الْبِرِّ بالوَالِدَيْنِ - عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ –عُقُوقِ الأَبْنَاءِ

محمد البدر
1443/01/10 - 2021/08/18 11:29AM

الْخُطْبَةِ الأُولَى:

عِبَادَ اللَّهِ:قالَ تَعَالَى:﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾وَقالَ تَعَالَى:﴿وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْك إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾

وَقَالَﷺ:«الْكَبَائِرُ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ،وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وَقَالَﷺ:«إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ ثَلَاثًا، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ»رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَمَّا الَّذِينَ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَالْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ، وَالدَّيُّوثُ، وَأَمَّا الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ لَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَالْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى» رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.برُّ الْوَالِدَيْنِ عبادة عظيمة من العبادات التي يُتقرب بها العِبَاد إلى الله تَعَالَى ،وباب من أبواب الجنات،وبرُّ الْوَالِدَيْنِ من أسباب سعة الرزق وطول العمر قَالَﷺ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَيُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»رَوَاهُ أَحمَدُ وَقَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ لِغَيْرِهِ.

عِبَادَ اللهِ: قَال تَعَالَى:﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾عُقُوقُ الوَالِدَيْنِ مَنْ الكَبَائِرُقَالَﷺ:«الكَبَائِرُ:الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وَقَالَﷺ:«رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ»قِيلَ:مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ:«مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَﷺ:«رِضَا الرَّبِّ فِى رِضَا الْوَالِدِ وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَ مَنْ العُقُوقُ إِيثَارُ الِابْنِ زَوْجَهُ وَأَوْلَادَهُ وَأَصْحَابَهُ عَلَى وَالِدَيْهِ؛ فَيُسْرِعُ فِي تَلْبِيَةِ طَلَبَاتِهِمْ وَيَتَأَخَّرُ فِي طَلَبَاتِ وَالِدَيْهِ, أَوْ أَنْ يُظْهِرَ السُّرُورَ فِي وَجْهِ زَوْجِهِ وَأَوْلَادِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَيَتَلَطَّفُ إِلَيْهِمْ بِالْكَلَامِ, فِيمَا لَا يَرَى الْوَالِدَانِ مِنْهُ ذَلِكَ قَالَﷺ:«إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ ثَلاَثًا ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالأَقْرَبِ فَالأَقْرَبِ»رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهﷺفَقَالَ:يَا رَسُولَ الله مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ:«أُمُّكَ» قَالَ:ثُمَّ مَنْ قَالَ:«أُمُّكَ» قَالَ:ثُمَّ مَنْ قَالَ:«أُمُّكَ» قَالَ:ثُمَّ مَنْ قَالَ«ثُمَّ أَبُوكَ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.ومن الواجب إدخال السرور عليهمافَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِﷺفَقَالَ:جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ.فَقَالَ«ارْجِعْ عَلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَمِنْ الْبِرِّ بالوَالِدَيْنِ قَضَاءِ حَوَائِجِهِمَا،وَالإِنْفَاقِ عَلَيْهِمَا، وعدمِ  التَّقصيرِ فِي حَقِّهِمَا جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّﷺفَقَالَ:إِنَّ أَبِي اجْتَاحَ مَالِي فَقَالَ:«أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ»وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ:«إِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ، فَكُلُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ»رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

عِبَادَ اللهِ:طَاعَةِ الوَالِدَيْنِ وبرهما ان كانوا أحياء باب من أَبْوَابِ الْجَنَّةِ قَالَﷺ:«الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السَّلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ جَاهِمَةَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّﷺفَقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ، فَقَالَ:«هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ»قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:«فَالْزَمْهَا، فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا»قَالَ الأَلبَانيُّ صَحِيحٌ لِغَيْرِهِ.وَعَنْ طَلْحَةَ بن مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:أَتَيْتُ النَّبِيَّﷺفَقُلْتُ:يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُرِيدُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ:أُمُّكَ حَيَّةٌ فَقُلْتُ:نَعَمْ، فَقَالَ النَّبِيُّﷺ:«الْزَمْ رِجْلَهَا، فَثَمَّ الْجَنَّةُ» رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

وَمِنْ الْبِرِّ بالوَالِدَيْنِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا الإحْسَانَ  إلى صَدِيقِهِمَاقَالَﷺ:«إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...


الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

عِبَادَ اللهِ :أَيُها  الآباءُ وَالأمهاتُ قَدِّموا لأَنفُسِكم مَا يَنْفَعُكُمْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ وَإِيَّاكُم وعُقُوقِ الأَبْنَاءِ فَالْأَبْنَاءُ نِعْمَةٌ وَأَمَانَةٌ قَال تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ قَالَﷺ:«إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ» صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ:إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَﷺ:«إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ:أَنَّى لِي هَذَا فَيُقَالُ:بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ» صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَﷺ:«كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ، عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

عِبَادَ اللهِ :الله الله أيها الأَبْنَاءِ بِبِرَّ الوَالِدَيْنِ ويتأكد الْبِرِّ بالوَالِدَيْنِ عندما يكبر أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا وحاجتهما إلى الأَبْنَاءِ فإياك أن تتخلى عنهما فهما كما أسلفنا بابان من أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فلا تضيعهما. ألا وصلوا..

المرفقات

1629286138_الْبِرِّ بالوَالِدَيْنِ - عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ –عُقُوقِ الأَبْنَاءِ.pdf

المشاهدات 884 | التعليقات 0