التعصب _ الريااضي @@@ موافق مع تعمييم الوزارة

عبدالله منوخ العازمي
1439/05/01 - 2018/01/18 14:35PM

الخطبة الاولة

 

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ – صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا . أمَّا بَعْدُ … فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .

 

عباد الله : قال تعالى

 

( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )

 

ايه الاخوة

 

 

ظاهرة خطيرة الأثر؛قد انتشرت بين الشباب

فإن من أخطرها وأكثرها انتشاراً:

 

 التعصب الرياضي، الذي عمّ وطمّ، حتى وصل أثرُه إلى البيوت، بين الأزواج، أو بين الإخوة الأشقاء أنفسهم!!

 

"إن التعصب الرياضي يبدأ بالألفاظ البذيئة بين الجماهير، ثم إلى اعتداء المشجعين على اللاعبين وحُكّام المباريات، ثم إلى شجار المشجعين أنفسهم داخل أسوار الملاعب، ثم نقلها إلى خارج الملاعب

 

والتي بلغت المئات من القتلى في بعض المواجهات الكروية!

إن من المحزن أن تتحول الرياضة -وبخاصة كرة القدم– من كونها وسيلة للتسلية والمنافسة العادية، إلى أن تكون أكبر سوقٍ تروَّج فيها بضاعة التعصب، وما ينتج عن ذلك من ازدياد البغضاء والشحناء، ونشر العداوة بين الأصدقاء، والأقارب، وزملاء المهنة!!

ولقد وصل التعصب خصوصاً في السنوات الأخيرة إلى مستويات خطيرة جداً تهدد تماسك المجتمع، ووحدة الأسرة بل الوطن!!

 

فهذا يقذف ذاك، والمتعصب للنادي الفلاني يحتقر أصول مشجِّعِ أو لاعبِ النادي الآخر، ووصل إلى الاتهام بالكبائر -كالرشوة، والكذب والخيانة-! بل انتقلت العدوى إلى المحاضن التربوية (المدارس)!! فصار بعض المدرسين يلقِّن الطلاب هذا المبدأ الرديء!

ولن يتعب المتابع في الوقوف على مئات الأمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي، وبرنامج الرياضة في القنوات الفضائية!

أما مدرَّجات الكرة، فصارت اليوم لوحةً أخرى يعبِّر فيها المتعصبون عما تكنّه نفوسُهم، وكم سُمِعَ في المدرجات من هتافات عنصرية، وبذاءات لفظية، تشحن النفوس شحنًا، فصار المشجّع الكروي -بدلاً من تفاعله مع المباراة أثناء مشاهدتها- مشحوناً قبل المباراة وأثناء المباراة وبعد المباراة، في شحن متواصل، ظهرت آثاره على النفوس، وعلى العلاقات،

 

"إن مستوى الصوت والصراخ والطبل والأغاني الشعبية للمشجعين في المدرجات بطريقة حماسية تولد جوًا ومناخًا من الحماس والإثارة تسبّب الشغب العنيف،
 وإن مثل هذا الهذيان النفسي إنما هو تعبير عن انخفاض الوعي لدى الجمهور وتدني مستواه الثقافي والعلمي".

، وقد أجمع عدد من الباحثين على خطورة دور الإعلام في تنمية وزيادة العنف الرياضي، حيث يؤدي إلى تشنج الأعصاب وتكهرب الأجواء من خلال العناوين البارزة،

 

كما أن الصحافة !!!  والإذاعة والتلفزيون يقومون بتهويل المشهد الرياضي والمباريات الرياضية من خلال استخدام لغة تجعلها شبيهة بالحرب،كما أنها قد تبرز الأعمال المفرطة في العنف أو تسكت عنها، كما قد تحثّ بشكل مباشر أو غير مباشر إلى التحيز والتعصب الرياضي.

 

 

 

وعظمت المصيبة حين دخل في هذا الميدان بناتُ ونساء، فانتقلت العدوى إليهن! ورأى الناسُ مظاهر محزنة في هذا الباب!

كم يتألم العاقل حينما يرى صبياً صغيراً لم يتجاوز عشر سنوات يتقطّع من البكاء، ويكاد يغمى عليه لأن ناديه خسر!!

 

ويزداد الألم أكثر حين يرى الإنسانُ في

 

الشغب الرياضي الرقص والاغاني والتفاهات، وازدحام السيارات وكثرة التفحيطات  وقد تنحرف سيارة المشجع التي يتمايل بها طربًا وفرحًا فيفلت زمامها منه فتُزهق أرواح أبرياء

 

قد يكون بينهم أطفال، فكيف يجيب يوم القيامة يوم يأتون قائلين: يا ربنا،

يا ربنا، سله فيم قتلنا؟! كم من طرقات أغلقت وكان في تلك السيارات المعطلة في الزحام امرأة تعاني المخاض،

 

 فتضع طفلها في السيارة، فتتعرض حياتها وحياة وليدها للخطر بسبب فئة غوغائية جاهلة بعواقب الأمور،

 

كم في تلك السيارات من مريض يعاني من أزمة الربو أو أزمة قلبية وهو في حاجة إلى إسعاف سريع، وقد يقضي نحبه والمشاغبون بطبلهم ومزمارهم مشغولون

 

عبادالله :

إن من المؤسف أن هذا التعصب المقيت ساهم في تأجيج ناره، وإثارة غباره بعضُ وسائل الإعلام، !!!

