التعصب الرياضي
عايد القزلان التميمي
1435/04/16 - 2014/02/16 16:26PM
[align=justify]
إن الحمدَ للهِ، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا، ومن سيّئاتِ أَعمالِنا، من يهده اللهُ فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هاديَ له.
وأَشهدُ أن لا إِله إِلّا الله، وأَشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسولُه، أَمّا بعد: فيا عباد الله: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، ((وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)).
أخرج مسلم في صحيحه أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُـؤْمِـنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُـلٍّ خَيْرٌ...)). ومنْ وسائلِ اكتسابِ القوةِ، ممارسةُ بعضِ الأنشطةِ الرياضيةِ التِي تُنمِّي الجسـمَ وتقوِّيهِ، كالرمايةِ، والسِّباحةِ، والمصارعةِ، والعدْوِ، ونحْوِ ذلكَ ... وبهذا جاءتْ توجيهاتُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابَتِهِ الأبرارِ ... فقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمُرُّ على أصحابِهِ في حلقاتِ الرَّمْيِ فيُشَجِّعُهُمْ ويقولُ: ((ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ)) ـ البخاري
وقدْ كانَ الصَّحابةُ رضيَ اللهُ عنهمْ يتسابقونَ على الأقدام، والنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِرُّهُمْ عليهِ،
وقالَ عمرُ رضي الله عنه: "عَلِّمُوا أولادَكُمُ السِّباحةَ والرِّمايةَ، والفروسية ".
عباد الله/ إنَّ الإسلامَ يُقِرُّ ويَحُضُّ على الرِّياضةِ الهادفةِ النَّظيفةِ، التي تُتَّخَذُ وسيلةً لا غايةً،
فمن حقِّنا أن نتمتَّعَ بالرياضةِ، إذا كانت وسيلةً لا غايةً، واسْتِمْتاعاً لا تَعَصُّباً.
عباد الله/ ولقد كثر التعصب في هذا الزمان لإحدى الألعاب المشهورة وهي كرة القدم
وإنَّ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضعُ لنا المثلَ الأَعلى في الروحِ الرياضية، فليتنا نعي الدروسَ والعبر !!
عن أَنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه قالَ: كانت العَضباءُ ( ناقةُ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ص) لا تُسْبَقُ، فجاء أَعرابيٌّ على قَعودِ لَهُ فَسَابَقَها فَسَبَقها، وكأنَّ ذلكَ شقَّ على أَصحابِ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ولكنَّ المربّي العظيم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينتهزُ الفرصةَ، ليعلمَهم الروحَ الرياضيةَ، ويعطيَهم درسًا في أنَّ الجلوسَ على القمةِ في الدنيا لا يدومُ لأَحدِ، فقالَ عليه الصلاةُ والسلامُ (إِنَّ حقَّا على اللهِ ـ عزَّ وجلَّ ـ أَلاّ يرفعَ شيئاً من الدُنْيا إلاّ وَضَعَهُ)) أخرجه البخاري
عباد الله / فالرياضة عموما وكرة القدم خصوصا فتنت وأشغلت الكثير من المسلمين ، وسرقت أوقاتهم، وأعمارهم وألهتهم عن قضايا الأمة المصيرية .
وينبغي أن نقف معها وقفات، عل الله أن ينفع بها، وحتى لا تكون رياضتنا أو لهونا سببا لخسارتنا في الدنيا والآخرة.
عباد الله/ *إنَّ كرةَ القدمِ أَصبحت وسيلةً لتفريِق الأُمّةِ، وإِشاعةِ العداوةِ والبغضاءِ بين أَفرادِها؛ حيثُ أَوجدت التعصبَ للفرقِ الرياضيّةِ المختلفةِ، فهذا يشجعُ فريقاً، وذاكَ يشجَّع فريقًا آخرَ، بل إنَّ أَهلَ البيتِ الواحد ينقسمونَ على أنفسِهم، هذا يتبعُ فريقًا، وذاكَ يتبعُ فريقًا آخرَ، ولم يقف الأَمرُ عند حدِّ التشجيعِ، بل تعداهُ إِلى سخريةِ أَتباعِ الفريقِ المنتصرِ من أَتباعِ المنهزمين، وفي نهايةِ المطافِ يكونُ هناكَ الشجارُ والعراكُ الّذي يدور بين مشجعي الفريقين، وأحيانا ينتقل الشجار والجدال إلى المجالس وأماكن العمل .
