الثبات على الدين
طلال شنيف الصبحي
1437/06/29 - 2016/04/07 23:13PM
الثبات على الدين 21 / 11 / 1434 ه- 5/4/1437ه
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، فلله الحمد ربِ السماوات وربِ الأرض ربِ العالمين، وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده الخير ومنه الخير وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أمّا بعد: فاتَّقوا الله ـ عبادَ الله ـ حقَّ التقوى، وراقبوه في السرِّ والنجوَى.( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
عباد الله: أَعظمُ النعم على العبد أنْ يُهدى للإسلام وأنْ يُثَبّتَ على الحق والايمان:(أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ) (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) نعمةً الثبات على الدين والاستقامة, هي أَنفَسُ النعَم وأعلاها، منَحَها الله لمن شاءَ مِن عبادِه، وحرَم منها الكثيرَ وهم يتمنَّونها،قال عزّ وجلّ: رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ وهي أكثرُ النعَم عرضَة للزوال،قال عليه الصلاة والسلام:(القلوبُ بين أُصبُعين من أصابع الله يقلِّبها كيف شاء).وكان يعقوب عليه السلام يوصِي أولادَه بالحفاظِ عليها: يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ .وكان النبيّ يدعو ربّه أن يديمها ويقول:(يا مقلِّبَ القلوب، ثبِّت قلبي على دينك) رواه أحمد. ومن دعاء الراسخين في العلم: رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ .
وكلُّ مسلمٍ مأمورٌ بالدعاءِ في صلاته بالحفاظِ عليها؛ إذ بها سعادةُ الدارين، قال تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ قال ابنُ القيّم رحمه الله: "العبدُ لا يستغني عن تثبيتِ الله له طرفةَ عين". والله سبحانه أمر عبادَه أن يسألوه الثباتَ على الهداية: ((يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم)) رواه مسلم.
والفتن كثيرةٌ كالمطر قد تُزيل تلكَ النعمةَ، قال عليه الصلاة والسلام:(إني لأرى مواقعَ الفتَن خلالَ بيوتكم كمواقعِ القَطر) متفق عليه.وهي تُزعزِع قلوبَ العباد إلا من عصمَ الله، ومن استشرف إليها أخَذته، والحيّ لا تؤمَن عليه فِتنة، قال :(تُعرَضُ الفتنُ على القلوبِ كالحصير عُودًا عودًا، فأيُّ قلبٍ أَُشربها نُكتَ فيه نُكتة سوداء) رواه مسلم.
وقد تُخرِج المرءَ عن دينه في يومِه،قال :(بادِروا بالأعمال فتنًا كقِطَع الليل المظلم،يصبح الرجل مؤمنًا ويمسِي كافرًا،ويمسِي مؤمنًا ويصبح كافرًا؛يبيع دينَه بعَرَضٍ من الدنيا) رواه مسلم.قال النووي رحمه الله: "وهذا لعِظم الفِتَن ينقَلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب".وكان النبي يتعوَّذ من الفتن في صلاته ويقول: (وأعوذُ بك من فتنة المحيا والممات)وأمر أمته بالتعوذ منها،فقال:(تعوَّذوا بالله من الفِتَن ما ظهر منها وما بطن) رواه مسلم.
ومع كثرةِ الفتن وتغيُّر الأحوال تظهَر الحاجة أشدّ إلى الثبات على الدين، وذمَّ الله من يضعف تمسّكه بالدين عند فتنةٍ ظهرت أو معصية فشت، فقال جلّ شأنه: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
عباد الله: تلاوةُ كتابِ الله والإكثارُ من ذكرِه ثباتٌ على الدين، قال عز وجلّ: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ . ومن أكثرَ من الطاعات وابتعَد عن السيئات كان أشدَّ ثباتًا، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا والمداومةُ على العمَل الصالح يُقوِّي الإيمانَ، قال عليه الصلاة والسلام:(إنّ أحبَّ الأعمال إلى الله ما دُووِمَ عليه)رواه مسلم.
ومجالسةُ العلماء تحيِي القلوبَ وتحثّ على العمل، والصاحِبُ الصالح معينٌ على الخير؛ إن ضعُف صاحبُه عن الطاعة قوّاه، وإن زلّت قدمُه لمُحرَّمٍ نهاه، قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
وفي قصَص الأنبياء رَفعٌ للهمَم ووثوقٌ باليقين،قال سبحانه: وَكُلاً نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ
والرّضا بالمكتوب من المصائِب والمتاعِب رُكنٌ من الدّين، به الطمأنينةُ والسّرور،
والمؤمِن أصبرُ النّاس على البلاء وأثبتُهم على الدّين في الشدائد وأرضاهم نفسًا في الملِمّات. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
عباد الله: روى الحاكم في مستدركه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ :قال رسول الله (إنَّ الإيمان ليخلق [أي ليبلى] في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ،فاسألوا الله أن يجدِّد الإيمان في قلوبكم) وتجديد الايمان يكون بالتوبة في كلّ وقت وزمان, وبقول لا إله إلا الله ,كما جاء في الحديث "جددوا إيمانكم، قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله".
ورَجاءُ ما عند الله من النعيم يجمح النفس عن اتّباع الهوى، والدّعاءُ أمر لازمٌ على كلّ مسلم، وصفاء التوحيدِ وتعليمُه أعظمُ سبَب في الثباتِ على الدين، أصحابُ الكهف لما قاموا: فقالوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا قال الله عنهم: وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ .
والإكثارُ من نوافل العباداتِ مِن الصلاة والصدقةِ والعمرة والإحسان إلى الناس يحفظ من الفتن، في الحديث القدسي: ((ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به، ويدَه التي يبطش بها، ورجلَه التي يمشي بها)) رواه البخاري. ومَن حفِظ جوارحَه حسُنَت خاتمتُه على الدين، قال القرطبي رحمه الله: "سوءُ الخاتمة لا تكون لمن استقامَ ظاهرُه وصلُح باطنه، ما سُمِع بهذا ولا عُلِم به، وإنما تكون لمن كان له فسادُ العقل أو إصرار على الكبائر وإقدام على العظائم".ومن تمسّك بالدّين ثبَّته الله في مدلهمات الأمور.فالسعيدُ من هداه الله وثبّته على الدين حتى الممات،فأخلصوا لله أعمالكم،واسألوا ربّكم الثبات على دينه، واستعيذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ثم اعلَموا أنّ الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيّه، فقال في محكم التنزيل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، فلله الحمد ربِ السماوات وربِ الأرض ربِ العالمين، وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده الخير ومنه الخير وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا. أمّا بعد: فاتَّقوا الله ـ عبادَ الله ـ حقَّ التقوى، وراقبوه في السرِّ والنجوَى.( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
عباد الله: أَعظمُ النعم على العبد أنْ يُهدى للإسلام وأنْ يُثَبّتَ على الحق والايمان:(أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ) (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) نعمةً الثبات على الدين والاستقامة, هي أَنفَسُ النعَم وأعلاها، منَحَها الله لمن شاءَ مِن عبادِه، وحرَم منها الكثيرَ وهم يتمنَّونها،قال عزّ وجلّ: رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ وهي أكثرُ النعَم عرضَة للزوال،قال عليه الصلاة والسلام:(القلوبُ بين أُصبُعين من أصابع الله يقلِّبها كيف شاء).وكان يعقوب عليه السلام يوصِي أولادَه بالحفاظِ عليها: يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ .وكان النبيّ يدعو ربّه أن يديمها ويقول:(يا مقلِّبَ القلوب، ثبِّت قلبي على دينك) رواه أحمد. ومن دعاء الراسخين في العلم: رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ .
وكلُّ مسلمٍ مأمورٌ بالدعاءِ في صلاته بالحفاظِ عليها؛ إذ بها سعادةُ الدارين، قال تعالى: اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ قال ابنُ القيّم رحمه الله: "العبدُ لا يستغني عن تثبيتِ الله له طرفةَ عين". والله سبحانه أمر عبادَه أن يسألوه الثباتَ على الهداية: ((يا عبادي، كلكم ضالٌّ إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم)) رواه مسلم.
والفتن كثيرةٌ كالمطر قد تُزيل تلكَ النعمةَ، قال عليه الصلاة والسلام:(إني لأرى مواقعَ الفتَن خلالَ بيوتكم كمواقعِ القَطر) متفق عليه.وهي تُزعزِع قلوبَ العباد إلا من عصمَ الله، ومن استشرف إليها أخَذته، والحيّ لا تؤمَن عليه فِتنة، قال :(تُعرَضُ الفتنُ على القلوبِ كالحصير عُودًا عودًا، فأيُّ قلبٍ أَُشربها نُكتَ فيه نُكتة سوداء) رواه مسلم.
وقد تُخرِج المرءَ عن دينه في يومِه،قال :(بادِروا بالأعمال فتنًا كقِطَع الليل المظلم،يصبح الرجل مؤمنًا ويمسِي كافرًا،ويمسِي مؤمنًا ويصبح كافرًا؛يبيع دينَه بعَرَضٍ من الدنيا) رواه مسلم.قال النووي رحمه الله: "وهذا لعِظم الفِتَن ينقَلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب".وكان النبي يتعوَّذ من الفتن في صلاته ويقول: (وأعوذُ بك من فتنة المحيا والممات)وأمر أمته بالتعوذ منها،فقال:(تعوَّذوا بالله من الفِتَن ما ظهر منها وما بطن) رواه مسلم.
ومع كثرةِ الفتن وتغيُّر الأحوال تظهَر الحاجة أشدّ إلى الثبات على الدين، وذمَّ الله من يضعف تمسّكه بالدين عند فتنةٍ ظهرت أو معصية فشت، فقال جلّ شأنه: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ
عباد الله: تلاوةُ كتابِ الله والإكثارُ من ذكرِه ثباتٌ على الدين، قال عز وجلّ: قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ . ومن أكثرَ من الطاعات وابتعَد عن السيئات كان أشدَّ ثباتًا، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا والمداومةُ على العمَل الصالح يُقوِّي الإيمانَ، قال عليه الصلاة والسلام:(إنّ أحبَّ الأعمال إلى الله ما دُووِمَ عليه)رواه مسلم.
ومجالسةُ العلماء تحيِي القلوبَ وتحثّ على العمل، والصاحِبُ الصالح معينٌ على الخير؛ إن ضعُف صاحبُه عن الطاعة قوّاه، وإن زلّت قدمُه لمُحرَّمٍ نهاه، قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
وفي قصَص الأنبياء رَفعٌ للهمَم ووثوقٌ باليقين،قال سبحانه: وَكُلاً نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ
والرّضا بالمكتوب من المصائِب والمتاعِب رُكنٌ من الدّين، به الطمأنينةُ والسّرور،
والمؤمِن أصبرُ النّاس على البلاء وأثبتُهم على الدّين في الشدائد وأرضاهم نفسًا في الملِمّات. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
عباد الله: روى الحاكم في مستدركه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ :قال رسول الله (إنَّ الإيمان ليخلق [أي ليبلى] في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ،فاسألوا الله أن يجدِّد الإيمان في قلوبكم) وتجديد الايمان يكون بالتوبة في كلّ وقت وزمان, وبقول لا إله إلا الله ,كما جاء في الحديث "جددوا إيمانكم، قيل: يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله".
ورَجاءُ ما عند الله من النعيم يجمح النفس عن اتّباع الهوى، والدّعاءُ أمر لازمٌ على كلّ مسلم، وصفاء التوحيدِ وتعليمُه أعظمُ سبَب في الثباتِ على الدين، أصحابُ الكهف لما قاموا: فقالوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا قال الله عنهم: وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ .
والإكثارُ من نوافل العباداتِ مِن الصلاة والصدقةِ والعمرة والإحسان إلى الناس يحفظ من الفتن، في الحديث القدسي: ((ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به، ويدَه التي يبطش بها، ورجلَه التي يمشي بها)) رواه البخاري. ومَن حفِظ جوارحَه حسُنَت خاتمتُه على الدين، قال القرطبي رحمه الله: "سوءُ الخاتمة لا تكون لمن استقامَ ظاهرُه وصلُح باطنه، ما سُمِع بهذا ولا عُلِم به، وإنما تكون لمن كان له فسادُ العقل أو إصرار على الكبائر وإقدام على العظائم".ومن تمسّك بالدّين ثبَّته الله في مدلهمات الأمور.فالسعيدُ من هداه الله وثبّته على الدين حتى الممات،فأخلصوا لله أعمالكم،واسألوا ربّكم الثبات على دينه، واستعيذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ثم اعلَموا أنّ الله أمركم بالصلاة والسلام على نبيّه، فقال في محكم التنزيل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
المرفقات
الثبات على الدين.docx
الثبات على الدين.docx