وبعضُ الإعلاميين، وبعضُ المغردين، الذين كان المأمول منهم أن ينشروا الوعي بين شباب الأمة، ويحذروهم من الآثار الوخيمة للتعصب المقيت.

وازدياد هذه الظاهرة يحتّم على الغيورين على بلاد الإسلام عموماً، وبلادنا خصوصاً، وعلى أمنها الاجتماعي، ، وأن يبادروا إلى العمل الجاد على الحد من هذه الظاهرة، وإيجاد الحلول العملية لذلك، وهذا يحتاج إلى تكثيف التوعية في الأندية نفسها، وفي المدارس، والمنابر، مع وضع الأنظمة الصارمة التي تحد من التعدي على حقوق الآخرين، فإن بعض الناس لا يردعه إلا مثل هذا.

عباد الله، فالنتذكّراً  تلك النعمة الكبرى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}

 

 ويقول الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم، مصوراً أحسن حالات المجتمع: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤونات .....

 

 

الخطبة الثانية:

 

لحمد لله الولي الحميد, الواسع المجيد, حكم عباده كونًا وشرعًا بما يريد, فقضى لهم ما تقتضيه حكمته وشرع لهم ما فيه مصلحتهم رحمة بهم وهو أرحم الراحمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل الخلق أجمعين, أعلم الخلق بالله وأتقاهم لله وأنصحهم لعباد الله {عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم } صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما.

أما بعد: عباد الله

 

لقد كرم الله تعالى الإنسان على كثير من خلقه, فأكرمهم وجعلهم خلائف الأرض, (ولقد كرمنا بني آدم), فكرم الله تعالى الإنسان فميزه بكثير مما لا يتوفر في غيره .. ومن بين ما مميز الله تعالى به الإنسان على غيره أن امتن عليه بنعمة ستر العورة, (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ),

 

 

ومما ينبغي للمسلم أن يبتعد عن كل محرم في اللباس, فمن المحرمات إسبال اللباس وإنزاله بالنسبة للرجال إلى ما تحت الكعبين, فقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار), وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (فضول الثياب في النار), ودخل فتى على عمر رضي الله عنه وهو في مرض الموت وكان مسبلاً لإزاره فقال له: (ارفع ثوبك, فإنه أبقى لثوبك (وفي رواية أنقى لثوبك), وأتقى لربك) ـ, ولا شك أن الإسبال يدخل في الإزار والثوب والبنطال , والمشلح , وغيرها.

فإذا كان الإسبال بقصد التكبر والخيلاء فإنه أعظم إثمًا, وعدَّه كثير من أهل العلم من الكبائر,

 

كما يحرم كشف العورة، فإنه يحرم النظر إليها،

 

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ…"[رواه مسلم

 



ومعلوم: أنَّ عورة الرجل التي أمَر الله بسترها من السُّرَّةِ إلى الرُّكْبَة، والفَخِذُ من العورة،

 

عَنْ جَرْهَدٍ رضي الله عنه- أَنَّ النِّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لَهُ: "غَطِّ فَخِذَكَ، فَإِنَّ الْفَخِذَ عَوْرَةٌ"[رواه مالك وأحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم].

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى مَعْمَرٍ وَفَخْذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ، فَقَالَ: "يَا مَعْمَرُ، غَطِّ فَخْذَكَ؛ فَإِنَّ الْفَخْذَ عَوْرَةٌ"[رواه البيهقي والطبراني وغيرهما .


عبادالله      
وما يقابل السرة من الظهر والجانبين يدخل معها في العورة، وكذلك الركبة يدخل معها ما خلفها،

 

وهذا يتساهل فيه كثير من الناس في صلاتهم فيصلي بقميص قصير يستره قائمًا، فإذ ركع أو سجد انكشف موضع العورة من خلفه، بل إن بعضهم لتنحسر سراويله عن أجزاء من سوءته أثناء سجوده وركوعه، فليتق الله أولئك خشية أن تبطل صلاتهم                     .   

ويتساهل كثير من الشباب أثناء اللعب، أو في نزهاتهم، فيلبسون السراويل القصيرة، فتنكشف الركبتين وأجزاء من الفخذين     .

ولا شك أن هذا غلط كبير، ومخالفة صريحة؛ لحديث البشير النذير -صلى الله عليه وسلم- الذي أمر بتغطية الفخذين        

 

هذا وصلوا وسلموا على من امركم بالصلاة عليه .................        


 

المشاهدات 1522 | التعليقات 0