التنافس في الخير-27-5-1438ه-محمد العريفي-الملتقى-بتصرف
محمد بن سامر
1438/05/27 - 2017/02/24 04:41AM
[align=justify]أما بعد: ففي يوم من الأيام أتى الفقراء إلى رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-يشكون إليه الأغنياء، لماذا يشتكي الفقراء من الأغنياء؟
هل ظلموهم حقوقهم؟، هل قصّروا في الإحسان إليهم؟، هل منعوهم صدقاتهم؟، كل ذلك لم يحدث، إذن ما هي شكاتهم؟، وما خبرهم مع الأغنياء، حتى أصبح في نفوسهم هم وغم؟.
استمع إلى الشكاة، فإنها عجب من العجب، قالوا: "يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجور والدرجات العلى، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولكن لهم فضول أموال ليست لنا، فيتصدقون ولا نتصدق، ويجاهدون بأموالهم ولا نجاهد، يا رسول الله: سبَقَنَا الأغنياءُ وقعدنا...".
هذا هو الهمّ، وهذه هي الشكـاية، لم تحترق قلوبهم ولم يهتموّا لأن بيوت الأغنياء أعلى من بيوتهم، ولا لأن مطاعمهم ألذُّ من مطاعمهم، ولا لأن مراكبهم أحسنُ من مراكبهم، ولكن اهتمّوا واغتموا لما رأوهم سبقوهم إلى الخير.
واستقبل النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-هذه الشِكاةَ واحتفى بها، فقال: "ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه أدركتم به من سبقكم؟ قالوا: بلي يا رسول الله، فقال: "تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين"
وفرح الفقراء بهذه الهبة فكانوا إليها مسارعين، وقاموا إليها مبادرين، وتلفت الأغنياء إلى الفقراء، فرأوهم يذكرون الله مسبحين حامدين مكبرين، فسارعوا إلى هذا الذكر فذكروه، ونظر الفقراء فإذا الأغنياء قد سابقوهم في هذه الطاعة، فرجعوا إلى رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول الله، سمع إخواننا بما قلت لنا ففعلوا كما نفعل، فقال لهم: "ذلك فضل يؤتيه من يشاء".
إن هؤلاء الأغنياء ليسوا قاعدين عن المسابقة، إنهم لم تلههم أموالهم ولا غناهم عن المسارعة إلى الخير، ولم يشعروا في يوم من الأيام أنهم في غنى عن التقرب إلى الله،
لقد صدق قوله-تعالى-فيهم-: [إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين].
لقد كان همهم متوجها إلى القربات والطاعات، فهناك كان السباق والمنافسة، [وفي ذلك فليتنافس المتنافسون].
لم تكن هممهم ترضى بالدون، ولم تكن نفوسهم تقنع باليسير من الطاعة.
مر رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-بدار أبي بكر وعمر في الليل، ثم خرج معهما إلى المسجد، فلما دخلوه فإذا عبدُ الله بنُ مسعود قائمٌ يرتل القرآن، فوقف النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-يستمع إلى قراءته، فلما فرغ من قراءته، قال-صلى الله عليه وآله وسلم-: "من أحب أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد"، يعني ابنَ مسعود-رضي الله عنه-، ثم يرفع ابنُ مسعود يديه إلى السماء، يدعو الله، فلما سمعه رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "سل تعطه، سل تعطه، سل تعطه".
ثم خرج أبو بكر وعمر-رضي الله عنهما-ورسولُ الله-صلى الله عليه وآله وسلم-ورجع كلّ منهم إلى داره، فأوى عمر-رضي الله عنه-إلى فراشه وهو يقول: "لأبكرّن الغداة إلى ابن مسعود فأبشره بمكان رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-منه، وما قال فيه وله".
لقد أدرك عمر أن تبشير المسلم طاعة لا ينبغي أن تفوته، وفي الفجر بكّر عمر إلى ابن مسعود ليبشره، فقال له ابنُ مسعود: "أما إن أبا بكر قد سبقك إلي فبشرني".
وهذه صفحة أخرى مضيئة، يقصها عمر-رضي الله عنه- فيقول: "أمر الرســول-صلى الله عليه وآله وسلم-المسلمين بالصدقة، وكان عندي سعة من المال، فقلت: اليومَ أَسبِقُ أبا بكر، فذهبت فجئت بنصف مالي، فدفعته إلى رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-فقال: "ما أبقيت لأهلك يا عمر؟، فقلت: أبقيت لهم مثلَه".
لقد كانت مسابقةُ أبي بكر في الخير همًّا في نفس عمر، طالما شمّر إليه، وثابر عليه، فلما آتاه الله هذه الفرصـــة، أخذ من ماله للصدقة فأجزل، ودفع فأوسع، وهان عليه مالُه حتى أنفق نصفَه في سبيل الله.
ثم أتى أبو بكر-رضي الله عنه-بمالٍ كثير ودفعه إلى رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-وعمر واقف مكانه، يرى العطاء ويسمع الحوار، وسأل النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-أبا بكر فقال: "يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟، قال: "أبقيت لهم الله ورسوله، أما المال فقد أتيت به كله".
أتى بمالِه الحاضرِ الموجودِ كلِه، لأنه يقرأ قوله-تعالى-: [سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض...]، فما كان من عمرَ-رضي الله عنه-إلا أن قال :"لا جرَم، لا سابقت أبا بكر أبدًا".
ثم انظر إلى صورة ثالثة من صور التنافس الرائع في معركة أحد، يوم يعرض رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-سيفه صلتا ويقول: "من يأخذ هذا السيف؟"، فتتطاول الأعناق، وتمتدّ الأكفّ، ويتسابق أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-إلى ماذا؟، إنهم يسابقون إلى الموت أن يذوقوه، وإلى الروح أن يبذلوها، ثم يقول-صلى الله عليه وآله وسلم-:"من يأخذ هذا السيف بحقِه، وحقُه أن يضرب به في الكفار حتى ينحني؟"، فأخذه أبو دجانة-رضي الله عنه-بطلُ الأنصار، فقاتل به الكفار، وقام بحقه، فضربهم به حتى انحنى السيف.
لقد كان ذلك الجيل ينظر إلى فرص الخير على أنها فرصة تسنح وسرعان ما تُغلق، ونفحاتٌ تهبّ، ثم ما أسرع أن تتعدى الكُسالى أصحابَ الهممِ الضعيفةِ.
ومن صور تنافس الصحابة في الخير: أن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-ذكر يوما أن من أمته سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقام عُكَاشَةُ بنُ مِحصن-رضي الله عنه-مسرعًا يبادر الموقف والفرصة قبل أن تفوت، يقول: "يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: "أنت منهم"، ففاز بها عكاشة، ثمّ أَغلق الباب على من بعده، قائلا لمن بعده: "سبقك بها عكاشة".
[وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين].
أستغفر الله لي ولكم وللسلمين.
لم يكن أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-يسارعون إلى الطاعات، ويتسابقون إلى القربات، لينالوا رتبا عسكرية، أو يمنحوا ترقيات وظيفية.
لم يكونوا يتسابقون ليعلقوا على رقابهم ميدالياتٍ ذهبيةً، أو فضيةً، وإنما الأمر كما قال ربنا: [وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض].
ذلك الجيل هو الذي صنع المستحيلات، لأنه كان يعيش حالة سباق في الإنفاق، في الجهاد، في الدعوة، في طلب العلم، في الإحسان إلى الناس، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في الصيام، في قيام الليل، في جميع أبواب الخير، وكان أحدهم يدافع عبرته تَحسُّرًا إذا سُبِق إلى طاعة من الطاعات.
وما قعد بكثير من الناس اليوم إلا أنهم تصوّروا أن هذه الأبوابَ من الخير أحمالًا ثقيلة، يوّد كل منهم لو أن غيره كفاه، وأراحه مؤونة حمله.
أخي الكريم: إن كنت ترى نفسَك لا تسرُ إلى مسابقة الأخيار إلى الخير، وإذا رأيت نفسك لا تبالي بفوات شيءٍ من الخير، وإذا رأيت نفسك لا تبالي أن يفوتك يوم لم تصلّ الضحى أو الوتر، أو تتلو شيئا من القرآن، فحريٌ بك أن تراجعَ نفسك، وتبحث في ماضيك عن ذنب أو معصية فربما كانت هي سببُ كسلِك وقعودِ همّتك، وتذكر أولئك الذين كره الله انبعاثهم فماذا فعل بهم ؟! [ثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين]، وإذا رأيت الرجل ينافسك في أمر الدنيا فنافسه أنت في أمر الآخرة.
[/align]
هل ظلموهم حقوقهم؟، هل قصّروا في الإحسان إليهم؟، هل منعوهم صدقاتهم؟، كل ذلك لم يحدث، إذن ما هي شكاتهم؟، وما خبرهم مع الأغنياء، حتى أصبح في نفوسهم هم وغم؟.
استمع إلى الشكاة، فإنها عجب من العجب، قالوا: "يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجور والدرجات العلى، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولكن لهم فضول أموال ليست لنا، فيتصدقون ولا نتصدق، ويجاهدون بأموالهم ولا نجاهد، يا رسول الله: سبَقَنَا الأغنياءُ وقعدنا...".
هذا هو الهمّ، وهذه هي الشكـاية، لم تحترق قلوبهم ولم يهتموّا لأن بيوت الأغنياء أعلى من بيوتهم، ولا لأن مطاعمهم ألذُّ من مطاعمهم، ولا لأن مراكبهم أحسنُ من مراكبهم، ولكن اهتمّوا واغتموا لما رأوهم سبقوهم إلى الخير.
واستقبل النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-هذه الشِكاةَ واحتفى بها، فقال: "ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه أدركتم به من سبقكم؟ قالوا: بلي يا رسول الله، فقال: "تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين"
وفرح الفقراء بهذه الهبة فكانوا إليها مسارعين، وقاموا إليها مبادرين، وتلفت الأغنياء إلى الفقراء، فرأوهم يذكرون الله مسبحين حامدين مكبرين، فسارعوا إلى هذا الذكر فذكروه، ونظر الفقراء فإذا الأغنياء قد سابقوهم في هذه الطاعة، فرجعوا إلى رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول الله، سمع إخواننا بما قلت لنا ففعلوا كما نفعل، فقال لهم: "ذلك فضل يؤتيه من يشاء".
إن هؤلاء الأغنياء ليسوا قاعدين عن المسابقة، إنهم لم تلههم أموالهم ولا غناهم عن المسارعة إلى الخير، ولم يشعروا في يوم من الأيام أنهم في غنى عن التقرب إلى الله،
لقد صدق قوله-تعالى-فيهم-: [إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين].
لقد كان همهم متوجها إلى القربات والطاعات، فهناك كان السباق والمنافسة، [وفي ذلك فليتنافس المتنافسون].
لم تكن هممهم ترضى بالدون، ولم تكن نفوسهم تقنع باليسير من الطاعة.
مر رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-بدار أبي بكر وعمر في الليل، ثم خرج معهما إلى المسجد، فلما دخلوه فإذا عبدُ الله بنُ مسعود قائمٌ يرتل القرآن، فوقف النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-يستمع إلى قراءته، فلما فرغ من قراءته، قال-صلى الله عليه وآله وسلم-: "من أحب أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أمّ عبد"، يعني ابنَ مسعود-رضي الله عنه-، ثم يرفع ابنُ مسعود يديه إلى السماء، يدعو الله، فلما سمعه رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "سل تعطه، سل تعطه، سل تعطه".
ثم خرج أبو بكر وعمر-رضي الله عنهما-ورسولُ الله-صلى الله عليه وآله وسلم-ورجع كلّ منهم إلى داره، فأوى عمر-رضي الله عنه-إلى فراشه وهو يقول: "لأبكرّن الغداة إلى ابن مسعود فأبشره بمكان رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-منه، وما قال فيه وله".
لقد أدرك عمر أن تبشير المسلم طاعة لا ينبغي أن تفوته، وفي الفجر بكّر عمر إلى ابن مسعود ليبشره، فقال له ابنُ مسعود: "أما إن أبا بكر قد سبقك إلي فبشرني".
وهذه صفحة أخرى مضيئة، يقصها عمر-رضي الله عنه- فيقول: "أمر الرســول-صلى الله عليه وآله وسلم-المسلمين بالصدقة، وكان عندي سعة من المال، فقلت: اليومَ أَسبِقُ أبا بكر، فذهبت فجئت بنصف مالي، فدفعته إلى رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-فقال: "ما أبقيت لأهلك يا عمر؟، فقلت: أبقيت لهم مثلَه".
لقد كانت مسابقةُ أبي بكر في الخير همًّا في نفس عمر، طالما شمّر إليه، وثابر عليه، فلما آتاه الله هذه الفرصـــة، أخذ من ماله للصدقة فأجزل، ودفع فأوسع، وهان عليه مالُه حتى أنفق نصفَه في سبيل الله.
ثم أتى أبو بكر-رضي الله عنه-بمالٍ كثير ودفعه إلى رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-وعمر واقف مكانه، يرى العطاء ويسمع الحوار، وسأل النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-أبا بكر فقال: "يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟، قال: "أبقيت لهم الله ورسوله، أما المال فقد أتيت به كله".
أتى بمالِه الحاضرِ الموجودِ كلِه، لأنه يقرأ قوله-تعالى-: [سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض...]، فما كان من عمرَ-رضي الله عنه-إلا أن قال :"لا جرَم، لا سابقت أبا بكر أبدًا".
ثم انظر إلى صورة ثالثة من صور التنافس الرائع في معركة أحد، يوم يعرض رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-سيفه صلتا ويقول: "من يأخذ هذا السيف؟"، فتتطاول الأعناق، وتمتدّ الأكفّ، ويتسابق أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-إلى ماذا؟، إنهم يسابقون إلى الموت أن يذوقوه، وإلى الروح أن يبذلوها، ثم يقول-صلى الله عليه وآله وسلم-:"من يأخذ هذا السيف بحقِه، وحقُه أن يضرب به في الكفار حتى ينحني؟"، فأخذه أبو دجانة-رضي الله عنه-بطلُ الأنصار، فقاتل به الكفار، وقام بحقه، فضربهم به حتى انحنى السيف.
لقد كان ذلك الجيل ينظر إلى فرص الخير على أنها فرصة تسنح وسرعان ما تُغلق، ونفحاتٌ تهبّ، ثم ما أسرع أن تتعدى الكُسالى أصحابَ الهممِ الضعيفةِ.
ومن صور تنافس الصحابة في الخير: أن رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-ذكر يوما أن من أمته سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقام عُكَاشَةُ بنُ مِحصن-رضي الله عنه-مسرعًا يبادر الموقف والفرصة قبل أن تفوت، يقول: "يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: "أنت منهم"، ففاز بها عكاشة، ثمّ أَغلق الباب على من بعده، قائلا لمن بعده: "سبقك بها عكاشة".
[وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين].
أستغفر الله لي ولكم وللسلمين.
الخطبة الثانية
لم يكونوا يتسابقون ليعلقوا على رقابهم ميدالياتٍ ذهبيةً، أو فضيةً، وإنما الأمر كما قال ربنا: [وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض].
ذلك الجيل هو الذي صنع المستحيلات، لأنه كان يعيش حالة سباق في الإنفاق، في الجهاد، في الدعوة، في طلب العلم، في الإحسان إلى الناس، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في الصيام، في قيام الليل، في جميع أبواب الخير، وكان أحدهم يدافع عبرته تَحسُّرًا إذا سُبِق إلى طاعة من الطاعات.
وما قعد بكثير من الناس اليوم إلا أنهم تصوّروا أن هذه الأبوابَ من الخير أحمالًا ثقيلة، يوّد كل منهم لو أن غيره كفاه، وأراحه مؤونة حمله.
أخي الكريم: إن كنت ترى نفسَك لا تسرُ إلى مسابقة الأخيار إلى الخير، وإذا رأيت نفسك لا تبالي بفوات شيءٍ من الخير، وإذا رأيت نفسك لا تبالي أن يفوتك يوم لم تصلّ الضحى أو الوتر، أو تتلو شيئا من القرآن، فحريٌ بك أن تراجعَ نفسك، وتبحث في ماضيك عن ذنب أو معصية فربما كانت هي سببُ كسلِك وقعودِ همّتك، وتذكر أولئك الذين كره الله انبعاثهم فماذا فعل بهم ؟! [ثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين]، وإذا رأيت الرجل ينافسك في أمر الدنيا فنافسه أنت في أمر الآخرة.
[/align]
المرفقات
التنافس في الخير-27-5-1438ه-محمد العريفي-الملتقى-بتصرف.docx
التنافس في الخير-27-5-1438ه-محمد العريفي-الملتقى-بتصرف.docx