التحايل على الحرام
أبو ناصر فرج الدوسري
الحمد لله شرَع من الأحكامِ أقومَها بمصالح العبادِ وأزكاها، وحرَّم الحيَل وما ضاهاهَا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك لَه، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيِّدنا محمَّدا عبد الله ورسوله خير من بيَّن طرائقَ الرشدِ وأهداها، صلّى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وصحبِه الوقّافين عند حدود الله ومنتهاها، والتابعين ومن تبعَهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمَّا بعدُ: فيا عبادَ الله، أوصيكم ونفسِي بتقوَى اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فإنها خيرُ مطيّةٍ للثبات على الطاعة والامتثال، وأوثقُ عُروة للهدَى ووِصال، وأعظَم زادٍ ليومِ لا بيعٌ فيه ولا خِلال، ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾
أمّةَ الإسلام، في عصرٍ زاخِر بالصِّراعات الماديَّة والاجتماعية والظواهرِ السلوكيّة والأخلاقية والمفاهيم المنتكِسة حيالَ الشريعةِ الربانيّة ظهرَت قضيّةٌ بلغَت من الخطورةِ أوجَها وقاصِيَها، ومن وجوب التصدِّي لها ذروتَها ونواصيَها، وما أسبابها ودواعيها إلا الجشعُ النهيم والتجاهُل الوخِيم ومخادَعةُ العزيز العليم. إنها معضلِة مفجعةٌ ومُشكلة مفظِعة، تِلكم هي التحايُل على شرعِ الله، والخِداع في أحكامِ الله، والعدول بها إلى غير حقائقها، ووضعها في غير سياقاتها الشرعيّة وطرائقها.
عباد الله: قال الله سبحانه وتعالى ﴿واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ، وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ، فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ، فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ، وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾
يأمر الله عز وجل نبيه ﷺ أن يسأل بني إسرائيل عن هذه القرية ، وهذا سؤال توبيخ في الحقيقة ، لأن أولئك الذين عاصروا النبي ﷺ شابهوا هؤلاء الذين جعلهم الله قردة خاسئين ، فلذلك أمر بالسؤال عن شي يكتمونه مما جرى لأسلافهم وهم شابهوهم فيه ، وساروا علي نهجهم .
لذا نجد أن خاتمة القصة ذكر الله عز وجل فيها أنه يبعث عليهم إلي يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ، فمن المقصودون بعد هلاك المقصودون هم من كانوا علي شاكلتهم من بقية اليهود ، فهذا تأكد علي الارتباط بين الماضي والحاضر.
لما بعث الله تعالى موسى عليه السلام نبيًا إلى بني إسرائيل، وكان مِن شريعته التي جاء بها إليهم أن فرض الله عليهم يومًا يجتمعون فيه ويقيمون فيه شعائرهم، ويتخذونه عيدًا يذكرون الله فيه، ووكل تعيين اليوم إلى اجتهادهم، فأرشدهم نبيهم عليه السلام إلى يوم الجمعة الذي هو أفضل الأيام، ورغبهم فيه لما يعلم من فضيلته، ولكنهم فضّلوا يوم السبت؛ لأن الله خلق السموات والأرض والأقوات في ستة أيام، وسبت له كل شيء مطيعًا يوم السبت، وكان آخر الستة؟! وادّعوا كذباً أن الله لما خلق الخلق استراح يوم السبت فهو يوم راحته ويوم راحتهم، فأوحى إليه ربه أن دعهم وما يختارون لأنفسهم، وأخبرهم أن لا يصيدوا فيه سمكًا ولا غيره، ولا يعملون فيه شيئًا سوى ما شرعته لهم من العبادة.
امتثل اليهود بأن يكون يوم السبت هو يوم عيدهم، ومات موسى عليه السلام، ودارت الأيام إلى أن بعث الله سبحانه داوود عليه السلام نبيًا، وفي زمانه كانت قرية تدعى أيلة قريبةٌ من العقبة، على ساحل البحر، يسكنها قوم من بني إسرائيل يدينون باليهودية، يخرجون لمعاشهم طيلة أيام الأسبوع إلا يوم السبت، فيصطادون الأسماك، ويقتاتون منها، ويبيعونها، ومكثوا على ذلك زمنًا من عمرهم، فابتلاهم الله الحكيم بيوم السبت، فكانوا إذا جاء السبت أقبلت الحيتانُ ظاهرةً أمام أعينهم، وفي متناول أيديهم ، فإذا غربت شمس يوم السبت ذهبت الحيتان صغيرها وكبيرها في باطن البحر فلم يجدوا منها شيئا في ستة الأيام المقبلة.
