البيان لشؤم الظلم والعدوان
الشيخ محمد بن حسن القاضي
البيان لشؤم الظلم والعدوان خطبة (مفرغة) 20 المحرم 1446هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} [سورة آل عمران:102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء:1]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } [سورة الأحزاب:70-71].
أما بعد:
اعلموا أنَّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة في النار.
أما بعد:
معاشر المسلمين! إن من الصفات الذميمة، والأخلاق المشينة التي حذرت منها شريعة الإسلام والتي حرمها الملك العلام، ورسوله سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، صفة البغي والظلم والعدوان، ربنا يقول في كتابه الكريم: { وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيد} [سورة فصلت:46] فهو سبحانه المتصف بالعدل بل بكمال العدل والمنزه عن كل ظلم سبحانه وتعالى، وهكذا الرسول عليه الصلاة والسلام بين في شريعته المطهرة خطر البغي والظلم والعدوان، ألا وإني ذاكر في هذا المقام شيئا من قبح البغي والعدوان مما جاء في كتاب الله الكريم وفي سنة سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام، يقول ربنا في كتابه الكريم: { وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين} [سورة البقرة:190]ويقول الله في كتابه الكريم: { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين} [سورة الأعراف:55] فالله عز وجل حرم الإعتداء والعدوان، وبين أنه سبحانه لا يحب المعتدين؛ أي أنه يبغضهم سبحانه وتعالى، معاشر المسلمين! ألا وإن من أنواع البغي والعدوان، البغي والعدوان في حق الله عز وجل فهذا أشنع بغي وعدوان عياذاً بالله.
ويحمل لواء هذا العدوان اليهود والنصارى الذين يدَّعون أن لله صاحبة وولدا، والذين يتنقصون الذات الإلهية المقدسة، فمن الظلم والعدوان في حق الله عز وجل الإدعاء بأن لله صاحبة وولدا، قال ربنا في كتابه الكريم: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) } [سورة مريم:88-89] أي شيئاً عظيما {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95) } [سورة مريم:89-95] وقال ربنا في كتابه الكريم راداً على هذه التهمة، قال سبحانه: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [سورة الأنعام:101] واليهود والنصارى يزعمون أن لله الولد، فاليهود يقولون إن عزير هو ابن الله، والنصارى يقولون إن المسيح هو ابن الله، رد الله عليهم فقال سبحانه وتعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون} [سورة التوبة:30] فانظروا إلى هذا الرد من الله والإبطال من الله لهذا العدوان في حقه جل وعلا، وهكذا من عدوان اليهود المعتدين على رب العالمين أنهم يزعمون أن الله عز وجل فقير قال ربنا في كتابه الكريم: {لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ} [سورة آل عمران:181]الآية إلى آخرها، فالله عز وجل رد عليهم هذه التهمة وهذه الفرية الباطلة وهذا العدوان الصراخ في حق الله عز وجل، زعموا أن الله فقير مع أنه هو الملك سبحانه بل ملك الملوك.
وهو الغني بذاته سبحانه
جل ثناؤه تعالى شأنه
وكل شيء رزقه عليه
وكلنا مفتقر إليه
سبحانه وتعالى هو الغني وليس بفقير فهو الذي عنده خزائن السماوات والارض، قال ربنا في كتابه الكريم: { وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُون} [سورة المنافقون:7] ويقول الله في كتابه الكريم: { أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} [سورة ص:9] ويقول الله: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُوم} [سورة الحجر:21]ونتج عن هذه التهمة وعن هذا العدوان عدوان آخر وهو الزعم أن الله عز وجل وتعالى وتقدس بخيل، وأنه لا ينفق على عباده، تعالى الله وتنزه عن ذلك، قال ربنا في كتابه الكريم: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء} [سورة المائدة:64] فالله عز وجل هو الذي ينفق على عباده وهو الرزاق ذو القوة المتين قال الله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُون (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين (58) } [سورة الذاريات:56-58] فالله عز وجل تكفل بأرزاق عباده حتى الدواب والطيور وحيوانات، قال ربنا في كتابه الكريم: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِين} [سورة هود:6] لكن ما أجرأ هؤلاء على الله عز وجل، وما أعظم بغيهم وعدوانهم على الله رب العالمين.
وإذا كان اليهود والنصارى يعتدون على الله عز وجل، فهم يعتدون على غيره من باب أولى، ومن ذلك الإعتداء على أنبياء الله ورسله، وهذا له صور وأشكال من ذلك القتل للأنبياء، وتعلمون أن اليهود هم قتلة الأنبياء والرسل، قال ربنا في كتابه الكريم: {لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيق} [سورة آل عمران:181] وهكذا يقول الله في كتابه الكريم: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون} [سورة آل عمران:112] فاليهود قتلة الأنبياء والرسل وهذا من أعظم العدوان ومن أعظم الجرائم والبوائق، قال الرسول عليه الصلاة والسلام، كما جاء عند الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح، أن الرسول الصلاة والسلام قال: «إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبي» فهذا القتل من قبل هؤلاء للأنبياء والرسل من أعظم الجرائم واقبح القبائح عياذاً بالله.
وهكذا من صور اعتدائهم على الأنبياء والرسل التكذيب للأنبياء والرسل، قال الله في كتابه الكريم: {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُود (42) وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوط (43) وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِير (44) } [سورة الحج:42-44] فالإعتداء والعدوان على الأنبياء والرسل بالتكذيب لهم هذا من أعظم العدوان ومن أعظم البغي على دين الله وعلى شرع الله وعلى عباد الله وعلى أولياء الله.
وهكذا من صور العدوان على الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، توجيه التهم الباطلة اليهم كالدعوة بأنهم سحرة وبأنهم مجانين، قال الله في كتابه الكريم: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِر} [سورة القمر:9] وقال الله: {قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى (63) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) } [سورة طه:63-64] فزعوا أن موسى عليه السلام ساحر، وهكذا زعموا أن أنبياء الله ورسله سحرة، وليسوا كذلك لكنها الدعاوى الباطلة، وزعموا أن الأنبياء والرسل مجانين، وزعموا أن الأنبياء والرسل شعراء وليس الأمر كذلك، قال الله في كتابه الكريم: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِين} [سورة يس:69] هذا من اعتداء هؤلاء على أنبياء الله ورسله.
أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم
*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
سمعتم عن عدوان هؤلاء على الله عز وجل، وعلى أنبياء الله ورسلهز.
وهكذا يعتدون على أولياء الله وعلى عباد الله، قال ربنا في كتابه الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم} [سورة آل عمران:21] فمن أنواع اعتدائهم أنهم يعتدون على عباد الله عز وجل، وإذا كان لم يسلم منهم رب العالمين، ولم يسلم منهم أنبياء الله ورسله، فهل يسلم منهم عباد الله، وأولياء الله من العلماء والصالحين والدعاة إلى الله عز وجل، الجواب لا، فهم أرباب المكر وأرباب البغي والظلم والعدوان على عباد الله عز وجل، ولهذا ذمهم الله أيما ذم في كتابه الكريم، ومن ذلك أنه سبحانه أخبر أنه لا يحبهم، قال سبحانه: { وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين} [سورة البقرة:190] وقال { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين} [سورة الأعراف:55] فإذا كان الله لا يحبهم فمعنى ذلك أنه يبغضهم أيما بغض.
وكذلك أيضا من الذم الذي ذمه الله ومن العقوبات التي أنزلها الله على هؤلاء المعتدين أنه سبحانه لعنهم قال الله في كتابه الكريم: { وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ } [سورة المائدة:64] وقال ربنا: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون} [سورة المائدة:78] فبسبب عصيانهم وعدوانهم لعنوا وطردوا من رحمة الله عز وجل.
وكذلك أيضا من أنواع الذم الذي ذمه الله عز وجل لهؤلاء أنه سبحانه يطبع على قلوبهم، قال ربنا في كتابه الكريم: { كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِين} [سورة يونس:74]فقلوب المعتدين قد حصل من العقوبات عليها الطبع من الله عز وجل كل ذلك لقبح ما صنعوا ولجرم ما صنعوا.
ألا وإنه ينبغي للمسلم أن يراقب الله عز وجل، وأن يبتعد عن العدوان على عباد الله بأي نوع من أنواع الإعتداء فيكن بعيدا عن أي ظلم، قال الرسول عليه الصلاة والسلام قال الله في الحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا» فالمطلوب من المسلمين البعد عن العدوان على حقوق الآخرين، والبعد عن العدوان في أي أمر يكون، فيه اعتداء، فإن العدوان هو مجاوزة الحد الشرعي الذي أذن الله به، فلا ينبغي للإنسان أن يعتدي أبدا، لا في حق الله ولا في حق عباد الله، بل يراقب الله في السر والنجوى ويتمسك بشرعه ودينه، ويستقيم على أمره ويعلم أن عواقب البغي وخيمة، وأن عواقب الظلم والعدوان وخيمة، ومصارعها وخيمة عياذا بالله، فيسلك المسالك الشرعية، ويحذر من الظلم والبغي والعدوان، ويتمسك بشرع الله، ولا يكون كاليهود والنصارى الذين من عادتهم هذه الخصلة الذميمة أنهم يعتدون عياذاً بالله، المسلم لا يتشبه بهؤلاء، أنت تقرأ في الصلاة وتتبرأ في كل صلاة من أعداء الله من اليهود والنصارى، يقول ربنا في كتابه الكريم: {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيم (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين (7) } [سورة الفاتحة:6-7] فالمغضوب عليهم وهم اليهود، والضالين هم النصارى، فأنت مسلم تتبرأ من أعداء الله فكيف تسلك مسالكهم وكيف تسير سيرهم عياذا بالله، يا مسلم! سر على ما يريد الله احذر من الظلم لأبنائك لزوجتك لأقاربك لجيرانك، احذر من العدوان على أي أحد من المسلمين، راقب الله فيما تأتي وما تذر.
ألا وإن الموقف الشرعي من العدوان، أن المسلم يرفض العدوان، ويبتعد عن أي عدوان، وهكذا ينصر أخاه المسلم بقدر ما يمكنه وبقدر ما يستطيع، إما أن يدفع عنه إن قدر وإما أن يبذل في سبيل نصرته ما أمكن أو يدعو له أو يعمل ما يكون بوسعه من أجل نصرة أخيه المسلم، ألا وإنه من المعلوم لدى جميع المسلمين، ما يجري على المسلمين المستضعفين في أرض فلسطين من قِبل هذا العدو الغاشم أعني اليهود والنصارى الذين يسعون في العدوان على المسلمين ليلا ونهارا، وسراً وجهارا، فينبغي للمسلمين أن تتكاتف جهودهم، وأن تجتمع كلمتهم على نصرة إخوانهم، وعلى الدفاع عن إخوانهم المسلمين، تعبداً لله وتقرباً إلى الله عز وجل بذلك، ولو أن الشخص يدعو الله لهم في سجوده وفي الثلث الأخير من الليل، ويعمل ما يمكنه أن يعمله من الأسباب التي تكون بإذن الله سبباً في نصرة إخوانه، وهذا العدو الغاشم أعني اليهود والنصارى إن عدوانهم لا يقف عند حد بل هم يسعون إلى أن يعتدوا على جميع المسلمين وعلى جميع بلدان المسلمين، إلا وإنهم يسيرون على وفق خِطط يسيرون عليها، وعلى قواعد ،ومنها قاعدة فرق تسد، ففرقوا المسلمين حتى يتمكنوا من استضعافهم واستذلالهم والفتك بهم عياذاً بالله، وما حل بجارك حل بدارك، فينبغي للمسلمين أن يتنبهوا وأن يكونوا على مستوى عالٍ من الفهم والإدراك لما تؤول إليه الأمور، وينبغي للمسلمين أن يتوحدوا على كتاب الله وعلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعلى ما يكون سبباً في الدفع عنهم والنصرة لهم بإذن الله رب العالمين
.
ألا وإننا نُدين ونستنكر هذا العدوان الغاشم على بلاد المسلمين سواء في فلسطين أو في أي مكان ونُدين هذا العدوان الحاصل على بلادنا اليمنية من قبل أعداء الإسلام دمرهم الله، دمرهم الله، دمرهم الله، وأهلكهم الله، وأباد الله خضراءهم، وزلزل الله عروشهم، فهم لا يقفون عند حد لكن الله خير الناصرين والله حافظ عبادة ومدافع عن أوليائه.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم احمي بلادنا برها وبحرها وجوها، اللهم ادفع عن المسلمين في كل مكان، اللهم كن لإخواننا في فلسطين، اللهم كن لهم خير معين، اللهم انصرهم بنصرك، وأيدهم بتأييدك، وأصلح حالهم يا رب العالمين، اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم عليك باليهود الغاصبين، والنصارى المتآمرين، خذهم من فوقهم ومن تحتهم واجعل الدائرة عليهم، اللهم احمي بلادنا، اللهم احمي بلادنا، اللهم احمي بلادنا، برها وبحرها وجوها، اللهم لا تمكن لأعدائك، اللهم لا تمكن لأعدائك، اللهم لا تمكن لأعدائك، اللهم اجعل هذا البلد بلد عز وأمن وأمان ورخاء واستقرار يا رب العلمين، اللهم أرنا في اليهود والنصارى عجائب قدرتك، وأنزل عليهم رجزك وغضبك وأليم عقابك، وأنزل عليهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، وقاعدين، وراقدين، وأقم الصلاة.
المرفقات