التَّحْذِير مِنْ خَطَرِ حِزْب السرورية الإخواني

عايد القزلان التميمي
1443/03/15 - 2021/10/21 13:36PM
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعَزَّنَا بِالْإِسْلَام ، وَأَكْرِمْنَا بِالْإِيمَان ، وَرَحِمَنَا بِنَبِيِّه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، فَهَدَى بِهِ مِنْ الضَّلَالَةِ ، وَجَمَع بِهِ مِنْ الشَّتَات ، وَأَلَّفَ بِهِ مِنْ الْفِرْقَةِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا . .
أمَّا بعد: فاتقوا الله أيَّها المؤمنون، واعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَتَفَرّقَ الْمُسْلِمُونَ فِي دِينِهِمْ شيعاً وأحزاباً يَلْعَن بَعْضُهُم بعضاً وَيَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ، فَإِنَّ هَذَا التَّفَرُّق مِمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَذَمِّ مَنْ أَحْدَثَهُ أَوْ تَابَعَ أَهْله وَتَوَعَّد فَاعِلِيه بِالْعَذَاب الْعَظِيم ، وَقَدْ تَبَرَّأَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، وقال تعالى : {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
أيها المؤمنون : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ بِالِاجْتِمَاعِ عَلَى الْحَقِّ وَنَهَى عَنْ التَّفَرُّقِ وَالِاخْتِلَافِ قَالَ تَعَالَى : (( إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إنَّمَا أَمْرُهُمْ إلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يفعلون)) ، وَأَمَر الْعِبَادَ بِاتِّبَاعِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ ، وَنَهَاهُمْ عَنْ السُّبُلِ الَّتِي تُبعدنا عَنْ الْحَقِّ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ : ” وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مستقيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تتقون”
عباد الله إن الِاعْتِصَام بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ السَبِيل لاجْتِمَاعُ الْكَلِمَةِ  وَوَحْدَة الصَّفّ ، قَالَ تَعَالَى : “واعتصموا بِحَبْلِ اللَّهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنْتُم عَلَى شَفَا حُفْرَةٌ مِنْ النَّارِ فأنقذكم مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تهتدون” . فعُلم مِنْ هَذَا : أَنَّ كُلَّ مَا يُؤَثِّرُ عَلَى وَحْدَةِ الصَّفّ حَوْل وُلَاةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَثَّ شُبَه وأَفْكَار ، أَوْ تَأْسِيسُ جَمَاعَات ذَات بَيْعَةٍ وَتَنْظيم ، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَهُوَ مُحْرِمٌ بِدَلَالَة الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ .
وَفِي طَلِيعَة هَذِه الْجَمَاعَاتِ الَّتِي نُحَذِّر مِنْهَا حِزْب السُّرُورِية الَّذِي هُوَ فَرْعُ مِنْ جَمَاعَة الْإِخْوَان الْمُسْلِمِين ،
وَمَن أَفْكَارِها الرَّئِيسِيَّة الطَّعن فِي عُلَماء أَهْلِ السُّنَّةِ الْمُعْتَبَرِين والطّعن فِي حكّام الْمُسْلِمِين تصريحاً أَو تلميحاً وَالتَّشْكِيك فِي وِلَايَتِهِم وَتَهْيِيج الشُّعوب عَلَى حُكَّامِهِم , وَدَعْوَتَهُم إلَى الثورات والمظاهرات بِدَعْوَى الْمُطَالَبَة بِالْحُقُوق , وَلَيْسَت أحْدَاثُ مَا يسمّى بِالرُّبَيِّع الْعَرَبِيّ عَنَّا بِبَعِيد حَيْث انْكَشَف الْكَثِيرُ مِنْهُمْ فِي هَذِهِ الْفِتْنَةِ . فَهِي جَمَاعَةٌ مُنْحَرِفَةٌ ، قَائِمَة عَلَى مُنَازَعَة وُلَاةِ الْأَمْرِ وَالْخُرُوج عَلَى الْحُكَّامِ ، وَإِثَارَة الْفِتَنِ فِي الدُّوَلِ ، وزعزعة التَّعَايُش فِي الْوَطَنِ الْوَاحِد ، وَوَصف الْمُجْتَمَعات الْإِسْلَامِيَّة بِالْجَاهِلِيَّة .
