةِ الله وعَظِيمَ إتْقَانِه وبَدِيعَ صُنْعِه وحُسْنَ خَلْقِه فيَزْدَادُ القَلْبُ إيمَانا وتَمْتَلِئُ النَّفْسُ بَهْجَةً ويقينا (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ))
ألَا فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله وقُومُوا بمَسْؤولِيَّاتِكُمْ وواجباتِكم تِجَاهَ بيئتكم حافظوا عليها واعْلَمُوا أنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأسْبَابِ الجَالِبَةِ لِلغَيْث والبركةِ فيه تقوَى الله والاسْتَقَامَةَ علَى أَمْرِه واسْتِغْفَارَهُ وصِدْقَ الرَّجُوعِ إليه فرَبُّكُمْ هُوَ الذي أنشَأَكُمْ مِنَ الأرضِ واسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إليه إنَّ ربِّي قَرِيبٌ مُجِيب
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فقالَ سُبِحَانَهُ قَولاً كَرِيمًا (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
المرفقات
1671744779_خطبة الجمعة الموافق 29 جمادى الأولى لعام 1444هـ.pdf
1671744811_خطبة الجمعة الموافق 29 جمادى الأولى لعام 1444هـ.docx