التعصب الرياضي من أشهر أمراض العصر الحديث

محمد البدر
1439/05/28 - 2018/02/14 13:59PM
الخطبة الأولى:
أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ :منْ الوسائلِ التِي تُنمِّي الجسـمَ وتقوِّيهِ ممارسةُ بعضِ الأنشطةِ الرياضيةِ ، كالرمايةِ، والسِّباحةِ، والمصارعةِ، والعدْوِ، ونحْوِ ذلكَ…
فَعَنْ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُـؤْمِـنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُـلٍّ خَيْرٌ… » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، وَجَابِرَ بْنَ عُمَيْرٍ الأَنْصَارِيَّيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَرْمِيَانِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ اللَّهِ ، فَهُوَ لَهُوٌ وَلَعِبٌ إِلا أَرْبَعَ: مُلاعَبَةُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ ، وَتَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ ، وَمَشْيُهُ بَيْنَ الْغَرَضَيْنِ ،وَتَعْلِيمُ الرَّجُلِ السَّبَّاحَةَ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللهِ :التعصب سلوكٌ ذمه اللهُ عز وجل ،والتعصب يعني الميل المفرط لفئة ما على حساب المبادئ والقيم ،كأن ينتمي الشخص إلى قبيلة أو مذهب أو فرقة رياضية، يوالي من أجلها ويعادي في سبيلها، ويحبُ فيها، ويبغض فيها، فضلاً عن الولاء والبراء من أجل الفساق والماجنين.
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴾[المؤمنون: 53].
قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾[الفتح: 26].
عِبَادَ اللهِ :إن التعصب الكروي بصفة خاصة والرياضي بصفة عامة من أشهر أمراض العصر التي أصابت الرجال كباراً وصغاراً وطال حتى النساء وتطور المرض وانتشر الداء ، وهذا المرض منتشر في معظم دول العالم.
عِبَادَ اللهِ :إن من مظاهر التعصب الرياضي:
السب والشتم واللعن والغضب والبغض والحسد والشماتة والاشتباكات والتقاطع والتنافر والعنف والتحرش والمعاكسات والتحرش بالفتيات، وهذا لا يخلوا من مباراة حيث الزحام والاختلاط والتبرج والسفور ،كذلك إغلاقٍ للشوارع ، وممارسةٍ للسرعة و التفحيط ، ورفعٍ لأصوات الموسيقى ،وإيذاءٍ للناس والعوائل والمرضى في المستشفيات، وتعدٍ على الممتلكات ، وغيرها من المظاهر.قَالَ تَعَالَى:﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾[النور: 30].
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
وَعَنْ أَبي هُريْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا ، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
وَعَنْ أَبِي هُريْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَـا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عِبَادَ اللهِ :كذلك من مظاهر التعصب الرياضي:أن المصاب بمرض التعصب قد يلجأ الى استعمال السحر والشعوذة والكهانة وغيرها حتى يفوز فريقه المفضل وهذا لا يجوز.
قَالَ تَعَالَى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :«مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ » رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يُقَاتِلُ لِلْعَصَبِيَّةِ، أَوْ يَدْعُو إِلَى الْعَصَبِيَّةِ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ» رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
فلا يصح يا عِبَادَ اللهِ  أن تكون الرياضة سببا للعداوة والبغضاء يوالى عليها ويعادى عليها فقد يجر هذا أحياناً إلى خلافٍ عنيفٍ، أو إلى خصومةٍ هائجةٍ ، بين الأصدقاءِ والمعارفِ، وبين الأزواجِ والزَّوْجاتِ، وبين الأبناءِ والآباءِ، وقدْ تبلغُ حدَّ التقاذُفِ بالتُّهمِ والشتائمِ ،والله يريد منا أن نكون متآلفين متوادين متحابين .
قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ .
أقول قولي هذا….
الخطبة الثانية:
أَمَّا بَعْدُ: عِبَادَ اللهِ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾.
حق لكل موحد يؤمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسلاً أن يفخر ويعتز بهذه البلاد بلاد التوحيد وأن يفخر بولاة أمر يحرسون التوحيد ويأخذون على أيد كل من أراد مس جناب التوحيد بسوء فلله درك يا ابن الفيصل فقد سارعت لمحو الشرك وإزالته للحفاظ على التوحيد الخالص وتنقيته من الشوائب ولا غرابة في ذلك فهذا دأب ولاة الأمر من اجدادك واخوانك والعلماء فقد أقاموا سدودا منيعة لمنع أي مظاهر للشرك في بلاد الحرمين ومأرز الإيمان وقبلة المسلمين في كل مكان.الا و صلوا…
المشاهدات 1369 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا