التشبت بقيم ديننا الاسلامي الحنيف وروح المبادرة الاجتماعية والأخلاق الحميدة

زراك محمد
1435/07/18 - 2014/05/17 20:54PM
[font="]محاضرة تحت عنوان : التشبت بقيم ديننا الاسلامي الحنيف وروح المبادرة الاجتماعية والأخلاق الحميدة[/font]
[font="] نظمتها: المنظمة المغربية للكشاف المتوسطي فرع اولاد برحيل. [/font]
[font="] اعداد وتقديم : محمد زراك إمام وخطيب المسجد الكبير بأولاد برحيل تارودانت[/font]
[font="]نص المحاضرة : [/font]
[font="]لبسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه [/font]
[font="]أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بادئ ذي بدء أشكر كل من ساهم في نجاح هذا اللقاء الديني المبارك، وأدعو الله أن يبارك فيكم جميعا ، وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال[/font]
[font="]في الحقيقة رؤية الكثير من الشباب معنا....شيء يُشعر الإنسان بأمل كبير جدا، فإذا كنا نقرأ في الجرائد ونرى في الشوارع الشباب بعيدا جدا عن منهج الله، فرؤيتهم معنا في محاضرة دينية تجعل الإيمان يدب في القلوب. [/font]
[font="]عنوان هذا العرض هو التشبث بقيم ديننا الحنيف وروح المبادرة الاجتماعية والاخلاق الحميدة وسأقدمه في عناصر خمسة:[/font]
[font="] 1مقدمة عن الشباب.[/font]
[font="] 2التمسك بقيم ديننا الحنيف.[/font]
[font="] 3التشبت بروح المبادرة الاجتماعية.[/font]
[font="] 4التخلق بأخلاق الاسلام الحميدة.[/font]
[font="] 5الدعاء سائلين المولى سبحانه أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.[/font]
[font="]حديث افتتاح هذه المحاضرة هو قول الرسول [/font][font="] : «أوصيكم بالشباب، فإنهم أرق أفئدة، إن الله بعثني بشيرا ونذيرا فحالفني الشباب وخالفني الشيوخ».[/font]
[font="]ولا يخفى عليكم أن الشباب في عصرنا مستهدف بجميع الوسائل، مستهدف من وسائل الإعلام بالفسق والاغاني والافلام. مستهدف من دعاة التنصير الذين يوجدون في هذه المدينة، ويستغلون في الشباب الفقر والجهل ، ولا أقول هذا من تلقاء نفسي، بل هذا هو الواقع الذي لا يرتفع.[/font]
[font="]وإن فترة الشباب هي مرحلة القوة لها ذوق خاص، والإنسان مهما كان لا يحب الخروج من فترة الشباب، فحين يرى بوادر المغادرة من مرحلة الشباب إلى مرحلة الشيب يبادر بطمسها، فيتخوف من الصلع ومن الشعر الابيض حين ينزل برأسه؛ فيكون كما قال القائل: [/font]
[font="] وزائـرة للشيـب حلـت بمفرقـي [/font]
[font="] فبادرتـها بالنتـف خوفا من الحتف[/font]
[font="] فقالت: على ضعفى استطلت ووحدتي [/font]
[font="] رويدك للجيش الذي جـاء من خلفي[/font]
[font="]والإنسان عندما يبلغ من الكبر عتيا، أحلى ما يتمنى وأغلى ما يرجو: لو رجع شبابه إليه وهيهات! وقديما قيل:[/font]
[font="]ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب[/font]
[font="] [/font]
[font="]وأما العنصر الثاني من عناصر هذه المحاضرة فهو التشبث بقيم ديننا الحنيف، في الحقيقة، أنا لا أريد أن هذا العرض كلاما فقط, ولكني أتمنى أن تفكر معي وأنا أتكلم، فقد أخبرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام، بأنه ستكون في آخر الزمان فتن فيقول عليه الصلاة والسلام : ((بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل)) وفي زمن كثرت فيه الشهوات والشبهات التي تصرف المرء عن مبادئ دينه يقول الرسول : ((يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر)) ولأننا نعيش في فتن تلاطمت، وشُبَه انتشرت ازدادت الحاجة إلى معرفة عوامل الثبات والتمسك بقيم ديننا الحنيف، أما سلفنا الصالح فإنهم كانوا يجمعون بين طاعة الله ومجتمع صالح يعينهم على ذكر الله. [/font]