وأمّا ما يعتادُه كثيرٌ من المشاهدين من بذاءةِ الأَلسنِ ووقاحةِ العباراتِ، والتخاطبِ بالفحشِ، وسيءِ الكلامِ، وقذفٍ ولعنٍ لبعضِهم وللحكَّام، فهذا ممّا يُعَدَّ من الحرام.
عباد الله / ومن الظواهر السيئة في كرة القدم : إنَّ في اللعبِ بالكرةِ ضررًا على اللاعبين أحياناً، فربّما سقطَ أحدُهم وانكسرت رجلُ أحدِهم،أو يدُه،أو بعضُ أضلاعِه، وربّما تعاطى بعضُهم ( المخدرات ) أو ( المنشطاتِ ) ليحسِّنَ أَداءَ لعبِه ، ولا حولَ ولا قوّة إِلا بالله.
عباد الله / ومن الظواهر السيئة في كرة القدم :كشفٌ العوراتِ، إَذ فيها كشفُ الأَفخاذ، وهذا لا يجوزُ، لأنَّ الفخذَ من العورةِ، وستر العورةِ واجبٌ، إلاّ من الزوجات والإِماءِ، لقول النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( احفظ عورتَك، إِلاّ من زوجتِك، أو ما ملكت يمينُك )) .
وحديث جَرهد الأَسلميّ ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ به وهو كاشفٌ عن فخذِه، فقال النبيُّ َصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( غطِّ فَخذَك؛ فإنَّها من العورةِ )) أخرجه البخاري معلقا ووصله أحمد .
فالنظرُ إِلى عورةِ الآخرين حرامٌ ، وهذا هو المنتشر في مبارياتِ هذه الأيامِ ، إِذ لا توجدُ مباراةٌ إِلاّ وتظهرُ فيها الفخذُ .
عباد الله / ومن الظواهر السيئة في كرة القدم أن بعض الشباب يحفظ أسماء اللاعبين ومراكزهم ، وأرقام فانيلاتهم ، وآخر أخبارهم ، أعظم من حفظه لقصار السور من القرآن .
وبعض المشجعين لا يمكن أن تفوته أي مباراة ، وتفوته الصلاة أو أكثر من صلاة في اليوم الواحد .
وفي بعض المباريات الهامة تَكْتَظُّ المدرجات قبل المباراة ، وفي أوقات الصلاة ، وترى الكثير من الشباب لا يفكرون في التحرك من أماكنهم ليؤدوا الصلاة .
سبحان الله .. ألِهَذِهِ الدَّرَجَةِ أصبح حرصُ بعضنا على مُشاهَدَةِ المُبارَيَاتِ أشدَّ من حرصه عَلَى الصَّلاة؟
عباد الله .. إنَّ من شَغَلَتْهُ الرياضة عنِ الصَّلاةِ، أو أجَّلَ وأخَّرَ الصَّلاةَ عن وقتِها من أجْلِها ، عليه أنْ يُرَاجِعَ نفسه ، ويخشى على إيمانه، ويَعْلَمَ أنَّ طاعَتَهُ للهِ ورَسُولهِ ناقصة .
قال اللهِ تعالى: (وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَـٰرَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّواْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ مّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتّجَـٰرَةِ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرزِقِينَ) .
عباد الله / ومن الظواهر السيئة في كرة القدم التأثير السَلبي في عقيدة الولاء والبراء
وهو إن تشجيع كرة القدم الذي أصاب الكثير من الناس ، وتعصب الجاهلية أضعفت في قلوبهم عقيدة الولاء والبراء.
ومن ملامح ضياع عقيدة الولاء والبراء بسبب تشجيع كرة القدم:
ولاءُ النصرة والمحبة والتأييد للكافرين من مدربين، ولاعبين كفار لا يدينيون بدين الإسلام ،وتفضيلهم على أخوة الدين بل وبغضهم وعداوتهم .
ومن هذه المظاهر رفع أعلام الفرق ، وارتداء قمصانهم التي تحتوي علي صلبان وتمائم يحرمها الإسلام .
قال سبحانه (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
بارك الله لي ولكم .....
الخطبة الثانية :
أما بعد فيا عباد الله :
وما أَشبه المفتونين بالكرةِ بالّذين قال اللهُ تعالى فيهم : ) وذرِ الّذين اتخذوا دينَهم لعبًا ولهوًا وغرّتهم الحياةُ الدنيا (
أيها المسلمون، إن الله لم يخلقنا عبثًا، ولم يتركنا سدى، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ، أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُّتْرَكَ سُدى . لا والله، بل خلقنا الله عز وجل للعبادة قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، فيا خسارة من نسي أو تناسى أو جحد الأمر الذي خُلق من أجله.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرا لانتشار التشجيع الرياضي والتعصب الأعمى بين الكثير من أفراد المجتمع , قمت باختيار موضوع يتحدث عن حديث الساعة في مجتمعنا وهو التشجيع الرياضي والتعصب الأعمى , وأسأل الله ان ينفع بها .
****************************************************************************السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرا لانتشار التشجيع الرياضي والتعصب الأعمى بين الكثير من أفراد المجتمع , قمت باختيار موضوع يتحدث عن حديث الساعة في مجتمعنا وهو التشجيع الرياضي والتعصب الأعمى , وأسأل الله ان ينفع بها .
إن الحمدَ للهِ، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا، ومن سيّئاتِ أَعمالِنا، من يهده اللهُ فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هاديَ له.
وأَشهدُ أن لا إِله إِلّا الله، وأَشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسولُه، أَمّا بعد: فيا عباد الله: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، ((وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)).
أخرج مسلم في صحيحه أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُـؤْمِـنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُـلٍّ خَيْرٌ...)). ومنْ وسائلِ اكتسابِ القوةِ، ممارسةُ بعضِ الأنشطةِ الرياضيةِ التِي تُنمِّي الجسـمَ وتقوِّيهِ، كالرمايةِ، والسِّباحةِ، والمصارعةِ، والعدْوِ، ونحْوِ ذلكَ ... وبهذا جاءتْ توجيهاتُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابَتِهِ الأبرارِ ... فقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمُرُّ على أصحابِهِ في حلقاتِ الرَّمْيِ فيُشَجِّعُهُمْ ويقولُ: ((ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ)) ـ البخاري
وقدْ كانَ الصَّحابةُ رضيَ اللهُ عنهمْ يتسابقونَ على الأقدام، والنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِرُّهُمْ عليهِ،
وقالَ عمرُ رضي الله عنه: "عَلِّمُوا أولادَكُمُ السِّباحةَ والرِّمايةَ، والفروسية ".
عباد الله/ إنَّ الإسلامَ يُقِرُّ ويَحُضُّ على الرِّياضةِ الهادفةِ النَّظيفةِ، التي تُتَّخَذُ وسيلةً لا غايةً،
فمن حقِّنا أن نتمتَّعَ بالرياضةِ، إذا كانت وسيلةً لا غايةً، واسْتِمْتاعاً لا تَعَصُّباً.
عباد الله/ ولقد كثر التعصب في هذا الزمان لإحدى الألعاب المشهورة وهي كرة القدم
وإنَّ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضعُ لنا المثلَ الأَعلى في الروحِ الرياضية، فليتنا نعي الدروسَ والعبر !!
عن أَنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه قالَ: كانت العَضباءُ ( ناقةُ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ص) لا تُسْبَقُ، فجاء أَعرابيٌّ على قَعودِ لَهُ فَسَابَقَها فَسَبَقها، وكأنَّ ذلكَ شقَّ على أَصحابِ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ولكنَّ المربّي العظيم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينتهزُ الفرصةَ، ليعلمَهم الروحَ الرياضيةَ، ويعطيَهم درسًا في أنَّ الجلوسَ على القمةِ في الدنيا لا يدومُ لأَحدِ، فقالَ عليه الصلاةُ والسلامُ (إِنَّ حقَّا على اللهِ ـ عزَّ وجلَّ ـ أَلاّ يرفعَ شيئاً من الدُنْيا إلاّ وَضَعَهُ)) أخرجه البخاري
عباد الله / فالرياضة عموما وكرة القدم خصوصا فتنت وأشغلت الكثير من المسلمين ، وسرقت أوقاتهم، وأعمارهم وألهتهم عن قضايا الأمة المصيرية .
وينبغي أن نقف معها وقفات، عل الله أن ينفع بها، وحتى لا تكون رياضتنا أو لهونا سببا لخسارتنا في الدنيا والآخرة.
عباد الله/ *إنَّ كرةَ القدمِ أَصبحت وسيلةً لتفريِق الأُمّةِ، وإِشاعةِ العداوةِ والبغضاءِ بين أَفرادِها؛ حيثُ أَوجدت التعصبَ للفرقِ الرياضيّةِ المختلفةِ، فهذا يشجعُ فريقاً، وذاكَ يشجَّع فريقًا آخرَ، بل إنَّ أَهلَ البيتِ الواحد ينقسمونَ على أنفسِهم، هذا يتبعُ فريقًا، وذاكَ يتبعُ فريقًا آخرَ، ولم يقف الأَمرُ عند حدِّ التشجيعِ، بل تعداهُ إِلى سخريةِ أَتباعِ الفريقِ المنتصرِ من أَتباعِ المنهزمين، وفي نهايةِ المطافِ يكونُ هناكَ الشجارُ والعراكُ الّذي يدور بين مشجعي الفريقين، وأحيانا ينتقل الشجار والجدال إلى المجالس وأماكن العمل .
وأمّا ما يعتادُه كثيرٌ من المشاهدين من بذاءةِ الأَلسنِ ووقاحةِ العباراتِ، والتخاطبِ بالفحشِ، وسيءِ الكلامِ، وقذفٍ ولعنٍ لبعضِهم وللحكَّام، فهذا ممّا يُعَدَّ من الحرام.
عباد الله / ومن الظواهر السيئة في كرة القدم : إنَّ في اللعبِ بالكرةِ ضررًا على اللاعبين أحياناً، فربّما سقطَ أحدُهم وانكسرت رجلُ أحدِهم،أو يدُه،أو بعضُ أضلاعِه، وربّما تعاطى بعضُهم ( المخدرات ) أو ( المنشطاتِ ) ليحسِّنَ أَداءَ لعبِه ، ولا حولَ ولا قوّة إِلا بالله.
عباد الله / ومن الظواهر السيئة في كرة القدم :كشفٌ العوراتِ، إَذ فيها كشفُ الأَفخاذ، وهذا لا يجوزُ، لأنَّ الفخذَ من العورةِ، وستر العورةِ واجبٌ، إلاّ من الزوجات والإِماءِ، لقول النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( احفظ عورتَك، إِلاّ من زوجتِك، أو ما ملكت يمينُك )) .
وحديث جَرهد الأَسلميّ ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ به وهو كاشفٌ عن فخذِه، فقال النبيُّ َصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( غطِّ فَخذَك؛ فإنَّها من العورةِ )) أخرجه البخاري معلقا ووصله أحمد .
فالنظرُ إِلى عورةِ الآخرين حرامٌ ، وهذا هو المنتشر في مبارياتِ هذه الأيامِ ، إِذ لا توجدُ مباراةٌ إِلاّ وتظهرُ فيها الفخذُ .
عباد الله / ومن الظواهر السيئة في كرة القدم أن بعض الشباب يحفظ أسماء اللاعبين ومراكزهم ، وأرقام فانيلاتهم ، وآخر أخبارهم ، أعظم من حفظه لقصار السور من القرآن .
وبعض المشجعين لا يمكن أن تفوته أي مباراة ، وتفوته الصلاة أو أكثر من صلاة في اليوم الواحد .
وفي بعض المباريات الهامة تَكْتَظُّ المدرجات قبل المباراة ، وفي أوقات الصلاة ، وترى الكثير من الشباب لا يفكرون في التحرك من أماكنهم ليؤدوا الصلاة .
سبحان الله .. ألِهَذِهِ الدَّرَجَةِ أصبح حرصُ بعضنا على مُشاهَدَةِ المُبارَيَاتِ أشدَّ من حرصه عَلَى الصَّلاة؟
عباد الله .. إنَّ من شَغَلَتْهُ الرياضة عنِ الصَّلاةِ، أو أجَّلَ وأخَّرَ الصَّلاةَ عن وقتِها من أجْلِها ، عليه أنْ يُرَاجِعَ نفسه ، ويخشى على إيمانه، ويَعْلَمَ أنَّ طاعَتَهُ للهِ ورَسُولهِ ناقصة .
