الاستغفار وفضله

زراك زراك
1433/04/25 - 2012/03/18 13:32PM
الاستغفار وفوائده
الجمعة 16مارس , 2012 م الموافق ‏23/‏ربيع الثاني/‏1433هـ
محمد زراك إمام مسجد أولاد برحيل
لبسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
الحمد لله الذي جعل الاستغفار من أكبر النعم والهدايا، نحمده سبحانه وتعالى ونشكره ونسأله الثبات على السنة والسلامةَ من المحن والرزايا، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عالم السر والخفايا، والمطلع على مكنون الضمائر والنوايا، ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله كريم الخصال وشريف السجايا، عليه من الله أفضل الصلوات وأزكى التسليمات وأشرف التحايا، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم تكشف فيه النفوس عما فيها من الأسرار والخبايا…أما بعد أيها الأخوة المؤمنون :
جاء رجلُ إلى الحسن البصري يشكو إليه الجذب والقحط والجفاف فأجابه قائلاً : " استغفر الله " ، ثم جاءه رجلُ آخر يشكو الحاجة والفقر فقال له : " استغفر الله " ، ثم جاءه ثالث يشكو قائلا: ماعندي أولاد فقال له : " استغفر الله ثم جاءه رجل رابع يشتكي قائلا: عندي بئر أشرب منها وأسقي بها زرعي وقد جفت هذه الأيام، ماذا أفعل؟ فقال له استغفر الله!!!!!
فتعجب القوم من هذه الإجابة، أربع أسئلة بإجابة واحدة، هذا في قحط قال له استغفر الله!! هذا ضيق الرزق قال له استغفر الله!! هذا ما عندي أولاد استغفر الله هذا البئر جافة قال استغفر الله!! الحاضرون قالوا له أتاك رجال يسألون أنواعا فأمرتهم كلهم بالاستغفار كيف ذلك؟ فقال: ما قلت من نفسي شيئا، هذا الجواب إنما هو من عند الله عز وجل، عن نبيه نوح عليه السلام عندما قال لقومه
: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموالِ وبنين يجعل لكم جناتِ ويجعل لكم أنهاراً .
معاشر المؤمنين إن الاستغفار له مكانة عظيمة ومنزلة عالية، في دين الله فهو أساس لاستجلاب الخيرات وحلول البركات ونزول النّعم وزوال المصائب والعقوبات، بالاستغفار تقال العثرات وتكفر الخطيئات، وترتفع الدرجات وتعلو المنازل في الدنيا وفي الآخرة.
ولذلك كان أنبياء الله ورسله على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، كلهم يستغفرون الله سبحانه وتعالى، فذكر الله تعالى عن أبوينا عليهما السلام أنهما قالا: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
وذكر لنا عن سيدنا نوح - عليه السلام – أنه قال: وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين وذكر عن سيدنا موسى – عليه السلام – أنه قال: رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي وذكر عن سيدنا داود – عليه السلام – أنه قال: فاستغفر ربه وخرّ راكعاً وأناب وذكر عن سيدنا سليمان – عليه السلام – أنه قال: رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي ،وقد كانت حياة نبينا صلى الله عليه وسلم عامرة بالاستغفار في أوقاته كلها ومجالسه جميعها، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " كنا نعدُّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رب اغفر لي وتب عليّ في المجلس الواحد مائة مرة " بل جاء أعظم من ذلك وهو ما ثبت في سنن النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " ما رأيت أحدا أكثر من قول: أستغفر الله وأتوب إليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم"
عباد الله: للاستغفار فوائد عظيمة
منها: أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات وإقالة العثرات كما قال تعالى:(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً). وفي الحديث القدسي: "قال الله تعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك".
ومن فوائد الاستغفار: أنه يزيل العقوبات والنقم ويسلمك من الحوادث و الفتن والمحن ؟ قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ
ومن فوائد الاستغفار: أنه سبب لتفريج الهموم والغموم، وجلب الأرزاق والخيرات والخروج من المضائق؛ ففي سنن أبي داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب".
ومن فوائده: قوة الجسم وصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات والأمراض ؟ قال تعالى:{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}
أيها المؤمنون: تأملوا هذه القصة: كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله مسافرا في أحد الأيام، فمر بمسجد فصلى فيه العِشاء، ولم يكن يعرف أحداً في تلك المنطقة، فافترش الشيخ مكانه في المسجد واستلقى فيه لينام، وبعد لحظات إذا بحارس المسجد يطلب من الشيخ الخروج من المسجد ، وكان هذا الحارس لا يعرف الإمام احمد، فطلب منه الخروج والنوم خارج المسجد، وبعد تجاذب أطراف الحديث قام الحارس بجرّ الإمام أحمد إلى الخارج جرّاً، وإذا بأحد الأشخاص يمرّ بهما والحارس يجر الشيخ؛ فسأل ما بك؟... فقال الشيخ أحمد لا أجد مكاناً أنام فيه، والحارس يرفض أن أنام في المسجد، فقال الرجل تعال معي إلى بيتي، فذهب الإمام أحمد معه، وكان هذا الرجل خبازاً وهو يعدّ العجين ويكثر من الاستغفار طوال الليل؛ وكان حاله هكذا منذ زمن ، يعجن ويستغفر، فأحس الإمام أحمد بأنّ أمر هذا الرجل عظيم من كثرة استغفاره.. وفي الصباح سأل الإمام الخباز سؤالاً قائلا: هل رأيت فضل الإستغفار عليك؟ فقال الخباز: نعم. ووالله إني كل ما أدعو الله دعاءً يستجيب لي، إلا دعاءً واحداً لم يُستجَب حتى الآن، فقال الشيخ وما ذاك الدعاء؟ فقال الخباز: أن أرى عالما كبيرا اسمه: أحمد بن حنبل.
فبكى الإمام وقال: أنا الإمام أحمد بن حنبل، فوالله إنني قد جررت إليك
جراً،
قصة أخرى لامرأة في واقعنا المعاصر، هذه المرأة تأخرت عنها الذرية لقرابة عشر أو خمسة عشر سنة ، وخلال هذه المدة ذهبت إلى العديد من الأطباء داخل وخارج أرض الوطن ، حتى مضى عليها هذه المدة ولم تُرزق بأولاد ! ، وفي أحد الأيام سمعت درسا عن الاستغفار وفضله .. تقول المرأة أنها منذ سمعت هذه المعلومة داومت علىالاستغفار ولم يمض ستة أشهر إلا وهي حامل بإذن الله تعالى ،، وأنجبت الأبناء سبحان الله
فينبغي لنا -أيها المسلمون- ملازمة الاستغفار في كل وقت والإكثار منه في كل الأحوال ؛ لنحوز هذه الفضائل، وننال هذه الخيرات. اللهم اجعلنا من عبادك التوابين المستغفرين، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله.....
الخير عند الله عز وجل، المال المطر الأولاد الصحة النجاح نعمة شرح الصدر السرور الزوج الصالح....الخير عموما عند الله، ما عليك إلا ان تستغفر الله في كل أحوالك، ليعطيك الله من الخير ما تتمنى،
لاكننا نرى أناسا كثيرين يستغفرون الله ليلا ونهارا، ومشاكلهم تزداد، والجفاف يزداد، والفقر يزداد ، والأمور تزداد تعقيداً، فأين الخلل؟ جاء أعرابي إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يشكو شدة لحقته وضيقا في المال وكثرة من العيال ،فقال له: عليك بالاستغفار، فإن الله عز وجل يقول { اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا...} الآية فعاد إليه بعد أيام فقال له يا أمير المؤمنين إني قد استغفرت الله كثيرا وما أرى فرجا مما أنا فيه فقال لعلك لا تحسن أن تستغفر ، قال ‏:‏ علمني ، قال ‏:‏ أخلص نيتك ، وأطع ربك ، وقل ‏:‏ اللهم إني أستغفرك من كل ذنب قوي عليه بدني بعافيتك ، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك...الخ دعائه كرم الله وجهه،
الشاهد أيها المؤمنون! أن الاستغفار يحتاج إلى انكسار وندم وخضوع وخشوع بين يدي الله عز وجل،
عباد الله أختم هذه الخطبة بهذا الحديث الجميل، روى البخاري عن شداد بن أوس ‏‏رضي الله عنه ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏سيد ‏‏الاستغفار أن تقول
(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)
قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة .
ألا فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله…
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
أمير المؤمنين محمدا السادس اللهم وفقه لهداك، واجعل عمله في رضاك، وأعنه على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انصر به وعلى يديه، اللهم احفظه في ولي عهده وفي كافة أسرته الشريفة يارب العالمين.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ قُلُوبَنَا مُطْمَئِنَّةً بِحُبِّكَ، وَأَلْسِنَتَنَا رَطْبَةً بِذِكْرِكَ، وَجَوَارِحَنَا خَاضِعَةً لِجَلاَلِكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَارِنَا أَوَاخِرَهَا، وَخَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمَهَا، وَخَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ.اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها أولها وآخرها سرها وعلنها. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.اللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا وخطأنا وعمدنا.اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفار فأرسل السماء علينا مدرارا. اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر. اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا. اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والزلازل والمحن والفتن كلها ما ظهر منها وما بطن. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
المشاهدات 5170 | التعليقات 1

شكر الله لك أخي الحبيب
لكن ليتنا نتحقق عند ذكر القصص من صحة نسبتها
ولاسيما إن كانت مع أئمة وعلماء أو شخصيات علمية شهيرة
فيبدو أن قصة الإمام أحمد مع الخباز غير صحيحة،
وفيها نكارة إذ لم تكن المساجد تغلق وقتذاك.
ولمعرفة الكلام عن هذه القصة يُنظر الرابط :
http://www.al-sunan.org/vb/showthread.php?t=6443
والله تعالى أعلم