الاستعداد لرمضان

عايد القزلان التميمي
1438/08/22 - 2017/05/18 12:27PM
الاستعداد لرمضان 23 شعبان 1438هـ
الحمد لله جعل شهر رمضان سيد الشهور، أفاض فيه الخير والنور، يعيش المسلمون في ظله بسعة وحبور، سبحانه يغفر الذنوب، ويستر العيوب، ويقبل التوبة، وأشهد أن لا إله إلا الله فرض علينا الصيام تهذيباً للنفوس وتقوى للقلوب بقوله: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وأشهد أن نبينا وقائدنا وشفيعنا محمداً عبد الله ورسوله، الصادق الأمين، غفر الله له ذنبه، وشرح له صدره، وضع عنه وزره ورفع له ذكره، وكان مجتهداً وأكثر ما يكون ذلك في رمضان، وكان كريماً وأكثر ما يكون ذلك في رمضان، وكان جواداً وأكثر ما يكون ذلك في رمضان، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم، واستن سنتهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد فيا عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل
أيها المؤمنون : اعلموا أن رمضان موسم الخير والطَّاعات، الشهر الذي أنزل فيه القرآن هو شهر الخير والبركة، فيكفي أن تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار، ولعِظَم هذا الشهر كان من الواجب علينا ألا ندعه يمر مرور الكرام كغيره من شهور السّنة، فهو فرصة يجب علينا أن نغتنمها في الطّاعات والعبادات، لذا كان من الضروري جداً أن نستعد جيداً لهذا الشهر الكريم وأن نهيّئ أنفسنا لاستقباله، والاستعداد له
• ومن الاستعداد لشهر رمضان الدعاء: كان السلف رحمة الله عليهم يستعدون لرمضان بالدعاء أن يبلغهم الله هذا الشهر، لذا علينا أن ندعي الله عز وجل أن يبلغنا هذا الشهر ونحن على خير في ديننا وعافيتنا وأن يعيننا على الطاعة والعبادة.
• ومن الاستعداد لشهر رمضان التوبة: لا يتصوّر العاقل أن شهر عظيم سيُقبل علينا مثل شهر رمضان ونحن مستمرين في المعاصي والذّنوب، أو يدخل علينا هذا الشهر ونحن في خصام وعدوات مع أي من النّاس، فمن الواجب علينا جميعاً قبل دخول رمضان أن نعقِد النيّة والعزم على التوبة الصادقة النابعة من القلب وأن نُصلح ما بيننا وبين الله أوّلاً ثم أن نُصلح ما بيننا وبين النّاس، حتى نتمكن من استقبال هذا الشهر بطمأنينة وسلام.
• ومن الاستعداد لشهر رمضان الإطلاع على فوائد هذا الشهر الكريم قبل دخوله وأن نقرأ ونتعرف على أحكامه وفضله وعظمته عند الله عز وجل، ولتكون معينة لنا في هذا الشهر وأن نبتغي من ورائها وجه الله تعالى.
• ومن الاستعداد لشهر رمضان التفرغ: ربما تشغلنا الحياة غالباً في الكثير من الأعمال طوال السنة، لكن لا يجب أن نسمح لها أن تشغلنا عن هذا الشهر المبارك، الذي يجب أن نفرغ فيه أنفسنا للطاعة والعبادة والأعمال الصالحة بعيداً عن كل صخب هذه الدنيا، وبطبيعة الحال فهذه ليست دعوى لشل أركان الحياة في هذا الشهر بل هي في التخلص من الأعمال التي يمكن إنجازها في غير رمضان قبله أو بعده، لندخل رمضان وقد أزحنا عن عاتقنا هذا الحمل.
عباد الله : فعن جابر بن عبدالله - رضِي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رَقِي المنبر، فلمَّا رَقِي الدرجة الأولى قال: ((آمين))، ثم رَقِي الثانية فقال: ((آمين))، ثم رَقِي الثالثة فقال: ((آمين))، فقالوا: يا رسول الله، سمعناك تقول: آمين ثلاث مرات؟ قال: ((لَمَّا رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل - صلى الله عليه وسلم - فقال: شَقِي عبدٌ أدرك رمضان فانسَلَخ منه ولم يُغفَر له، فقلت: آمين، ثم قال: شَقِي عبدٌ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُدخِلاه الجنة، فقلت: آمين، ثم قال: شَقِي عبدٌ ذُكرتَ عنده ولم يصلِّ عليك، فقلت: آمين))؛ (أخرجه ابن خُزَيمة، والبخاري في "الأدب المفرد"،
وفي رواية: ((رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يُغفَر له)).
وفي رواية: ((بُعدًا لِمَن أدرك رمضان فلم يُغفَر له).
وفي رواية: ((ومَن أدرك رمضان فلم يُغفَر له، فأبعَدَه الله)).
وفي رواية: ((ومَن أدرك رمضان فلم يُغفَر له دخل النار، فأبعَدَه الله وأسحَقَه)).
عباد الله فنحن بعد أسبوع بمشيئة الله أمام فرصة كي يغفر لنا كل ذنب ، لقول النبي عليه الصلاة والسلام :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
)) مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ((
عباد الله أما حال السلف في استقبال شهر رمضان:
كما هو مدون في الكتب المروية بأسانيد الثقات عنهم أنهم كانوا يسألون الله -عز وجلَ- أن يبلغهم رمضان قبل أن يدخل ثم إذا دخل رمضان يسألون الله أن يعينهم على العمل الصالح فيه ثم إذا انتهى رمضان يسألون الله أن يتقبله منهم كما قال الله -عز وجلَ (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ))
وكانوا يوفرون الوقت للجلوس في بيوت الله -عز وجلَ- ويقولون نحفظ صومنا ولا نغتاب أحداً ويحضرون المصاحف ويتدارسون كتاب الله -عز وجلَ- كانوا يحفظون أوقاته من الضياع ما كانوا يهملون أو يفرطون كما عليه حال الكثير اليوم بل كانوا يحفظون أوقاته الليل في القيام والنهار بالصيام وتلاوة القرآن وذكر الله وأعمال الخير ما كانوا يفرطون في دقيقة منه أو في لحظة منه إلا ويقدمون فيها عملا صالحا .
الخطبة الثانية
الحمد لله الكريم المنّانِ، أحمدُه سبحانه شرَّف هذه الأمّةَ وخصَّها بصيام شهرِ رمضان، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنّ نبيّنا محمّدًا عبد الله ورسوله خيرُ من صلّى وصام وقامَ لعبادة ربِّه الرحيم الرحمنِ، اللهمّ صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمّد وعلى آله وصحبه والتّابعين ومن تبعهم بإحسانٍ.
أما بعد فيا أيها المؤمنون : ثبت النهي عن صيام آخر يومين من شعبان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوما فليصمه" رواه البخاري ومسلم، والمقصود بالنهي النفل المطلق،وأما النفل السابق المعتاد فقد دلّ الحديث أنه لا حرج في صومه كمن كانت عادته صوم الاثنين والخميس مثلا وكذلك من كان عليه صوم واجب كقضاء أو كفارة فإنه يصوم
المرفقات

الاستعداد لرمضان.doc

الاستعداد لرمضان.doc

المشاهدات 1050 | التعليقات 0