البدار البدار بالتوبة فرمضان على الأبواب

محسن الشامي
1434/08/25 - 2013/07/04 18:36PM
الحمد لله، العزيز الغفار يبسطُ يده بالنهار ليتوبَ مسيءُ الليل ،ويبسطُ يده بالليل ليتوبَ مسيءُ النهار. أحمده سبحانه وأشكره ، وأتوب إليه وأستغفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله صاحب الحوض المورود، والمقام المحمود، حامل لواء العزّ في بني لؤي،وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي ،صلى الله عليه،وعلى آله وصحبه ، الطيبين الأطهار ،ومن سار على نهجهم وأقتفى أثرهم وسلم تسليماكثيراً أما بعد عباد الله فأوصيكم ونفسي بتقوى الله،إذ بها النجاة ، وأمرتم بها في غير ما آية من كتاب ربكم { يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} إخوة الايمان :هذا شهرُ شعبان تصرمت أيامه وأنقضت لياليه وأوشك على الرحيل فهذه الجمعة الأخيرة لنا فيه وبعد أيام قلائل يهلُّ علينا شهر التوبة والغفران شهر الجود والكرم إنه الشهر الذي يشهد يوم القيامة بالإحسان لمن أحسن وبالإساءة لمن أساء إنه الشهر العظيم، شهر الصوم، شهر رمضان المبارك شهر التوبة والغفران يغفر الله عز وجل فيه، لأمة محمد r في آخر ليلة فيه لمن صامه وقامه ايمانا واحتسابا نسأل الله تبارك وتعالى أن يبلغنا إياه وأن يوفقنا لصيامه وقيامه ايمانا واحتسابا فيامن أسرف على نفسه بالمعاصي هانحن الآن على أبواب رمضان لا تفصلنا عنه إلا أياماً معدودة سرعان ما تنقضي فمن منا فكر يا عباد الله في الاستعدادِ له والتهيؤِ لاستقباله؟ والتوبة الخالصة لله رب العالمين ما دمنا في زمن المهلة وباب التوبة مفتوحٌ على مصراعيه ينتظر التائبين المستغفرين ولقد ذكر القرآن الكريم اثنين وثمانين موضعاً للتوبة وذلك لعظم التوبة، ولتشجيع العاصين على التوبة وحثهم عليها، فيقول عز وجل )وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً *يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً }هاهو ربكم يستثني التائبين من العذاب والخلود فيه فيقول{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً}هل هو استثناء من العذاب فقط لا والله اذن فما جزاء التائبين ياربي{ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما}هذه الآية يا عباد الله تبين لنا سعةَ رحمةِ الله بنا وعظيمَ فضله وحلمِه علينا حيث قبِل توبةَ التائبين وأثابهم على التّوبة بتيديل سيئاتهم حسنات بل ومن جوده وكرمه أنه عز وجل يبسط يده ليتوب المسئ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي r قال: ((إنَّ الله تعالى يبسط يدَه بالليل ليتوبَ مسيء النهار، ويبسط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيء الليل)) رواه مسلم فيا من أراد الفلاح في الدارين عليك بالتوبة والانابة الى الله فالتّوبة من أعظمِ العبادات وأحبِّها إلى الله تعالى وهي عبادةٌ لله بالجوارِح والقلب من اتّصف بها تحقَّق فلاحُه قال تعالى) فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ( كفى بفضلِ التّوبة شرفًا فرحُ الله بتوبة عبده وهو الغني عن عباده وهم الفقراء اليه ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (للهُ أشدّ فرحاً بتوبةِ عبدِه من أحدِكم أضلَّ راحلتَه في فلاةعليها متاعُه فطلبَها حتى إذا أعيَى نام تحت شجرة، فإذا هي واقفةٌ على رأسه،فأخذ بخطامها فقال:اللهم أنت عبدي وأنا ربّك أخطأ من شدّة الفرح)فاللهُ أشدّ فرحاً بتوبة عبدِه من هذا الذي أضلّ راحلتَه
عباد الله :كلنا ذو خطأ واسرافٍ في المعاصي ولكن رحمة ربنا واسعة فيا من أسرف على نفسه بالمعاصي لا تقنط من رحمة الله فالله سبحانه وتعالى يقول مناديًا عباده الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ويعلنها ربنا محبة للتائبيين فيقول عز وجل: { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } فتوبوا إلى الله أيّها المسلمون وأقبِلوا إلى ربٍّ كريم أسبَغَ عليكم نعمَه الظاهرةَ والباطنة وآتاكم من كلِّ ما سألتموه، ومدّ في آجالِكم وبالله عليكم يا عباد الله متى التوبة إن لم تكن في هذه الأيام ونحن في استقبال شهر كريم ومتى دفع المهور للحور العين في الجنان إذا لم تكن في هذه الأيام أما هزنا الشوق إلى جنة عرضها السموات والأرض؟ ألا نحب أن نمتلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟فيامن فرط في حق نفسه اجعل من رمضان بل اجعل من هذا اليوم نقطة بداية لحياة مليئة بالطاعة مفعمة بالخير زكِ قلبك بالقرآن اسكب الدموع والعبرات على ما جنت يداك في الأيام الماضية فعسى الله أن يبدل سيئاتك حسنات أنت أيها الشاب المغتر بشبابك رفقًا ثم رفقًا بنفسك وكفاك إضاعة لعمرك في غير طاعة لخالقك ومولاك, أما فكرت في سؤال الله لك يوم القيامة عن شبابك فيما أبليته لماذا لا تكون ممن يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله اللهم اغفر لنا ما قد منا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما انت أعلم به منا بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم،






الحمد لله الحليم الكريم، غافر الذنب الجسيم وواهب الأجر العظيم أشهد ألا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمد عبدالله ورسوله المبعوث بالهدى والذكر الحكيم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين.أما بعد اتقوا الله عباد الله واحذروا التسويف بالتوبة واحذروا أهل الزيغ والضلال أن يميلوا بكم معهم في شهواتهم قال تعالى {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيمًا} فبالبدار البدار بالتوبة يا عباد الله فإن الأجل قصيرٌ قصير مهما غرنا طول الأمل واستجيبوا لنداء ربكم فهاهو يناديكم الى التوبة بصفة الإيمان فيقول جل جلاله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} واعلموا رحمكم الله أن للتوبة شروط فإذا كانتِ المعصية بينَ العبد وربّه لا حقّ لآدميٍّ فيها فشروطها ثلاثة اولها أن يقلِع عن المعصيةِ ثانيا أن يندَم على فعل المعصيَة ثالثا أن يعزمَ أن لا يعود إليها، وإن كانت المعصيةُ تتعلّق بحقّ آدميٍّ فلا بدَّ مع هذه الشّروط الثلاثة شرط رابع وهو أن يؤدّيَ إليه حقَّه أو يستحلّه منه بالعَدل الا فاتقوا الله عباد الله وتحللوا من اعراض اخوانكم وردوا اليهم حقوقهم أدركوا انفسكم قبل استقبالكم لشهر رمضان طهروا قلوبكم وأتركوا التشاحن والتقاطع فإن ذلك يقطع قبول العبادة، والله يرفع عمل كل إنسان إلاّ المتشاحنَين، فإنه يقول انظروا هذين حتى يصطلحا
اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبنا ورحمتك أرجى عندنا من أعمالنا ربنا إنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا وأنت تغفر الذنوب جميعا فاغفر لنا وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم

المشاهدات 1842 | التعليقات 0