البشارة وإغاثة أهل غزة مستفادة من خطب الشيخ وليد العباد وعليها إضافات

Abosaleh75 Abosaleh75
1445/04/19 - 2023/11/03 01:33AM

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾

أيها المسلمون:معَ كثرةِ ضُغوطِ الحياة، وما يُواجهُ النّاسَ مِن فتنٍ وابتلاءات، نَجِدُ أنّنا بأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى بث التفاؤل وحسن الظن بالله وذلك من خلال رَفعِ رايةِ البشارة والتذكير بها.

عباد الله: "البِشارةُ" و"البُشرى" و"المُبشِّرات" كلماتٌ معانيها تبعَثُ الأمل، وتشحَذُ الهِمَم، تُعالِجُ القنوطَ واليأسَ، وهي عاملُ ثقةٍ بموعود الله، تُذهِبُ الهمومَ والغمومَ.

والبشارة مَنهجٌ ربّانيٌّ ونَهْجٌ نبويّ،فالقرآن أنزله الله بالبشرى قال جل شأنه (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ)

وآياتُ القرآن تسكُبُ في قلب المؤمن السَّكينة، ويستروِحُ بها البُشرى
قالَ اللهُ تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ) وقال تعالى (وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ)
وقال تعالى(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) وقال تعالى(وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)
وقال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)
 وقال تعالى -: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ)

ورسلنا الكريم ارسله ربه بالبشارة والنذارة، فهو البشيرٌ النذير، قال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) [الفرقان: 56].

وقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى التبشير، ونهَى عن التنفير، فقال: "بشِّروا ولا تُنفِّروا، ويسِّروا ولا تُعسِّروا".

عباد الله : فإذا كان هذا شأن البشارة في محكم القرآن وفي سنة النبي العدنان ،فبَشِّروا النّاسَ ولا تُخوّفوهم، بَشّروهم بِسَعَةِ رحمةِ اللهِ، وبمحبّتِه للتّائبين، ومغفرتِه للمستغفرين، بَشّروا المذنبينَ بما بَشَّرَهم به أرحمُ الرّاحمين (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)

بَشّروا المريضَ بالتّكفيرِ والتّطهيرِ وقُرْبِ الشّفاء، بَشّروا المُبتلى بالعافية، والفقيرَ بالغنى،
بَشّروا المَدِينَ بقضاءِ دَيْنِه، والمَكروبَ بانكشافِ كَرْبِه، والمهمومَ بزوالِ هَمِّه،

بَشّروا النّاسَ بالنّصرِ والعزّةِ للمؤمنين، والنّجاةِ للمستضعفين، وأنّ العاقبةَ للمتّقين، قالَ عليه الصّلاةُ والسّلام: (بَشِّرْ هذه الأُمَّةَ بالسَّناءِ والرِّفْعةِ والنّصْرِ والتّمْكينِ في الأرضِ)

بَشّروا النّاسَ بأنّ الدِّينَ ظاهر، وأنّ اللهَ قاهر، وأنّ الكفرَ خاسر، وأنَّ المستقبلَ لهذا الدِّين (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)

بَشّروا النّاسَ مِن أهلِ التّوحيدِ في الدّنيا بالسّعادة، وفي الآخرةِ بالحُسنى وزيادة (ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)

بَشّروا النّاسَ بالخير، وأَسعدوهم بالتّفاؤل، وأَدْخِلوا السّرورَ في قلوبِهم بالكلمةِ الطّيّبة، وافتحوا لهم أبوابَ الأمل.

والحذرِ الحذر ياعباد الله :مِن أولئك المُتشائمينَ والمُنفّرينَ والمُرجفين، الذين يُخوّفونَ النّاسَ بما يَزعمونَ في المستقبلِ مِن الفقرِ والأمراضِ والفسادِ وغَلَبَةِ الأعداء، وهذا مَنهجُ إبليسَ الذي ذَمَّه اللهُ في كتابِه الكريم (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

فبَشّروا وأَبْشروا واستبشروا، ولا تَخافوا ولا تَحزنوا (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفورُ الرّحيم.
 
الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانِه، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه وإخوانِه، أبدًا إلى يومِ الدّين.
أمّا بعدُ عبادَ الله:

يَشهدُ العالَمُ ببالغِ الأسى ما يَحِلُّ بإخوانِنا في غَزَّةَ مِن عدوانٍ أثيمٍ من قبل اليهود الصهاينة المغضوب عليهم إخوة القردة والخنازير
وإن اَللِّسَانُ ليَقِفُ عَاجِزًا أَمَامَ وَصْفِ اَلْأَحْدَاثِ اَلْأَلِيمَةِ اَلَّتِي شَاهَدْنَاهَا فِي اَلْأَيَّامِ اَلْمَاضِيَةِ ، وَإِنَّ اَلْقَلْبَ لِيَعْتَصِرُ أَلَمًا وَحُزْنًا عِنْدَمَا يَرَى أَطْفَالاً يَبْكُونَ وَيَصْرَخُونَ وَيُقَتَّلُونَ ، وَشُيُوخاً يَئِنُّونَ ، وَمَرْضَى يَتَوَجَّعُونَ ، وَرِجَالاً حَائِرُونَ ؛ لَقَدْ رَأَيْنَا اَلْجَنَائِزَ مُتَوَالِيَةً ، والْقَتْلَى وَالجَرْحَى فِي كُلِّ آنٍ وَلَحْظَة ؛ سَمِعْنَا بِفَنَاءِ عَائِلَاتٍ كَامِلَةٍ ، وَدَمَارِ أَحْيَاءٍ عَامِرَةٍ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَشْكَالِ العدوان

مما جعلَ مَشاعرَ المسلمينَ تَتَحَرَّكُ لمواساتِهم في مِحنتِهم، والوقوفِ معهم في مُصيبتِهم، وتَهفو لنَجدتِهم ومساعدتِهم ونُصرتِهم، ومَدِّ يَدِ العونِ لهم وإغاثتِهم.

وذلك ممّا يَحُثُّ عليه دينُنا الحنيف، قالَ تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)

وانطلاقًا مِن تلك المشاعرِ الإيمانيّة، وامتدادًا لمواقفِ المملكةِ العربيّةِ السّعوديّةِ التّاريخيّةِ، تِجَاهَ المسجدِ الأقصى والقضيّةِ الفلسطينيّة، والوقوفِ مع الشّعبِ الفلسطينيِّ الشّقيقِ في قطاعِ غَزَّةَ، فقد صَدَرَ توجيهٌ كريمٌ بإطلاقِ حَملةٍ شعبيّةٍ عبرَ مَنصّةِ ساهم، التّابعةِ لمركزِ الملكِ سلمانَ للإغاثةِ والأعمالِ الإنسانيّة، وذلك لإغاثةِ الشّعبِ الفلسطينيِّ الشّقيقِ في قطاعِ غَزَّة،

فساهموا وأنفقوا وتَبرّعوا لنصرةِ إخوانِكم، فإنّ ذلك بابٌ مِن أبوابِ الخيرِ والأجرِ قد فُتَحَ لكم، قالَ اللهُ تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

)عبادَ الله، (إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّونَ على النبيّ، يا أيّها الذينَ آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا

المشاهدات 1238 | التعليقات 0