التحذير من جماعة الإخوان المسلمين -مسجد قباء- (يوتيوب + DOC + PDF)

المساجد الثلاثة
1442/04/03 - 2020/11/18 22:38PM

خطبة الجمعة 27 ربيع الأول 1442هـ – 13 نوفمبر 2020م
مسجد قباء
فضيلة الشيخ : عبدالرحمن المغامسي
بعنوان: التحذير من جماعة الإخوان المسلمين
لمشاهدة الخطبة:
https://youtu.be/hL4iW3GRD44
نص الخطبة:

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واستقيموا على طاعته، واعتصموا بحبله.

إخوة الإسلام: كان الناس في الجاهلية في تفرّقٍ وضياعٍ وشتات، قال تعالى: {كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53]، فجاء نبينا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد والاجتماع، قال تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ} [الشورى: 13]، ونهانا الله عن مشابهة أهل الجاهلية في تفرّقهم واختلافهم بقوله: {وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ} [آل عمران: 105]، ومن هنا كان لزامًا على كل مسلم أن يلزم أمر الله بالاجتماع على الحق، وعدم التفرّق في الدين، والسمع والطاعة لولاة أمر المسلمين، ومع تَبَيُّنِ هذا الأمر وظهوره، وكثرة النصوص الدالة عليه إلا أن فرقًا منتسبةً للإسلام سعت في شق عصا الطاعة، والخروج عن الجماعة، وتفتيت كلمة المسلمين. ولم يزل أهل العلم من أهل السنة والجماعة ملتزمين دلائل القرآن والسنة من الأمر بالاجتماع والائتلاف، والتحذير من التفرّق والاختلاف، محذِّرين من أهل البدع والضلال، مبينين خطر الخروج عن الجماعة.

ومن ذلك ما جاء في بيان هيئة كبار العلماء في بلادنا المملكة العربية السعودية، وممّا جاء فيه، قولهم: فإن الله تعالى أمر بالاجتماع على الحق، ونهى عن التفرّق والاختلاف، قال تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ} [الأنعام: 159]، وأمر العباد باتباع الصراط المستقيم، ونهاهم عن السبل التي تصرف عن الحق، فقال سبحانه: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 153].

وإنما يكون اتباع صراط الله المستقيم بالاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن من السبل التي نهى الله تعالى عن اتباعها: المذاهب والنحل المنحرفة عن الحق، فقد ثبت من حديث عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه أنه قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًّا بيده، ثم قال: "هذا سبيل الله مستقيمًا". قال: ثمّ خط عن يمينه وشماله، ثم قال: "هذه السبل ليس منها سبيلٌ إلا عليه شيطانٌ يدعو اليه، ثم قرأ: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ}". [رواه الإمام أحمد]. قال الصحابي الجليل عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما في قوله تعالى: {فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ} [الأنعام: 153]، وقوله: {أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ} [الشورى: 13] ونحو هذا في القرآن قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله، والاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو سبيل إرضاء الله، وأساس اجتماع الكلمة ووحدة الصف، والوقاية من الشرور والفتن، قال تعالى: {وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءً فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنًا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ} [آل عمران: 103].

فعلم من هذا أن كل ما يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بثّ شبه وأفكار، أو تأسيس جماعاتٍ ذات بيعةٍ وتنظيم، أو غير ذلك فهو محرّمٌ بدلالة الكتاب السنة، وفي طليعة هذه الجماعات التي نحذر منها: (جماعة الإخوان المسلمين) فهي جماعةٌ منحرفة، قائمةٌ على منازعة ولاة الأمر، والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية، ومنذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عنايةٌ بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم.

ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئًا بالشرور والفتن، ومن رحمها خرجت جماعاتٌ إرهابيةٌ متطرفة عاثت في البلاد والعباد فسادًا مما هو معلومٌ ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم.

ومما تقدّم يتضح أن جماعة الإخوان المسلمين جماعةٌ إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين، وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب.

فعلى الجميع الحذر من هذه الجماعة، وعدم الانتماء إليها، أو التعاطف معها.

والله نسأل أن يحفظنا جميعًا من كلِّ شرٍ وفتنة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فيا عباد الله: لقد نصح لكم نبيّكم صلى الله عليه وسلم الناصح لأمته المشفق عليها، فحذّركم من الفتن المهلكة، ونهى عن اتباع الأهواء المضلة، وبَيّن خطر الخروج عن جماعة المسلمين وإمامهم، قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهليةٍ وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: "نعم". فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن". قلت: وما دخنه؟ قال: "قومٌ يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هدي، تعرف منهم وتنكر". فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاةٌ على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها". فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ قال: "نعم، قومٌ من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا". قلت: يا رسول الله، فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". فقلت: فإن لم تكن لهم جماعةٌ ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضّ على أصل شجرةٍ حتى يدركك الموت وأنت على ذلك". [رواه مسلم].

فاعتصموا عباد الله بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، واحفظوا دينكم من فتن الشبهات والشهوات، واحذروا الفرق والأحزاب والجماعات البدعية، والزموا غرز كبار علمائكم، واسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله أمركم، واشكروا ربكم على ما أنعم عليكم في هذه البلاد من نعمة الإسلام والسنة واجتماع الكلمة وائتلاف قلوب الرعية مع الراعي.

عباد الله: {إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا} [الأحزاب: 56]، اللهم صلّ وسلّم على نبينا محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق عبدك خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما فيه خير العباد والبلاد. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، يا رب العالمين. اللهم اجعلنا لك ذاكرين، لك شاكرين، لك مخبتين، لك أواهين منيبين. اللهم إنك أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اغثنا، اللهم اغثنا، اللهم اغثنا غيثًا هنيئًا مريئًا نافعًا غير ضار، تنفع به العباد والبلاد، اللهم سقيا رحمة، اللهم سقيا رحمة لا سقيا  عذاب ولا هدم ولا غرق.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

{سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَٰمٌ عَلَى ٱلۡمُرۡسَلِينَ * وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} [الصافات: 180-182].

المرفقات

التحذير-من-جماعة-الإخوان-المسلمين-1

التحذير-من-جماعة-الإخوان-المسلمين-1

المشاهدات 991 | التعليقات 2

ورد

المرفقات

https://khutabaa.com/forums/رد/367942/attachment/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%86-1-2

https://khutabaa.com/forums/رد/367942/attachment/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%ad%d8%b0%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86-%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ae%d9%88%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%86-1-2


جزاك الله خيرا