[font="]إخوة الإسلام، إن من رحمة الله عز وجل بنا أن بين لنا في كتابه وعلى لسان نبيه وفي سيرة نبيه وسائل كثيرة للثبات لعلنا نتناول بعضًا منها، فمن هذه الوسائل:[/font]
[font="]أولاً: الإقبال على كتاب الله، كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً لأنه يزرع الإيمان ويزكي النفوس، ولأنه يزوّد المسلم بالتصوّرات الصحيحة للواقع، والإقبال على القرآن يكون بتفسيره وحفظه وتحفيظه وفهمه وتدبره وقرائته وتلاوته وتطبيقه فإياك أن تقطع صلتك بالقران، لأنه هو النور الذي يضيء لك الطريق.[/font]
[font="]ثانيًا: المحافظة على الصلاة في وقتها والإكثار من الأعمال الصالحة وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ [/font]
[font="]ثالثًا:: ومن ذلك أيضا التربية الصحيحة للنفس، تربية إيمانية علمية ،قائمة على الدليل الصحيح، فتعالوا بنا نرجع الى سيرة رسول الله [/font][font="] لكي ندرك أهمة هذا الأمر، ولنسأل أنفسنا: ما مصدر ثبات صحابته رضوان الله عليهم؟ كيف ثبت خباب وبلال وحبيب وغيرهم من المستضعفين تحت التعذيب الفردي أو الجماعي؟ [/font]
[font="]فهذا خباب بن الأرت كانت مولاته تحمي أسياخ الحديد حتى تحمر ثم تطرحه عليها عاري الظهر، فلا يطفئها إلا شحم ظهره حين يسيل عليها، ما الذي جعله يثبت كل هذا الثبات؟! [/font]
[font="]وهذا بلال لاقى (أمية بن خلف أنواعا من الأذى فكان إذا حميت الشمس وقت الظهر يلقيه أمية على ظهره ثم يضع حجرا كبيرا على بطنه ويقول له ستظل هكذا حتى تكفر بمحمد وتؤمن بالات والعزى وهو يقول(أحد ....أحد[/font]
[font="]وهذا حبيب بن زيد شاب من شباب المسلمين ، أرسله رسول الله الى مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة، ففتح رسالة رسول الله فوجد فيها[/font]
[font="]بسم الله الرحمن الرحيم .. من محمد رسول الله .. إلى مسيلمة الكذاب .. السلام على من اتبع الهدى .. أما بعد فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) .. [/font]
[font="]فغضب مسيلمة وانتفخت أوداجه ولو علم الله فيه خيرا لأسمعه ثم التفت الى حبيب وقال : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ ..[/font]
[font="]قال حبيب : نعم .. أشهد أن محمداً رسول الله .. قال : وتشهد أني رسول الله ؟[/font]
[font="]فقال له حبيب مستهزئاً : لا أسمع شيئا[/font]
[font="]فأعاد عليه مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ .. قال حبيب : نعم .. وتشهد أني رسول الله ؟ فقال حبيب : إني لا أسمع شيئاً !![/font]
[font="]فأعاد عليه السؤال .. فكرر حبيب الجواب ..[/font]
[font="]فغضب مسيلمة .. ودعا السياف ..فقطع يده[/font]
[font="]فصاح به مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ ..[/font]
[font="]فأشار حبيب برأسه : نعم .. قال : وتشهد أني رسول الله ؟[/font]
[font="]فأشار برأسه : لا .. فأمر مسيلمة سيافه ..[/font]
[font="]فقطع يده .. ثم قطع رجله .. وراح يقطع جسده قطعة قطعة .. حتى فاضت روحه الى بارئها فلما بلغ هذا الخبر أمه قالت كلمة خالدة في كتب التاريخ لمثل هذا ربيته وعند الله احتسبته بايع رسول الله صغيرا ووفى له كبيرا، فحمدت الله وشكرته كثيرا، أرأيتم كيف يصنع الايمان الصحيح الرجال؟؟[/font]
