التبرع بالدم

عبدالله حامد الجحدلي
1442/10/29 - 2021/06/10 12:30PM

الخُطْبَةُ الأُوْلَى

الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه . صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعدُ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ ، وإنَّ أفضلَ الهديِ هديُ محمدٍ e، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها ، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ. 

 [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ]   آل عمران : 102 .

أيها المسلمون : عملٌ يسير يستطيع فِعله الغني والفقير هو من أعظم أنواع القرب وأفضل الصلات وأجل القربات ،هو من أهم المبادرات التي تعزز القيم الإنسانية، هو واجب إنساني ووطني وديني ، وهو نوع من أنواع الصدقات، وأشكال من التبرعات، وأجر الإحسان عند الله عظيم، وثوابه كبير وجسيم، يكفي أن نعلم أن الصدقة برهان، وأن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.

فيا تُرى ما هو هذا العمل ؟ هو التبرع بالدم

حيث إن كيس الدم الواحد يمكنه أن ينقذ حياة ثلاثة أشخاص

قال الله جل في علاه [وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً] المائدة 32

وقال تعالى: [وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ] البقرة 272

وقال سبحانه [لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ] يونس 26

وقال عز وجل[إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً]  مريم 96

والتبرع بالدم هو نوع من الصدقة الجارية  . قال الرسول ﷺ: « إذا مات الإنسانُ انقطعَ عملُه إلا من ثلاثةٍ : من صدقةٍ جاريةٍ ، وعلمٍ يُنتفعُ به ، وولدٍ صالحٍ يدعو لهُ » رواه الترمذي

كيف يكون شعورك وأنت ترى صدقتك الجارية من دمائك تجري بجسد غيرك؟ كيف تجد إحساسك وقد أنقدت إنسانا من الموت بدمائك التي تجري في عروقك؟

التبرع بالدم قضاء للحاجات وتفريج للكروبات روى البخاري وغيره أن النبي ﷺ قال: «وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»،

كيف يكون شعورك وقد قضيت حاجة مسلم من دمائك، وفرجت بها كربة غيرك، وخففت بها معاناة أخيك؟

أخوة الايمان :

هناك الكثير من المرضى الذين هم بحاجة ماسة للدم؛ حتى يستعيدوا صحتهم، لذلك ينبغي على كل إنسان أن لا ينتظر مرض قريب أو صديق لكي يتبرع بالدم، بل عليه المبادرة بالتوجه إلى المستشفيات الحكومية, للتبرع بالدم، وبشكل مستمر ومنتظم، لكي يتم تأمين وتوفير الدم في كل الأوقات ولجميع الفصائل، خاصة الفصائل النادرة، وبالكمية الكافية، والتي يحتاجها أي مصاب أو مريض وفي أي وقت وعلى مدار الساعة.

التبرع بالدم من العمليات الإنسانية النبيلة التي تعود بالكثير من الفوائد الصحية على المتبرع، كما أنها قد تنقذ حياة إنسان من الموت،

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحمد لله على إحسانه، والشّكر له عَلى توفيقِه وامتنانه، وأشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهَد أنّ نبيّنا محمّدًا عبدُه ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليمًا مزيدًا.

أَمَّا بَعْدُ : أيّها المسلمون:  قال تعالى  [وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] الحج 77

وجاء في الحديث < اللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه> رواه مسلم.

اخوة الايمان : بنوك الدم تعاني من نقص حاد في التبرع بالدم وتناشد المتبرعين لإنقاذ حياة المرضى،

كم من مريض ومصاب يحتاجون إلى التبرع بالدم فلنكن عونا وسنداً لهم .

ثمّ اعلَموا أنَّ الله أمرَكم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال في محكَم التنزيل :

]إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56.
 اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خُلفائِه الراشِدين، وعن سائرِ الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.

اَللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ، وَدَمِّرِ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّيْنِ .

واجعَل هذا البلدَ آمنًا مطمئناً سخاءً رخاءً ، وسائرَ بلادِ المُسلمين.

اللَّهُمَّ وفِّق إمامَنا لِهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك، ، اللَّهُمَّ وَفِّقْه و وَلِيَّ عهده لما فيه عِزُّ الإسلامِ وصلاحُ المسلمين.

 اللَّهُمَّ اِرْفَعْ عَنَا الْغَلَاَءَ وَالْوَبَاءَ وَالرِّبَا والزنا وَالزَّلَازِلَ وَالْمِحَن، وَسُوءَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن .

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ،

اللهم اشفِ مرضانا، اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مبتلانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا.

اللَّهُمَّ أصلح نياتِنا ، و ذرياتِنا ، وفساد قلوبِنا ، طهر قلوبنا من النفاق ، وأعمالنا من الرياء وألسنتِنا من الكذب ، وضمائِرنا من الخيانة .

اللهم إنا نستغفِرك ، إنك كنتَ غفَّارًا، فأرسل السماءَ علينا مِدرارًا

]رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ  [الْأَعْرَافِ: 23.

[رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ] البقرة: 201.

 [سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ] الصافات180-182

المرفقات

1623328209_التبرع بالدم.pdf

1623363837_التبرع بالدم.pdf

1623363842_التبرع بالدم.doc

المشاهدات 4035 | التعليقات 0