التحذير من الفُرقة والفِرَق

عبدالرزاق المضياني
1442/03/27 - 2020/11/13 00:31AM

27/3/1442هــ  التحذير من الفرقة والفرق                                                  

أيها الناس: في ظل تتابع النعم والخيرات على هذه البلاد، يتعين على كل مسلم ومسلمة أن يدرك عظيم نعمة الله عز وجل عليه؛ ليقوم بواجب الشكر لله المنعم المتفضل الذي جميع ما في هذا الكون كله من خيرات ونعم هو من آثار رحمته وفضله وجوده وإحسانه .                                                                  

إن كثيرًا من الناس وهم يتقلبون في هذه النعم ويهنئون بهذه المنن؛ لا يدركون عظمتها، ولا يقدرونها قدرها، ومن ثم يقصرون ويفرطون في واجب الشكر لمسديها ومانحها سبحانه وتعالى .           

أليس أكبر نعمة امتن الله بها علينا هدايتنا لهذا الدين العظيم دين الإسلام الذي رضيه الله لنا فينا ولا يقبل من أحد سواه ..              

أليس التوفيق للتوحيد وعبادة الله وحده، واجتناب الشرك بكافة صوره وأشكاله وأنواعه اللفظية والعملية نعمة جلى حرمها كثيرٌ من الخلق حيث وقعوا في صور من الشرك بالله عز وجل تحبط معها الأعمال وتوجب دخول النار والحرمان من الجنان؛ (إِنَّهُ مَنْ  يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ).                                                                                        

أليست شعائر الدين ظاهرة وأعلام السنة ظاهرة مشهورة منشورة يراها كل أحد بحمد الله عز وجل، ويعمل بها كل من وفقه الله عز وجل لطاعته، فيمارس المرء في هذه البلاد عباداته دون خوف على نفسه أو وظيفته أو أهله، أليست راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرفوعة بحمد الله عز وجل، فلا يجد أهل المنكر الإعلان عن منكراتهم وفسقهم والمجاهرة بفجورهم، أليس تطبيق الشرع في القصاص والحدود وأحكام الأسرة وغيرها من المجالات نعمة أخرى يهنأ المجتمع بها وبآثارها .

 

أليس اجتماع الكلمة ووحدة الصف سمة ظاهرة في هذه البلاد المباركة.                                                                               

ومن نِعم الله علينا في هذه البلاد وجود نخبة من علماء المسلمين العاملين المخلصين الناصحين لأهلها وللأمة الإسلامية، وتمثلهم هيئة كبار العلماء، والذين كان لهم دورٌ كبيرٌ وبارزٌ في بيان الحق والحماية من الوقوع في الشبهات والشهوات، حتى استمرت وحدة أهل هذه البلاد في اتباع الحق، فنحمد الله على ذلك.               

ومن نعم الله علينا في بلاد الإيمان تحقق الأمن والأمان في ظل قيادة حكيمة مباركة نذرت نفسها وإمكاناتها لحماية هذا الوطن الغالي، حماية عقيدته الصافية ومقدساته الشريفة وعقول شبابه، من كيد الكائدين وحسد الحاسدين، وما يقوم به جنودنا البواسل الأبطال على حد بلادنا الجنوبي وتكاتف المملكة قيادةً وشعباً في دعمهم في كل المجالات ووقوفهم في ذلك وقفة الرجل الواحد فهو مثال واقعي من العصر الحاضر على وحدة هذه البلاد واستقرارها وثباتها، فنحمد الله على ذلك.                                           

عباد الله:هذه نِعم عظيمة نعيشها ونتقلب في أكنافها ونتفيؤ ظلالها وهي والله نعم جُلى ومنح كبرى حرمتها مجتمعات كثيرة .                      

فلا مكان بيننا لأصحاب الأفكار المنحرفة،ولا مكان لأهل التَطَرُّفِ والفَسَادِ ,وَالهَلاكِ والضَّلال ،ولا مكان بيننا لخونة العهود والمواثيق، ولا مكان بيننا لأهل الأهواء والأحزاب والجماعات المتطرفة.                                                                                                نبقى متمسكين بوَصيةِ نَبِيِّا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَنَا بِقَولِهِ:”يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ”.وَقَولِهِ:(إنَّ اللهَ أمرني بالجماعةِ وأنَّهُ مَن خَرَجَ مِن الجمَاعَةِ شِبْراً فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإسلامِ مِن عُنُقِه).                                                 

عَقِيدَتُنَا بِحَمْدِ اللهِ أَمَرَتْنَا بِالطَّاعَةِ وَلُزُومِ الجَمَاعَةِ.                                                

فَيَا مُسْلِمُونَ: الزموا غرزَ عُلمَائِكم النَّاصِحينَ، وتَشبَّثوا بِجماعَةِ المُسلمينَ، وطاعَةِ وُلاةِ أُمورِكم المُخلِصينَ وَتَذَكَّروُا قَولَ اللهِ تَعَالى:)وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)بارك الله لي ولكم،،

الخطبة الثانية:                                                             

عبادَ اللهِ: أَصْدَرَتْ هَيئَةُ كِبَارِ العُلَمَاءِ فِي المَمْلَكَةِ قَبْلَ يَومَينِ بَيَانَاً وَرَدَ فِيهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَمَرَ بِالاجْتِمَاعِ عَلَى الْحَقِّ وَنَهَى عَن التَّفَرُّقِ فَقَالَ: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ). وَقَدْ أَمَرَ اللهُ الْمُؤمِنِينَ بِالْجَمَاعَةِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الفُرْقَةِ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ بِالْمِرَاءِ فِي دِينِ اللهِ. وَالاعْتِصَامُ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ هُوَ سَبِيلُ إِرْضَاءِ اللهِ وَأَسَاسُ اجْتِمَاعِ الكَلِمَةِ، وَالوِقَايَةِ مِنَ الفِتَنِ، فَعُلِمَ مِن هَذَا: أَنَّ كُلَّ مَا يُؤَثِّرُ عَلَى وِحْدَةِ الصَّفِّ حَولَ وُلاةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَثِّ شُبَهٍ وَأَفْكَارٍ، أَو تَأْسِيسَ جَمَاعَاتٍ ذَاتَ بَيْعَةٍ وَتَنْظِيمٍ، فَهُوَ مُحَرَّمٌ بِدَلالَةِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَفِي طَلِيعَةِ هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ التي نُحَذِّرُ مِنْهَا جَمَاعَةُ الإخْوَانِ، فَهِيَ جَمَاعَةٌ مُنْحَرِفَةٌ، قَائِمَةٌ عَلى مُنَازَعَةِ وُلاةِ الأَمْرِ وَالخُرُوجِ عَلَى الْحُكَّامِ، وَإثَارَةِ الفِتَنِ فِي الدُّوَلِ، وَزَعْزَعَةِ التَّعَايُشِ فِي الوَطَنِ الوَاحِدِ، وَوَصْفِ الْمُجْتَمَعَاتِ الإسْلامِيَّةِ بِالْجَاهِلِيَّةِ، وَمُنْذُ تَأْسِيسِ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ لَمْ يَظْهَرْ مِنْهَا عِنَايَةٌ بِالعَقِيدَةِ ولا بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، إِنَّمَا غَايَتُها الوُصُولُ لِلْحُكْمِ، وَمِنْ ثَمَّ كَانَ تَأرِيخهَا مَلِيئَاً بِالشُّرُورِ والفِتَنِ، وَمِنْ رَحِمهَا خَرَجَتْ جَمَاعَاتٌ إرْهَابِيَةٌ مُتَطَرِّفَةٌ عَاثَتْ فِي البِلادِ وَالعِبَادِ فَسَادَاً, مِنْ جَرَائِمِ العُنْفِ وَالإرْهَابِ. مِمَّا تَقَدَّمَ يَتَّضِحُ أَنَّ جَمَاعَةَ الإخْوَانِ جَمَاعَةٌ إرْهَابِيَّةٌ لا تُمَثِّلُ مَنْهَجَ الإسْلامِ، إنَّمَا تَتَّبِعُ أَهْدَافَهَا الْحِزْبِيَّةَ الْمُخَالِفَةَ لِهَدْي دِينِنَا، وَتَتَسَتَّرُ بِالدِّينِ وَتُمَارِسُ مَا يُخَالِفُهُ مِنْ الفُرْقَةِ وَإِثَارِةِ الفِتْنَةِ والإرْهَابِ, فَعَلَى الْجَمِيعِ الْحَذَرُ مِنْ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ وَعَدَمُ الانْتِمَاءِ إِليهَا أَو التَّعَاطُفُ مَعَهَا).                                                                             

ثم صلوا وسلموا،،،              

 

المشاهدات 1105 | التعليقات 0