[font="]رابعا: اترك أصحاب السوء فورا واحرص على ان يكون أصدقاء صالحون, والصديق الصالح هو الذي يذكرك بالله إذا رآك، ويوصلك إلى مولاك[/font]
[font="]وأخيرًا أيها الشباب إن كل تلك الوسائل فقيرة ومحتاجة إلى الالتجاء إلى الله، فعليكم بالإكثار من الدعاء ادع الله على قدر استطاعتك يا رب ثبتني على الحق... يا رب احفظني من الباطل.. أرني الحق حقا وارزقني اتباعه.. وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه.. فقد كان عليه الصلاة والسلام يكثر من قول: ((اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك)).[/font]
[font="]العنصر الثالث من عناصر هذه المحاضرة: التشبت بروح المبادرة الاجتماعية[/font]
[font="]وهو العمل الانساني التطوعي ، وذلك يكون بمد يد العون للناس، وبذل المعروف في تلبية حاجاتهم، ودفع الأذى عنهم، وتخفيف المعاناة عن مصابهم، سواء أكان ذلك ماديا أم معنويا ابتغاء مرضاة ربهم، قال تعالى:( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا، وهو من هدي الأنبياء والأصفياء، فهذا نبينا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام قد شارك في حرب تسمى حرب الفجار دفاعا عن مكة وأهلها، فكان يزود أعمامه بالنبال والسلاح وعمره لم يصل العشرين. [/font]
[font="]ثم شارك في حلف الفضول وعمره عشرون سنة، فكان فيه عضوا مؤسسا، وحلف الفضول: هو عبارة عن جمعية خيرية مهمتها نصرة المظلوم حتى يأخذ حقه من الظالم. [/font]
[font="]ثم شارك[/font][font="] في بناء الكعبة، عندما انهدمت بسبب الأمطار، وعمره خمس وثلاثون سنة، فكان يحمل الحجارة بنفسه[/font][font="].[/font]
[font="]وهذا ذو القرنين يقيم سدا بين جبلين، متطوعا لا يأخذ على فعله من الناس أجرا، قال عز وجل:( قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال ما مكني فيه ربي خير، تطوع وأبى أن يأخذ منهم أجرا.[/font]
[font="]». فما من شيء يفعله المرء أو يقوله من أعمال الخير والبر تطوعا لله تعالى إلا وكتب الله له به صدقة، وكان له يوم القيامة قربة ورفعة.[/font]
[font="] [/font]
[font="]وأما العنصر الرابع فهو التخلق بالأخلاق الحميدة: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا فلا يسمر رسول الله مع السامرين، ولا يسهر في ليالي اللهو والفسق مع الساهرين، ولم يشرب[/font][font="] الخمر قط، ولم يسجد لصنم قط، ولم يزن قط ولم تعرف عنه الخيانة، ولا الكذب، ولا الغش، حتى لقبه قومه في الجاهية قبل الاسلام بالصادق الأمين.[/font]
[font="] وتزوج وعمره خمس وعشرون سنة، والزواج المبكر للشباب بركة ووقاية من الفساد. [/font]
[font="]وكان يقول [/font][font="] بعد النبوة: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»، وقال[/font][font="]: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله»، ومنها: «شاب نشأ في عبادة الله»، وقال[/font][font="]: «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال»، ومنها: «عن شبابه فيما أبلاه»، [/font]
[font="]فما أحوج شبابنا للإقتداء بأخلاق المصطفى[/font][font="] خصوصا ونحن في عصر أصبحت فيه الرذيلة فضيلة، والفساد حضارة.[/font]
[font="]العنصر الخامس: الدعاء : اللهم[/font]
المشاهدات 1929 | التعليقات 0