التنظيم السروري
د صالح بن مقبل العصيمي
1443/03/15 - 2021/10/21 21:36PM
التنظيم السروري
الْخُطْبَةُ الْأُولَى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا. أمَّا بَعْدُ ...
عِبَادَ اللَّهِ، أَمَرَنَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالْوَحْدَةِ وَنَهَانَا عَنْ التَّنَازُعِ قَالَ تَعَالَى: "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
وَقَالَ تَعَالَى: "وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا " وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ»قِيلَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ:«الْجَمَاعَةُ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ بِسَنَدٍ صَحِيح
عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّةَ الْإِسْلَامِ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ لَا تَجْمَعُهَا أَحْزَابٌ، وَلَا تُفَرِّقُهَا جَمَاعَاتٌ، فَالْأَحْزَابُ وَالْجَمَاعَاتُ يَكُونُ وَلَاؤُهَا وَبِرَاؤُهَا وَانْتِمَاؤُهَا لِجَمَاعَتِهَا، وَلَا يُمْكِنُ بِأَيِّ حَالٍ مِنْ الْأَحْوَالِ أَنْ تُقَدِّمَ الْمَصْلَحَةَ الْعَامَّةَ عَلَى الْخَاصَّةِ، فَوَلَاءَاتُ الْجَمَاعَةِ وَانْتِمَاءَاتُهَا بَعْضُهَا لِبَعْضٍ، فَالْجَمَاعَاتُ وَالْأَحْزَابُ تَقْلِيدٌ غَرْبِيٌّ لَمْ تَعْرِفْهُ أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِي مِثْلِ هَذَا التَّنْظِيمِ إِلَّا فِي الْقَرْنِ الْمَاضِي، فَأَوَّلُ تَأْسِيسٍ لِهَذِهِ الْجَمَاعَاتِ لَا يَبْلُغُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعِينَ عَامًا، فَهَلْ كَانَتِ الْأُمَّةُ فِي ضَيَاعٍ حَتَّى أُنْشِئَتْ هَذِهِ الْجَمَاعَاتُ؟! فَجَمَاعَةُ الْإِسْلَامِ وَاحِدَةٌ، وَكَلِمَتُهَا وَاحِدَةٌ، وَوَلَاؤُهَا وَاحِدٌ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا، وَحُبُّهَا لِلَّهِ، وَأَمَّا الْجَمَاعَاتُ فَانْتِمَاؤُهَا لِلْحِزْبِ وَوَلَاؤُهَا لِلْحِزْبِ، وَاتَّفَقَتْ جَمِيعُ الْجَمَاعَاتِ اتِّفَاقًا ضِمْنِيًّا عَلَى مُخَالَفَةِ مَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي وُجُوبِ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَهَذِهِ الْجَمَاعَاتُ لَا تَرْعَوِي وَلَا تَتَرَدَّدُ فِي نَزْعِ يَدٍ مِنْ طَاعَةٍ، فَهِيَ أَحْزَابٌ سِيَاسِيَّةٌ، وَجَمَاعَاتٌ سِيَاسِيَّةٌ، وَأَهْدَافُهَا سِيَاسِيَّةٌ، وَطُمُوحُهَا الْكَرَاسِيُّ ،وَتَوَلِّي عَرْشِ الْقِيَادَةِ، لَا يَهُمُّهَا ضَحَايَا يَبْذُلُونَ دِمَاءَهُمْ مِنْ أَجْلِهِمْ، وَهَذِهِ الْجَمَاعَاتُ تَتَّخِذُ بِلَادَ الْغَرْبِ وَكْرًا لَهَا وَمَأْوًى تَصُوغُ مِنْ خِلَالِهَا اهدافها ، وَتَفْرَحُ بِأَيِّ خُرُوجٍ عَلَى الْحَاكِمِ، وَأَيِّ تَظَاهُرَةٍ عَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ، وَتَدْعَمُهَا بِكُلِّ مَا أُوتِيَتْ مِنْ مَالٍ وَجَاهٍ لِتَصْعَدَ مِنْ خِلَالِهَا إِلَى مَآرِبِهَا، وَتَحْقِيقِ أَهْدَافِهَا، فَهِيَ تَتَبَنَّى الْمُطاهرات وَالِاعْتِصَامَاتِ، وَخَلْخَلَةَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَقَدْ رَأَيْنَا نِتَاجَ هَذَا الْخَرِيفِ الْعَرَبِيِّ الَّذِي فَرِحُوا بِهِ، وَشَرَّقُوا وَغَرَّبُوا حَتَّى رَأْينَا الدِّمَاءَ سَالَتْ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ، وَمَا زَالَتْ أَنْهَارُ الدِّمَاءِ وَخَلْخَلَةُ الْأَمْنِ وَافْتِقَادُ الامان وَالتَّدَهْوُرُ الِاقْتِصَادِيّ والصِّحِّيُّ وَالتَّفَرُّقُ وَالتَّشَرْذُمُ وَتَشَتُّتُ الْأُسَرِ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ الَّتِي طهرت فِيهَا الْفِتَنَ وَشَجَّعُوهَا، وَكَانُوا فِي الْبِدَايَةِ يُظْهِرُونَ لِلنَّاسِ أَنَّ النَّتِيجَةَ ستَتَحَقَّقَ خِلَالَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ أَعْلَنُوا أَنَّ قُدْوَتَهُمُ الْحَرَكَةُ الْفَرَنْسِيَّةُ الَّتِي آتَتْ -كَمَا يَقُولُونَ- نِتَاجَهَا بَعْدَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ، وَهَا نَحْنُ نَرَى بَعْدَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ مَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ؟ عَشَرَاتُ من المَلَايِينِ الْمُشَرَّدِينَ مِنْ تِلْكَ الْبِلَادِ، وَحُرُوبٌ طَاحِنَةٌ بَيْنَ ابناء تِلْكَ الْبِلَادِ، وَقَتْلٌ وَدَمَارٌ، وَمَا تَلْقَى رَجُلًا مِنْ تِلْكَ الْبُلْدَانِ إِلَّا وَهُوَ يُقْسِمَ أَنَّ وَاقِعَهُمْ كَانَ أَفْضَلَ قَبْلَ الثَّوْرَاتِ وَلَيْسَ بَعْدَ الثَّوْرَاتِ وَكَانُوا أَحْسَنَ حال من واقعهم الحالي بِمَا لَا مَجَالَ لِلْمُقَارَنَةِ وَلَقَدْ رَأَوُا الْوَيْلَ وَالثُّبُورَ.
