التعجل في إصدار الأحكام
عمر بن عبد الله بن مشاري المشاري
1438/03/27 - 2016/12/26 18:43PM
التعجل في إصدار الأحكام
العجلة مذمومة، والتأني والتؤدة ممدوحة، ومن الآفات التي تطرأُ على المجتمعات آفة العجلة في إصدار الأحكام، أيَّاً كانت تلك الأحكام، وكما قيل: العجلة أمُّ الندامات، ورُبَّ عجلةٍ تهبُ ريثاً، ومعلوم أنَّ الحكم الصحيح هو الذي يُبنى على تصوُّرٍ صحيح، أما إذا بُني على تصوُّر خطأ فإنَّ نتيجة الحكم ستكون خطأً، فمن تولَّى ولايةً تستلزم منه إصدار حكمٍ ما، فإنَّ عليه أنْ يجتهد اجتهاداً كبيراً، وأن يتصوَّر المسألة تصوُّراً دقيقاً صحيحاً، يرافقه التؤدة والتأني، وسؤال الله الاهتداء والتوفيق للحكم الصحيح، ويكون غاية همِّه أن يرضيَ الله تعالى ولو سخط عليه الناس، وغالب من هذا شأنه فإنَّه يوفق ويسدد في أقواله وأفعاله، وثمةَ مرضٌ يستشري في المجتمع، وهو نذير خطرٍ، ومزلقٌ يجب التنبه له، وهو تصنيف الناس ظنَّاً لا يقيناً، أي: أنَّه يصنِّفُ تبعاً لهواه، بالظنِّ الآثم، وغالب من هذا شأنهم، إنَّما يردِّدون ما يسمعون، ويتبعون ما يهوون، ويعادون ويوالون في رجال، لا في ذات الله سبحانه وتعالى، ويُدخلونَ أنفسهم فيما لا مصلحة لهم منه، وقد تصاحب ذلك آثامٌ متعددة، غيبةٌ ونميمةٌ، واستطالةٌ في عرض الأخ المسلم، وكذبٌ وبهتان، وظلمٌ، وخوضٌ فيما لا ينبغي, ومِراءٌ وجدالٌ، وانصرافٌ عن المفيد إلى الضار، وقد دخلت هذه الآفة على أناسٍ فتبدَّلت أحوالهم، وساءت أمورهم، فانصرفوا عن العلم النافع إلى انشغالٍ بالتعصُّب المذموم، الذي يؤدي إلى التفرُّق وشتات الأمر، فعلى المرء الفطنة، والحيطة؛ لئلا يظلمَ أحداً، بقوله أو بفعله، ومن خاض في أعراض الناس فهو إن سلِمَ من العقوبة الدنيويَّة فغداً محاسبةٌ حتى على مثقال الذرة.
إضاءة: التؤدة والتأني فيهما سلامةٌ وعافية، في الأولى والآخرة، والتصوُّر الصحيح للأمور، والاجتهاد في الوصول إلى الحق، يتطلب جهداً ومدافعةً للهوى، حتى يتوصَّل مريد الحق إلى بلوغ الحق ولو كان مخالفاً لهواه.
رابط المقالة في صحيفة الشرق
http://www.alsharq.net.sa/2015/11/15/1434489
العجلة مذمومة، والتأني والتؤدة ممدوحة، ومن الآفات التي تطرأُ على المجتمعات آفة العجلة في إصدار الأحكام، أيَّاً كانت تلك الأحكام، وكما قيل: العجلة أمُّ الندامات، ورُبَّ عجلةٍ تهبُ ريثاً، ومعلوم أنَّ الحكم الصحيح هو الذي يُبنى على تصوُّرٍ صحيح، أما إذا بُني على تصوُّر خطأ فإنَّ نتيجة الحكم ستكون خطأً، فمن تولَّى ولايةً تستلزم منه إصدار حكمٍ ما، فإنَّ عليه أنْ يجتهد اجتهاداً كبيراً، وأن يتصوَّر المسألة تصوُّراً دقيقاً صحيحاً، يرافقه التؤدة والتأني، وسؤال الله الاهتداء والتوفيق للحكم الصحيح، ويكون غاية همِّه أن يرضيَ الله تعالى ولو سخط عليه الناس، وغالب من هذا شأنه فإنَّه يوفق ويسدد في أقواله وأفعاله، وثمةَ مرضٌ يستشري في المجتمع، وهو نذير خطرٍ، ومزلقٌ يجب التنبه له، وهو تصنيف الناس ظنَّاً لا يقيناً، أي: أنَّه يصنِّفُ تبعاً لهواه، بالظنِّ الآثم، وغالب من هذا شأنهم، إنَّما يردِّدون ما يسمعون، ويتبعون ما يهوون، ويعادون ويوالون في رجال، لا في ذات الله سبحانه وتعالى، ويُدخلونَ أنفسهم فيما لا مصلحة لهم منه، وقد تصاحب ذلك آثامٌ متعددة، غيبةٌ ونميمةٌ، واستطالةٌ في عرض الأخ المسلم، وكذبٌ وبهتان، وظلمٌ، وخوضٌ فيما لا ينبغي, ومِراءٌ وجدالٌ، وانصرافٌ عن المفيد إلى الضار، وقد دخلت هذه الآفة على أناسٍ فتبدَّلت أحوالهم، وساءت أمورهم، فانصرفوا عن العلم النافع إلى انشغالٍ بالتعصُّب المذموم، الذي يؤدي إلى التفرُّق وشتات الأمر، فعلى المرء الفطنة، والحيطة؛ لئلا يظلمَ أحداً، بقوله أو بفعله، ومن خاض في أعراض الناس فهو إن سلِمَ من العقوبة الدنيويَّة فغداً محاسبةٌ حتى على مثقال الذرة.
إضاءة: التؤدة والتأني فيهما سلامةٌ وعافية، في الأولى والآخرة، والتصوُّر الصحيح للأمور، والاجتهاد في الوصول إلى الحق، يتطلب جهداً ومدافعةً للهوى، حتى يتوصَّل مريد الحق إلى بلوغ الحق ولو كان مخالفاً لهواه.
رابط المقالة في صحيفة الشرق
http://www.alsharq.net.sa/2015/11/15/1434489