الترشيد في استهلاك المياه اتباعاً واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم

محمد البدر
1439/06/21 - 2018/03/09 04:57AM
الخطبة الأولى:
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿ قلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾[الملك: 30] { غوراً } غائراً ذاهباً في الأرض. ففي ذلك بيان لنعمة الماء ظاهرا وباطنا أي مياه الأنهار والمياه الجوفية فالماء حياة للأرض وللانسان وللنبات والحيوان لذلك يجب أن نحافظ عليه من الزوال ونحمد الله على هذه النعمة ونقتصد في استعماله فالماء هو عصب الحياة ويحتاج إلى حسن تدبير واقتصاد.
عِبَادَ اللَّهِ:إن الكثيرُ من الناس يشتكي ويتذمر اليوم من ارتفاع فواتير الماء والكهرباء والهاتف ، وسبب ذلك يعود إلى الإسراف في استعمالها وهدرها ، كذلك عدم توعية وتربية أفراد الأسرة على قواعد صارمة في اقتصاد الماء والطاقة فلو أننا اتبعنا واقتدينا بالنبي صلى الله عليه وسلم  لساهم ذلك في حفظ مقومات الحياة من المياه والطاقة، ولوقع ترشيد نفقات الأسر في الماء والكهرباء والطاقة وغيرها . فقد نبّهت السنة إلى وجوب الاقتصاد في استعمال الماء فعَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ قَالَ أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ قَالَ نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ »صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (3292).
وأعطى عليه الصلاة والسلام القدوة من نفسه في اقتصاد الماء وتجنب الإسراف فيه. فعن أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنْه قال كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « يَغْسِلُ أَوْ كَانَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
كما اقتدت أم المؤمنين عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاقتصاد في الوضوء وعلمته الصحابة، فعن أَبَي سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه قال دَخَلْتُ أَنَا وَأَخُو عَائِشَةَ عَلَى عَائِشَةَ فَسَأَلَهَا أَخُوهَا عَنْ غُسْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ نَحْوًا مِنْ صَاعٍ فَاغْتَسَلَتْ وَأَفَاضَتْ عَلَى رَأْسِهَا وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهَا حِجَابٌ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
عِبَادَ اللَّهِ:يجب أن تعلموا أنكم وإن امتلكتم الماء أو الطاقة ظاهرا، وأديتم ثمنهما من مالكم الخاص فهو ليس ملكا لكم، بل ملك للأمة كافة على امتداد الأزمنة. فالأمة بحاجة إلى استنبات عادات ايجابية في حفظ الماء ومصادر الطاقة، وهي لا تتطلب سوى وعي وانتباه وادراك قَالَ تَعَالَى:﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30] 
عِبَادَ اللَّهِ:ديننا ينهى ويحذر من الاسراف والتبذير في المياه فمن صور الاسراف الغير مقبولة الاسراف في استخدام الماء واستعماله ،لاسيما الماء الصالح للشرب فيهدره في ريّ المزروعات وغسل السيارات وتنظيف الأفنية و المبالغة في استعماله في المطابخ ودورات المياه  وغيرها. 
ومن صور التبذير والاسراف إهدارمياه المساجد:
فتجد الكثير من الناس عند وضوئهم يفتحون الماء بشدة حتى يندفع ويسيل بقوة والبعض يتركون الماء يسيل من الصنبور والماء يتدفق منه بغزارة ولا يبالون بذلك ، كذلك البعض وخاصة في مساجد الأسواق لا يحسن التصرف مع صنبور الماء وقد يستخدم العنف مما قد يسبب تلف أو كسر أو خلع فيخرج الماء متدفقهاً ولا يلق لهذا بالاً ولا يهتم ...فهل يعلم هذا وذاك أن الماء هو من مال الوقف، أي أننا نبذر مال الغير الذي حبسوه لمصلحة محددة وإذا بكم تعتدون فيها والله لا يحب المعتدين .
..أقول قولي هذا ..
 
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللَّهِ: يعتبر الترشيد في استهلاك الكهرباء و المياه تصرف حضاري حيث يؤدي الاستخدام الأمثل و الفعلي لهما إلى تخفيض الاستهلاك و المحافظة على الموارد فيجب أن يعتاد الناس ترشيد وتقليل الماء المستعمل في الوضوء والاغتسال لذلك علينا أن نتذكر أن الماء نعمة كبيرة وأنه أصل كل شيء حي وأن نقتصد في استعماله ونتأكد ونتفقد توصيلات المياه في المنزل أو مقر العمل أو المساجد وأن نقوم بصيانتها دائماً،فقطرات المطر قد يحدث منها فيضانات و سيول وغيرها فقطرة وراء قطرة تصبح سطلا كبيرا.الا وصلوا..
المشاهدات 1604 | التعليقات 0