وَقَدْ رَأَيْنَا مَا حَلَّ بِالْيَمَنِ فِي هَذِهِ الثَّوْرَاتِ وَمَا زَالَتِ الْمَمْلَكَةُ الْعَرَبِيَّةُ السُّعُودِيَّةُ ومن معها من دول التحالف بِدَعْمِهَا لِلشَّرْعِيَّةِ فِي الْيَمَنِ تَبْذُلُ جُهُودًا عَظِيمَةً إِلَى إِعَادَةِ الْيَمَنِ إِلَى سَابِقِ عَهْدِهِ ليعيش أهله بِأَمْنٍ وَأَمَانٍ وَوَحْدَةِ صَفٍّ، وَرَأَيْنَا مَا حَلَّ فِي لِيبْيَا وَتُونُسَ وَمِصْرَ وَسُورِيَا الَّتِي هُجِّرَ مِنْهَا مَا لَا يَقِلُّ عَنْ خمسةَ عشرَ مِلْيُونًا تَفَرَّقُوا فِي أَنْحَاءِ الْعَالَمِ، وَأَمَّا أَرْبَابُ هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ، وَدُعَاةُ هَذِهِ الْفِتَنِ فَيَعِيشُونَ فِي رَخَاءٍ، وَيُؤَجِّجُونَ الْفِتَنَ مِنْ بُعْدٍ، لَا يَخْشَوْنَ اللَّهَ، وَلَا يَسْتَحُونَ مِنَ النَّاسِ، فَيُشَجِّعُونَ بِكُلِّ مَا أُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ عَلَى كُلِّ مُظَاهَرَةٍ أَوْ خُرُوجٍ عَلَى الْحَاكِمِ، وَمِنْ هَذِهِ التَّنْظِيمَاتِ مَا يُسَمَّى بِالتَّنْظِيمِ السُّرُورِيِّ الَّذِيْ خَرَجَ مِنْ رَحمِ جَمَاعَة الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِيْن؛ وَهَذِهِ الْجَمَاعَاتُ مَنْهَجُهَا وَاحِدٌ؛وَصِرَاعُهَا صِرَاعُ كَرَاسِي وَمَنَاصِب، وَخَرَجَ مِنْ رحمِهَا تَنْظِيْمُ دَاعِش وَالْقَاعِدَة؛وَكُلُّ التَّنْظِيمَاتُ الَّتِي تَنْهَجُ نَهْجَهَا في الخروج على الحكام كجماعة التكفير والهجرة ؛
والتنظيم السُّرُورِيِّ،وهدف هَذَا التَّنْظِيمِ الْمُسَمَّى بِالسُّرُورِيِّ أَمْنَ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ، وَاسْتِقْرَارَهَا وَرَخَاءَهَا، ووومدك صفها فَأَسَّسَ هَذَا التَّنْظِيمُ مَجَلَّةً تُسَمَّى مَجَلَّةَ السُّنَّةِ، وَهِيَ وَرَبِّي أَبْعَدُ مَا تَكُونُ عَنِ السُّنَّةِ، وافضل لها ان تسمى بمجلة البدعة؛فَمُنْذُ عَدَدِهَا الْأَوَّلِ لَا هَمَّ لَهَا مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ سَنَةً إِلَّا القلق من أَمْنُ الْمَمْلَكَةِ وَرَخَاؤُهَا وَاسْتِقْرَارُهَا، وَتَبَنَّى هَذَا التَّنْظِيمُ تَشْوِيهَ صُورَةِ الْمَمْلَكَةِ في العَالَمِ الْإِسْلَاميِّ وَالْغَرْبِيّ،وتعيد وتكرر وتزيد على ماتذكره اذاعة لندن في تلك الحقبة،والتي كان شغلها الشاغل المملكة العربية السعودية والاساءة لها كل مَا سَنَحَت لها الفُرْصَة ، بَلْ وَكَانَ هَذَا التَّنْظِيمُ وَعَبْرَ هَذِهِ الْمَجَلَّةِ يَبُثُّ الْبَشَائِرَ لِلْعَالَمِ بِأَنَّ الْبِتْرُولَ سَيَنْضُبُ، وَأَنَّ بَدَائِلَهُ مُتَوَفِّرَةٌ، وَلَمْ يَعُد الْعَالَمُ بِحَاجَةٍ لَهُ، مُحَاوَلَة لِإِصَابَةِ سُكَّانِ بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ بِالقَلَقِ، بِأَنَّ مَاهُمْ فِيْهِ مِنْ نَعِيْمٍ سَيَزُوْلُ، وَمَا عَلِمُوا بِأَنَّنَا عَلَى يَقِيْنٍ قال الله تعالى ( إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ) وقال تعالي (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ).
وَعَلَى هَذَا سَارَتِ الْمَجَلَّةُ عَلَى نَهْجِهَا مُنْذُ تَأْسِيسِهَا، وَكَأَنَّ رَخَاءَ ؛وَأَمْنَ وَوِحْدَةَ صَفِّ الْمَمْلَكَةِ، وَحُسْنُ العَلاقَةَ بَيْنَ الرَّاعِي وَالْرَّعِيَةَ هَمٌّ يُقْلِقُهُمْ، فَهَلْ يَفْرَحُ عَاقِلٌ وَمن فِي قَلْبِهِ ذَرَّةُ من. إِيمَانٍ أَنَّ رَخَاءَ الْمَمْلَكَةِ وَدَوْل الْخَلِيجِ أَمْرٌ يُسْعِدُ كُلَّ مُسْلِمٍ صادق ؛وَلَقَدْ ظَهَرَتْ حَقِيقَةُ هَذِهِ التنظيم فِي أَزْمَةِ الْخَلِيجِ؛ حَيْثُ وَقَفُوا وَقْفَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَعَ الْعَدُوِّ الْغَاشِمِ الَّذِي عَاثَ فِي الْكُوَيْتِ فَسَادًا، وَكَانَ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْ دُخُولِ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ كفانا شَرَّهُ، فَأَزْعَجَهُمْ عَدَمُ قُدْرَتِهِ عَلَى دُخُولِ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ حَرَسَهَا الله، مَعَ أَنَّ الغُزَاةُ المُفْسِدِيْنَ يَنْتَمُونَ إِلَى حِزْبٍ قَوْمِيٍّ وَمَنْهَجٌ شِرْكِّي لَيْسَتْ لَهُ عَلَاقَةٌ بِالْإِسْلَامِ، وَكَيْفَ يُحَاربُ مُسْلِمٌ بِلَادَ الْتَّوْحِيْدِ وَمَهْبِطَ الْوَحي، وَبِلَادُ الحَرَمَيْنِ ، فَلَا يُحَارِبُهَا إِلَّا عَدُوَّاً لِلْدِّيْنِ ؛وَمَعْ ذَلِكَ فَرِحُوا بِهِ، طَالَمَا كان الْمُتَضَرِّرُ مِنْ هَذَا العُدْوَانِ الْمَمْلَكَةُ الْعَرَبِيَّةُ السُّعُودِيَّةُ فَلَا ضَيْرَ عِندَهُمْ ،وَأَقْلَقَهُمْ غَايَةَ الْقَلَقِ، وَصَدَمَهُمْ غَايَةَ الصَّدْمَةِ الْقَرَارَاتُ الْعَاجِلَةُ الَّتِي اتَّخَذَتْهَا الْمَمْلَكَةُ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ لِصَدِّ الْعُدْوَانِ، فَجُنَّ جُنُونُهُمْ، وَحَرَّكُوا أَتْبَاعَهُمْ لِشَقِّ الصَّفِّ فِي أَثْنَاءِ الْمِحْنَةِ، وَأَيَّامَ الْأَزْمَةِ، فَقَامُوا بِالتَّأْلِيبِ عَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ، وَثَارُوا عَلَى قَرَارِ هَيْئَةِ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ بِجَوَازِ الِاسْتِعَانَةِ بِالْقُوَّاتِ الْأَجْنَبِيَّةِ لِقَمْعِ هَذَا الْبَعْثِيِّ وَمَنْ مَعَهُ، وَقالوا بِأَنَّهَا اسْتِعَانَةٌ بِالْكُفَّارِ، وَكَأَنَّ حِزْبَ الْبَعْثِ يَقُودُهُ الصَّحَابَةُ الْكِرَامُ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ الْهَيْئَةَ تَضُمُّ كِبَارَ الْعُلَمَاءِ كالْإِمَامَ الْعَلَّامَةَ ابْنَ بَازٍ، وَابْنَ عُثَيْمِينَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ، وَبَقِيَّةَ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ لَا يُشَكُّ فِي دِينِهِمْ، وَلَا يُشَكُّ فِي عِلْمِهِمْ، وَلَا فِي غَيْرَتِهِمْ عَلَى دِينِ اللَّهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جَبَلٌ فِي الْعِلْمِ، أَيَشُكُّ أَحَدٌ وَفِي قَلْبِهِ ذَرَّةُ من إِيمَانٍ فِي هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ الْكِبَارِ، وَبَقِيَّةِ اللَّجْنَةِ؛ كَالْعَلَّامَةِ الْفَوْزَانِ وَابْنِ غَدْيَانَ وَالْعَفِيفِيِّ وَآلِ الشَّيْخِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ عُرِفُوا بِالْغَيْرَةِ على دين الله، فَكَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَقِفُوا مَعَ وُلَاةِ أَمْرِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ صَفًّا وَاحِدًا، وَمَنْ عَاشَ تِلْكَ الْحِقْبَةَ أَدْرَكَ وَعَرَفَ تِلْكَ الْأَزْمَةَ، وَانْجَلَتْ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ الْغُمَّةُ، وَظَهَرَ بُعْدُ نَظَرِ ووُلَاةِ الْأَمْرِ، وكِبَارِ الْعُلَمَاءِ، وَظَهَرَتِ النَّتَائِجُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي تَحَقَّقَتْ بِفَضْلِ اللَّهِ، فَحَمَى اللَّهُ الْمَمْلَكَةَ مِنْ شَرِّهِمْ، وَزَادَهَا مِنْ نَعِيمِهِ، وَوَاسِعِ فَضْلِهِ، وَعَاشَتِ الْبِلَادُ فِي رَخَاءٍ وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، بفضل الله:وَعَادَ لِلْكُوَيْتِ أَمْنُهَا وَأَمَانُهَا وَاسْتِقْرَارُهَا وَرَخَاءُ أَهْلِهَا، وَلَمْ يَتَحَقَّقْ شئ مَا بَشَّرُوا بِهِ، وَمَا خَوَّفُوا النَّاسَ بِهِ، فَهَلْ تشكون أَنَّ هَذِهِ الْفِرْقَةَ وْ هَذَا التَّنْظِيمَ لَا يَسْعَى إِلَّا لِتَحْقِيقِ مَصَالِحِ التَّنْظِيمِ؟
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
---------------------------------------
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أمَّا بَعْدُ...
عباد الله؛لَقَدْ وَقَفَ هَذَا التَّنْظِيمُ أَمَامَ فَتَاوَى كِبَارِ عُلَمَاءِ الْمَمْلَكَةِ مَوْقِفَ الْمُتَرَبِّصِ، وَحَاوَلَ إِنْقَاصَ قَدْرِهِمْ؛ بِزَعْمِ أَنَّهُمْ عُلَمَاءُ لَا يَفْهَمُونَ الْوَاقِعَ، وَظَهَرَ جَلِيًّا مَنِ الَّذِي يَعْرِفُ الْوَاقِعَ.
عباد الله :أَنَّ عَلَى الْأُمَّةِ أَنْ تَكُونَ عَلَى حَذَرٍ مِنْ هَذِ التنظيم وغيره من الاحزاب والتَّنْظِيمَاتِ، السرية والعلنية ؛وَأَلَّا تَنْخَدِعَ بِهَا، وَأَلَّا تُصَدِّقَهَا، وَأَنْ تَكُونَ مَعَ وُلَاةِ أَمْرِهَا صَفًّا وَاحِدًا، وَأَلَّا تَسْتَجِيبَ لِهَذِهِ الْأَحْزَابِ الَّتِي لَا يَفْرَحُ بِهَا إِلَّا مَنْ أَرَّقَهُ الْأَمْنُ وَأَزْعَجَهُ، الرَّخَاءُ الَّذِي تَعِيشُهُ بِلَادُنَا، أَلَا فَكُونُوا صَفًّا وَاحِدًا مَعَ وُلَاةِ أَمْرِنَا وَكِبَارِ عُلَمَائِنَا، وَعَلَيْنَا أَنْ نَظَلَّ عَلَى حَذَرٍ، وَأَلَّا نَسْتَجِيبَ لِأَيِّ تَنْظِيمٍ مَهْمَا تَغَيَّرَ اسْمُهُ أَوْ رَسْمُهُ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْأُمُورُ مَحَلَّ تَجَارِبَ؛فَالْعِبْرَةُ بِالمَعَانِي وَالْمَقَاصِدِ، لَا بِالأَلْفَاظِ وَالمَبَانِي.
عِبَادَ الله؛ إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ وَسَائِلِ مَعْرِفَةِ أَصْحَابِ هَذَا التَّنْظِيمِ: أَنَّكَ لا تَجِدُهُمْ يَذْكُرُونَ لِبِلَادِنَا حَسَنَاتٍ، وَلَا لِوَلَاةِ أَمْرِنَا مَزَايَا،وَالْعَجِيْبُ أنَّهُمْ لَوْ عَثَرُوا عَلَى حَسَنَةٍ وَاحِدَةٍ لِحَاكِمٍ مِنْ غَيْرِ حُكَامِنَا، مِمَّن يَتَّفِقُونَ مَعَهُمْ فِي المَنْهَجِ لَضُخِمَت، وَجَعَلُوهَا حَدِيْثُ السَّاعَةِ، فَالمِيْزَانُ عِنْدَهُم مُخْتَلِفٌ بِالتَعَامُلِ مَعَ الحَاكِمِ.
وَمِنْ عَلَامَاتِهِم: أَنَّهُمْ يَفْرَحُونَ بِأَيِّ ضَرَرٍ يَحْدثُ فِي بِلَادِنَا؛ لِأَنَّهَا بِكُلِّ وُضُوحٍ عَدُّوُهَا الأَوَلُّ. حَمَانَا اللهُ وَكَفَانَا شَرَّ كُلَّ مَنْ بِهِ شَر، وَوَفَقَنَا السُّنَّةِ، وَجَنَبَنَا البِدْعَةِ.
اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا؛ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ؛ وَنَسْأَلُهُ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.
الْخُطْبَةُ الْأُولَى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا. أمَّا بَعْدُ ...
عِبَادَ اللَّهِ، أَمَرَنَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالْوَحْدَةِ وَنَهَانَا عَنْ التَّنَازُعِ قَالَ تَعَالَى: "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
وَقَالَ تَعَالَى: "وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا " وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ»قِيلَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ:«الْجَمَاعَةُ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ بِسَنَدٍ صَحِيح
عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّةَ الْإِسْلَامِ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ لَا تَجْمَعُهَا أَحْزَابٌ، وَلَا تُفَرِّقُهَا جَمَاعَاتٌ، فَالْأَحْزَابُ وَالْجَمَاعَاتُ يَكُونُ وَلَاؤُهَا وَبِرَاؤُهَا وَانْتِمَاؤُهَا لِجَمَاعَتِهَا، وَلَا يُمْكِنُ بِأَيِّ حَالٍ مِنْ الْأَحْوَالِ أَنْ تُقَدِّمَ الْمَصْلَحَةَ الْعَامَّةَ عَلَى الْخَاصَّةِ، فَوَلَاءَاتُ الْجَمَاعَةِ وَانْتِمَاءَاتُهَا بَعْضُهَا لِبَعْضٍ، فَالْجَمَاعَاتُ وَالْأَحْزَابُ تَقْلِيدٌ غَرْبِيٌّ لَمْ تَعْرِفْهُ أُمَّةُ الْإِسْلَامِ فِي مِثْلِ هَذَا التَّنْظِيمِ إِلَّا فِي الْقَرْنِ الْمَاضِي، فَأَوَّلُ تَأْسِيسٍ لِهَذِهِ الْجَمَاعَاتِ لَا يَبْلُغُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعِينَ عَامًا، فَهَلْ كَانَتِ الْأُمَّةُ فِي ضَيَاعٍ حَتَّى أُنْشِئَتْ هَذِهِ الْجَمَاعَاتُ؟! فَجَمَاعَةُ الْإِسْلَامِ وَاحِدَةٌ، وَكَلِمَتُهَا وَاحِدَةٌ، وَوَلَاؤُهَا وَاحِدٌ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا، وَحُبُّهَا لِلَّهِ، وَأَمَّا الْجَمَاعَاتُ فَانْتِمَاؤُهَا لِلْحِزْبِ وَوَلَاؤُهَا لِلْحِزْبِ، وَاتَّفَقَتْ جَمِيعُ الْجَمَاعَاتِ اتِّفَاقًا ضِمْنِيًّا عَلَى مُخَالَفَةِ مَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي وُجُوبِ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَهَذِهِ الْجَمَاعَاتُ لَا تَرْعَوِي وَلَا تَتَرَدَّدُ فِي نَزْعِ يَدٍ مِنْ طَاعَةٍ، فَهِيَ أَحْزَابٌ سِيَاسِيَّةٌ، وَجَمَاعَاتٌ سِيَاسِيَّةٌ، وَأَهْدَافُهَا سِيَاسِيَّةٌ، وَطُمُوحُهَا الْكَرَاسِيُّ ،وَتَوَلِّي عَرْشِ الْقِيَادَةِ، لَا يَهُمُّهَا ضَحَايَا يَبْذُلُونَ دِمَاءَهُمْ مِنْ أَجْلِهِمْ، وَهَذِهِ الْجَمَاعَاتُ تَتَّخِذُ بِلَادَ الْغَرْبِ وَكْرًا لَهَا وَمَأْوًى تَصُوغُ مِنْ خِلَالِهَا اهدافها ، وَتَفْرَحُ بِأَيِّ خُرُوجٍ عَلَى الْحَاكِمِ، وَأَيِّ تَظَاهُرَةٍ عَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ، وَتَدْعَمُهَا بِكُلِّ مَا أُوتِيَتْ مِنْ مَالٍ وَجَاهٍ لِتَصْعَدَ مِنْ خِلَالِهَا إِلَى مَآرِبِهَا، وَتَحْقِيقِ أَهْدَافِهَا، فَهِيَ تَتَبَنَّى الْمُطاهرات وَالِاعْتِصَامَاتِ، وَخَلْخَلَةَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَقَدْ رَأَيْنَا نِتَاجَ هَذَا الْخَرِيفِ الْعَرَبِيِّ الَّذِي فَرِحُوا بِهِ، وَشَرَّقُوا وَغَرَّبُوا حَتَّى رَأْينَا الدِّمَاءَ سَالَتْ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ، وَمَا زَالَتْ أَنْهَارُ الدِّمَاءِ وَخَلْخَلَةُ الْأَمْنِ وَافْتِقَادُ الامان وَالتَّدَهْوُرُ الِاقْتِصَادِيّ والصِّحِّيُّ وَالتَّفَرُّقُ وَالتَّشَرْذُمُ وَتَشَتُّتُ الْأُسَرِ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ الَّتِي طهرت فِيهَا الْفِتَنَ وَشَجَّعُوهَا، وَكَانُوا فِي الْبِدَايَةِ يُظْهِرُونَ لِلنَّاسِ أَنَّ النَّتِيجَةَ ستَتَحَقَّقَ خِلَالَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ أَعْلَنُوا أَنَّ قُدْوَتَهُمُ الْحَرَكَةُ الْفَرَنْسِيَّةُ الَّتِي آتَتْ -كَمَا يَقُولُونَ- نِتَاجَهَا بَعْدَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ، وَهَا نَحْنُ نَرَى بَعْدَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ مَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ؟ عَشَرَاتُ من المَلَايِينِ الْمُشَرَّدِينَ مِنْ تِلْكَ الْبِلَادِ، وَحُرُوبٌ طَاحِنَةٌ بَيْنَ ابناء تِلْكَ الْبِلَادِ، وَقَتْلٌ وَدَمَارٌ، وَمَا تَلْقَى رَجُلًا مِنْ تِلْكَ الْبُلْدَانِ إِلَّا وَهُوَ يُقْسِمَ أَنَّ وَاقِعَهُمْ كَانَ أَفْضَلَ قَبْلَ الثَّوْرَاتِ وَلَيْسَ بَعْدَ الثَّوْرَاتِ وَكَانُوا أَحْسَنَ حال من واقعهم الحالي بِمَا لَا مَجَالَ لِلْمُقَارَنَةِ وَلَقَدْ رَأَوُا الْوَيْلَ وَالثُّبُورَ.
وَقَدْ رَأَيْنَا مَا حَلَّ بِالْيَمَنِ فِي هَذِهِ الثَّوْرَاتِ وَمَا زَالَتِ الْمَمْلَكَةُ الْعَرَبِيَّةُ السُّعُودِيَّةُ ومن معها من دول التحالف بِدَعْمِهَا لِلشَّرْعِيَّةِ فِي الْيَمَنِ تَبْذُلُ جُهُودًا عَظِيمَةً إِلَى إِعَادَةِ الْيَمَنِ إِلَى سَابِقِ عَهْدِهِ ليعيش أهله بِأَمْنٍ وَأَمَانٍ وَوَحْدَةِ صَفٍّ، وَرَأَيْنَا مَا حَلَّ فِي لِيبْيَا وَتُونُسَ وَمِصْرَ وَسُورِيَا الَّتِي هُجِّرَ مِنْهَا مَا لَا يَقِلُّ عَنْ خمسةَ عشرَ مِلْيُونًا تَفَرَّقُوا فِي أَنْحَاءِ الْعَالَمِ، وَأَمَّا أَرْبَابُ هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ، وَدُعَاةُ هَذِهِ الْفِتَنِ فَيَعِيشُونَ فِي رَخَاءٍ، وَيُؤَجِّجُونَ الْفِتَنَ مِنْ بُعْدٍ، لَا يَخْشَوْنَ اللَّهَ، وَلَا يَسْتَحُونَ مِنَ النَّاسِ، فَيُشَجِّعُونَ بِكُلِّ مَا أُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ عَلَى كُلِّ مُظَاهَرَةٍ أَوْ خُرُوجٍ عَلَى الْحَاكِمِ، وَمِنْ هَذِهِ التَّنْظِيمَاتِ مَا يُسَمَّى بِالتَّنْظِيمِ السُّرُورِيِّ الَّذِيْ خَرَجَ مِنْ رَحمِ جَمَاعَة الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِيْن؛ وَهَذِهِ الْجَمَاعَاتُ مَنْهَجُهَا وَاحِدٌ؛وَصِرَاعُهَا صِرَاعُ كَرَاسِي وَمَنَاصِب، وَخَرَجَ مِنْ رحمِهَا تَنْظِيْمُ دَاعِش وَالْقَاعِدَة؛وَكُلُّ التَّنْظِيمَاتُ الَّتِي تَنْهَجُ نَهْجَهَا في الخروج على الحكام كجماعة التكفير والهجرة ؛
والتنظيم السُّرُورِيِّ،وهدف هَذَا التَّنْظِيمِ الْمُسَمَّى بِالسُّرُورِيِّ أَمْنَ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ، وَاسْتِقْرَارَهَا وَرَخَاءَهَا، ووومدك صفها فَأَسَّسَ هَذَا التَّنْظِيمُ مَجَلَّةً تُسَمَّى مَجَلَّةَ السُّنَّةِ، وَهِيَ وَرَبِّي أَبْعَدُ مَا تَكُونُ عَنِ السُّنَّةِ، وافضل لها ان تسمى بمجلة البدعة؛فَمُنْذُ عَدَدِهَا الْأَوَّلِ لَا هَمَّ لَهَا مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ سَنَةً إِلَّا القلق من أَمْنُ الْمَمْلَكَةِ وَرَخَاؤُهَا وَاسْتِقْرَارُهَا، وَتَبَنَّى هَذَا التَّنْظِيمُ تَشْوِيهَ صُورَةِ الْمَمْلَكَةِ في العَالَمِ الْإِسْلَاميِّ وَالْغَرْبِيّ،وتعيد وتكرر وتزيد على ماتذكره اذاعة لندن في تلك الحقبة،والتي كان شغلها الشاغل المملكة العربية السعودية والاساءة لها كل مَا سَنَحَت لها الفُرْصَة ، بَلْ وَكَانَ هَذَا التَّنْظِيمُ وَعَبْرَ هَذِهِ الْمَجَلَّةِ يَبُثُّ الْبَشَائِرَ لِلْعَالَمِ بِأَنَّ الْبِتْرُولَ سَيَنْضُبُ، وَأَنَّ بَدَائِلَهُ مُتَوَفِّرَةٌ، وَلَمْ يَعُد الْعَالَمُ بِحَاجَةٍ لَهُ، مُحَاوَلَة لِإِصَابَةِ سُكَّانِ بِلَادِ الْحَرَمَيْنِ بِالقَلَقِ، بِأَنَّ مَاهُمْ فِيْهِ مِنْ نَعِيْمٍ سَيَزُوْلُ، وَمَا عَلِمُوا بِأَنَّنَا عَلَى يَقِيْنٍ قال الله تعالى ( إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ) وقال تعالي (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ).
وَعَلَى هَذَا سَارَتِ الْمَجَلَّةُ عَلَى نَهْجِهَا مُنْذُ تَأْسِيسِهَا، وَكَأَنَّ رَخَاءَ ؛وَأَمْنَ وَوِحْدَةَ صَفِّ الْمَمْلَكَةِ، وَحُسْنُ العَلاقَةَ بَيْنَ الرَّاعِي وَالْرَّعِيَةَ هَمٌّ يُقْلِقُهُمْ، فَهَلْ يَفْرَحُ عَاقِلٌ وَمن فِي قَلْبِهِ ذَرَّةُ من. إِيمَانٍ أَنَّ رَخَاءَ الْمَمْلَكَةِ وَدَوْل الْخَلِيجِ أَمْرٌ يُسْعِدُ كُلَّ مُسْلِمٍ صادق ؛وَلَقَدْ ظَهَرَتْ حَقِيقَةُ هَذِهِ التنظيم فِي أَزْمَةِ الْخَلِيجِ؛ حَيْثُ وَقَفُوا وَقْفَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَعَ الْعَدُوِّ الْغَاشِمِ الَّذِي عَاثَ فِي الْكُوَيْتِ فَسَادًا، وَكَانَ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْ دُخُولِ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ كفانا شَرَّهُ، فَأَزْعَجَهُمْ عَدَمُ قُدْرَتِهِ عَلَى دُخُولِ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ حَرَسَهَا الله، مَعَ أَنَّ الغُزَاةُ المُفْسِدِيْنَ يَنْتَمُونَ إِلَى حِزْبٍ قَوْمِيٍّ وَمَنْهَجٌ شِرْكِّي لَيْسَتْ لَهُ عَلَاقَةٌ بِالْإِسْلَامِ، وَكَيْفَ يُحَاربُ مُسْلِمٌ بِلَادَ الْتَّوْحِيْدِ وَمَهْبِطَ الْوَحي، وَبِلَادُ الحَرَمَيْنِ ، فَلَا يُحَارِبُهَا إِلَّا عَدُوَّاً لِلْدِّيْنِ ؛وَمَعْ ذَلِكَ فَرِحُوا بِهِ، طَالَمَا كان الْمُتَضَرِّرُ مِنْ هَذَا العُدْوَانِ الْمَمْلَكَةُ الْعَرَبِيَّةُ السُّعُودِيَّةُ فَلَا ضَيْرَ عِندَهُمْ ،وَأَقْلَقَهُمْ غَايَةَ الْقَلَقِ، وَصَدَمَهُمْ غَايَةَ الصَّدْمَةِ الْقَرَارَاتُ الْعَاجِلَةُ الَّتِي اتَّخَذَتْهَا الْمَمْلَكَةُ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ لِصَدِّ الْعُدْوَانِ، فَجُنَّ جُنُونُهُمْ، وَحَرَّكُوا أَتْبَاعَهُمْ لِشَقِّ الصَّفِّ فِي أَثْنَاءِ الْمِحْنَةِ، وَأَيَّامَ الْأَزْمَةِ، فَقَامُوا بِالتَّأْلِيبِ عَلَى وَلِيِّ الْأَمْرِ، وَثَارُوا عَلَى قَرَارِ هَيْئَةِ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ بِجَوَازِ الِاسْتِعَانَةِ بِالْقُوَّاتِ الْأَجْنَبِيَّةِ لِقَمْعِ هَذَا الْبَعْثِيِّ وَمَنْ مَعَهُ، وَقالوا بِأَنَّهَا اسْتِعَانَةٌ بِالْكُفَّارِ، وَكَأَنَّ حِزْبَ الْبَعْثِ يَقُودُهُ الصَّحَابَةُ الْكِرَامُ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ الْهَيْئَةَ تَضُمُّ كِبَارَ الْعُلَمَاءِ كالْإِمَامَ الْعَلَّامَةَ ابْنَ بَازٍ، وَابْنَ عُثَيْمِينَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ، وَبَقِيَّةَ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ لَا يُشَكُّ فِي دِينِهِمْ، وَلَا يُشَكُّ فِي عِلْمِهِمْ، وَلَا فِي غَيْرَتِهِمْ عَلَى دِينِ اللَّهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جَبَلٌ فِي الْعِلْمِ، أَيَشُكُّ أَحَدٌ وَفِي قَلْبِهِ ذَرَّةُ من إِيمَانٍ فِي هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ الْكِبَارِ، وَبَقِيَّةِ اللَّجْنَةِ؛ كَالْعَلَّامَةِ الْفَوْزَانِ وَابْنِ غَدْيَانَ وَالْعَفِيفِيِّ وَآلِ الشَّيْخِ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ عُرِفُوا بِالْغَيْرَةِ على دين الله، فَكَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَقِفُوا مَعَ وُلَاةِ أَمْرِهِمْ وَعُلَمَائِهِمْ صَفًّا وَاحِدًا، وَمَنْ عَاشَ تِلْكَ الْحِقْبَةَ أَدْرَكَ وَعَرَفَ تِلْكَ الْأَزْمَةَ، وَانْجَلَتْ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ الْغُمَّةُ، وَظَهَرَ بُعْدُ نَظَرِ ووُلَاةِ الْأَمْرِ، وكِبَارِ الْعُلَمَاءِ، وَظَهَرَتِ النَّتَائِجُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي تَحَقَّقَتْ بِفَضْلِ اللَّهِ، فَحَمَى اللَّهُ الْمَمْلَكَةَ مِنْ شَرِّهِمْ، وَزَادَهَا مِنْ نَعِيمِهِ، وَوَاسِعِ فَضْلِهِ، وَعَاشَتِ الْبِلَادُ فِي رَخَاءٍ وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، بفضل الله:وَعَادَ لِلْكُوَيْتِ أَمْنُهَا وَأَمَانُهَا وَاسْتِقْرَارُهَا وَرَخَاءُ أَهْلِهَا، وَلَمْ يَتَحَقَّقْ شئ مَا بَشَّرُوا بِهِ، وَمَا خَوَّفُوا النَّاسَ بِهِ، فَهَلْ تشكون أَنَّ هَذِهِ الْفِرْقَةَ وْ هَذَا التَّنْظِيمَ لَا يَسْعَى إِلَّا لِتَحْقِيقِ مَصَالِحِ التَّنْظِيمِ؟
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
---------------------------------------
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أمَّا بَعْدُ...
عباد الله؛لَقَدْ وَقَفَ هَذَا التَّنْظِيمُ أَمَامَ فَتَاوَى كِبَارِ عُلَمَاءِ الْمَمْلَكَةِ مَوْقِفَ الْمُتَرَبِّصِ، وَحَاوَلَ إِنْقَاصَ قَدْرِهِمْ؛ بِزَعْمِ أَنَّهُمْ عُلَمَاءُ لَا يَفْهَمُونَ الْوَاقِعَ، وَظَهَرَ جَلِيًّا مَنِ الَّذِي يَعْرِفُ الْوَاقِعَ.
عباد الله :أَنَّ عَلَى الْأُمَّةِ أَنْ تَكُونَ عَلَى حَذَرٍ مِنْ هَذِ التنظيم وغيره من الاحزاب والتَّنْظِيمَاتِ، السرية والعلنية ؛وَأَلَّا تَنْخَدِعَ بِهَا، وَأَلَّا تُصَدِّقَهَا، وَأَنْ تَكُونَ مَعَ وُلَاةِ أَمْرِهَا صَفًّا وَاحِدًا، وَأَلَّا تَسْتَجِيبَ لِهَذِهِ الْأَحْزَابِ الَّتِي لَا يَفْرَحُ بِهَا إِلَّا مَنْ أَرَّقَهُ الْأَمْنُ وَأَزْعَجَهُ، الرَّخَاءُ الَّذِي تَعِيشُهُ بِلَادُنَا، أَلَا فَكُونُوا صَفًّا وَاحِدًا مَعَ وُلَاةِ أَمْرِنَا وَكِبَارِ عُلَمَائِنَا، وَعَلَيْنَا أَنْ نَظَلَّ عَلَى حَذَرٍ، وَأَلَّا نَسْتَجِيبَ لِأَيِّ تَنْظِيمٍ مَهْمَا تَغَيَّرَ اسْمُهُ أَوْ رَسْمُهُ، وَلَيْسَتْ هَذِهِ الْأُمُورُ مَحَلَّ تَجَارِبَ؛فَالْعِبْرَةُ بِالمَعَانِي وَالْمَقَاصِدِ، لَا بِالأَلْفَاظِ وَالمَبَانِي.
عِبَادَ الله؛ إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ وَسَائِلِ مَعْرِفَةِ أَصْحَابِ هَذَا التَّنْظِيمِ: أَنَّكَ لا تَجِدُهُمْ يَذْكُرُونَ لِبِلَادِنَا حَسَنَاتٍ، وَلَا لِوَلَاةِ أَمْرِنَا مَزَايَا،وَالْعَجِيْبُ أنَّهُمْ لَوْ عَثَرُوا عَلَى حَسَنَةٍ وَاحِدَةٍ لِحَاكِمٍ مِنْ غَيْرِ حُكَامِنَا، مِمَّن يَتَّفِقُونَ مَعَهُمْ فِي المَنْهَجِ لَضُخِمَت، وَجَعَلُوهَا حَدِيْثُ السَّاعَةِ، فَالمِيْزَانُ عِنْدَهُم مُخْتَلِفٌ بِالتَعَامُلِ مَعَ الحَاكِمِ.
وَمِنْ عَلَامَاتِهِم: أَنَّهُمْ يَفْرَحُونَ بِأَيِّ ضَرَرٍ يَحْدثُ فِي بِلَادِنَا؛ لِأَنَّهَا بِكُلِّ وُضُوحٍ عَدُّوُهَا الأَوَلُّ. حَمَانَا اللهُ وَكَفَانَا شَرَّ كُلَّ مَنْ بِهِ شَر، وَوَفَقَنَا السُّنَّةِ، وَجَنَبَنَا البِدْعَةِ.
اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا؛ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ؛ وَنَسْأَلُهُ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.
المرفقات
1634852171_خطبة الجمعة بعنوان التنظيم السروري.docx
1634852181_خطبة الجمعة بعنوان التنظيم السروري.pdf
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق