التشبيح على الطريقة الطلاسية د. حسان الحموي

التشبيح على الطريقة الطلاسية د. حسان الحموي



في بادرة هي الأسوء منذ اندلاع الثورة السورية المباركة يظهر علينا المعارض المستقل رئيس وفد المنبر الديمقراطي السوري ليرمي بمبادرته خلال زيارته لموسكو أمس ، بأن مناف طلاس شخصية مقبولة كرئيس حكومة انتقالية في سورية .

وطبعا لن نقول بأن الحراك الدولي في الفترة الأخيرة أنتج ما أسمته بالخطة الأميركية الأوروبية لتسليم السلطة من بشار الاسد لمناف طلاس ، وان تسفير مناف طلاس من سوريا كان بتدخل أميركي لهذا الغرض؛ حيث أعطيت أوامر لبشار بعدم محاولة منع مناف من السفر، وهذا ما أكدته الأخبار الواردة من الداخل السوري ؛ بأن مناف طلاس حصل على اجازة رسمية من الأسد نفسه ، وخرج من صالة التشريفات في مطار دمشق الدولي ، وفي سياق هذه الخطة تجري الان محاولات لتبييض صفحة مناف وتلميعه لدى الشعب السوري وذلك بإشاعة اخبار انشقاقه؛ وهذا ليس انشقاق وانما السفر للتآمر وتسليم السلطة، وايضا إشاعة خبر انه كان مهمشا خلال العام السابق والكثير من الثوار والشهود يؤكدون مشاركته في قمع الثورة واجرام النظام؛ وخاصة في دوما ....


كل هذه المؤامرة لإقناع الشعب السوري بتقبل فكرة مناف طلاس رئيساً كحل سياسي مقترح من الدول الغربية عملا بالمثل القائل الغريق يتعلق بقشة.......
فهل الشعب السوري بهذه السذاجة ليرضى بأحد من مخلفات النظام السابق ....
هذا الشعب الذي اثبت في هذه الثورة تفوقه في جميع المجالات ، قدم أروع التضحيات في تاريخ البشرية ، ومازال يقدم على مذبح الحرية مئات الأحرار المخلصين لبلدهم ، يرضى في النهاية أن يسلم زمام أموره لشخصية لم يعرف عنها ولا عن المحيطين بها إلا الولاء المطلق للعائلة الاسدية خلال سني الحكم في العقود الأربعة الماضية .


وبالتالي فإن الواقعية الغير مثالية لأمثال ميشيل كيلو والتي ترى في مناف أو غيره شخصية مقبولة لقيادة الثورة في المرحلة المقبلة سوف تسرق من الشعب ثورته من جديد؛ ويعود الى سابق عهده وكأنك يا زيد ما غزيت ؛ ويدخل السوريون في دوامة الدولة الطلاسية لعقود قادمة وينسى ما نادى به خلال اشهر الثورة العجاف ليجد نفسه بعيدا عن الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية التي كان ينشدها .....
خاصة وأن انشقاق مناف طلاس أصلا اثار الكثير من علامة الاستفهام ، مع الأخذ بعين الاعتبار التكتم الشديد من قبل الطغمة الحاكمة في سورية سواء على المستوى الرسمي أو في صفحات التواصل الاجتماعي ؛ عن موضوع الانشقاق هذا ، أو النيل من هذه الشخصية سواء من قبل الاعلام الكاذب أو المسؤولين عن إدارة ما يسمى عندهم بالأزمة السورية .

اليوم خرج علينا ميشيل كيلو من موسكو يبشرنا بأنه لامانع لدية ولدى معارضة النظام السوري: من وضع مناف طلاس رئيسا للوزراء في الحكومة الانتقالية المزمع تشكيلها بالتوافق ما بين الموالاة للأسد والمعارضة الخلبية وبتأييد دولي منقطع النظير ........

هذه اللعبة المكشوفة والتي تمت بالاتفاق مع النظام من اجل وضع مناف طلاس رئيسا للوزراء ، فضحها أبناء الثورة من اللحظة الأولى ، في تلبيسة عندما صوروا شخصية مناف كدمية يتحكم بها بشار من الأعلى ، ليعلن فيها بشار عن انشقاق مناف ، وكانت ابلغ صورة عن الواقع الحقيقي لهذه المهزلة.

إن ادراك الروس بحتمية زوال بشار اضطرهم للبحث عن شخصية بديلة تضمن ولائها الكامل وتخرج من نفس المدرسة الأسدية لذلك نرى ميشيل كيلو يؤكد من روسيا بعدم تمسك الجانب الروسي ببشار الاسد رئيساً للمرحلة القادمـــــة.
ويضيف بأن مناف طلاس هو شخصية مقبولة لترأس المرحلة الانتقالية، ولكن من الذي طرح هذا الاسم؟، الروس أم ميشيل؟ ، ومن الذي فوض ميشيل التحدث باسم الشعب السوري ؟.

و مالذي جعله ينوه لذلك ؟؟

هل يعقل أن يثق الشعب السوري بخليفة مصطفى طلاس ؟؟؟

مصطفى طلاس ذاك الخل الوفي لمجرم حماه !!.

هذه العصابة التي تمتلك فيتو ضد المساءلة والمحاسبة والتي تستطيع التجول في جميع أنحاء العالم ، دون أن يتعرض لها أحد !!.

هذا الوليد من ذاك الأب الذي شارك في أحداث حماه ، وما أدراك ما أحداث حماة!!.

فهل هذا تسارع في الأحداث أم هناك أمر مبيت ؟؟؟.

وهل يريد صاحب الواقعية السياسية الوصول الى نظام ديمقراطي عن طريق القاتل مناف طلاس ابن المجرم المعروف مصطفى طلاس ؟؟.

هنا ترسم ملامح معارضة ليس لها من الثورة ناقة أو جمل، ركبت موجة الاختلافات والانقسامات والصراعات التافهة، لتجد لها موضع قدم على الخارطة السياسية السورية.

وبالتالي فإنها تدق اسافيل تابوتها بيدها لتلحق بركب من سبقوها الواحدة تلو الأخرى، لأنها لم تعي أن العقل الجمعي لثوار الشارع؛ و الذي يظنه هؤلاء أنه بسيط ؛ فاق وتعدى كل وعيهم السياسي الواقعي ، الذي مازالوا يخبرونه منذ 40 عاما ، والآن يريدون أن يسرقوا حتى الطباشير التي خط بها أطفال درعا إعلان ثورتهم على الطغاة، وينسبوها لهم .

سيسقطكم ثوار الشارع قبل بشار إذا لم يرجعوا لصوابكم ، فهم من صنع الثورة ، وهم الذين يضحون؛ وهم من سيرسمون معالم سوريا الجديدة، فروح حمزة وهاجر والقاشوش ؛ وليس أنتم من سيسطر بنود دستور سوريا القادم.

فالكلاب لم تنجب يوما غزلانا، و التشبيح على الطريقة الطلاسية لن يرضي ثوار الشارع.فلا يمكن أن نرى الخير من السلالة الطلاسية . وإن حدث هذا لا سمح الله فلا خير فينا و نكون قد أفشلنا ثورتنا و ضاعت دماء شهدائنا سدى..

وطبعا لا نعمم لأن الاستثناء موجود في البطل / عبدالرزاق طلاس الذي نفديه بروحنا ودمائنا.
المشاهدات 1328 | التعليقات 0