التعصب الرياضي

يحيى جبران جباري
1439/06/13 - 2018/03/01 15:38PM

الحمدلله له ثنائي ، أحمده سبحانه وأشكره ،  نال بفضل قاصيا وداني ، وأستعينه وهومعين طالبه ، وللعباد مصلحا و هادي ، ومنه أرتجي التوبة ثم المغغرة ،  من كل زلاتي ومن عصياني ، وأشهدالله بأني أشهد ، أن لا إله بالحق سواه يعبد ، هوالجليل والعظيم العالي ، هوالحكيم صاحب المعالي ، وأنه  اصطفى النبي محمد ، ليصبح المشرك كاالموحد ، فبلغ الدين عن الإلاهي ، وأخرج الناس من الضلالي ، عليه من ربي صلاة تبلغه ، وكل إكرام مع السلامي ،

ومن على النهج القويم يتبعه ، كذاك كل صحبه والآلي . 

ثم أما بعد : فأوصي أناالظالم دوما نفسي ، وثم أوصيكم بتقوى ربي ، في كل أمر باطن أوظاهر ، هوالخبير عالم السرائر ، ولتحذروا ياقوم شر الدنيا ، فمن يعش عليها ، يوما يفنى ، ثم يكون للتراب مرجعه ، فيلتقي فيه الذي سيسأله ، عن ربه ودينه والمرسل ، في لحظة كل جواب يبخل ، فمن يشأ ربي ؛ بفضل ينجو ، ومن يشأ بعدله سيهفو ، نعوذ بالله من الندامة ، ونسأل الله لنا السلامة .

(ياأيهاالناس اتقواربكم واخشوايومالايجزي والد عن ولده ولامولود هو جاز عن والده شيئا ....  الآيات )( 34)لقمان.

ايهاالمسلمون ، دائمااكرر في المقال ولازلت وسأظل ، أسمع من يعقل من الرجال ، ومن يبلغهن التذكير ، من البنات والأخوات وامهات العيال ، بأننا خير أمة أخرجت للناس وسنزال حتى يطوي الله السماء وينسف الجبال ، فقد تمرض في هذه الأمة كثير من الأخلاق ، ولكن لا تموت ، وقد يصاب أهلها بشدة في بعض الأوقات ، ثم تفوت ، وقد يبتلون بالمصائب والفتن ، فيعودون إلى ربهم ، ويتزودن بالتقوى ، ونعم والله القوت ، وكل ما أصابهم طائف من الشيطان تذكروا ، وأغلقوا على شيطان الهوى كل تابوت ، ولئن كان في هذه الأمة من ضل ، فنحمد الله بأنهم ليسوا الكل ولا حتى الجل ، بل هم قليل وفي هذه الدولة المباركة أقل ، حسب فألي ، والله أعلم بالحق ، تعالى عز وجل ، نسأل الله أن يعيدنا ويعيدهم إلى طريق الجادة والفضل ، ولعلي أجد من هاهنا مدخلا ، لأذكر واحذر من خلل ، كان ولا يزال ، له أثر سلبي ، على الدين ، والمجتمع ، والأفراد ، وتعلمون بأن الشارع الحكيم ، نهى عن التعصب للفرق والأحزاب والجماعات والرجال ، وإن كان الأمر متعلقا بالحرام والحلال ، يقول الكبير المتعال (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب 165 إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب 166 وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار 167 ( البقرة ) نعوذ بالله من النار .

ويقول من ربه له اختار ، ناهيا عن التعصب له والغلو فيه ، مع أنه شفيع الأمة ، ومن كشف الله به الظلمة والغمة :  لا تطروني  كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله ) عليه من ربي سلام دائم ، مع الصلاة ماجرت غمائم .

التعصب الرياضي  ، هو الذي قصدته بالخلل ، فمن أثره السلبي على دين صاحبه . أن يجلس بعض مشجعي الفرق هدانا الله وإياهم في انتظار فتح ابواب الملاعب ساعات طوال ، دون إهتمام  بالوقت الذي هو أعظم ما يملكه الإنسان ، فتفوت صلاة العصر والمغرب والعشاء ، وهم طائعين للهوى والشيطان ، إلا من رحم الله وقليل ما هم ، فأ يهما خير عند الله ؟ الصلاة ، أم رؤية مباراة ؟ وأذكر في سنة من السنين في شهر رمضان ، أميت المصلين صلاة العشاء ، وبعد السلام ، أعطيت وجهي للمصلين ، فإذا عدد كبير منهم منطلقين مسرعين ، فخشيت أن يكون وقع خطب وأنا غافل ، فسألت عن السبب  ، فجاوبني احد الباقين بقوله : لم يحصل شيء وإنما ستبدأ الآن مباراة بين فريقين وأسماهما ، فتعجبت من فعلهم ، كيف يتركون من يتفضل عليهم سبحانه ويعطيهم ، ويذهبون لمن يأخذ من حسناتهم وعن ذكر ربهم يلهيهم ، ويامن تقول لابأس بذلك إنماالتراويح سنة ، افتني في حكم النظر إلى المباريات ، وخصوصا إن خالط ذلك غيبة ، وقول بذيء  و مسبة ، يا رب اهدي شباب الأمة ،  وأما سلبيته على المجتمع ، فلا يخفاكم ما يفعله بعض الشباب هدانا الله وإياهم ، بعد بعض المباريات من تفحيط  وعبث بالسيارات ، ورفع الأصوات بالأغاني والتسلي بالرقصات ، وإغلاق الطرقات ، وقد أخبرني من أحسبه ثقة والله حسيبه ، بأن له قريب أخذ زوجته وانطلق بها مسرعا تريد الولادة ، وكان ذلك عقب مباراة على كأس ، نسأل الله أ ن يكفينا كل بأس ، فوجد الطريق مغلقا ، بسبب عبث المشجعين وتصرفاتهم ، حاول بشتى الوسائل أن يتجاوزهم ، ولكن عدم المسؤولية من المتعصبين ، حال دون ذلك ،  فخرج المولود من بطن أمه في السيارة ، ولعدم توفر إهتمام به ورعاية ، مات الجنين ، فمن الضمين؟ ولبثت الأم مدة ، في غرفة الملاحظة والعناية ، وكادت أن تموت ، لولا لطف ربها بها ، فنعوذ بالله من الغواية ،  وأما أثره السلبي على الفرد والأسرة ، فانظر لما يصيب المتعصب من غضب ، تصاحبه حمرة ، مع كل هزيمة لفريقه ، أو ربما لضياع هجمة ، ويكفي من سوء ذلك هذه القصة ، فبينما كان رجل وزوجته يتابعان مباراة مع بعضهما ، هي تشجع احدهما ، ولا عجب ، فقد رأينا من بمثلها إلى الملعب ذهب ، وهو يشجع الفريق الآخر ،  الخلاصة ، هزم فريقه ، فضحكت  الزوجة ، وأبدت فرحتها ، فحصل خصام بسبب ذلك بينهما ، وفورا ، طلقها ،  فضيعها بسبب ما يسمى بالتعصب الرياضي ، وشرد أسرة بأكملها ، كفانا الله وإياكم العصبية وعاقبتها ،   وغير هذا كثير ، إنما اكتفي بهذا كتذكير ، والكل يعلم ما جرى من تغيير ، نعوذ بالله من أن نكون كالعير مع النفير ...

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( يا ايها الذين الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون 18(الحشر)  قلت ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم

 

الحمد لله له المحامد ، حمدا وشكرا للكريم الواحد ،  ونشهد الله على التوحيد ، وأننا من جملة العبيد ، وأن خير خلقه محمد ، قد بلغ الدين ونحن نشهد ، عليه صلى ربنا ومجد و الآل والصحب دواما سرمد ،

وبعد: يامن للعظيم تقصد ، عليك بالتقوى فنعم المنجد ،  من يتق الله ينال فضله ، وإن يعد إليه يعطى الجنة ، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) عباد الله : أتيتكم مخففا لا مثقل ، وعن الاهي ونبيي أنقل ، محذرا و واعظا ومنذر ، من كل فعل للبلايا ينزل ، فمن تعصب للرجال والفرق ، فذاك قد خالف ما جاء بحق ، ايها الأحبة :  إن التعصب لفريق ، وحب لاعب حتى يصبح عشيق ، أمر بغيض لا يليق ، وإن حب اللاعبين الكفرة ، وتقليدهم في اشكالهم وأفعالهم القذرة ، يدخل في باب الولاء والبراء ، وهو باب لو فتح ، لعرف الناس التعصب الوقح ، ولكني اكتفيت في بداية الموعظة بالآيات ، ثم الحديث الصحيح عن خير البريات ، وكفى بهما لمن اراد الهدايات ، ومن يتساهل بهذا الباب ، يقع في المحظور بلا ارتياب ، وكلكم يعلم يا عباد الله : ما في نفوس الجيل من حب وتعلق وتقليد لأهل الرياضة وإعجاب ، لا نقول بحرمة التشجيع ، ولكن بدون تعصب ولا لشياطين الانس تطيع ، فالوقت اعظم ما تملكه ، وفرض الصلاة ، أهم من كل الحياة ، فكيف لأجل مشاهدة كرة تتركه ، وحفظ النفس ضرورة ، فهل تذهبها من أجل فريق تشجعه ، لقد خلقت لأمر لو فطنت له ، فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل ، ها أنا : أرسلتها إليك في إشارة ، فاحذر أخي نفسك الأمارة ، جميعنا لديه ذنب يكفي ، وربنا عمن يتوب يعفي ، يا رب قد جئنا نتب إليك ، فاغفر لعبد جاء يرتجيك ،

ثم الصلاة والسلام تترا ، على الذي ساق إلينا البشرى ، محمد خير شفيع ينتظر ، ما حرك الهواء أوراق الشجر.

اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد ....

المشاهدات 992 | التعليقات 0