الجَسَدُ الوَاحِدُ

مبارك العشوان 1
1445/04/18 - 2023/11/02 20:18PM

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَيَا أَيُّها الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

عِبَادَ اللهِ: وَقَدْ سَمِعْنَا وَرَأَيْنَا مَا حَصَلَ عَلَى إِخْوَانِنَا فِي غَزَّةَ مِنَ العَدُوِّ الصِّهْيُونِيِّ الظَّالِمِ الغَاشِمِ.

مَعَ هَذَا الحَدَثِ العَظِيمِ؛ لِنَتَذَكَّرْ أّنَّ اليَهُودَ شِرَارُ خَلْقِ اللهِ  وَأَنَّهُمْ أَعْدَاءٌ لِلَّهِ تَعَالَى، أَعْدَاءٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، أَعْدَاءٌ لِلْمُؤْمِنِينَ جَمِيعًا.

لَيْسَتْ عَدَاوَةُ اليَهُودِ لِأَهْلِ غَزَّةَ فَحَسْبُ، وَلَا لِأَهْلِ فِلِسْطِينَ فَحَسْبُ؛ بَلْ إِنَّهَا عَدَاوَةٌ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ؛ عَدَاوَةٌ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ أيَّا كَانَ وَطَنُهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا } [المائدة  82 ]

وَقَالَ تَعَالَى: { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة  120]

وَلَيْسَ اليَهُودِيُّ فَحَسْبُ؛ بَلِ اليَهُودِيُّ وَالنَّصْرَانِيُّ وَالمَجُوسِيُّ، وَغَيْرُهُمْ مِنَ الكُفَّارِ؛ أَعْدَاءٌ لِلْمُسْلِمينِ؛ وَلَو أَظْهَرُوا الصَّدَاقَةَ أَحْيَانًا، لِخَوفٍ أَوْ مَصْلَحَةٍ.

عِبَادَ اللهِ: وَمَعَ هَذَا الحَدَثِ العَظِيمِ؛ عَلَينَا أَنْ نَعْلَمَ عِلْمَ اليَقِينِ أَنَّ الأَمْرَ لِلَّهِ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ، وَأَنَّهُ تَعَالَى يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ، وَأَنَّ لَهُ تَعَالَى فِيمَا يُقَدِّرُهُ حِكَمٌ بَالِغَةٌ  وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ.

يَقُولُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ؛ وَهُوَ يَتَحَدَّثُ عَنْ بَعْضِ الْحِكَمِ وَالْغَايَاتِ الْمَحْمُودَةِ فِي وَقْعَةِ أُحُدٍ.

وَمِنْهَا: أَنَّ الشَّهَادَةَ عِنْدَهُ مِنْ أَعْلَى مَرَاتِبِ أَوْلِيَائِهِ  وَالشُّهَدَاءُ هُمْ خَوَاصُّهُ وَالْمُقَرَّبُونَ مِنْ عِبَادِهِ، وَلَيْسَ بَعْدَ دَرَجَةِ الصِّدِّيقِيَّةِ إلَّا الشَّهَادَةُ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ يُحِبُّ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ عِبَادِهِ شُهَدَاءَ تُرَاقُ دِمَاؤُهُمْ فِي مَحَبَّتِهِ وَمَرْضَاتِهِ  وَيُؤْثِرُونَ رِضَاهُ وَمَحَابَّهُ عَلَى نُفُوسِهِمْ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى نَيْلِ هَذِهِ الدَّرَجَةِ إلَّا بِتَقْدِيرِ الْأَسْبَابِ الْمُفْضِيَةِ إِلَيْهَا مِنْ تَسْلِيطِ الْعَدُوِّ.

