التغافل الغربي عن إيران و"حزب الله" // خالد مصطفى
احمد ابوبكر
تحاول الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية إلهاء الشعوب العربية والمراقبين لما يجري في المنطقة ببعض العقوبات الصورية التي تضعها على إيران و"حزب الله" من حين لآخر, والتي أثبتت طوال السنوات الماضية عدم جدواها والدليل على ذلك استمرار إيران ومليشيات "حزب الله" في ارتكاب المزيد من الجرائم بالمنطقة...
فشل الغرب حتى هذه اللحظة في إعطاء تفسير منطقي للتغافل المثير عن جرائم إيران و"حزب الله" وتدخلهما المتواصل في الشأن الداخلي للدول المجاورة وتنفيذ عمليات مسلحة فيها وإمداد الانقلابيين في اليمن بالسلاح والعتاد حتى وصل الأمر لتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر مع ما يمثله ذلك من خطورة على المصالح الغربية...
لقد نفذ المتمردون الحوثيون في اليمن هجوما مؤخرا بواسطة قارب مسير مفخّخ بالمتفجرات في ميناء المخا واستمروا في تلغيم الممر الملاحي الدولي مستهدفين ناقلات النفط وسفن الإغاثة ولم نسمع عن قرارات دولية رادعة بل أسفر الأمر عن تصريحات نمطية دائما ما نسمعها في مثل هذه الأحوال وكأن الأمر لا يعني الغرب أو مصالحهم رغم التحذيرات التي أطلقها مسؤولون في الحكومة اليمنية وتحذيرهم من خطورة الوضع في البحر الأحمر الذي يعد أحد أهم المعابر الاستراتيجية في العالم ..
في نفس الوقت قامت مليشيات "حزب الله" بتنفيذ هجوم منفرد في منطقة عرسال بلبنان التي يعيش فيها آلاف اللاجئين السوريين المعارضين لنظام الأسد وذلك في معزل عن الجيش اللبناني في رسالة واضحة للعالم كله بأن لبنان أصبحت بأرضها ومؤسساتها رهينة لهذه المليشيات الشيعية المتهمة بارتكاب مئات الجرائم حول العالم بشهادة الحكومات الغربية والمؤسسات الدولية ومع ذلك غض الغرب الطرف عما جرى رغم أن مسؤولين داخل الحكومة اللبنانيه أثارهم الأمر حيث حذر وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، من تعرض بلاده لحصار غربي وعربي بسبب "حزب الله"...
وقال: إنَّ "لبنان مقبل على تغييرات كبيرة في المنطقة، وقد يكون أمام حصار سياسي عربي وغربي كبير بسبب حزب الله"...وأضاف الوزير اللبناني: "هناك جوّ عربي لا يريد هذا الوضع القائم في لبنان، لا سيما دور حزب الله"...وتابع المشنوق: "لا شرعية لبنانية لسلاح حزب الله إلا من خلال استراتيجية وطنية تضمّ هذا السلاح إلى الدولة، ولست مقتنعاً بأن لبنان انتصر في معركة جرود (محيط) عرسال، التي بدأها حزب الله الشهر الماضي"...هذه التصريحات خرجت أيضا من العديد من السياسيين اللبنانيين الذين اعتبروا مثل هذه المعركة تدميرا للدولة اللبنانية واختطافا لها من قبل "حزب الله" وأكدوا على أنها جاءت لدوافع سياسية تهم إيران وحليفها في سوريا بشار الأسد ولا تصب في مصلحة لبنان...
ما يؤكد ذلك هو الحملة الإعلامية الواسعة التي تم شنها في لبنان قبل وبعد معركة "حزب الله" في عرسال على اللاجئين السوريين والنيل منهم حتى وصل الأمر للاعتداء الوحشي على بعض السوريين جراء هذا التحريض من قبل جهات مقربة من مليشيات "حزب الله" وكان التحريض في مجمله يرتكز على أسس طائفية...
تمدد "حزب الله" من لبنان إلى سوريا و اليمن والعراق تحت سمع وبصر القوى الغربية ومعرفتهم الوثيقة بأنه مجرد أداة في أيدي إيران التي تخطط للسيطرة على المنطقة يثير الكثير من الجدل والتساؤلات حول المعركة التي يشنها الغرب تحت لافتة "مكافحة الإرهاب" وما هي حقيقتها بالضبط وأهدافها؟ ولمصلحة من يتم شنها؟ ولماذا يتم استثناء المليشيات التابعة لإيران في المنطقة منها؟ رغم تأكيد الغرب المستمر على أن إيران تدعم "الإرهاب" فلماذا إذن التغافل عن مليشياتها الطائفية التي تعيث في المنطقة فسادا وتدميرا؟!