قال اللهِ تعالى: (وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَـٰرَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّواْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ مّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتّجَـٰرَةِ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرزِقِينَ) .
عباد الله / ومن الظواهر السيئة في كرة القدم التأثير السَلبي في عقيدة الولاء والبراء
وهو إن تشجيع كرة القدم الذي أصاب الكثير من الناس ، وتعصب الجاهلية أضعفت في قلوبهم عقيدة الولاء والبراء.
ومن ملامح ضياع عقيدة الولاء والبراء بسبب تشجيع كرة القدم:
ولاءُ النصرة والمحبة والتأييد للكافرين من مدربين، ولاعبين كفار لا يدينيون بدين الإسلام ،وتفضيلهم على أخوة الدين بل وبغضهم وعداوتهم .
ومن هذه المظاهر رفع أعلام الفرق ، وارتداء قمصانهم التي تحتوي علي صلبان وتمائم يحرمها الإسلام .
قال سبحانه (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
بارك الله لي ولكم .....
الخطبة الثانية :
أما بعد فيا عباد الله :
وما أَشبه المفتونين بالكرةِ بالّذين قال اللهُ تعالى فيهم : ) وذرِ الّذين اتخذوا دينَهم لعبًا ولهوًا وغرّتهم الحياةُ الدنيا (
أيها المسلمون، إن الله لم يخلقنا عبثًا، ولم يتركنا سدى، أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ، أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُّتْرَكَ سُدى . لا والله، بل خلقنا الله عز وجل للعبادة قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، فيا خسارة من نسي أو تناسى أو جحد الأمر الذي خُلق من أجله.
أخيراً أُؤَكِّدُ أنَّ كرةَ القدمِ مباحةٌ، إنَّما يُحرِّمُها ما يرتبطُ بها من مُرَاهَنَاتٍ، وإِلْهَاءٍ عنِ الصَّلاةِ، والمُهِمَّاتِ مِنَ الواجِبَاتِ، وما يَتْبَعُها من سَبٍّ وشَتْمٍ، وسُكْرٍ وعُهْرٍ وضياع للأوقات..
ألا فلنتَّق اللهَ في كُلِّ أُمورِنا، ولْنَتَأَسَّ بِهَدْيِ وتعاليمِ دينِنَا، ولْنَسْتَفِدْ من الرِّياضَةِ بِجَمِيعِ أنواعِها المباحةِ، ولْتَكُنْ غايتُنا رضاءَ الله ونُصرة الإسلام.
واحفظوا دينكم وألسنتكم وأوقاتكم وأولادكم عن كل ما يغضب الله عز وجل، تكونوا من المفلحين.
ألا فلنتَّق اللهَ في كُلِّ أُمورِنا، ولْنَتَأَسَّ بِهَدْيِ وتعاليمِ دينِنَا، ولْنَسْتَفِدْ من الرِّياضَةِ بِجَمِيعِ أنواعِها المباحةِ، ولْتَكُنْ غايتُنا رضاءَ الله ونُصرة الإسلام.
هذا وصلُّوا وسلِّموا على المبعوثِ للعالمين محمَّدٍ سيِّدِ الأولينَ والآخِرينَ، وأفْضَلِ الخَلْق أجمعينَ، وعلى آلِـهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهرين، وارْضَ اللَّهُمَّ عنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدينَ، وعنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعينَ، والتابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ....
[/align]
المرفقات
خطبة التعصب الرياضي.doc
خطبة التعصب الرياضي.doc
المشاهدات 8334 | التعليقات 4
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
خطبة متميوة وفي وقتها المناسب
شكرا للإخوة الأفاضل : زياد الريسي - شبيب القحطاني - أبو عبدالإله التميمي
على الردود الرائعة
فجزاكم الله خيرا
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
بورك فيك شيخ عياد وفعلا مرض جديد ومصيبة خطيرة فما فتئنا نتخلص من أمراض أخرى حتى غزينا بآخر والولع بهذه اللعبة والانصهار فيها.
جزيت خيرا على موضوعك الرائع والمهم والواقعي
تعديل التعليق