التحذير من الحسد
عايد القزلان التميمي
التحذير من الحسد 23/ 1/ 1442هـ
الخطبة الأولى
الحمد لله على نعمه التي لا تعد ، صاحب الفضل العظيم على كل أحد ، عوّذ نبيه صلى الله عليه وسلم من شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، بيده الفضل وقوله الفصل ، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله ، صلى الله وسلم عليه ، وعلى آله وصحبه وعلى التابعين لهم بإحسان في طهارة القلوب وسلامة الصدور وكمال الأدب .
أما بعد فيا عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل .
أيها المؤمنون : قال الله تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
وقال سبحانه: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾
وقال عزَّ مِن قائل: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا }
عباد الله وروى الشيخانِ عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تباغَضوا، ولا تحاسَدوا، ولا تدابَروا، وكونوا - عباد الله - إخوانًا، ولا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ))؛
والحسد يا عباد الله: هو تمنِّي زوال النِّعمة عن الغير.
والحسد: هو أوَّل ذنبٍ عُصِيَ به اللهُ في السماء، وأوَّل ذنبٍ عُصِيَ اللهُ به في الأرض.
وأمَّا ما كان في السماء، فهو عِصيان إبليسَ أمرَ ربِّه أن يَسجُد لآدَم .
وأمَّا ما كان في الأرض، فقَتْلُ قابيل لأخيه هابيل .
عباد الله ويقول الله عز وجل ” {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً}
واعلموا أيها المؤمنون أن من وقع في الحسد فقد أساء الأدب مع الله، وقد اعترض على القضاء والقدر، فيجبُ عليه أن يتوبَ من الحسد ، وأن يَرضَى بالقضاءِ والقدر .
عباد الله وإذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " .
واستعيذوا بالله من الحسد ومن شره قال الله تعالى : قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد .
فاتقوا الله عباد الله، واشكروه على نعمه التي رزقكم إياها، وتذكروا حكمته في الإعطاء والمنع، ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله سيد ولد آدم أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله
يقول ربنا في محكم التنزيل: وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
واعلموا أيها المؤمنون : أن شر الحاسد يندفع بتقوى الله وطاعته واتباع أوامره واجتناب مانهى عنه .
فمن اتَّقى الله تولى الله حفظه، ولم يكله إلى غيره، قال تعالى : (( وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك)) [صححه الألبانى ))
فمن حفظ الله، حفظه الله ووجده أمامه أينما توجه، ومن كان الله حافظه وأمامه، فممن يخاف ؟! .
ويندفع شر الحاسد بالتوكل على الله : " وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم، فإنَّ الله حسبه أي كافيه وناصره ،
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله ......
المرفقات
خطبة-التحذير-من-الحسد-23-1-1442
خطبة-التحذير-من-الحسد-23-1-1442