الاستعداد لشهر رمضان

زراك زراك
1433/08/23 - 2012/07/13 17:42PM
[FONT="] الاستعداد لشهر رمضان[/FONT]
[FONT="] 23شعبان[/FONT][FONT="] 1433 / 12 يوليوز 2012[/FONT]
[FONT="] محمد زراك إمام وخطيب المسجد الكبير بأولاد برحيل المغرب[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]أما بعد فيا أيها المؤمنون![/FONT]
[FONT="]من أخلاق الإسلام الرفيعة إكرام الضيف، والضيف في الإسلام يدخل برزقه ويخرج بذنوب أهل البيت، فهو زيادة في الرزق وتطهير للذنوب، وقد أثر عنه [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] أنه قال من أكرم ضيفا يعرفه فكأنما أكرم رسول الله، ومن أكرم ضيفا لا يعرفه فكأنما أكرم الله، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، هذا إذا كان الضيف من عامة الناس فكيف إذا كان الضيف قد جاء من عند الله، ضيف لا يفرق بين غني وفقير ولا بين شريف ووضيع ولا بين عاص ولا مطيع ، ضيف رباني يأتي بالمكرمات والخيرات والبركات، لكل المسلمين، ذلكم هو شهر رمضان، فاللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام اللهم اجعلنا من عتقائك من النار في رمضان، واجعلنا من المقبولين الفائزين برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم أدخله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالصحة ، والعزة، والكرامة ، والنصر على الأعداء، واجعل مآلنا فيه إلى جنانك، يا سميع الدعاء ، يا ذا المن والعطاء ، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ،إنك أنت السميع العليم[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]هاهو رمضان سيحل بنا ضيفا كريما، فمن كرمه يغفر الله به الذنوب، وتضاعف فيه الأعمال، وحسبكم في فضائله وكرمه أن أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. تصفد فيه الشياطين، وتفتح فيه أبواب الجنان، ورب ساعة قبول من رمضان، أدركت عبداً فبلغ بها درجات الرضى والرضوان. [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]أيها المؤمنون! إليكم الآن صورة مصغرة لحياة النبي[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] في رمضان،[/FONT][FONT="] فقد كان [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أجود الناس على الإطلاق، و لكنه[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] في رمضان يزداد جوداً، فقد كان[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] ريحاً مرسلة في السخاء والكرم والإنفاق، [/FONT][FONT="]روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان النبي[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة». يجالس فيه الصالحين، ويدارس فيه القرآن، ويعتكف في المسجد بالتراويح والقيام، حتى تورمت منه قدماه، روى البخاري ومسلم عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنها قالت: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رَسُول اللَّهِ وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبداً شكوراً؟». [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]تلكم -يا عباد الله- صورة مصغرة لحياة النبي[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] في رمضان، تلكم هي بطاقة تعريف لسيرة النبي[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] في رمضان: كلها كرم وجود، واعتكاف بجد واجتهاد، [/FONT]
[FONT="]أيها الإخوة الكرام! إذا كان النبي[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] أجود بالخير في رمضان من الريح المرسلة على الفقراء، فنحن أيضا في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة؛ لكن ليس على الفقراء! بل على أنفسنا وبطوننا فنتحرى من المأكولات أشهاها، ومن المشروبات أحلاها ، ناسين أو متناسين [/FONT][FONT="]أن الله شرع الصيام للقلب والروح لا للبطن والمعدة، شرع الصيام تهذيبا للأغنياء ومواساة للفقراء، لا معرضا لفنون الأطعمة والأشربة، حيث يزداد فيه وزننا بقدر ما تزداد فيه حسرة الفقير! [/FONT]
[FONT="]وإذا كان النبي[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] يحيي ليالي رمضان حتى تورمت قدماه، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فنحن أيضا نحيي ليالي رمضان لكن بمشاهدة الأفلام والمسلسلات حتى تورمت عيوننا، فنزيد من قائمة ذنوبنا ما تقدم منها وما تأخر! [/FONT]
[FONT="]وإذا كان النبي[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] يتعرض في رمضان لنفحات الرحمن، فنحن نعرض أنفسنا في وسائل الإعلام لنفحات الشهوة والشيطان! حيث يرفعون من وثيرة الفسق في ليالي رمضان، فيبثون لبيوت الصائمين والصائمات أفظع الأفلام والسهرات ، وكلكم يعلم أن قنواتنا منذ شهرين وهي تتسابق في تقديم إشهار الأفلام، فخذوا حذركم من أهل الباطل،فاحذر أيها المسلم! ولا تحرم نفسك في رمضان من رحمة الله، فإن الخاسر هو من مر عليه رمضان ولم يفز فيه،[/FONT]
[FONT="]وإذا كان النبي[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] يكثر في رمضان من مدارسة القرءان، ومجالسة الصالحين، ف[/FONT][FONT="]منا [/FONT][FONT="]من يكثر من مصاحبة قرناء السوء ومدارسة لعبة الورق وغيرهما من وسائل القمار في المقاهي، وفي البيوت وعلى قارعة الطريق تحت الحيطان لا يتحركون من أجل الله أكبر ولا حي على الصلاة،وأغلبهم من الشيوخ أصحاب التقاعد، الذين تشتهيهم لملأ أوقاتهم بذكر الله واعتياد المساجد. [/FONT]
[FONT="]أما الشباب فمدارستهم في السبرات في شبكة الانترنيت، مدارسة لفساد ربما لا يخطر حتى ببال الشيطان، كل ذلك في نهار رمضان وليالي رمضان![/FONT]
[FONT="]هذه هي صورة واقعنا في رمضان مقارنة بصورة رسول الله [/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] والمشكل في عصرنا أن رمضان أصبح عند كثير من الناس عادة لا عبادة اعتادوا عله وتوارثوه جيلا بعد جيل، ومصيبة الدين إذا تحولت فيه العبادة إلى عادة أي احتفظت العبادة بالشكل وفرغت من روحها، تجد الإنسان في رمضان يسهر حتى السحور فيتسحر وينام، سهر بالليل ونوم بالنهار، فيخرج العبد من رمضان كما دخل فيه أو أفسد من الحالة التي كان عليها قبل رمضان عاداته هي هي ، أخلاقه هي هي ، انقطاعه عن الله هو هو ، غضبه بل إن غضبه يزداد في رمضان ، لأنه جائع، هذا الصيام لا يريده الله عز وجل هذا صيام الجهلاء نعوذ بالله أن نكون منهم [/FONT]
[FONT="]عن [/FONT][FONT="]أبي هريرة رضي الله عنه : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال "آمين آمين آمين" فقيل له : يا رسول الله ، إنك صعدت المنبر فقلت آمين آمين آمين . فقال "أتاني جبرائيل عليه السلام فقال : يا محمد [/FONT][FONT="]رغم أنف[/FONT][FONT="] امريء أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة ، قل : آمين ، فقلت : آمين . ثم قال : [/FONT][FONT="]رغم أنف[/FONT][FONT="] امريء ذُكرتَ عنده فلم يصل عليك ، قل : آمين ، فقلت : آمين".ثم قال[/FONT][FONT="] رغم أنف[/FONT][FONT="] امريء دخل عليه شهر رمضان ثم خرج ولم يغفر له ، قل آمين ، فقلت آمين ،[/FONT][FONT="] من دخل عليه رمضان فلم يغفر له فهو ذليل خائب خاسر.. أقول قولي.....[/FONT]
[FONT="] الخطبة الثانية[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]أيها الإخوة الكرام ،أردت من هذه الخطبة أن تكون اسعدادا لرمضان أستنهض بها الهمم ، وأحثُّ فيها نفسي قبلكم على أن نستقبل هذا الشهر بأسلوب يرضي الله عز وجل ، لا أن نتبع التقاليد والعادات التي ألِفَهَا مجتمعنا ، والتي حجبتنا عن الله عز وجل ، وحجبتنا عن قطف ثمار الصيام. هذه العادات والتقاليد ينبغي أن تكون تحت قدمك منذ الان لأنها تتناقض مع منهج الله ، هذه العادات والتقاليد ينبغي أن تكون تحت قدمك لأنها تحول بينك وبين الله ، هذه العادات والتقاليد ينبغي ألا تعبأ بها ما دمت تريد رضى عز وجل . [/FONT]
[FONT="]إنكم يا عباد الله ستدخلون دورة تدريبية روحية، فهي فرصة للغافل أن ينتبه، وفرصة للعاصي أن يتوب، وفرصة للبخيل أن يجود، وفرصة للمدمن أن يؤوب، وفرصة للمستقيم أن يخلص وينيب، وفرصة للمتبرجة أن تتحجب لسان حالهم يتفاعل مع منادي الله عز وجل يا باغي الخير أقبل وزد ويا باغي الشر أقصر وتوقف جاءت فرصة الخيرين أن يتنافسوا ويسرعوا إلى الجنة، وجاءت فرصة المذنبين أن يتوقفوا ويتوبوا [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
المشاهدات 3568 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا