التفاؤل والتشاؤم-21-1-1436هـ-صالح بن حميد-الملتقى-بتصرف
محمد بن سامر
1436/01/20 - 2014/11/13 21:16PM
[font="][align=justify][font="]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا-أما بعد:[/font]
[font="] فيا أيها الإخوة: قد يقول بعض المتأملين-أحسن الله إليهم-: إن المسلمين اليوم يعيشون مِحَنًا ورزايَا، وفتنًا وبلايا، لهم في كل أرضٍ أرملة وقتيل، وفي كل ركنٍ بكاءٌ وعَويل، وفي كل صِقعٍ مُطارَدٌ وأسير، صورٌ من الذلِّ والهوان، والفُرقة والطائفية والإقصاء، دماءٌ وأشلاء، وتسلُّطٌ من الأعداء، وكأن الناظرَ لا يرى دماءً سوى دمائِنا، ولا جراحًا سوى جراحاتِنا، زاغَت الأبصار، وبلغَت القلوبُ الحناجِر، وظنَّ ظانُّون بالله الظنُونَ.[/font]
[font="] ثم يقول هذا القائل: هل بعد هذه الأحزانِ من أفراح؟! وهل بعد هذه المضائقِ من مخارج؟! وهل وراء هذه الآلامِ من آمال؟! وهل في طيَّات هذه المِحَن من مِنَح؟! ومتى يلُوحُ نورُ الإصلاح؟![/font]
[font="] يقول المُستبشِر حَسَنُ الظن بربه: نعم، ثم نعم، وهل يكون انتظارُ الفَرَجِ إلا في الأزمات؟! وهل يُطلَبُ حسنُ الظن إلا في المُلِمَّات؟! يقول ربكم-عزَّ شأنه-في الحديث القدسي: "أنا عند ظنِّ عبدي بي فليظنَّ بي ما شاء".[/font]
[font="] والمؤمنون قال الله فيهم: [وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا]، وقال في آخرين: [وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا]، وقال-تعالى-: [وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ].[/font]
[font="] وعن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-قال: "والذي لا إله غيره؛ ما أُعطِي عبدٌ مؤمنٌ شيئًا خيرًا من حُسن الظنِّ بالله، والذي لا إله غيره؛ لا يُحسِن عبدٌ بالله-عز وجل-الظنَّ إلا أعطاه الله -عز وجل- ظنَّه؛ ذلك بأن الخير بيده".[/font]
[font="] وفي الحديث: "إذا تمنَّى أحدُكم فليستكثِر؛ فإنما يسأل ربَّه".[/font]
[font="] أحبابي الكرام: ما دامت أمتُنا شاهدةً على الأمم فهي باقيةٌ ما بقِيت الحاجةُ إلى الشهادة، وما دامت رسالتُنا هي الخاتِمة فهي باقيةٌ إلى آخر الدهر، وفي تاريخ الأمة مئاتُ العُظماء بل آلافٌ وآلاف قد وُلِدوا وسوف يُولَد أمثالُهم وأمثالُهم-بإذن الله-، وهذه سنة الله.[/font]
[font="] بل ها هي أحداث ومُستجِدَّات، ونوازِل ومُتغيِّرات تحدث أمام ناظرَيْكم مما يوَدُّه المُتابِعُ وما لا يوَدُّه، ظنَّ أصحابُها أنهم مانِعَتُهم حُصونُهم، فأتاهم الأمرُ من حيث لم يحتسِبوا، سُدَّت عليهم المخارج، وضاقَت عليهم الحِيَل، وها هي أساليبُ الاتصال، ومواقعُ التواصل، وطرقُ التعبير فَتحتْ من الأبواب، وهيَّأتْ من الأسباب-بإذن الله تعالى-مما يحسُن فهمُه وفقهُه.[/font]
[font="] إخواني: أحسِنوا الظنَّ بربكم، فكلما ازداد التحدِّي ازداد اليقين، ولا يرى الجمالَ إلا الجميل.[/font]
[/font]
[font="]والكون ليس محدودًا بما تراه عيناك، ولكن ما يراه قلبُك وفكرُك، فجفِّف دمعَك، واجبُر كسرَك، وارفع رأسَك؛ فإن النصرَ مع الصبر، وإن الفرجَ مع الكرْب، وإن مع العُسرِ يُسرًا.[/font]
[font="] مشى المُعافَى بن سليمان مع صاحبٍ له-رحمهما الله تعالى-، فالتفتَ إليه صاحبُه عابسًا مُتبرِّمًا وقال: ما أشدَّ بردَ هذا اليوم!! فقال له المُعافَى: وهل استدفأتَ الآن؟! قال: لا، قال: فماذا استفدتَ من الذم؟! لو ذكرتَ اللهَ لكان خيرًا لك.[/font]
[font="] المهزومُ من هزمَته نفسُك، ومن قال: هلكَ الناس فهو أهلكُهم، ومن أجل هذا أمرَ دينُنا بالتفاؤل، ونهانا عن التشاؤم؛ بل إن نبينا محمدًا-صلى الله عليه وآله وسلم- يحبُّ التفاؤل ويُعجِبُه الفأل، ويُعجِبُه أن يسمع: يا نجيح، ويا راشد؛ لأن التفاؤل-أسعدكم الله-كلُ ما أدخل على الإنسان سرورًا وبهجةً وانشراحًا مما يدفعُ إلى العمل، ويفتحُ أبوابَ الأمل، وتنطلِقُ معه النفوس.[/font]
[font="] يقول ابن بطَّال-رحمه الله تعالى-: "جعلَ الله من فِطَر الناس: محبةَ الكلمةِ الطيبةِ والأُنسَ بها، كما جعل فيهم الارتياحَ بالمنظر الأنيق والماء الصافي، وإن كان لا يملكه ولا يشربُه".[/font]
[font="] الإنسان يبتهِجُ بالهيئة الحسنة، والمكان الفسيح، والمنظر البهيج، الفألُ حُسن ظنٍّ بالله وتعلُّقٌ برجائه، التفاؤلُ استعانةٌ بالموجود لتحصيل المفقود، وهو تقويةٌ للعزم، وباعثٌ على الجِدّ، ومعونةٌ على الظَّفَر.[/font]
[font="] التفاؤل يقلِبُ العلقمَ زُلالا، والصحراء جنة، والحنظلَ عسلا، والدار الضيقةَ قصرًا، والقلةَ غِنًى، وهل يشعُر بسعَة الدنيا من كان حِذاؤه ضيِّقًا؟![/font]
[font="] المتفائلُ يسقطُ من أجل أن ينهض، ويُهزَم من أجل أن ينتصر، وينام من أجل أن يستيقظ، ومن جدَّ وجَد، ومن زرعَ حصَد.[/font]
[font="] المتفائلُ لا تُزعزِعُ يقينَه المصائب، ولا تفُلُّ عزيمتَه الفواجِع، ولا تُضعِفُ إيمانَه الحوادث، وفي الحديث: "إن من الناس مفاتيحَ للخير مغاليقَ للشر، وإن من الناس مفاتيحَ للشر مغاليقَ للشر، فطُوبَى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويلٌ لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه" رواه ابن ماجه-رحمه الله تعالى-.[/font]
[font="] ولهذا قيل: "قُدراتُك هي السببُ في كل ما يحدث لك، ونفسُ المرء مثل غرفته إن شاء فتح النوافذ فدخل النور والضياء والهواء العليل، وإن شاء أغلق فبقِيَ في الظلام".[/font]
[font="]وقال أهلُ الحكمة: "إن قسَمات وجه المرء انعكاسٌ لأفكاره، ومصائب الحياة تتماشى مع هِمَم الرجال صعودًا وهبوطًا، وتشيبُ الرؤوس ولا تشيبُ الهِمَم".[/font]
[font="] فاحترِم نفسك-رحمك الله-فهي أجملُ مخلوقٍ على وجه الأرض، والذين لا يُغيِّرون ما بأنفسهم لا يُغيِّرون ما حولَهم، ولهذا ترى الجميعَ يُفكِّر بتغيير العالَم، وقليلٌ منهم من يُفكِّر بتغيير نفسه، والله-سبحانه-يقول: [إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ].[/font]
[font="] أعزائي: ومن أجل مزيدٍ من الوضوح والإيضاح، ولمزيدٍ من الابتهاج والفرَح وحُسنِ الظنِّ بالله-عز وجل-والأملِ العريض للأمة، تأمَّلوا هذه المقارنات والموازنات:[/font]
[font="] المتفائل ينظرُ إلى الحل، والمتشائم ينظرُ في المشكلة، المتفائل مُجِدٌّ على الدوام، لا يعرفُ الإحباطَ والضررَ، يرى الحياةَ حقًّا له وحقًّا للآخرين، والمتشائم جلاَّدُ نفسه يرى غيرَه أسعدَ منه، ثم هو يريدُ أن يكون أسعدَ من الآخرين، وهل مثلُ هذا يُحقِّقُ السعادة؟![/font]
[font="] المتفائل يرى ضوءًا لا يراه الآخرون، والمتشائم يعمَى أن يرى الضوءَ الذي أمام ناظرَيْه، المتفائل مستفيدٌ من ماضيه، مُتحمِّسٌ لحاضره، مُستشرفٌ لمُستقبَلِه، والمتشائم أسيرٌ لماضيه، مُحبَطٌ من حاضره، هليعٌ على مُستقبَلِه.[/font]
[font="] المتفائلُ يطلُبُ المعاذير والمخارج، لسلامة طوِيَّته وانشراح صدره، والمتشائم يشتغِلُ بالعيوب ويحشُرُ نفسَه في المضائق لظُلمة باطنه.[/font]
[font="] المتشائمُ يحسَبُ كل صيحةٍ عليه، يجوعُ وهو شبعان، ويفتقِر وهو غني: [الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ].[/font]
[font="] المتشائمُ يذكُر النعَمَ المفقودة ويعمَى عن النعَم الموجودة.[/font]
[font="] هل لاحَظتُم أن التفاؤل لا يحتاج الناسُ إليه في وقت الرخاء والأمن والنعيم؛ لأن النهار لا تحتاج فيه إلى الشموع والمصابيح؛ بل إن المصباحَ لا يُضيءُ إلا في الظلام، وشمعةٌ واحدة كافيةٌ لتبديد الظلام، والفرجُ لا يكون إلا بعد الشِّدَّة، والنصرُ لا يكون إلا بعد الهزيمة، والفجرُ لا يكون إلا بعد ليلٍ مُدبِر.[/font]
[font="] سعادةُ المرء ليست في تمنِّي ما ليس عنده، ولكنها بحُسن الاستمتاع فيما عنده، والسعادة ليست محطةَ وصولٍ ولكنها مسيرةُ الحياةِ كلها، بالمال تشتري السرير، ولكنك لا تشتري النوم، وتشتري الساعة، ولكنك لا تشتري الوقت، وتشتري المنزل، ولكنك لا تشتري الراحةَ والسعادةَ.[/font]
[font="] وقتلُ البَعوض لا يُجفِّفُ المُستنقَع، وتجفيفُ المُستنقَع يُنهِي مشكلةَ البعوض، ومن لا يستطيع أن يقِف على قدمَيْه يعسُر إنقاذُه، وأخطرُ الناس من عاش بلا أمل.[/font]
[font="] كتبَ عمرُ بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما جميعًا-: "أما بعد: فإن الخيرَ كلَّه في الرضا، فإن استطعتَ أن ترضى وإلا فاصبِر" رواه البيهقي والطبراني في الكبير-رحمهما الله تعالى-.[/font]
[font="]وبعد: فيا إخواني الكرام: التفاؤل لا يُنكِر الواقع، ولا يستهينُ بالمُشكِلات، ولا يُهمِلُ الأسباب، ولا يلغي أخذَ الحزمِ من الأمور، والاحتياطَ في المسالك، ولكن الله-عز وجل-لقِسطه جعل الفرحَ والروحَ والسرورَ وراحةَ النفس وسكينتها وسلامتَها في الرضا واليقين، وجعل الغمَّ والحَزَن في السخَط والشك.[/font]
[font="] فلا تُفسِد-حفِظَك الله-حاضِرَك حُزنًا على ماضيك؛ فالتفاؤل في المُستقبل هو الشاهدُ على صحة العقل وصفاء النفس، وقد قالوا: "إن البكاءَ لا يُعيدُ الميتَ إلى الحياة، ولكن يُعيدُه الدعاءُ والثناءُ والذكرُ الحسن والأثرُ الطيبُ".[/font]
[font="] ورأسُ التفاؤل الاتصالُ بالعليِّ الأعلى، فالصلاة تفاؤل، وذكرُ الله تفاؤل، والدعاءُ تفاؤل، يُحيطُ بذلك: حُسنُ الظن بالله-عز شأنُه-: [وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا]، [وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ*إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ*وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ*أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ] [/font]
[font="] والمؤمنُ ذو اليقين والرضا يعلمُ أن الله قد أحاطَ بكل شيءٍ علمًا، وأحصى كل شيءٍ عددًا، ووسِعَ كل شيءٍ رحمةً وعلمًا، ومن حكمته في هذه الدنيا أن في الناس من ينجحُ بذكائه، وفيهم من ينجَحُ بذكاء الآخرين، وإذا وُجِد من ينجَحُ بعمله فإن هناك من ينجَحُ بكسل الآخرين، ورُبَّ ساعٍ لقاعد؛ فما منعَك ربُّك إلا ليُعطِيَك، ولا ابتلاكَ إلا ليُعافِيَك ويُثيبَك، ولا امتحنَك إلا ليصطفِيَك.[/font]
[font="] يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "مصيبةٌ تُقبِلُ بها على الله خيرٌ من نعمةٍ تُنسيكَ رضا الله".[/font]
[font="] واعلم أن المرء ربما يفشَلُ إذا خاطَرَ وأقدم، ولكن من المُؤكَّد أنه سوف يفشَل إذا لم يُقدِم، وأعظمُ الفشل ألا تعمل.[/font]
[font="] وقال بعض أهل العلم: "المُشكلات والمِحَن لم تأتِ لتُهلِك الناس؛ بل لتمتحِن صبرَهم وإيمانَهم وعملَهم، والأجرُ عند ربك مربوطٌ بالعمل والاجتهاد، وليس بالنتائج والثمار، وقاعدةُ التوازن: اعمل لدنياك كأنك تعيشُ أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموتُ غدًا"، وقد قال رجلٌ لأبي بكر-رضي الله عنه-: "والله لأسُبَّنَّك سبًّا يدخُل معك في قبرك"، فقال أبو بكر-رضي الله عنه-: "بل يدخلُ معك في قبرك أنت"، وإذا ضاقَ صدرُك، وهجم عليك همُّك فالزَم التسبيح؛ فقد قال الله لنبيه وحبيبه محمد-صلى الله عليه وآله وسلم-: [وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ*فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ*وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ]، وقال له-عزَّ شأنُه: [فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ]، إن التفاؤل الحق هو التصديقُ بوعد الله-عز وجل-في قوله-عزَّ شأنُه-: [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ]، وقوله-جلَّ في عُلاه-: [وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ*الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ[/font][font="][font="]][/font].[/font][/align][font="][/font]
[font="] فيا أيها الإخوة: قد يقول بعض المتأملين-أحسن الله إليهم-: إن المسلمين اليوم يعيشون مِحَنًا ورزايَا، وفتنًا وبلايا، لهم في كل أرضٍ أرملة وقتيل، وفي كل ركنٍ بكاءٌ وعَويل، وفي كل صِقعٍ مُطارَدٌ وأسير، صورٌ من الذلِّ والهوان، والفُرقة والطائفية والإقصاء، دماءٌ وأشلاء، وتسلُّطٌ من الأعداء، وكأن الناظرَ لا يرى دماءً سوى دمائِنا، ولا جراحًا سوى جراحاتِنا، زاغَت الأبصار، وبلغَت القلوبُ الحناجِر، وظنَّ ظانُّون بالله الظنُونَ.[/font]
[font="] ثم يقول هذا القائل: هل بعد هذه الأحزانِ من أفراح؟! وهل بعد هذه المضائقِ من مخارج؟! وهل وراء هذه الآلامِ من آمال؟! وهل في طيَّات هذه المِحَن من مِنَح؟! ومتى يلُوحُ نورُ الإصلاح؟![/font]
[font="] يقول المُستبشِر حَسَنُ الظن بربه: نعم، ثم نعم، وهل يكون انتظارُ الفَرَجِ إلا في الأزمات؟! وهل يُطلَبُ حسنُ الظن إلا في المُلِمَّات؟! يقول ربكم-عزَّ شأنه-في الحديث القدسي: "أنا عند ظنِّ عبدي بي فليظنَّ بي ما شاء".[/font]
[font="] والمؤمنون قال الله فيهم: [وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا]، وقال في آخرين: [وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا]، وقال-تعالى-: [وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ].[/font]
[font="] وعن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-قال: "والذي لا إله غيره؛ ما أُعطِي عبدٌ مؤمنٌ شيئًا خيرًا من حُسن الظنِّ بالله، والذي لا إله غيره؛ لا يُحسِن عبدٌ بالله-عز وجل-الظنَّ إلا أعطاه الله -عز وجل- ظنَّه؛ ذلك بأن الخير بيده".[/font]
[font="] وفي الحديث: "إذا تمنَّى أحدُكم فليستكثِر؛ فإنما يسأل ربَّه".[/font]
[font="] أحبابي الكرام: ما دامت أمتُنا شاهدةً على الأمم فهي باقيةٌ ما بقِيت الحاجةُ إلى الشهادة، وما دامت رسالتُنا هي الخاتِمة فهي باقيةٌ إلى آخر الدهر، وفي تاريخ الأمة مئاتُ العُظماء بل آلافٌ وآلاف قد وُلِدوا وسوف يُولَد أمثالُهم وأمثالُهم-بإذن الله-، وهذه سنة الله.[/font]
[font="] بل ها هي أحداث ومُستجِدَّات، ونوازِل ومُتغيِّرات تحدث أمام ناظرَيْكم مما يوَدُّه المُتابِعُ وما لا يوَدُّه، ظنَّ أصحابُها أنهم مانِعَتُهم حُصونُهم، فأتاهم الأمرُ من حيث لم يحتسِبوا، سُدَّت عليهم المخارج، وضاقَت عليهم الحِيَل، وها هي أساليبُ الاتصال، ومواقعُ التواصل، وطرقُ التعبير فَتحتْ من الأبواب، وهيَّأتْ من الأسباب-بإذن الله تعالى-مما يحسُن فهمُه وفقهُه.[/font]
[font="] إخواني: أحسِنوا الظنَّ بربكم، فكلما ازداد التحدِّي ازداد اليقين، ولا يرى الجمالَ إلا الجميل.[/font]
[/font]
[font="]ومن كانت نفسُه بغير جمال*فلن يرى في الوجود شيئًا جميلا[/font]
[font="] مشى المُعافَى بن سليمان مع صاحبٍ له-رحمهما الله تعالى-، فالتفتَ إليه صاحبُه عابسًا مُتبرِّمًا وقال: ما أشدَّ بردَ هذا اليوم!! فقال له المُعافَى: وهل استدفأتَ الآن؟! قال: لا، قال: فماذا استفدتَ من الذم؟! لو ذكرتَ اللهَ لكان خيرًا لك.[/font]
[font="] المهزومُ من هزمَته نفسُك، ومن قال: هلكَ الناس فهو أهلكُهم، ومن أجل هذا أمرَ دينُنا بالتفاؤل، ونهانا عن التشاؤم؛ بل إن نبينا محمدًا-صلى الله عليه وآله وسلم- يحبُّ التفاؤل ويُعجِبُه الفأل، ويُعجِبُه أن يسمع: يا نجيح، ويا راشد؛ لأن التفاؤل-أسعدكم الله-كلُ ما أدخل على الإنسان سرورًا وبهجةً وانشراحًا مما يدفعُ إلى العمل، ويفتحُ أبوابَ الأمل، وتنطلِقُ معه النفوس.[/font]
[font="] يقول ابن بطَّال-رحمه الله تعالى-: "جعلَ الله من فِطَر الناس: محبةَ الكلمةِ الطيبةِ والأُنسَ بها، كما جعل فيهم الارتياحَ بالمنظر الأنيق والماء الصافي، وإن كان لا يملكه ولا يشربُه".[/font]
[font="] الإنسان يبتهِجُ بالهيئة الحسنة، والمكان الفسيح، والمنظر البهيج، الفألُ حُسن ظنٍّ بالله وتعلُّقٌ برجائه، التفاؤلُ استعانةٌ بالموجود لتحصيل المفقود، وهو تقويةٌ للعزم، وباعثٌ على الجِدّ، ومعونةٌ على الظَّفَر.[/font]
[font="] التفاؤل يقلِبُ العلقمَ زُلالا، والصحراء جنة، والحنظلَ عسلا، والدار الضيقةَ قصرًا، والقلةَ غِنًى، وهل يشعُر بسعَة الدنيا من كان حِذاؤه ضيِّقًا؟![/font]
[font="] المتفائلُ يسقطُ من أجل أن ينهض، ويُهزَم من أجل أن ينتصر، وينام من أجل أن يستيقظ، ومن جدَّ وجَد، ومن زرعَ حصَد.[/font]
[font="] المتفائلُ لا تُزعزِعُ يقينَه المصائب، ولا تفُلُّ عزيمتَه الفواجِع، ولا تُضعِفُ إيمانَه الحوادث، وفي الحديث: "إن من الناس مفاتيحَ للخير مغاليقَ للشر، وإن من الناس مفاتيحَ للشر مغاليقَ للشر، فطُوبَى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويلٌ لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه" رواه ابن ماجه-رحمه الله تعالى-.[/font]
[font="] ولهذا قيل: "قُدراتُك هي السببُ في كل ما يحدث لك، ونفسُ المرء مثل غرفته إن شاء فتح النوافذ فدخل النور والضياء والهواء العليل، وإن شاء أغلق فبقِيَ في الظلام".[/font]
[font="]وقال أهلُ الحكمة: "إن قسَمات وجه المرء انعكاسٌ لأفكاره، ومصائب الحياة تتماشى مع هِمَم الرجال صعودًا وهبوطًا، وتشيبُ الرؤوس ولا تشيبُ الهِمَم".[/font]
[font="] فاحترِم نفسك-رحمك الله-فهي أجملُ مخلوقٍ على وجه الأرض، والذين لا يُغيِّرون ما بأنفسهم لا يُغيِّرون ما حولَهم، ولهذا ترى الجميعَ يُفكِّر بتغيير العالَم، وقليلٌ منهم من يُفكِّر بتغيير نفسه، والله-سبحانه-يقول: [إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ].[/font]
[font="] أعزائي: ومن أجل مزيدٍ من الوضوح والإيضاح، ولمزيدٍ من الابتهاج والفرَح وحُسنِ الظنِّ بالله-عز وجل-والأملِ العريض للأمة، تأمَّلوا هذه المقارنات والموازنات:[/font]
[font="] المتفائل ينظرُ إلى الحل، والمتشائم ينظرُ في المشكلة، المتفائل مُجِدٌّ على الدوام، لا يعرفُ الإحباطَ والضررَ، يرى الحياةَ حقًّا له وحقًّا للآخرين، والمتشائم جلاَّدُ نفسه يرى غيرَه أسعدَ منه، ثم هو يريدُ أن يكون أسعدَ من الآخرين، وهل مثلُ هذا يُحقِّقُ السعادة؟![/font]
[font="] المتفائل يرى ضوءًا لا يراه الآخرون، والمتشائم يعمَى أن يرى الضوءَ الذي أمام ناظرَيْه، المتفائل مستفيدٌ من ماضيه، مُتحمِّسٌ لحاضره، مُستشرفٌ لمُستقبَلِه، والمتشائم أسيرٌ لماضيه، مُحبَطٌ من حاضره، هليعٌ على مُستقبَلِه.[/font]
[font="] المتفائلُ يطلُبُ المعاذير والمخارج، لسلامة طوِيَّته وانشراح صدره، والمتشائم يشتغِلُ بالعيوب ويحشُرُ نفسَه في المضائق لظُلمة باطنه.[/font]
[font="] المتشائمُ يحسَبُ كل صيحةٍ عليه، يجوعُ وهو شبعان، ويفتقِر وهو غني: [الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ].[/font]
[font="] المتشائمُ يذكُر النعَمَ المفقودة ويعمَى عن النعَم الموجودة.[/font]
[font="] هل لاحَظتُم أن التفاؤل لا يحتاج الناسُ إليه في وقت الرخاء والأمن والنعيم؛ لأن النهار لا تحتاج فيه إلى الشموع والمصابيح؛ بل إن المصباحَ لا يُضيءُ إلا في الظلام، وشمعةٌ واحدة كافيةٌ لتبديد الظلام، والفرجُ لا يكون إلا بعد الشِّدَّة، والنصرُ لا يكون إلا بعد الهزيمة، والفجرُ لا يكون إلا بعد ليلٍ مُدبِر.[/font]
[font="] سعادةُ المرء ليست في تمنِّي ما ليس عنده، ولكنها بحُسن الاستمتاع فيما عنده، والسعادة ليست محطةَ وصولٍ ولكنها مسيرةُ الحياةِ كلها، بالمال تشتري السرير، ولكنك لا تشتري النوم، وتشتري الساعة، ولكنك لا تشتري الوقت، وتشتري المنزل، ولكنك لا تشتري الراحةَ والسعادةَ.[/font]
[font="] وقتلُ البَعوض لا يُجفِّفُ المُستنقَع، وتجفيفُ المُستنقَع يُنهِي مشكلةَ البعوض، ومن لا يستطيع أن يقِف على قدمَيْه يعسُر إنقاذُه، وأخطرُ الناس من عاش بلا أمل.[/font]
[font="] كتبَ عمرُ بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري -رضي الله عنهما جميعًا-: "أما بعد: فإن الخيرَ كلَّه في الرضا، فإن استطعتَ أن ترضى وإلا فاصبِر" رواه البيهقي والطبراني في الكبير-رحمهما الله تعالى-.[/font]
[font="]الخطبة الثانية[/font]
[font="] فلا تُفسِد-حفِظَك الله-حاضِرَك حُزنًا على ماضيك؛ فالتفاؤل في المُستقبل هو الشاهدُ على صحة العقل وصفاء النفس، وقد قالوا: "إن البكاءَ لا يُعيدُ الميتَ إلى الحياة، ولكن يُعيدُه الدعاءُ والثناءُ والذكرُ الحسن والأثرُ الطيبُ".[/font]
[font="] ورأسُ التفاؤل الاتصالُ بالعليِّ الأعلى، فالصلاة تفاؤل، وذكرُ الله تفاؤل، والدعاءُ تفاؤل، يُحيطُ بذلك: حُسنُ الظن بالله-عز شأنُه-: [وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا]، [وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ*إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ*وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ*أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ] [/font]
[font="] والمؤمنُ ذو اليقين والرضا يعلمُ أن الله قد أحاطَ بكل شيءٍ علمًا، وأحصى كل شيءٍ عددًا، ووسِعَ كل شيءٍ رحمةً وعلمًا، ومن حكمته في هذه الدنيا أن في الناس من ينجحُ بذكائه، وفيهم من ينجَحُ بذكاء الآخرين، وإذا وُجِد من ينجَحُ بعمله فإن هناك من ينجَحُ بكسل الآخرين، ورُبَّ ساعٍ لقاعد؛ فما منعَك ربُّك إلا ليُعطِيَك، ولا ابتلاكَ إلا ليُعافِيَك ويُثيبَك، ولا امتحنَك إلا ليصطفِيَك.[/font]
[font="] يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: "مصيبةٌ تُقبِلُ بها على الله خيرٌ من نعمةٍ تُنسيكَ رضا الله".[/font]
[font="] واعلم أن المرء ربما يفشَلُ إذا خاطَرَ وأقدم، ولكن من المُؤكَّد أنه سوف يفشَل إذا لم يُقدِم، وأعظمُ الفشل ألا تعمل.[/font]
[font="] وقال بعض أهل العلم: "المُشكلات والمِحَن لم تأتِ لتُهلِك الناس؛ بل لتمتحِن صبرَهم وإيمانَهم وعملَهم، والأجرُ عند ربك مربوطٌ بالعمل والاجتهاد، وليس بالنتائج والثمار، وقاعدةُ التوازن: اعمل لدنياك كأنك تعيشُ أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموتُ غدًا"، وقد قال رجلٌ لأبي بكر-رضي الله عنه-: "والله لأسُبَّنَّك سبًّا يدخُل معك في قبرك"، فقال أبو بكر-رضي الله عنه-: "بل يدخلُ معك في قبرك أنت"، وإذا ضاقَ صدرُك، وهجم عليك همُّك فالزَم التسبيح؛ فقد قال الله لنبيه وحبيبه محمد-صلى الله عليه وآله وسلم-: [وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ*فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ*وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ]، وقال له-عزَّ شأنُه: [فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ]، إن التفاؤل الحق هو التصديقُ بوعد الله-عز وجل-في قوله-عزَّ شأنُه-: [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ]، وقوله-جلَّ في عُلاه-: [وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ*الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ[/font][font="][font="]][/font].[/font][/align][font="][/font]
المرفقات
التفاؤل والتشاؤم-21-1-1436هـ-صالح بن حميد-الملتقى-بتصرف.doc
التفاؤل والتشاؤم-21-1-1436هـ-صالح بن حميد-الملتقى-بتصرف.doc
المشاهدات 3443 | التعليقات 2
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
عبدالله محمد الطوالة
[/FONT جديرة أن تسطر في الخوالد ..
أذكر ربي فأقول ماشاء الله .. تبارك الله ..
هذا والله من السحر الحلال .. "وإن من البيان لسحرا" ..
فكيف إذا اجتمع معه روعة المضمون وأهميته .. وكيف إذا كان كالدواء أتي في وقته ..
دمت أيها "المحب" لأمتك موفقا .. ودام الشيخ ابن حميد للإسلام ذخراً ..
أأ
تعديل التعليق