الالتزام بأنظمة المرور من طاعة ولي الأمر

محمد البدر
1439/05/16 - 2018/02/02 05:07AM
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعْدُ : عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى:﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لا تُحْصُوهَا ﴾(إبراهيم:34)من النعم أن الله سخر لهم ما يركبون وينتفعون ويقضون به حوائجهم ويقطعون به المسافات العظيمة،قَالَ تَعَالَى:﴿أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أنعاما فَهُمْ لَهَا مالكون (71) وذللناها لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾(يس: 71-73).
وَقَالَ تَعَالَى:﴿ وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6)وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَة ويَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) ﴾ (النحل:5-8)
وَقَالَ تَعَالَى:﴿ وَالَّذِي خَلَقَ الأزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ  ﴾(الزخــرف: 12-14) .
وَعَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا  يَقُولُ:سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى سُرُوجٍ، كَأَشْبَاهِ الرِّحَالِ ، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ ...» رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
قَالَ الأَلبَانيُّ :في الحديث معجزة علمية غيبية أخرى غير المتعلقة بالنساء الكاسيات العاريات، أَلَا وهي المتعلقة برجالهن الذين يركبون السيارات وينزلون على أبواب المساجد , ولعمر الله إنها لنبوءة صادقة نشاهدها كل يوم جمعة حينما تتجمع السيارات أمام المساجد حتى ليكاد الطريق على رَحْبِهِ يضيقُ بها..إلخ
عِبَادَ اللَّهِ:إن أنظمة المرور ما وضعت الا للسلامة والأمن والتزامها واجب ديني لانها من طاعة ولي الامر في غير معصية الله قَالَ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ ﴾ (النساء: 59) فولي الأمر وضع رجل المرور فتجب طاعته فيما يأمر به وينهى عنه في مجال السير في الطرقات وهذا العمل قد تؤجر وتثاب عليه اذا احسنت النية كما أن مخالفته ومجاوزته معصية لولي الأمر،فلنعود أنفسنا ولنربيها على مراعاة الانظمة والتزامها طلباً للأجر من الله وطلباً للمصلحة قبل أن نراقب كمرات المراقبة أو ساهر أو رجال المرور..فمن الطاعة الالتزام بالإشارات المرورية فما وضعت إلا لضبط السير وتلافي الحوادث، وأكثر الحوادث هو بسبب تجاهلها أو قطعها أو تجاوز السرعة المعقولة ، ويجب على شرطي المرور أن يكون حازما في ما ولي عليه فلا يظلم، ويلتزم بالعدل والإنصاف مع مستعملي الطريق.
عِبَادَ اللَّهِ:إن عامة أسباب الحوادث يمكن تلافيها، فمنها تسليم السيارات لصغار السن، فهلا حزمنا أمرنا وكنا صارمين فنمنعهم من القيادة إن رأينا منهم عبثا، ونسمح لهم بها إن أنسنا منهم رشدا، ومن أسباب الحوادث النعاس حال القيادة ثم النوم، وهو أمر ممكن تلافيه بالوقوف والنوم ، ولكننا كثيرا ما نتساهل في الجرم مع أنفسنا في هذا الأمر فتقع أمور شنيعة وحوادث مريعة كان في وسعنا تلافيها لو أخذنا بأسباب السلامة، ومن أسباب الحوادث السرعة الزائدة عن حد السيطرة على المركبة، كذلك لبس الحزام فلبسه يخفف أو يقي بإذن الله من بعض الحوادث ،ومنها الصيانة الدورية للمركبة وتعاهدها وتعاهد إطاراتها وعامة أمورها فهو أدعى للسلامة من الحوادث.  
واعلموا ياعِبَادَ اللَّهِ أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة والعاقل من اعتبر بغيره من الحوادث وما نتجت عنها من قتل وإعاقة وتيتيم أطفال وترمل نساء فاعتبروا عِبَادَ اللَّهِ..أقول هذا القول وأستغفر الله...
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللَّهِ:إن عدم مراعاة الأنظمة التي وضعت لسلامة السيارات وقائديها وراكبيها من قطع إشارة ، أو سرعة زائدة ، أو قيادة بلا مبالاة ، وكذلك مخالفةُ إرشادات الوقوف الصحيح ، والمزاحمةُ عند المداخل والمخارج خلف من المصائب والكوارث مالا يعلمه إلا الله فكم من أرواح أزهقت وأجساد شلت وأسر فقدت أبناءها وفلذات أكبادها وكم من أسر فقدت عائلها ووالدها وكم من أسر فنيت في لحظة فلم يبق منها أحد.
عِبَادَ اللَّهِ:يجب على الجميع التعاون والحرص و الإلتزام بقواعد المرور لأنها ما وضعت إلا لمصلحة وخدمة الجميع .
الا وصلوا ..
المشاهدات 1452 | التعليقات 0