الاعتراف الأمريكي الخطير/ تقرير خالد مصطفى
احمد ابوبكر
1437/10/26 - 2016/07/31 08:29AM
[align=justify]ثار جدل واسع بشأن تورط أمريكا ومخابراتها في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا والتي استهدفت الإطاحة بأول حكومة تركية منتخبة في العصر الحديث تفوز بالحكم 4 دورات متتالية..واستشهد عدد من المراقبين بعدة أمور تؤكد ضلوع واشنطن في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي صاحبها سفك دماء لمئات الأبرياء..
ومن أهم هذه الشواهد: اللقاء الودي الذي تم رصده قبيل الانقلاب بين جنرال أمريكي وقائد قاعدة أنجرليك الذي تورط في الانقلاب وظهر خلال اللقاء مدى قوة العلاقات بين الطرفين...
كما أشار المراقبون إلى صمت أمريكا المريب لساعات عقب الانقلاب والاكتفاء بقولها "أنها تتابع عن كثب ما يجري" رغم أن المحاولة الانقلابية كانت واضحة الأهداف منذ البداية..
أضف إلى ذلك وجود المحرض الرئيسي للانقلاب وهو المدعو فتح الله غولن في أمريكا منذ سنوات عديدة وانتشار مدارسه ومؤسساته فيها بحرية كاملة رغم مطالبة أنقرة بتسليمه لها عدة مرات واتهامها له باختراق مؤسسات الدولة..كما لفت المراقبون إلى العلاقات الجيدة التي تربط كبار رجال الانقلاب مع المؤسسة العسكرية في أمريكا منذ وقت طويل..وأشاروا كذلك إلى طريقة استقبال واشنطن للإجراءات التي اتخذتها أنقرة ضد الانقلابيين حيث أدانتها بشدة ودافعت عن الانقلابيين تحت ذريعة "حقوق الإنسان واحترام القانون"...
كما أوضحوا أن طريقة إنفاق الانقلابيين على محاولتهم تحتاج إلى موارد ضخمة وأن هذا لا يتأتي إلا بمساعدة خارجية...في نفس الوقت أكد هؤلاء أن العلاقات بين حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا وواشنطن ظلت دائما تشوبها حالة من التوتر والخلاف خصوصا بشأن موقف أمريكا مما يجري في العراق وسوريا...وأفادوا أيضا بأن واشنطن تجد من السهولة لها التعامل مع العسكريين على التعامل مع الحكومات المدنية المنتخبة خصوصا في الشرق الأوسط ....
ورغم أن ما قيل في هذا الشأن شديد الوجاهة إلا أن الاعتراف الذي أدلى به أحد الجنرالات الأمريكيين مؤخرا يجعل فرضية تورط أمريكا في الانقلاب الفاشل أكثر قوة؛ فقد كشف قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل عن أن عدداً من أوثق حلفاء أميركا العسكريين في الجيش التركي أودعوا السجون عقب المحاولة الانقلابية. ..
وقال في منتدى آسبن الأمني بولاية كولورادو "لدينا بالتأكيد علاقات مع كثير من القادة الأتراك، لا سيما العسكريين منهم.. أنا قلق إزاء ما قد يحدث لتلك العلاقات من تأثير"...وفي نفس المنتدى بكولورادو، تحدث مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر مردداً نفس أفكار فوتيل وتعليقاته، إذ قال إن التطهير العسكري الذي يجري في تركيا للجيش بعد محاولة الانقلاب الفاشلة تعيق التعاون في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة....وأوضح أن "كثيرين ممن كنا نتعامل معهم استُبعدوا أو اعتُقلوا، وما من شك في أن ذلك سيحدث انتكاسة ويجعل التعاون أكثر صعوبة مع الأتراك"....
هذه التصريحات الأخيرة بالإضافة لكشفها عن العلاقات بين الانقلابيين وكبار القادة الأمريكيين فإنها تشير إلى أمور أخرى غاية في الخطورة منها: إن واشنطن فقدت توازنها عقب فشل الانقلاب وأنها لم تكن تتخيل عدم نجاحه, كما أنها منحت نفسها الحق في التدخل في أدق الشؤون الداخلية لبلد آخر دون أدنى اعتبار للأعراف الدبلوماسية حتى وصل الأمر للدفاع عن متورطين في جريمة كبرى وفقا لجميع القوانين الدولية..
لقد استفز هذا الأمر الرئيس التركي فما كان منه إلا أن وجه تصريحات رادعة للأمريكيين قال فيها: إن "الخونة (الانقلابيين) قصفوا مركز القوات الخاصة (في العاصمة أنقرة) ما أدى لاستشهاد 50 من إخوتنا، أولئك سُيذكرون دومًا بخيانتهم، على عكس إخوتنا الذين سيستذكرون بتضحياتهم في سبيل الوطن"..
وأضاف أردوغان إن " تطهير قواتنا من الانقلابيين أزعج الجيش والاستخبارات الأمريكية. ينبري أحد الجنرالات أو الأميرالات في أمريكا وبالتزامن مع ما يجري (في تركيا) ليقول "شخصيات من مستويات عليا في القيادة، كنّا نتواصل معهم، قد باتوا خلف قضبان السجون"، على الإنسان أن يخجل قليلًا، هل أنت مخوَّلٌ بالخوض في هذه الأمور واتخاذ قرارات في هذا الصدد؟، من أنت؟ عليك قبل كل شيء أن تعرف حدودك وتعرف نفسك"..
