التحذير من التعاطف مع المتسولين

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فيا أيها الناس، أوصيكم ونفسي المقصّرة بتقوى الله تعالى وطاعته، فإنها وصية الله للأولين والآخرين ]وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ[.

عباد الله ..لقد انتشر في مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة ظاهرة التسول، حتى أصبحت مهنةً للبعض ممن يستغلون عواطف الناس وكرمهم. وهذه الظاهرة ليست مجرد سلوك فردي، بل قد تحمل خلفها شبكات تستغل الضعفاء وتُمارس الاحتيال على المحسنين.

إن الإسلام دين الرحمة والعدالة، يحث على مساعدة الفقراء والمحتاجين الحقيقيين، ولكنه في الوقت نفسه يحذّر من تشجيع الكسل والاحتيال. قال النبي ﷺ: "لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِالرَّجُلِ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ" أي أن كثرة السؤال بغير حاجة تُذهب كرامة الإنسان في الدنيا والآخرة.

من المهم أن نفرّق بين المحتاج الحقيقي الذي يستحق المساعدة، وبين المتسول المحترف الذي يمتهن التسول دون حاجة، بل قد يكون في صحة وعافية قادراً على العمل. قال النبي ﷺ: "لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ".

معاشر المؤمنين .. إن العطاء العشوائي للمتسولين في الطرقات دون التأكد من حاجتهم الحقيقية قد يُساهم في انتشار هذه الظاهرة ويشجع عليها. لذا، يجب علينا أن نوجه صدقاتنا إلى القنوات الموثوقة، مثل الجمعيات الخيرية المعتمدة، أو مساعدة الجيران والمعارف ممن نعلم يقيناً بحاجتهم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

معاشر المؤمنين .. اعلموا أن الإسلام دين يحث على العمل والكسب الحلال، ويُشجع على الاعتماد على النفس. يقول النبي ﷺ: "الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى" أي أن يد المعطي خير من يد الآخذ.

ولا يعني هذا أن نقسو على المحتاجين الحقيقيين، بل علينا أن نتحرى ونتثبت قبل العطاء ]فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ[.

لذلك، ينبغي علينا: دعم الجهات الخيرية الموثوقة التي تعرف المحتاجين الحقيقيين. وتقديم المساعدة مباشرة لمن نعلم بحاجتهم، من الجيران أو المعارف. وعدم تشجيع المتسولين في الطرقات والأماكن العامة دون تحقق.

 

صلّوا وسلّموا على من أُمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى ]إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[.

اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وكفّر عنا سيئاتنا، وثبّت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

اللهم ارزقنا التوفيق لفعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين.

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.

عباد الله:

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.

فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون

المرفقات

1739502695_التحذير من التعاطف مع المتسولين.pdf

1739502704_التحذير من التعاطف مع المتسولين.docx

المشاهدات 423 | التعليقات 0