وَمِنْهَا: أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ إذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ أَعْدَاءَهُ وَيَمْحَقَهُمْ قَيَّضَ لَهُمُ الْأَسْبَابَ الَّتِي يَسْتَوْجِبُونَ بِهَا هَلَاكَهُمْ وَمَحْقَهُمْ  وَمِنْ أَعْظَمِهَا بَعْدَ كُفْرِهِمْ بَغْيُهُمْ وَطُغْيَانُهُمْ، وَمُبَالَغَتُهُمْ فِي أَذَى أَوْلِيَائِهِ، وَمُحَارَبَتُهُمْ وَقِتَالُهُمْ وَالتَّسَلُّطُ عَلَيْهِمْ، فَيَتَمَحَّصُ بِذَلِكَ أَوْلِيَاؤُهُ مِنْ ذُنُوبِهِمْ وَعُيُوبِهِمْ، وَيَزْدَادُ بِذَلِكَ أَعْدَاؤُهُ مِنْ أَسْبَابِ مَحْقِهِمْ وَهَلَاكِهِمْ، وَقَدْ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: { وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ } [آل عمران 139 - 141] فَجَمَعَ لَهُمْ فِي هَذَا الْخِطَابِ بَيْنَ تَشْجِيعِهِمْ وَتَقْوِيَةِ نُفُوسِهِمْ وَإِحْيَاءِ عَزَائِمِهِمْ وَهِمَمِهِمْ، وَبَيْنَ حُسْنِ التَّسْلِيَةِ، وَذِكْرِ الْحِكَمِ الْبَاهِرَةِ الَّتِي اقْتَضَتْ إدَالَةَ الْكُفَّارِ عَلَيْهِمْ.

عِبَادَ اللهِ: تَيَقَّنُوا أَنَّ النَّصْرَ بِيَدِ اللهِ؛ مَنْ نَصَرَهُ اللهُ فَهُوَ الغَالِبُ وَلَوْ كَانِ قَلِيلَ العَدَدِ والعُدَّةِ؛ وَمَنْ خَذَلَهُ اللهُ فَهُوَ المَغْلُوبُ؛ وَلَو كَانَ أَكْثَرَ عَدَدًا وَعُدَّةً.

تَأَمَّلُوا قَوْلَ اللهِ جَلَّ وَعَلَا: { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } وَقَوْلَهُ تَعَالَى: { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ } وَقَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: { كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }.

اطْلُبُوا - عِبَادَ اللهِ - النَّصْرَ مِنَ اللهِ جَلَّ وَعَلَا، فَهُوَ نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ، سَلُوا اللهَ تَعَالَى لَكُمْ وَلِإِخْوَانِكُمْ نَصْرًا مُبِينًا، وَلِأعْدَائِكُمْ هَزِيمَةً وَذُلًا.

أَكْثِرُوا مِنَ الدُّعَاءِ، وَأَلِحُّوا عَلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَقَدْ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

وَقَالَ تَعَالَى: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

يَقُولُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: وَالدُّعَاءُ مِنْ أَنْفَعِ الْأَدْوِيَةِ، وَهُوَ عَدُوُّ الْبَلَاءِ، يَدْفَعُهُ  وَيُعَالِجُهُ، وَيَمْنَعُ نُزُولَهُ، وَيَرْفَعُهُ، أَوْ يُخَفِّفُهُ إِذَا نَزَلَ، وَهُوَ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ.

اِشْتَغِلُوا بِالدُّعَاءِ؛ فَهُوَ أَنْفَعُ لِإِخْوَانِكُمْ، مِمَّا اشْتَغَلَ بِهِ البَعْضُ، وَأْشْغَلُوا بِهِ المَجَالِسَ مِنَ التَّحْلِيلَاتِ وَالِانْتِقَادَاتِ وَلَرُبَّمَا وَقَعُوا فِي التَّخْذِيلِ مِنْ حَيثُ لَا يَشْعُرُونَ.

وَلَعَلِّي أَنْقُلُ لِهَؤُلَاءِ لِيَحْذَرُوا بَعْضَ مَا قَالَهُ شَيْخُ الإِسْلَامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ: عِنْدَ قَولِهِ تَعَالَى: { فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ }

يَقُولُ: وَهَذَا السَّلْقُ بِالْأَلْسِنَةِ الْحَادَّةِ يَكُونُ بِوُجُوهِ:

تَارَةً يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ لِلْمُؤْمِنِينَ: هَذَا الَّذِي جَرَى عَلَيْنَا بِشُؤْمِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ الَّذِينَ دَعَوْتُمْ النَّاسَ إلَى هَذَا الدِّينِ وَقَاتَلْتُمْ عَلَيْهِ وَخَالَفْتُمُوهُمْ.

وَتَارَةً يَقُولُونَ: أَنْتُمْ الَّذِينَ أَشَرْتُمْ عَلَيْنَا بِالْمُقَامِ هُنَا وَالثَّبَاتِ بِهَذَا الثَّغْرِ إلَى هَذَا الْوَقْتِ وَإِلَّا فَلَوْ كُنَّا سَافَرْنَا قَبْلَ هَذَا لَمَا أَصَابَنَا هَذَا.

وَتَارَةً يَقُولُونَ: أَنْتُمْ - مَعَ قِلَّتِكُمْ وَضَعْفِكُمْ - تُرِيدُونَ أَنْ تَكْسِرُوا الْعَدُوَّ وَقَدْ غَرَّكُمْ دِينُكُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى: { إذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} .

وَتَارَةً يَقُولُونَ: أَنْتُمْ مَجَانِينُ لَا عقل لَكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُهْلِكُوا أنْفُسَكُمْ وَالنَّاس مَعَكُمْ.

وَتَارَةً يَقُولُونَ: أَنْوَاعًا مِنْ الْكَلَامِ الْمُؤْذِي الشَّدِيدِ... الخ

قَدْ يَقَعُ بَعْضُنَا فِي مِثْلِ هَذَا الكَلَامِ، بَلْ قَدْ وَقَعَ؛ يَقُولُهُ بِحُسْنِ نِيَّةٍ وَسَلَامَةِ قَصْدٍ، وبِدَافِعِ الشَّفَقَةِ وَالأَلَمِ عَلَى مَا أَصَابَ أَهْلَ غَزَّةَ مِنْ هَذَا العَدُوِّ الظَّالِمِ.

فَلْتَحْذَرُوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ - مِنْ هَذِهِ الأَقْوَالِ وَشِبْهِهَا.

وَمَنْ كَانَ مُشْفِقًا مُتَأَلِّمًا؛ فَلْيَكُنْ دَاعِيًا بَاذِلًا؛ لَا مُمْسِكًا مُخَذِّلًا.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ. وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمْ.

 

الخطبة الثانية: 

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أَمَّا بَعْدُ: فَمَعَ هَذَا الحَدَثِ العَظِيمِ؛ عَلَينَا أَنَّ نَتَذَكَّرَ قَوْلَ اللهِ جَلَّ وَعَلَا: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }

وَقَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ  لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَــرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ) [ رواه البخاري ومسلم ]

وَقَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ  وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) [ رواه البخاري ومسلم ] وَقَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ  يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ) [ رواه البخاري ومسلم ]

إِنَّ مُصَابَ المُسْلِمِينَ فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ مُصَابٌ لِلمُسْلِمِينَ فِي مَغْرِبِهَا.

مُصَابُ إِخْوَانِنَا فِي غَزَّةَ مُصَابُ لَنَا.

فَلْنَكُنْ - وَفَّقَكُمُ اللهُ - عَونًا لِإِخْوَانِنَا؛ فِي مُصَابِهِمْ وَمُصَابِنَا  وَلْنُنْفِقْ مِمَّا رَزَقَنَا رَبُّنَا؛ وَلْيُبْشِرْ مَنْ أَنْفَقَ بِالخَيرِ؛ وَالوَعْدِ الكَرِيمِ مِنَ الكَرِيمِ جَلَّ وَعَلَا؛: { قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ  } [سبأ 39]

وَلَقَدْ وَجَّهَ خَادِمُ الحَرَمَينِ وَوَلِيُّ عَهْدِهِ - وَفَّقَهُمَا اللهُ   بِإِطْلَاقِ حَمْلَةٍ شَعْبِيَّةٍ عَبْرَ مِنَصَّةِ ( سَاهِمْ ) لِإِغَاثَةِ الشَّعْبِ الفِلِسْطِيْنِيِّ الشَّقِيقِ فِي قِطَاعِ غَزَّةَ.

فَجَزَاهُمُ اللهُ وَكُلَّ مَنْ بَذَلَ خَيْرَ الجَزَاءِ.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى؛ فَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

 

اللهُمَّ انصُر عبادَك الموحِدينَ في كل مكانٍ، اللهم انصرِ المُجاهدين في فِلِسطين، اللهم كُنْ لِعِبادِكَ فِي غَزَّةَ عَونًا ونصيرا، اللهم ثبت أقدامَهم، وسَدِّدْ رميَهم، اللهم واشْفِ مرضَاهُم، وتَقَبَّلْ في الشُّهَداءِ مَوتاهُم.  

اللهم وأنزلْ بَأْسَكَ بِاليهُودِ وَبِالكَفَرَةِ المُعتدين، اللهم عَليك بهم يا قوي يا عزيز.

اللهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اللهُمَّ اهْزِمِهم  اللهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ.

اللهم صل وسلم على نبينا محمد.

 

المرفقات

1698945503_الجَسَدُ الوَاحِدُ.pdf

1698945521_الجَسَدُ الوَاحِدُ.docx

المشاهدات 1311 | التعليقات 0