إن انقلاب تركيا الفاشل لم يكشف حجم التآمر من أعداء الأمة داخل تركيا بل كشف الكثير من الأعداء خارجها وفضح ألاعيبهم التي انطلت لعقود طويلة على شعوب المنطقة.
[/align]
ومن أهم هذه الشواهد: اللقاء الودي الذي تم رصده قبيل الانقلاب بين جنرال أمريكي وقائد قاعدة أنجرليك الذي تورط في الانقلاب وظهر خلال اللقاء مدى قوة العلاقات بين الطرفين...
كما أشار المراقبون إلى صمت أمريكا المريب لساعات عقب الانقلاب والاكتفاء بقولها "أنها تتابع عن كثب ما يجري" رغم أن المحاولة الانقلابية كانت واضحة الأهداف منذ البداية..
أضف إلى ذلك وجود المحرض الرئيسي للانقلاب وهو المدعو فتح الله غولن في أمريكا منذ سنوات عديدة وانتشار مدارسه ومؤسساته فيها بحرية كاملة رغم مطالبة أنقرة بتسليمه لها عدة مرات واتهامها له باختراق مؤسسات الدولة..كما لفت المراقبون إلى العلاقات الجيدة التي تربط كبار رجال الانقلاب مع المؤسسة العسكرية في أمريكا منذ وقت طويل..وأشاروا كذلك إلى طريقة استقبال واشنطن للإجراءات التي اتخذتها أنقرة ضد الانقلابيين حيث أدانتها بشدة ودافعت عن الانقلابيين تحت ذريعة "حقوق الإنسان واحترام القانون"...
كما أوضحوا أن طريقة إنفاق الانقلابيين على محاولتهم تحتاج إلى موارد ضخمة وأن هذا لا يتأتي إلا بمساعدة خارجية...في نفس الوقت أكد هؤلاء أن العلاقات بين حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا وواشنطن ظلت دائما تشوبها حالة من التوتر والخلاف خصوصا بشأن موقف أمريكا مما يجري في العراق وسوريا...وأفادوا أيضا بأن واشنطن تجد من السهولة لها التعامل مع العسكريين على التعامل مع الحكومات المدنية المنتخبة خصوصا في الشرق الأوسط ....
ورغم أن ما قيل في هذا الشأن شديد الوجاهة إلا أن الاعتراف الذي أدلى به أحد الجنرالات الأمريكيين مؤخرا يجعل فرضية تورط أمريكا في الانقلاب الفاشل أكثر قوة؛ فقد كشف قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل عن أن عدداً من أوثق حلفاء أميركا العسكريين في الجيش التركي أودعوا السجون عقب المحاولة الانقلابية. ..
وقال في منتدى آسبن الأمني بولاية كولورادو "لدينا بالتأكيد علاقات مع كثير من القادة الأتراك، لا سيما العسكريين منهم.. أنا قلق إزاء ما قد يحدث لتلك العلاقات من تأثير"...وفي نفس المنتدى بكولورادو، تحدث مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر مردداً نفس أفكار فوتيل وتعليقاته، إذ قال إن التطهير العسكري الذي يجري في تركيا للجيش بعد محاولة الانقلاب الفاشلة تعيق التعاون في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة....وأوضح أن "كثيرين ممن كنا نتعامل معهم استُبعدوا أو اعتُقلوا، وما من شك في أن ذلك سيحدث انتكاسة ويجعل التعاون أكثر صعوبة مع الأتراك"....
هذه التصريحات الأخيرة بالإضافة لكشفها عن العلاقات بين الانقلابيين وكبار القادة الأمريكيين فإنها تشير إلى أمور أخرى غاية في الخطورة منها: إن واشنطن فقدت توازنها عقب فشل الانقلاب وأنها لم تكن تتخيل عدم نجاحه, كما أنها منحت نفسها الحق في التدخل في أدق الشؤون الداخلية لبلد آخر دون أدنى اعتبار للأعراف الدبلوماسية حتى وصل الأمر للدفاع عن متورطين في جريمة كبرى وفقا لجميع القوانين الدولية..
لقد استفز هذا الأمر الرئيس التركي فما كان منه إلا أن وجه تصريحات رادعة للأمريكيين قال فيها: إن "الخونة (الانقلابيين) قصفوا مركز القوات الخاصة (في العاصمة أنقرة) ما أدى لاستشهاد 50 من إخوتنا، أولئك سُيذكرون دومًا بخيانتهم، على عكس إخوتنا الذين سيستذكرون بتضحياتهم في سبيل الوطن"..
وأضاف أردوغان إن " تطهير قواتنا من الانقلابيين أزعج الجيش والاستخبارات الأمريكية. ينبري أحد الجنرالات أو الأميرالات في أمريكا وبالتزامن مع ما يجري (في تركيا) ليقول "شخصيات من مستويات عليا في القيادة، كنّا نتواصل معهم، قد باتوا خلف قضبان السجون"، على الإنسان أن يخجل قليلًا، هل أنت مخوَّلٌ بالخوض في هذه الأمور واتخاذ قرارات في هذا الصدد؟، من أنت؟ عليك قبل كل شيء أن تعرف حدودك وتعرف نفسك"..
إن انقلاب تركيا الفاشل لم يكشف حجم التآمر من أعداء الأمة داخل تركيا بل كشف الكثير من الأعداء خارجها وفضح ألاعيبهم التي انطلت لعقود طويلة على شعوب المنطقة.
[/align]