التحذير من اللعن
عبدالله بن رجا الروقي
1436/04/23 - 2015/02/12 10:43AM
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلامضل له ومن يضلل فلاهادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
أما بعد فإن من أعظم الجوارح خطراً وأشدها على من لم يحفظها أثراً وضرراً جارحةَ اللسان قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
وقال رسول الله ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه ؟ قال بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا فقال يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. رواه الترمذي
ومن أشد المعاصي اللسانية معصيةُ اللعن خاصة للمسلمين فإن اللعن كبيرة من كبائر الذنوب وقد انتشر على ألسنة الناس كثيرا وتساهلوا به وجهلوا أو تناسوا الإثم العظيم الواردَ في هذه المعصية فتجد الرجل يلعن صديقه والوالد يلعن ولده ثم يمضون كأنهم لم يفعلوا شيئا فلا يتوبون من ذلك الذنب.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
لعن المسلم بغير حق من كبائر الذنوب ومن المعاصي الظاهرة.ا.هـ
فلا يجوز التلفظ باللعن والسب والشتم والتنقص للناس قال تعالى : { وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ } وقال النبي ﷺ : لعن المؤمن كقتله. متفق عليه وقال ﷺ : سباب المسلم فسوق. متفق عليه.
فالمؤمن يحفظ لسانه ويعلم أنه محاسب على كلامه قال تعالى { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } فاللعن محرم سواء أكان في حق الآدميين أو حق البهائم أوغيرها لحديث جابر بن سليم أنه قال للنبي صلى الله عليه: اعهد إلي ، قال: لاتسبن أحدا، قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة . رواه ابوداود والترمذي.
وفي رواية لابن حبان قال ﷺ : ولا تسبن شيئا.
قال : فما سببت بعد ذلك دابة ولا إنسانا.
وقال ﷺ : ( لا تلاعنوا بلعنة الله ، ولا بغضبه ، ولا بالنار ) .رواه أبوداود والترمذي.
وليُعلم أن اللعن أنواعٌ بعضُه أشدُ من بعض فمن أعظم اللعن لعن الوالدين؛ فإنه كبيرة عظيمة وهذا قد يقع فيه الإنسان وهو لايشعر قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أَمَّهُ.رواه البخاري
هذا إذا لعن والدي الآخرين؛ فإنَّ هذا سبب يجعل الآخرين يلعنون والديه أما إذا باشر لعن والديه فهذا أعظم قال صلى الله عليه وسلم: لعن الله من لعن والديه. رواه مسلم.
وكان الصحابة يعدون لعن المسلم للمسلم من كبائر الذنوب فعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : ( كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أنه قد أتى بابا من الكبائر ) . رواه الطبراني.
وقد دل على ذلك الحديث السابق عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن المؤمن كقتله. متفق عليه.
قال النووي رحمه الله: يعني في الإثم.ا.هـ
ومما هو منتشر أيضا لعن الأبناء فتجد الوالدين أو أحدهما إذا غضب على ولده لعنه وكان ينبغي أن يدعو له بالهداية والصلاح لا أن يلعنه.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
لعن الأولاد من كبائر الذنوب وهكذا لعن غيرهم ممن لا يستحق اللعن ، وقد صح عن النبي ، عليه الصلاة والسلام ، أنه قال " لعن المؤمن كقتله " . وقال عليه الصلاة والسلام " سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر " . وقال عليه الصلاة والسلام " إن اللعانين لا يكونوا شهداء ولا شفعاء يوم القيامة "ا.هـ
فليحذر المسلم من الدعاء على نفسه أو ولده بلعن أوغيره فقد يستجاب دعاؤه ففي الحديث أن رجلاً لعن بعيره فَقَالَ له رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « انْزِلْ عَنْهُ فَلاَ تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونٍ لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ » رواه مسلم
ودعوة الوالد مُستجابة قال ﷺ : ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده. رواه الترمذي.
أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فإن من مساوي اللعن بغير حق أنه قد يعود على صاحبه فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها. رواه أبوداود.
فاللعن بغير حق يترتب عليه أمور منها أن فاعله قد أرتكب كبيرة من الكبائر فيكون بذلك فاسقا ويخشى عليه من عذاب القبر ومن عذاب النار.
ومنها أنه يخشى أن تعود عليه لعنته وقد دل على ذلك الحديث السابق.
ومنها أن المكثر منه يحرم الشفاعة في أهله وإخوانه يوم القيامة لأن المؤمنين يشفع بعضهم لبعض في الخروج من النار واللعان لايشفع قال ﷺ ( لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ) رواه مسلم
فالواجب على كل مسلم حفظ اللسان وصيانته عن اللعن والشتم ولو مازحاً قال الله ﷻ :
{ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ } ، وقال تعالى { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } : وقال ﷺ : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) متفق عليه.
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
أما بعد فإن من أعظم الجوارح خطراً وأشدها على من لم يحفظها أثراً وضرراً جارحةَ اللسان قال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
وقال رسول الله ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروته وسنامه ؟ قال بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا فقال يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. رواه الترمذي
ومن أشد المعاصي اللسانية معصيةُ اللعن خاصة للمسلمين فإن اللعن كبيرة من كبائر الذنوب وقد انتشر على ألسنة الناس كثيرا وتساهلوا به وجهلوا أو تناسوا الإثم العظيم الواردَ في هذه المعصية فتجد الرجل يلعن صديقه والوالد يلعن ولده ثم يمضون كأنهم لم يفعلوا شيئا فلا يتوبون من ذلك الذنب.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
لعن المسلم بغير حق من كبائر الذنوب ومن المعاصي الظاهرة.ا.هـ
فلا يجوز التلفظ باللعن والسب والشتم والتنقص للناس قال تعالى : { وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ } وقال النبي ﷺ : لعن المؤمن كقتله. متفق عليه وقال ﷺ : سباب المسلم فسوق. متفق عليه.
فالمؤمن يحفظ لسانه ويعلم أنه محاسب على كلامه قال تعالى { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } فاللعن محرم سواء أكان في حق الآدميين أو حق البهائم أوغيرها لحديث جابر بن سليم أنه قال للنبي صلى الله عليه: اعهد إلي ، قال: لاتسبن أحدا، قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة . رواه ابوداود والترمذي.
وفي رواية لابن حبان قال ﷺ : ولا تسبن شيئا.
قال : فما سببت بعد ذلك دابة ولا إنسانا.
وقال ﷺ : ( لا تلاعنوا بلعنة الله ، ولا بغضبه ، ولا بالنار ) .رواه أبوداود والترمذي.
وليُعلم أن اللعن أنواعٌ بعضُه أشدُ من بعض فمن أعظم اللعن لعن الوالدين؛ فإنه كبيرة عظيمة وهذا قد يقع فيه الإنسان وهو لايشعر قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أَمَّهُ.رواه البخاري
هذا إذا لعن والدي الآخرين؛ فإنَّ هذا سبب يجعل الآخرين يلعنون والديه أما إذا باشر لعن والديه فهذا أعظم قال صلى الله عليه وسلم: لعن الله من لعن والديه. رواه مسلم.
وكان الصحابة يعدون لعن المسلم للمسلم من كبائر الذنوب فعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : ( كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أنه قد أتى بابا من الكبائر ) . رواه الطبراني.
وقد دل على ذلك الحديث السابق عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن المؤمن كقتله. متفق عليه.
قال النووي رحمه الله: يعني في الإثم.ا.هـ
ومما هو منتشر أيضا لعن الأبناء فتجد الوالدين أو أحدهما إذا غضب على ولده لعنه وكان ينبغي أن يدعو له بالهداية والصلاح لا أن يلعنه.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
لعن الأولاد من كبائر الذنوب وهكذا لعن غيرهم ممن لا يستحق اللعن ، وقد صح عن النبي ، عليه الصلاة والسلام ، أنه قال " لعن المؤمن كقتله " . وقال عليه الصلاة والسلام " سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر " . وقال عليه الصلاة والسلام " إن اللعانين لا يكونوا شهداء ولا شفعاء يوم القيامة "ا.هـ
فليحذر المسلم من الدعاء على نفسه أو ولده بلعن أوغيره فقد يستجاب دعاؤه ففي الحديث أن رجلاً لعن بعيره فَقَالَ له رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « انْزِلْ عَنْهُ فَلاَ تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونٍ لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ » رواه مسلم
ودعوة الوالد مُستجابة قال ﷺ : ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده. رواه الترمذي.
أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فإن من مساوي اللعن بغير حق أنه قد يعود على صاحبه فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها. رواه أبوداود.
فاللعن بغير حق يترتب عليه أمور منها أن فاعله قد أرتكب كبيرة من الكبائر فيكون بذلك فاسقا ويخشى عليه من عذاب القبر ومن عذاب النار.
ومنها أنه يخشى أن تعود عليه لعنته وقد دل على ذلك الحديث السابق.
ومنها أن المكثر منه يحرم الشفاعة في أهله وإخوانه يوم القيامة لأن المؤمنين يشفع بعضهم لبعض في الخروج من النار واللعان لايشفع قال ﷺ ( لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ) رواه مسلم
فالواجب على كل مسلم حفظ اللسان وصيانته عن اللعن والشتم ولو مازحاً قال الله ﷻ :
{ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ } ، وقال تعالى { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } : وقال ﷺ : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) متفق عليه.
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها...
المشاهدات 2785 | التعليقات 2
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
قلبي دليلي
جزاك الله كل خير موضوع غاية في الأهمية
تعديل التعليق