استمر بهم الحال كذلك حتى طال عليهم الأمد، واشتاقوا للحم البحر، فعمد أحدهم في يوم السبت إلى سمكة استحسنها واستسمنها، فأخذها سرًا من الماء، وخطمها في أنفها بخيط، وضرب وتدًا له في الساحل، ثم ربطها وأحكم وثاقها فيه، ثم انصرف إلى بيته.
وفي صبيحة الأحد انطلق الرجل للساحل، فأخذ السمكة وأكلها، علم بفعلته أهل القرية، فأخبرهم الخبر، فاستحسن بعضهم هذه الحيلة، وجاؤوا بحيلة أخرى فكانوا يحفرون الحفر على شاطئ البحر، قبل مجيء السبت، فإذا كان يوم السبت أقبلت الحيتان تدفعها الأمواج إلى تلك الحفائر، ثم ينحسر الموج عنها، فتبقى فيها، فيجيؤون في اليوم التالي، فيأخذونها، ومكثوا على فعلتهم هذه مدة طويلة سرًا، ثم بدؤوا بعد ذلك في صيدها علانية، وبيعها في الأسواق، فانتهكوا بذلك حرمة يوم السبت، وخالفوا أمر الله تعالى.
لم يكن هذا الفعلُ فعلَ أهل القرية كلها، بل كان مِن القوم أولو بقية ينهون عن الانتهاك والتحايل، وينكرون عليهم قائلين: (ويحكم! إنما تصطادون يوم السبت، وهو لا يحل لكم، وإن صيدكم للحيتان يوم أن حفرتم حفركم، فدخلت الحيتان فيها يوم السبت).
وهناك طائفة أخرى لم يشركوهم في صيدهم يوم السبت، رأوا تحرّق هؤلاء الناصحين على قومهم، وصدقَ نُصحهم لهم، ورأوا في المقابل عدم سماعِ العاصين للنصح، فأشفقوا على الناصحين فقالوا لهم: ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ﴾ في الدنيا بمعصيتهم إياه، وخلافهم أمره، واستحلالهم ما حرم عليهم. ﴿أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا﴾ في الآخرة!
فكان هذا منهم عتابًا ولومًا على موعظة من لا يتعظ، ويُعلم من حاله أنه غير مقلع عن ذنبه.
فأجابهم الناصحون قائلين: ﴿مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ﴾: فالأمر بالمعروف واجب علينا إعذارًا إلى الله، ﴿وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ وينتفعون بالموعظة فيتركون المعصية.
لم ينتهي القوم عن فعلتهم، واستمروا في عصيانهم، فما كان من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر إلا أن انتقلوا إلى مرحلة أخرى من مراحل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعزموا على مقاطعتهم واعتزالهم، فقالوا لهم: "والله لا نساكنكم في قرية واحدة". فانحاز هؤلاء إلى ناحية من القرية، وانحاز الآخرون إلى الناحية الأخرى، وقسموا القرية بجدار، ففتح المحرِّمون للسبت بابًا من ناحيتهم، وفتح المعتدون في السبت بابًا من ناحيتهم، قال بعض المفسرين: وهم الذين لعنهم داود ; لاعتدائهم ذلك، كما قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾
وذات يومٍ خرج المحرِّمون للسبت على عادتهم فهم في أنديتهم ومساجدهم، وإذا بباب المعتدين مغلقٌ، ولم يفتح على خلاف العادة، وحين أبطأوا عليهم انطلقوا فتسوروا الحائط، فذهبوا ينظرون في دورهم، فوجدوها مغلقةً عليهم، قد دخلوها ليلًا فغلقوها على أنفسهم، كما يُغلِق الناس على أنفسهم، فأصبحوا فيها قردة، وإنهم ليعرفون الرجل بعينه وإنه لقرد، والمرأةَ بعينها وإنها لقردة، والصبيَ بعينه وإنه لقرد.
قال تعالى: ﴿فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ وقال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾
مكث هؤلاء الممسوخون ثلاثة أيام، ثم هلكوا بعدها، فلم يكن لهم عقب ولا نسل، وفي حديث أم حبيبة قالت: قال رسول الله ﷺ: "إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لِمَسْخٍ نَسْلا وَلا عَقِبًا".
وأما من كان ينهى عن السوء وعن الصيد يوم السبت فقد كان نهيهم عن المنكر سببًا لنجاتهم، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ﴾
فجعل الله تعالى هذه الحادثة: ﴿نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾
وفي مسألة أُخرى أخبر النبي ﷺ: أنه لما حرمت على اليهود الشحوم أذابوها وباعوها وأكلوا ثمنها، فروى البخاري ومسلم في صحيحيهما مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: "قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ، إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ".
كل ذلك مخادعة لله، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُون﴾ [البقرة: 9]. قال ابن عباس رضي اللهُ عنهما: من يخادع الله يخدعه.
عباد الله: كم في هذا الخبر من العبر، ولأجل هذا قصّه علينا الله في القرآن، فدعونا نذكر طرفاً يسيراً من عبره.
فمن أبرزها: أن التحايل على الأحكام مِن صفات اليهود، وقد قال نبينا ﷺ: "لا تَرْتَكِبُوا مَا ارْتَكَبَتِ الْيَهُودُ، فَتَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَ اللَّهِ بِأَدْنَى الْحِيَلِ".
حين يحرم ربنا بابًا من العصيان، فمن الخذلان أن نتحايل عليه بالحيل المحرمة، التي مؤداها الوقوع فيه، وهذا باب واسع اليوم، كم هي المعاملات المالية التي يتحايل فيها البعض على الربا، فيوهمون أنفسهم أنهم لم يقعوا في الربا، وهم إنما تحايلوا عليه، ويبقى الربا ربا ولو اختيرت له الأسماء المستلطفة، كالفوائد والهدايا والعمولة، مادام بصورة الربا، ولن يخرج المتحايل عليه مما قال ابن القيم: فليَصْنَعْ أربابُ الحيل ما شاءوا، وليسلكوا أية طريق سلكوا؛ فإنهم لا يخرجون بذلك عن بيع مئة بمئة وخمسين إلى سنة، واللَّه لا يخادع ولا تروج عليه الحيل ولا تلبس عليه الأمور
وأبواب التحايل المحرّمة كثيرة، ستجدها في بعض أبواب النكاح كنكاح التحليل، أو مايسمونه زواج المسفار، وفي بعض أبواب تعامل أخرى هي في النهاية تحايل على شرع ربنا، والله لا يخادَع.
ومن أمثلة التحايل في الزكاة
أن يكون في رصيده البنكي مليون ريال مثلاً، ومن ثم قبل تمام الحول، يشتري به أرضاً عقارية، أو داراً سكنية.
أن يكون للمرأة حلي معد للاستعمال، وقبل تمام الحول تهبه لابنتها مثلاً، ومن ثم تسترجع الحلي بعد ذلك لتستأنف به حولاً.
ومن صور التحايل أن يتلف جزءا من النصاب الزكوي قصداً؛ لكي ينقص النصاب قبل تمام الحول. مثل من يملك أربعين شاة وقبل أن يحول عليها الحول بأيام يذبح واحدة منها حتى لا يزكيها. أو يبيع منها شاة واحدة ويشتري أخرى حتى لا يزكيها.
ومن صور التحايل أن يسقط دينه عن معسر قائلاً: الدينُ الذي لي عليك هو لك، ويحسبه من الزكاة.
وقد سئل ابن عثيمين – رحمه الله – عن هذه المسألة فأجاب بقوله : هذا لا يجوز.
ومن صور التحايل أن يكون له على رجل مال، وقد أفلس غريمه وأيس من أخذه منه، وأراد أن يحسبه من الزكاة، فيعطيه من الزكاة بقدر ما عليه، ومن ثم يطالبه بالوفاء، فإذا أوفاه برئ وسقطت الزكاة عن الدافع. قال ابن القيم : وهذه حيلة باطلة.
ومن صور التحايل أن يعطي من تلزمه نفقته مالاً، ويحسبه من الزكاة.
ومن صور التحايل أن يكون على من تلزمه نفقته دين بسبب التقصير في النفقة، فيقضي دينه، ويحسبه من زكاته.
أما إذا كان الدين لسبب غير النفقة فإنه يجوز قضاء الدين واحتسابه من الزكاة.
ومن صور التحايل الاكتفاء بدفع الضريبة عن الزكاة.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية عن هذه المسألة فأجابت " فرض الحكومة الضرائب على شعبها لا يسقط الزكاة عمن ملكوا نصاب الزكاة وحال عليه الحول، فيجب عليهم إخراج الزكاة وتوزيعها في مصارفها الشرعية. والضرائب محرمة شرعاً ومن دفعها مضطراً فلاشيء عليه والإثم على آخذها.
فاتقوا الله أيها المسلِمون، واسمعوا وأطيعوا أيّها المؤمنون، وتوبوا إلى الله من الحيَل توبةً نصوحًا.
اسأل الله أن يعصمنا وإياكم من الآثام، وأن يرزقنا طاعة ربنا ذو الجلال والإكرام.
الخطبة الثانية
أمّا بعد: فيا عبادَ الله، اتَّقوا الله عز وجلّ، وكونوا ممن أطاع ربَّه وامتثَل، واجتنَب التدليس والحيَل، فبلغ بتوفيق الله المنى والأمَل.
﴿يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ﴾.
عباد الله: إن من صور التحايل في المعاملات المالية:
الاحتيالُ للقَرض المعجَّل، كأن يبيعَ التاجِر بضاعةً لمقترضٍ بثمَن إلى أجل، ثم يشتريها منه نقدًا بسعر أقلّ، وهي مسألة العِينة المعروفة.
ووجه هذه الحيلة: أنَّ الظاهر هو البيعُ ولكن الحقيقةَ هي الربا، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فيا سبحانَ الله العظيم! أن يعودَ الربا الذي عظَّم الله شأنَه وأوجَب محاربة مُستحِلِّه ولعن آكلَه وموكله وكاتبَه وشاهديه أن يُستحَلَّ بأدنى سعيٍ بصورة عَقدٍ هي عبَث ولعب".
ومن صور التحايل في الصلاة:
مثل من يأكل الثوم متعمداً حتى لايصلي مع الجماعة.
ومثل ما يفعله بعض المستعجلين في صلاة الفجر حيث قيل لهم لاتصلوا بعد الأذان مباشرة إنما انتظروا بعض الوقت 15 دقيقة أو اكثر بعد الأذان فأصبحوا يؤذنون قبل دخول الوقت ب15 دقيقة فإذا بدأ وقت الأذان الصحيح قاموا يصلون.
ومن صور التحايل في الصيام من يسافر 85 كيلوا من أجل أن يفطر في نهار رمضان.
ومن صور التحايل أن يطلق الرجل زوجته من أجل أن تحصل على الضمان الإجتماعي فإذا حصلت على الأوراق التي تثبت أنها مطلقة قام بإرجاعها وتستمر بإستلام المال على أنها مطلقه.
كُلُ هَذَا تحايلاً على الحرام فاثبتوا ياعباد الله وأعلموا أن الحرام يبقى حراماً مهما تغيرت مسمياته وألقابه، وأنكروا المنكر ومروا بالمعروف .
اللَّهُمُّ ألِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا وَأَصْلِحْ مَا فَسَدَ مِنْ أَحَوَالِنَا وَخُذْ بِنَوَاصِيِنَا إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، اللَّهُمِّ اِجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلِّ هَمٍ فَرَجَا وَمِنْ كُلِّ ضَيْقٍ مَخْرَجَاً وَمِنْ كُلِّ عُسْرٍ يُسْرَا وَمِنْ كُلِّ بَلَاءِ عَافِيَةٍ ، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَاِحْفَظْ بِلَادَنَا وَألِّفَ بَيْنَ قُلُوبِنَا ، وَمِنْ أَرَادَنَا أَوْ أَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ أَوْ مَكْرُوهٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ وَاِجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرَا عَلَيهِ، اللَّهُمُّ إنا نُعَوِّذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِين وَنَعُوذُ بِكَ رَبٌّ أَنْ يَحْضُرُونِ ، اللَّهُمُّ اِغْفِرْ ذُنُوبَنَا وَاُسْتُرْ عُيُوبَنَا وَتُولَى أَمْرَنَا وَرُدَنَا إِلَى دِينِكَ رَدَّا جَمِيلًا، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نبينا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آله و أَصْحَابهِ الطِّيَّبِيْنَ الطَّاهِرِينَ وَالْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ .
منقولة بتصرف
http://www.alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=2726
رابط الخطبة منسقة
https://docs.google.com/document/d/1UhyMcZmyrVM0ZK5SsV5MswYpaweN0Aoh8H0fvvjwqIE/edit?usp=sharing