التباكي على الآثارالإسلامية..رداً على عبدالوهاب أبي سليمان(في نادي مكةالثقافي)
أبو عبد الرحمن
1431/02/02 - 2010/01/17 06:19AM
التباكي على الآثارالإسلامية..رداً على عبدالوهاب أبي سليمان
(في نادي مكةالثقافي)
ابن أحمد
نقلت جريدة المدينة في ملحـق الأربـعاء الموافق 20/1/1431هـ ملخصاً لمحاضـرة الدكتور عبدالوهـاب أبي سليمان – في نادي مكة الثقـافي – عن الآثـار الإسلامـية والتهويل من شـأنها ، وأن إهمالها يؤذن بمحو التاريخ واندثاره ... !
والدكتور أبو سليمان قد " فني " في حمـأة الآثـار ، وصـارت قضـيته وهجيراه ، فمـع كثرة النوازل ، وتنوع المستجدات التي تعصـف بالبلاد والأمـة ، إلا أن الإصطلام الصوفي قد غيب المذكـور ، فاستحوذ عليه هاجـس الآثـار، وأضحـى قيـامه وقعوده لأجلها و في سـبيلها ! ولا عجـب فالتصـوف يستملح القضـايا التي لا تقلق الحكومـات ، ولا تزعج الغرب النصراني ، بل إن العكـوف على الآثـار المحدثة يحقق مناهضـة للإسلام الأصـيل ( مذهـب السلف الصالح ) وهذا ما تبغيـه كثير من الحكومـات ، وهو أمـنية الغرب قديمـاً وحديثاً .
والتهرب من تحديات الواقع ، ونوازل العصـر " ملاذ آمن " لعشـاق التصـوف ، وأبو حامد الغزالي – عفا الله عنه – ألف " إحيائه " زمـن تسلط الصليبيين وحربهم .. واستوعب في كتابه الكثـير من الشرائع والآداب والسلوك ... إلا ذروة سنام الإسلام ( الجهاد في سبيل الله ) فقد صـار عنه بمعزل !
كـنت أطـالع صـورة د. عبدالوهـاب وتكريمـه من قبل نادي مكة ، فأتساءل بعفوية : إن كان أبو سليمان حريصاً على آثـار النبوة ، ومتعلقاً بمحبـة نبيـنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فلم لا يكون متبـعاً للسنة النبوية الصحيحة الصريحة ، ومن ذلك إعفـاء اللحـية والتي جـاءت في غير حديث صحيح قولاً ووصـفاً .
هذه الآثـار المسـماة بالآثـار النبوية من أمـاكن ومشـاهد ونحوها ... تفتقر إلى الإثـبات العلمي ، والتوثيق وفق طرائـق المحدثـين والمؤرخـين من ثبوت السـند وصحـته ، فمثلاً موطـن مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - هو محل تردد واضطراب ، وليس محـل حزم وقطـع ، ومع ذلك يأبى عبدالوهـاب ومريدوه إلا ترسـيخ مظـنون ، والجزم بموهوم ! بل تجـاوز الأمر إلى الاحتفاء بتلك البقـعة وجعلها " معبداً " والصلاة فيها ... وبيت الله الحرام لا يبعد إلا خطوات معدودة فنعوذ بالله من الحرمـان والخذلان .
وضـياع هذه الآثـار – ولله الحمد والمنة – وعدم توثيقها عند القرون الثلاثة المفضـلة ومن سلك سـبيلهم يؤذن بأن المحـافظـة عليها ليست من دين الإسلام ، فهل سـيكون أبو سليمان أعلم وأحرص من الصحـابة على تلك الآثـار ؟! أم صـار أبو سليمان أنصـح للأمـة من القرون المفضـلة ؟! ولو ثـبتت الآثـار المظـنونة والمتخرصة فهل يسـوغ تعظـيمها و قـصدها والتبرك بها ؟
لم يكن جمـهور الصحـابة - رضي الله عنهم - يقصـدون هذه الأماكن التي صلى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم – اتفاقاً لا عن تحري و قصد ، ولو كان خيراً لسبقونا إليه ، بل إن الفاروق - رضي الله عنه - زجـر ونهـى عن ذلك صراحـة ، وجعل ذلك من أسـباب الهلاك ، كما أن الصحـابة - رضوان الله عليهم -قطـعوا شجـرة بيعة الرضوان ! فأسألك بالله يا دكتور عبدالوهـاب ماذا تصـنع لو عثرتَ على " أحفـورة " من أوراق تلك الشجـرة أو أغصـانها ! فهل ستنافحون وتجـالدون عليها بالسـيوف ؟! أفلا يسعك ما وسـع الصحـب الكرام وسـلف الأمـة الأطـهار ؟!
- وأخيراً فإن على علماء البلاد وقضـاتهم المدافعة لهذه الدعوات المريبة والتي ظـاهرها سيـاحـة وآثـار ومعالم بلاد ! وبـاطنها إحيـاء للتبرك البدعي والتوسـل الممنوع ، وذريعة إلى وثـنية عمرو بن لحـي !
كما أن على نادي مكـة إن كان موضـوعياً أن يورد مداخلات رئيسة لباحثـين جـادين من قضـاة وأساتذة جـامعات ونحوهم , فليسـت المداخلات مجرد مجاملات مكرورة أقرب ما تكون إلى كلام " الخويا " وأشـباههم !
- ويبدو أن نادي مكـة أراد أن يطـمس حسنته القديمـة لما استضـاف الأسـتاذ العلامة حمد الجـاسر بشـأن معالم مكـة ، فنسـف هذه الدعاوى العريضة من خلال نفـس علمي تاريخي ، وإن كان عبدالوهـاب ذا نهج علمي ، فما جوابه عما قاله الجـاسر بشـأن هذه الشنشـنة الرتيبة عن الآثـار ؟!
- أحسـب أن أبا سليمان قارب معترك المنايا ، وحري به - هدانا الله وإيـاه - إلى أن يتحرر من رق التقليد ، وأن يحاسب نفسـه ، فهل هذا الكدح في سـبيل الآثـار ، والانكبـاب على تعظـيمها عمل صالح وسنة ثابتة عن سـيد الأنـام - عليه الصلاة والسلام - ، - وفي الختام هذه الخاطرات المرتجلة فأحيل القارئ الكريم على مقالين سابقين في الموضوع نفسه للدكتور عبدالعزيز بن محمد آل عبداللطيف :
التباكي على الآثار
د . أبو سليمان والوله بالمشاهد والآثار
الكاتب : ابن أحمد
المصدر :