وَمِمَّا تَقَدَّم يَتَّضِحُ أَنَّ جَمَاعَة السرورية لَا تُمَثِّل مَنْهَج الْإِسْلَام ، وَإِنَّمَا تَتْبع أَهْدافَها الحزبية الْمُخَالَفَة لِهَدْي دِينَنَا الْحَنِيف ، وتَتَسَتّر بِالدِّيْن وتُمارس مَا يُخَالِفُهُ مِنْ الْفِرْقَةِ وَإِثَارَة الْفِتْنَة وَالْعُنْف وَالْإِرْهَاب.
وَقَد حذّر مِنْ خَطَرِ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ الشَّيْخُ ابْنُ بَاز والألباني والفوزان وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ .
فَعَلَى الْجَمِيع الْحَذَر مِنْ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ وَعَدَم الانْتِماء إلَيْهَا أَوْ التَّعَاطُفِ مَعَهَا .
عِبَادِ اللَّهِ يَجِبُ عَلَيْنَا الرُّجُوعُ إلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ عَلَى طَرِيقَةِ خَيْر قُرُون هَذِهِ الْأُمَّةِ فهماً وعلماً وعملاً وَمُعَامَلَة , مرتبطين بِعُلَمَائِنَا الْكِبَار الثِّقَات , وَنَسْمَع ونطيع لَوْلَاة أمِرْنَا فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ اللَّهِ وهاجرين لِلْبِدَع وَأَهْلهَا , تَارِكِين مَنْ لَا يُعرف حَالَه مِنْ الْمَجْهُولِين , سَائِرِينَ عَلَى الْجَادَّةِ فِي عِلْمِ السُّنَّةِ وَالْعَقِيدَة وَمَا يَجِبُ عَلَيْنَا تَعَلُّمه , حريصين عَلَى فَهْم حِيل أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ , مَع فَهْمِ الْوَاقِعِ مِنْ حَوْلَنَا .
 وَاَللَّهَ نَسْأَل أَنْ يَحْفَظَنَا جميعاً مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَفِتْنَة .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ مَا قد سمعتم ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. 
الخطبة الثانية
/ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ هيَّأ لِعِبَادِه سبيلَ الْهِدَايَة وَالِاسْتِقَامَة وَنَهَاهُمْ عَنْ اتِّباع سُبل الْبِدَعِ وَالضَّلَالِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَد أنَّ نبيّنا محمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ فَيَا عِبَادَ اللَّهِ : قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَاز رَحِمَهُ اللَّهُ أَنْ الانْتِمَاءُ إِلَى الأَحْزَابِ الْمُحْدَثَة الْوَاجِب تَرْكهَا ، وَإِن يَنْتَمِي الْجَمِيعُ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ﷺ ، وَإِن يتعاونوا فِي ذَلِكَ بِصِدْق وَإِخْلَاص ، وَبِذَلِك يَكُونُونَ مِنْ حِزْبِ اللَّهِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهِ سُبْحَانَهُ فِي آخِرِ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ )) أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) بعدما ذكر صفاتهم العظيمة في قوله تعالى (( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ))
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : إنَّ النَّجَاة وَالْفَلَاح فِي التَّمَسُّكِ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ بِفَهْم وَهُدى السَّلَفِ الصَّالِحِ – الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَصَحَابَة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ فَعَن الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ : وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا القلـوب ، فقـال قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ : ((أوصيكم بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فَإِنَّهُ مِنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اختلافاً كثيراً فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضلالة)) .
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله ....  
المرفقات

1634823733_التحذير من خطر حزب السرورية 16-3-1443.doc

المشاهدات 2690 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا